الملاحظات
صفحة 22 من 29 الأولىالأولى ... 122021222324 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 211 إلى 220 من 290

الموضوع: رواية بين الأمس واليوم

  1. #211  
    المشاركات
    3,260
    " يا أختي أنتي وش جابش عندي لغرفتي فارقي لرجالش!!
    أبي أنام زهقتيني!!"

    سميرة تتمدد على سرير وضحى وهي تضحك: من زين خشتش بس
    لو علي ما أبي إلا شوفة تيمو
    بس شأسوي هو مشغول بكمبيوتر صاحبه يقول يبيه ضروري بكرة الصبح
    وطردني لأني كل شوي مدخلة يدي مع يده أهندس معه ما أقدر أقعد فاضية يدي تأكلني!!

    وضحى بتأفف باسم وهي تتمدد جوارها: أنتي كل شيء فيش يأكلش
    أول مرة أشوف وحدة تهذر على الجهتين مثلش بإيديها ولسانها

    سميرة بمرح: زين خلينا من ذا الهذرة وقولي لي وش قررتي في اللي قاله لش تميم

    وضحى بخجل: ما أدري مابعد فكرت أنتي وش رأيش

    سميرة بمرح مختلط بالجدية: تبين رأيي مابدهاش عقب شهر وعشرين يوم بالضبط

    وضحى ضحكت برقة: وش معنى ذا التحديد الدقيق

    سميرة بإبتسامتها العذبة: لأنه هذا وقت رجعتنا للدوام فليش تضيعين على نفسش إجازة الزواج
    يعني استغلي إجازة الصيف تتسوقين وأنتي مرتاحة وعقب خذي إجازة الزواج الأسبوعين من عيون الشغل

    وضحى تضحك: يمه منش يالسكنية ولا حتى طرى على بالي ذا كله

    سميرة قفزت بحماس: يعني أقول لتميم يقول لنايف

    وضحى بجزع خجول: لا لا لازم تقولين لأمي أول وهي بتقول له






    ****************************************






    البارحة بعد أن تمدد على السرير وعاود فتح عينيه ليجدها مازالت تجلس على الأريكة
    حلف عليها أن تنام هي على السرير ونام على الأريكة
    ولكن هل يتكرر هذا الليلة أيضا


    بالفعل لايريد منها شيء مما يخطر ببالها يريدها أن تطمئن له فقط
    ولكن مادامت لا تريد أن تتقبل قربه ولا بأي طريقة فكيف ستبدأ تعتاد عليه!!

    كانت تجلس على الأريكة بعد أن أنهت وردها جاء وجلس قريبا منها حين انتهى هو أيضا وهو يهمس لها بولعه الحقيقي:
    حبيبتي شعاع الليلة بعد تبين تنيمني على الكنبة

    شعاع دعكت يديها بتوتر بينما علي يهمس لها بعمقه الواله:
    والله العظيم أدري إنش مصدومة من تصرفي البارحة
    بس خلني أسالش شيء
    لو أبيش الله يحفظه لش غاب عنكم سنين ماتدرون عنه شيء وعقب رجع فجأة وشفتيه قدامش
    هل بتوقفين قدامه وتقولين له ياحياك الله يارجّال ووين الغيبة
    وإلا بتلوين عليه بدون مقدمات أو كلام

    شعاع لا تعرف طبعا ماذا يقصد بكل هذا لكنها أجابته بعفوية:
    طبعا بأتلوى عليه من اللي له قلب يحكي ذاك الوقت من الصدمة

    ابتسم علي: زين هذي حالتي بالضبط شفتش قدامي وأنا كنت أظن إني مستحيل أشوفش حياتي كلها
    تبين أقعد أخذ وأعطي معش في الكلام وأنا عقلي طار مني


    شعاع لا تصدقه إطلاقا لذلك لم تفكر حتى أن تسأله كيف إذن تتزوج واحدة وقلبك مع واحدة أخرى او كيف تتجرأ أن تخطب واحدة في يوم ملكتنا
    فبالها في أمور أعمق وأهم الآن
    أن تحمي نفسها منه!!

    همست شعاع برقتها التلقائية: زين أنت الحين ليش تضرب ذا المثال وش بتستفيد منه يعني

    علي بدلا من أن يجيبها همس بولع: أنتي مخلوقة حقيقية وإلا حلم
    أنتي الحين تتكلمين وإلا تنثرين شهد وسكر من بين شفايفش

    شعاع اختنقت بالفعل ووجهها يتفجر احمرارا من الخجل
    حتى إن كانت لا تصدقه فهي لا تستطيع احتمال مثل هذا الكلام لا تستطيع
    براءتها لا تستطيع شفافية قلبها لا تستطيع نقاء روحها لا يستطيع!!

    علي حينها ضغط جانبي رأسه وهو ينظر بكل ولعه اللامتناهي إلى احمرار وجهها المتفجر:
    شعاع ياقلبي خفي علي أنا واحد ذايب بدون شي ارحميني


    شعاع بيأس: أرجوك علي لا تقول لي ذا الكلام أنا ماسويت لك شيء

    علي باستنكار واله: ماسويتي لي شيء!!
    أنتي مابقى شي من التعذيب ماسويتيه فيني من أول دقيقة شفتش فيها لين الحين
    حتى شوفت خدودش وهي مولعة حمر كذا يعذبني
    حتى وأنتي ساكتة تعذبيني وحتى يوم تحنين علي وأسمع همستين من بين شفايفش تعذبيني


    شعاع صمتت واحمرار وجهها يتزايد " يا الله هذا وش يبي مني بعد"
    همست باختناق: الحين علي وش اللي تبي توصل له من ذا الكلام كله

    همس علي بشفافية عميقة: ما أبي شيء أبي أعبر عن مشاعري بس لا أموت من الكبت
    أنا ما أدري وين أفكارش موديتش بس صدقيني شوفتش قدامي تكفيني عن كل شيء

    ثم أردف بمرح شفاف: بس بعد حبيبتي لا تصيرين صكة مرة وحدة يعني مافيها شيء لو نمتي جنبي خليتيني أمسك يدش على الأقل
    عشان تتعودين علي شوي شوي مايصير ذا الحاجز اللي حاطته بيننا

    حينها همست شعاع بجزع: ولو أنت تهورت

    ابتسم علي: زين وتهورت صارت مصيبة يعني
    ماعليش من كلام الدكتور لا تخافين عليّ هو وش عرفه إني لقيت دواي خلاص

    شعاع تكاد تبكي "هذا أكيد مهوب صاحي معقولة لذا الدرجة ماعنده إنسانية
    أو هو مايدري بحقيقة مرضه "






    *******************************************






    " تميم الليلة قال لي إن نايف يبي يحدد موعد العرس
    خلال شهر ونص شهرين بالكثير. وش رأيك"


    زايد يضع الكتاب الذي كان يقرأ فيه جانبا ويلتفت لمزنة التي أنهت قيامها ووردها للتو وتمددت جواره
    ويهمس بمودة صافية: الرأي رأيش أنتي وبنتش

    مزنة بأريحية راقية: ورأيك بعد وخصوصا إنك بتسافر بكرة
    وأكيد الموعد بيتحدد وأنت مسافر

    زايد بثقة: الموعد اللي بيناسب وضحى ودوامها براحتها
    وأنا بعد أبي أحدد موعد عرس بنتي لأنه غانم حرقنا بالإلحاح
    وأما السفر مابه سفر قاعد عندكم

    مزنة بتساؤل باسم: أفرح ماعلي تقعد عندنا بس علي من بيروح معه

    زايد بإبتسامة شامعة: ماحد على قولته من اللي يأخذ معه مرافقين في شهر العسل
    ثم أردف بسعادة ودودة: تدرين يامزنة صرت متشفق على شوفت شعاع.
    علي ماشفتيه البارحة أشلون منقلب حاله
    أبي أشوف اللي قدرت تغير مزاج علي كذا

    ابتسمت مزنة بسعادة: الله يبشرك بخير لا والله ماشفته لأنه يوم جا البارحة كنت عند إبي أعشيه
    أما على شعاع فسبحان الله يازايد على إن عيال فاضل كلهم غالين علي
    بس شعاع من أول مرة شلتيها في يدي وهي مولودة تحسها تشرح القلب وترّبع فيه
    الله يجمع بينهم في خير وعلى خير!!






    ******************************************







    " اليوم حاولي تطلعين من الدوام بدري شوي
    بأمر عليش 11 ونص"


    كاسرة باستغراب وهي تلتفت ناحيته بينما نظره مثبت على الطريق:
    ليه فيه شيء

    كساب بثقة: لا مافيه شيء بس علي ومرته بيتغدون عندنا قبل يطلعون المطار وأبيش تكونين موجودة!!

    كاسرة بهدوء: إن شاء الله 11 ونص بأكون جاهزة

    كساب صمت لثوان ثم أردف بحزم: وترا عندي سفرة عقب كم يوم ويمكن أطول فيها شوي
    أنا كنت مأجلها على أساس أني يمكن أسافر مع علي
    بس الحين ما أقدر أأجلئها

    رغما عنها ارتعشت أناملها التي أمسكت بها بقوة وأخفتها بداخل أكمام العباءة وهي تهمس بحزم صوتها المعتاد:
    تطول كم يعني أسبوع أسبوعين

    كساب بذات النبرة الحازمة ويداه مثبتتان على مقود السيارة: شهر ويمكن أكثر

    حينها لم تستطع أن تمنع عبرتها من القفز لتقف في منتصف حنجرتها وتتضخم (شهر يالظالم!! ويمكن أكثر!!)

    لم ترد عليه وهي تعتصم بالصمت
    بينما زفر هو بداخله بيأس لو كان الأمر بيده لم يكن ليغيب عنها وخصوصا أن الوضع غير مستقر أبدا بينهما

    ولكن ماذا يفعل لديه مهمة مؤجلة من فترة وماعاد يستطيع التأجيل أكثر!!

    هتف بحزم: وش فيش سكتي ماعلقتي يعني

    ابتلعت ريقها بصعوبة وهي تجيب بخفوت حتى لا يفضحها ارتعاش صوتها:
    خلاص صار عندي خبر وش تبيني أقول
    تروح وترجع بالسلامة






    ************************************





    لم يناما حتى صليا الفجر هي لتوترها ولكثرة ما سألها
    وهو لاستمتاعه بمراقبتها وسماع همساتها

    يا الله لم يتخيل أن مراقبة إنسان ستكون ممتعة ومبهجة للروح إلا معها
    وكل حركة تقوم بها تذيب قلبه الذائب منذ أمد

    دعكها لأناملها لفها لخصلات شعرها على أصابعها عضها لشفتيها

    أما حين تهمس ردا على أسئلته التي لا تنتهي لأنه لا يريدها أن تصمت فهمساتها كانت تنحره نحرا

    سألها عن كثير من الأشياء وأجابته بشفافية متوترة وهي لا تعلم ماذا يستفيد من معرفة كل هذا
    ماذا يستفيد من معرفة اسم مدرستها الابتدائية
    أو متى فكرت أن تقص شعرها لأول مرة
    أو ماهو طعامها المفضل

    هو كان يريد أن يعرف كل مافعلته في حياتها قبل أن تلتقيه أراد أن يغوص في ثنايا حياتها بكل دقائقها وتفاصيلها
    ولكنه بدأ يسأل عن حياتها الخارجية قبل أن يغوص للعمق ويعلم أنه مازال أمامه الكثير ولكنه مستمتع جدا برحلة المعرفة هذه

    وهو يقدم لها البديل الفوري مباشرة حتى يكون كل منهما على ذات المستوى من معرفة الآخر
    فإن سألها عن شيء وأجابته أجاب لها عن ذات الشيء عن نفسه
    أخبرها عن يومه الأول في المدرسة وعن أول شجار
    أحاديث عامة لم يغص فيها إلى العمق بعد حتى يكسب ثقتها التي أصبحت حلما له!!


    وكان مازال يشعر أنه يريد أن يقول الكثير ويسألها عن الكثير لولا أنه وجدها نامت فعلا حين عاد من صلاة الفجر

    وإن كان لم يستطع مراقبتها وهي نائمة حين عاد بسبب عتمة الفجر
    فهاهو يقترب منها الآن في ضوء النهار الساطع بعد أن نام مجبرا على أريكته


    بدت له أشبه ما تكون بحلم غافٍ. لا يعلم كيف يغفو الحلم ولكن من المؤكد أنه هكذا يغفو!!
    سماوي عذب مثقل بالروعة والحسن والبهاء!!


    كانت مستغرقة من النوم لا تعلم عن العينين الوالهتين اللتين كانتا تراقبانها بشغف
    ملامحها الغافية كانت تتسلط على روحه بقسوة حانية كيف تكون القسوة حانية لا يعلم أيضا!!

    فعلى اعتابها اجتمعت التضادات في روحه الهجير والنسيم العليل
    الوجع والرضى الألم والاطمئنان

    انحنى قليلا ليمد يده ليمسح على أناملها الغافية جوارها برفق عاشق
    همست برقة ناعسة: أممممم يمه أبي أنام

    همس بحنان عميق: حبيبتي قومي نبي نسوي شيك آوت نطلع

    شعاع حينها انتفضت بجزع وهي تجلس بحدة وتتراجع للخلف حتى تبتعد عنه
    وهي تشد جيبها عى عنقها بحركة دفاعية رغم أنها تلبس قميصا بجيب مغلق تماما

    علي شعر بضيق عميق من حركتها وهو يعتدل واقفا ويهمس بضيقه الشفاف:
    شعاع تراني ماني بهمجي ولا متوحش عشان تخافين مني كذا!!


    لم تقل شيئا وهي تتمنى لو استطاعت أن تبكي فقط
    هل لكل هذا من آخر هل له آخر





    ***************************************





    " حبيبتي وين بتروحين ذا الحزة
    أشوفش ملبسة زايد وتلبسين "

    كان منصور العائد من عمله يجلس على الاريكة وهو يراقب عفراء التي كانت تتانق أمام المرآة

    عفراء أجابته برقة: أم امهاب عازمتني على الغدا بتجيهم مرت علي
    وأبي أسلم على علي ومرته قبل يسفرون

    منصور بعتب: وبدون ماتقولين لي حتى

    عفراء اتسعت ابتسامتها برقة شديدة تتخيل لو أن هذا الموقف حدث في أول أيام زواجهما كان منصور ليثير عليها زوبعة قبل أن يسمع ردها

    مالت لتقبل رأسه وهي تهمس برقة: افتح تلفونك شوف كم اتصال جايك
    ويوم يأست إنك ترد علي أرسلت لك مسج

    منصور يستخرج الهاتف من جيبه: يوووووووه نسيته على الصامت كنا في اجتماع مهم شوي

    ابتسمت عفراء وهي تنظر للمرآة وتسأل بعفوية: خير إن شاء الله وإلا أسرار عسكرية

    ابتسم منصور: عندنا تدريبات للفرق وتراني بألهى معهم شوي الأيام اللي بتجي
    فلا تحاتيني لو صرت أتأخر بدون ما أتصل لش

    عفراء حينها استدارات لتقترب منه وتهمس برجاء عميق:
    لا منصور طالبتك بلاها تتأخر بدون اتصال ذي على الأقل أرسل لي مسج
    إلا لو تبيني استخف

    منصور وقف وهو يميل ليقبل جبينها ويهمس بمودة عميقة: بأحاول بس بعد أقول لش لا تحاتين
    خلاص عطيني دقايق أسبح وأبدل وأنا بأوديش زايد عازمني على الغدا بعد
    وطالبش تقولين لجميلة تكون جاهزة قبل أخلص لا أنتف شعر رأسي





    ************************************





    " حبيبتي ليش تبكين كذا"

    همست شعاع بشفافية بين شهقاتها الخافتة: مشتاقة لهلي

    ابتسم علي بحنان: لا تحاتين ياقلبي أسبوعين بالكثير وحن راجعين

    ثم أردف وهو يحاول إلهائها عن التفكير: تدرين إبي معجب فيش بشكل
    ما أدري وش سويتي بالشيبة وولده

    شعاع لم ترد عليه وهي مازالت تحاول كتمان شهقاتها
    حينها سألها سؤال آخر: متى آخر مرة رحتي لندن

    أجابته باختناق: مارحت لندن من قبل

    علي باستغراب: أبدا مارحتي

    شعاع تحاول أن تتماسك: أبد

    ابتسم علي: أحسن عشان تشوفينها بعيوني لندن أنا حافظها مثل كف يدي
    زين متى آخر مرة رحتي فيها أوربا

    شعاع كان بودها أن تضربه بحقيبتها على رأسه (صدق إنك بايخ وسخيف) شدت لها نفسا عميقا:
    أنا مارحت برا الدوحة إلا للسعودية رحت للعمرة كم مرة وبس

    علي بصدمة: من جدش

    حينها همست شعاع بنبرة مقصودة: والله مهوب كل الناس هايتين برا على غير سنع !!

    علي لم ينتبه لنبرتها وهو يهتف بأريحية: ولا يهمش معي بتشوفين العالم كله

    شعاع صمتت لثوان ثم أردفت بذات نبرة الاختناق التي عادت لها:
    علي أنا مابعد ركبت طيارة في عمري

    حينها هتف علي بصدمة حقيقة: نعم من جدش عاد

    حينها انفجرت في البكاء ومخاوفها تختلط قديمها وجديدها وهي تخبره بما منعها خجلها منه:
    أنا خايفة من الطيارة وأخاف من الأصنصيرات وأخاف من كل شيء مرتفع ومسكر
    أنا خايفة ما أبي أسافر ما أبي!!





    #أنفاس_قطر#
    .






    رد مع اقتباس  

  2. #212  
    المشاركات
    3,260
    ويا الله الجزء 80
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    لا حول ولاقوة إلا بالله
    .
    .
    .بين الأمس واليوم/ الجزء الثمانون





    " حبيبتي شعاع هدي شوي
    أنا قلت لش بأكنسل السفر بس أنتي مارضيتي"

    شعاع بين رعشات جسدها وشفتيها: أشلون نكسل والناس كلهم عارفين إنه حن طالعين المطار
    وأنت مرتبط بمواعيد مع الدكتور
    أنا خلاص مافيني شيء مافيني شيء


    شعاع كانت تشعر في هذه اللحظات التي جلست فيها على مقعد الطائرة برعب حقيقي مختلط بمشاعرها الشديدة التعقيد

    كشخص لم يسبق له ركوب الطائرة مطلقا لم تفكر أنها ستخاف منها
    فالإنسان لا يخاف من شيء لم يجربه أو يفكر فيه لأنه حتى التفكير في الرحلة لم تجد له وقتا
    فموعد زواجها تحدد مع امتحاناتها وكانت مشغولة تماما وهي في رتم متسارع بين الدراسة والتجهيز

    حتى حين طلب والدها جواز سفرها لينجز لها الفيزة لم تسأله أين سنسافر أو ربما منعها الخجل!! ففي بالها أمور كثيرة !!

    ثم صدمتها ليلة زواجها والأحداث تتلاحق لتجد نفسها بعد ذلك في السيارة متجهة مع علي للمطار
    وخلفهم سيارة أخرى فيها والدها وكساب ومعهم أحد سائقين شركة كساب ليعيد سيارة علي


    فهل تفضح نفسها أمام الناس وتقول أنها لن تسافر
    وخوفها الحقيقي ليس من علي ولكن من والدها رغم أن والدها بعد حادث عبدالرحمن أصبح حنونا كثيرا
    ولكنها تعلم أنه ما أن يغضب فأنه سيجلجل ويثور دون رحمة!!
    تتخيل منظرها أمام علي وفي الشارع حين تقول إنها لن تسافر وما الذي سيفعله لها والدها
    لذلك رأت أن الطائرة أهون الشرين


    وخصوصا أنها تعلم أن علي لديه موعد غدا صباحا فهل تربك كل ذلك من أجل خوف لا مبرر له
    ومن ناحية ثالثة لا تريد أن يتكلم عليها أحد وتتخيل شكل الإشاعات التي ستظهر عليها حين تعود من المطار.
    لن يقول الناس خائفة من الطائرة. بل كل لسان سيخترع له حكاية!!

    ومن ناحية رابعة لا تريد أن يشعر علي أنه صاحب فضل عليها حين يلغي كل شيء من أجلها
    لأنه حين يقدم لها جميلا فهو بالتأكيد سيريد مقابلا له
    وتشعر بالرعب الأشد من رعب الطائرة حين تفكر بالمقابل!!



    لذلك جمدت مشاعرها كلها حتى أنهت كل الإجراءات وصعدت للطائرة
    وجلست في مقعدها لتبدأ حينها في الارتعاش!!

    كانت تشبك يديها في حضنها وصوت اصطكاك أسنانها يبدو واضحا بخفة
    علي شد يدها بحنان ليمسك بكفها وهو يحتضنها بين كفيه ويدعكها بخفة حانية ويهمس لها بحنان مصفى:
    سمي بسم الله وتعوذي من الشيطان وادعي دعاء السفر

    كانت شعاع تحاول التكلم لتجد لسانها مرتبطا علي همس لها بخفوت في أذنها وهو مازال يشد على كفها: يا الله قولي وراي

    كان يدعو وهي تكرر ورائه كما لو كان أبا يعلم ابنته ويهدئها
    شعرت بنوع من الهدوء النسبي والراحة النفسية وهي تترك كفها بين يديه دون أن تنتزعها كما كان يظن أنها ستفعل
    فهي في هذه اللحظات أشد حاجة له من حاجته لها!!

    حينها ولأول مرة وجد الفرصة ليتأمل رقة أناملها ويشعر بمتعة وروعة وسماوية وجودها بين يديه
    ورقتها ونعومتها تذوي كالزبد بين أنامله شعر بشعور أشبه بالصداع ناتج عن رغبته الشديدة إلى رفع كفها إلى شفتيه ليغمرها ببعض من قبلاته الوالهة
    ولكنه لم يستطع إلا أن يكتم رغبته فليس الوقت ولا المكان بالمناسبين!!
    كما أنه لا يريد استعجالها بشيء فترعب منه!!
    هذه المرة تركت يدها له فليرضى بالقليل الذي تقدمه برضاها إن كان يريد أن يحصل على الكثير!!
    فالسياسة علمته الصبر والدبلوماسية!!

    وماصارت تقدمه برضاها بات أكثر من المتوقع لأنه ما أن بدأت الطيارة تتحرك حتى صرخت شعاع بخفوت: وش فيها وش فيها

    ابتسم وهو يشد على كفها مطمئنا: لا تخافين ياقلبي الحين تتحرك عشان تتوجه للمدرج دقيقتين بالكثير ونطير
    ماراح تحسين بشيء أبد!!

    أما حين بدأت بالتحرك بسرعة على أرض المدرج انتزعت كفها من بين يديه وهي تصرخ بذات الخفوت المكتوم: يمه يمه بأموت ياعلي يمه بأموت

    لتستدير ناحية علي لتحتضن عضده بذراعيها الاثنتين وتخفي وجهها فيه
    كاد يغمى عليه وهو يشعر بحرارة أنفاسها المتصاعدة تلفح عضده

    مد يده ليمسك بعضدها وهو يربت عليه ويقرأ عليها آيات القرآن الكريم بصوت رخيم جدا وبالغ الحنان لدرجة تُشعر بالنشوة النفسية العميقة!!

    شعاع بقيت على هذه الوضعية وصوت علي الحاني بالفعل يطمئن روحها
    حتى شعرت أن الطائرة هدأت تماما وكأنها لا تتحرك.
    وكل ماشعرت به هو بعض الألم في أذنيها الذي زال مع ابتلاعها ريقها الذي جف في حنجرتها

    أفلتت يده ليشعر حينها كما لو أن قلبه قفز من مكانه لأنه لم يكن يريدها أن تفلته
    بينما كانت تهمس باختناق: شا اللي صار

    ابتسم بحنان: شفتي!! ماصار شيء الطيارة طارت وهذا أنتي مافيش إلا العافية !!

    همست باختناق أشد: ريقي ناشف أبي ماي إذا ممكن

    هتف بذات الحنان وهو يشير للمضيفة: أكيد ممكن






    ****************************************





    " عبدالله أبيك تساعدني في موضوع طالبك!!"

    ابتسم عبدالله وهو يضع فنجانه: غريبة!! مهيب عوايد!!

    فهد بتأفف: عبدالله لا تزيدها علي يعني بتذلني قبل ماتساعدني

    عبدالله ضحك: وش مذلته يا الكذوب؟!! مابعد فتحت حلقي!!

    فهد بحزم: اسمعني وش بأقول لأبي ولو أنا احتجت مساعدة أرجوك عبدالله ساعدني
    وعلى العموم إبي ماني بخايف منه إبي رجال راعي دين
    لكن النسوان أنت تعرف تفكيرهم!! عشان كذا أنت عقب اللي بتكلم أمي!!

    عبدالله حينها شعر بالقلق: فهد وش السالفة

    فهد يقوم من مكانه ليجلس جوار والده وهو يهتف لعبدالله بثقة: الحين بتعرف


    حينها كان أبو صالح يرتشف قهوة العصر ويشاهد الأخبار قبل أن يجلس فهد جواره وهو يربت على فخذه ويهتف باحترام:
    يبه أبيك في سالفة!!

    أبو صالح بحزم: وأنا ما أسمع ولا لك عندي سمع ولا جابه!!

    فهد بصدمة: أفا يا أبو صالح ليه كذا

    أبو صالح بذات الحزم والصرامة: مسرع نسيت من سواتك الشينة ليلة راحت عالية لبيت رجالها!!

    فهد قفز ليقبل رأس والده ثم أنفه ثم يده وهو يهتف باحترام حقيقي:
    أفا يبه أنت عادك شايل في خاطرك حزة شيطان وراحت
    وأنت عارفني دمي حامي والذبانة ما تمر من قدام خشمي
    ماهان علي تروح أختي لبيتها ونفسها مكسورة
    بس يوم شفتها ذا الأيام مبسوطة ومستانسة والله إني استانست لها

    حينها هتف أبو صالح بشبح ابتسامة: والله ما أدري وش عندك يا الهيس في صفصاف ذا الحكي!!
    شوف. كن السالفة أنك تبي تعرس أنا حاضر
    كنه شيء ثاني قم فارقني في السعة!!

    ابتسم فهد: أنت اللي قلتها!! أنت حاضر!!

    اتسعت ابتسامة أبي صالح: مابغيت يا أبيك شابت رموش عيني وأنا أحن عليك
    تبي تخطب عند حد تعرفه وإلا تبينا ندور لك


    عبدالله كان يستمع للحوار الدائر ويبتسم متسائلا لماذا طلب فهد مساعدته فهو يبدو غير محتاج للمساعدة أبدا
    ولكنه حين رأى تغير وجه فهد بعد سؤال والده. تجهز عبدالله للمساندة لأنه علم أن المشكلة هي في اسم العروس شخصيا!!

    تنحنح فهد : لا فيه حد معين في بالي (قالها وهو ينظر لعبدالله بنظرة معناها استعد للمساعدة)

    هتف أبو صالح بتلقائية: بنت من

    فهد شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم: بنت مرت منصور آل كساب!!

    أبو صالح تغير وجهه قليلا ولكنه شد له نفسا عميقا أيضا ثم هتف بحزم حان مختلط بالصرامة البالغة:
    اسمعني يا أبيك أنا عارف غلا منصور عندك بس لاتخلي الغلا يحدك على شيء ماتبيه!!
    أنا ماني بقايل لك كلام الجهّال وأقول لك حضرية لأنها من عرب أجواد وفيهم خير وأنا كنت أعرف أبيها وجدها
    ولاني بقايل مطلقة مع إن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "هلا بكرا تلاعبها وتلاعبك؟"
    بس البنت كانت مريضة وبغت تموت وأنا بنفسي متذكر وش اللي جا زايد وهو يراكض من مكان لمكان عشانها

    وش يدريك إن مرضها مايرجع وإلا يكون أثر عليها وتكون ماتجيب عيال
    الرجال لا عرس يبي له صيب وذي سنة ربي في الحياة!!

    فهد بتصميم: وأنت بعد يبه وشيدريك إنها ماتجيب عيال هذا كله قسمة ربك!!

    أبو صالح بتصميم: وأنت وشيدريك بعد أنها تجيب
    والله يا أبيك ما أشوف شيء يحدك تأخذها كون غلا منصور وهي حتى مهيب بنته!!

    فهد بتصميم أشد وأشد: إذا جالي عيال مهوب خوالهم عيال منصور آل كساب

    أبو صالح بانتصار: هذا أنت رجعت إنك تبغي عيال وهي يمكن ماتجيب لك!!

    حينها تدخل عبدالله بنبرته الهادئة الحازمة: يبه الله يهداك وش فيك تعضل على فهد
    دام البنت ماينرد في أخلاقها ولا دينها شيء مايصير ترده منها

    أبو صالح بثقة: أنا أبي له الزين وأنا وش أبي إلا توفيقه بس أبيه يأخذ وحدة تملأ عينه مهوب عشان (ياخال أبوي حك ظهري)

    حينها هتف فهد بحزم بالغ: وأنا لو ماخذتها ما أبي العرس خلاص
    والبنت بتخلص عدتها عقب كم يوم وما أبي حد يسبقني عليها!!





    **********************************************






    " يبه تبي فنجال بعد"

    الجد جابر يهز كفه المعروقة هامسا بحنان: لا يأبيش شكّرت

    ابتسمت كاسرة: أحسن كثر القهوة مهوب زين لك

    الجد حينها هتف بإصرار: أجل صبي لي فنجال كم مرة قلت لش أنا ماني ببزر تحاكيني كذا

    كاسرة وقفت لتقوم عن الأرض حيث كانت تجلس وهي (تقهوي) جدها لتجلس جواره على سريره بعد أن قبلت رأسه وهي تهمس بابتسامة:
    خلاص أنا البزر وأنا اللي ما أفهم السموحة يبه!!

    الجد ابتسم بحنان وهو يسألها: زين رجالش وينه قد لي يومين ماشفته!!

    ابتسمت كاسرة: يبه كان لاهي في عرس أخيه وتو أخيه راح اليوم راح يوصله للمطار وأكيد عقب راح لشغله شغله قريب من المطار
    وبيجيك الليلة أبشر!!

    الجد جابر بعفوية: بأروح لمجلس زايد أتقهوى عندهم عقب المغرب بأشوفه هناك على خير
    أربكم يأبيش حالكم زين

    كاسرة تنهدت: الحمدلله يبه ماشي الحال

    الجد جابر بقلق: تقولينها كنش منتي براضية

    ابتسمت كاسرة: إلا راضية ومن اللي يشوف وجهك الزين ولا يرضى!!

    ابتسم الجد: يا الكذوب ماعليش من وجهي!! أنشدش من كساب

    ضحكت كاسرة بمرح رقيق: وعاد وجه كساب أزين الله لا يخليني منه!!



    " آمـــــــيــــــــن"

    كاسرة قفزت واقفة وشهقت وهي تسمع الصوت ثم ترى الخيال الذي دخل مع الباب الخارجي ثم أغلقه وراءه بالمفتاح
    كاسرة همست بغضب تغطي به على حرجها المتفجر: أنت أشلون تدخل كذا بدون استئذان حتى؟!!

    كساب تقدم وهو يسلم وينحني على رأس الجد ثم يشدها من عضدها وهو يهمس بحدة بالغة وبصوت منخفض:
    إلا أنتي اللي أشلون قاعدة كذا وحتى شعرش مفكوك والباب اللي من صوب الحوش مفتوح لو سليم اللي داخل عليش الحين
    بس ماعليه حسابش في البيت

    كاسرة بصوت غاضب منخفض: والله سليم عمره مادخل بدون مايدق الباب لين توجعه يده وأنا بالعادة أصلا أسكر الباب
    وليش ماتقول أنت أشلون داخل كذا لو وحدة من البنات هي اللي عند جدي وأنت داخل مدرعم كذا ؟!!

    كساب غاضب بالفعل: لا يا بنت ناصر أنا أعرف الأصول زين
    أنا رحت لمجلسنا حسبت بأعين أبي جابر مثل عادته بس مالقيته
    اتصلت في أمش أسأل عنه لأنه لي يومين ماشفته
    قالت لي في حجرته وماعنده إلا مرتك مادريت إن مرتي ماخذه راحتها بزيادة!!


    الجد جابر قاطع الشرارات المتفجرة بين نظراتهما وهو يهتف بتساؤل متأفف:
    أنتو وش تهذرون ماسمعتكم

    كساب يجلس جواره وهو يهتف باحترام مختلط بغضبه من كاسرة: أبد يبه
    أنشد كاسرة عنك!!

    ابتسم الجد: انشدني من روحي وإلا نشدة كاسرة أزين

    حينها ابتسم كساب بخبث: أكيد يبه وش جاب صوتك عند صوتها اللي أروح عنده وطي!!

    حينها ضحك الجد بصوت مسموع: الله يهني سعيد بسعيدة ويعوض علي
    هي شايفة وجهك أزين وأنت شايف صوتها أزين
    ها وش الي مقعدكم عندي

    كاسرة وجهها احمر فعلا من الحرج والغضب وهي تسب نفسها لأنها لم تغلق الباب وتسب كساب لأنه تعمد إحراجها هكذا!!

    همست بحزم وهي تستعد للمغادرة : المكان مكانك أنا باروح داخل

    ولكن كساب أمسك كفها بقوة وهو يهتف بحزم مازال يتخلله الغضب:
    اقعدي قهويني مابعد تقهويت

    الجد الذي كان نظره ضعيفا لذا هو يرى مايحدث بضبابية فقط هتف بغضب:
    أفا ياكاسرة أنتي ماقهويتي رجالش

    كاسرة همست من بين أسنانها: حاضر يبه بأقعد أقهويه!!

    كاسرة جلست على الأرض لتصب لكساب القهوة كساب تناول منها الفنجان بذات حدته
    كان يرتشف قهوته ببطء وعيناه ترتشفان ببطء أيضا ملامح حسنها الغاضبة أمواج شعرها الغافية على كتفيها
    وغضبه يتزايد كلما تخيل أنه كان من الممكن أن تلمحها عين رجل سواه

    بعد أن أنهى فنجانه هزه دلالة على انتهاءه بينما كاسرة همست بغيظ: مقعدني قدامك عشان فنجال واحد بس

    أجابها بنبرة مقصودة تماما: شوفتش قدامي تسوى فناجيل!!

    وقفت وهي تهمس بحزم: خلاص أترخص

    أكمل وهو يقول للجد باحترام: بنترخص كلنا

    ثم أردف لكاسرة بحزم: يا الله معي للبيت

    كاسرة لا تريد أن تذهب معه لأنها تعلم ما الذي سيحدث سيصرخ عليها قليلا ويؤنبها لأنها تركت الباب مفتوحا
    وهي تشعر فعلا بالحرج ولا تحتاج للمزيد!!
    همست بصوت منخفض: كساب ما أبي أروح الحين

    كساب شدها من كفها وهو يهتف بحزم بالغ: غطي وجهش بجلالش وامشي
    خلصيني

    كاسرة شدت كفها وهي تهمس بغضب حقيقي من بين أسنانها:
    كساب أظنك تعرف إني مستحيل أروح معك بذا الطريقة

    حينها أفلتها وهو يهتف ببساطة تثير الغيظ: خلاص براحتش
    بس عشان ماتزعلين وتقولين ماقلت لي أنا بأروح أرتب أغراضي وبأطلع المطار عقب المغرب لأن طيارتي بعد العشا

    كاسرة تراجعت نصف خطوة وهي تهمس بصدمة حقيقية: أنت مهوب قلت لي عقب كم يوم؟!!

    هز كتفيه وهو يفتح الباب ويستعد للخروج : تقدمت الرحلة فيه مانع يعني

    وخرج فعلا وهو يغلق الباب وراءه ثم يتنهد خلفه بعمق لاسع!!
    يتخيل أنه قد يمنعها عنادها من اللحاق به وأنه قد يسافر دون أن يودعها
    دون أن يضمها لصدره ويتزود من عبق أنفاسها!!

    شعر حينها أن قلبه يُعتصر بقسوة. ولكنه مضى
    مــا الـجــديــــد
    قهر نفسه وأمنياته ورغباته شيء اعتاد عليه حتى غاص بوجعه في خلاياه!!


    لذا لم يستطع منع نفسه من الابتسام وهو يراها تدخل خلفه إلى غرفتهما بعد دخوله بدقيقتين
    كان قد وضع حقيبته على السرير وفتحها
    همست دون أن تنظر ناحيته وهي تشد الحقيبة ناحيتها: ملابسك ذا المرة ملابس شغل واجتماعات وإلا كالعادة

    هتف بذات ابتسامته التي لم يستطع منعها من الاتساع: كالعادة

    همست بحزم: خلاص افتح لي الدولاب السري خلني أرتب ملابسك

    غريبان هذا الزوجان غريبان بالفعل!!
    يخفي سرا كبيرا وتعلم هي ذلك ويعلم هو أنها تعلم!!
    أحيانا حين يسافر تكون هي من ترتب ملابسه كما يحب هو بطريقة منظمة جدا بنطلونات وقمصان وأحذية رسمية للعمل واجتماعات رجال الأعمال

    أحيان أخرى يكون هو من يرتب حقيبته دولاب مغلق مفتاحه معلق مع مفتاح سيارته الملابس معلقة في أكياس قماشية داكنة وكذلك الأحذية!!
    يكون هو من يستخرجها ويصفها في الحقيبة!!


    فما الغريب أن ترتبها هي اليوم مادامت لا تعرف ماهية هذه الملابس ولا شكلها!!

    كساب فتح لها الدولاب فعلا ووقف جانبا وكأنه بهذه الطريقة يريد أن يريها كم أصبحت قريبة منه
    كاسرة همست بسكون: كم لبسة تبي

    أجابها بحزم: كلهم

    شعرت حينها أنها اختنقت تماما اختنقت بالفعل (كلهم؟!!)
    كم يريد أن يطيل هذا القاسي المتحجر؟!!

    كانت تضع الملابس بآلية دقيقةحتى انتهت كانت تريد أن تغلق الحقيبة
    لولا أنه أمسك بها من عضديها وأدارها ناحيته وهو يهمس بعمق:
    أنتي الحين ليش زعلانة مني؟ من يوم دخلتي حتى عينش ماحطيتها في عيني!!

    همست بسكون ودون أن تنظر لوجهه: كساب ماني بزعلانة والله العظيم ماني بزعلانة!!

    حينها همس برفق وهو يمد سبابته ليرفع ذقنها قليلا: زين خلني أشوف عيونش
    عشان أدري إنش منتي بزعلانة

    حاولت رفع عينيها ولكنها لم تستطع لا تعلم ما الذي حل بها
    لكنها تخشى أن تنفجر باكية وهي تفضل أن تموت على أن يراها تبكي!!

    كساب تنهد لا يعلم ما بها ولكن يبدو أنها غاضبة فعلا لذا لا تريد أن تنظر له بشكل مباشر
    شدها برفق ليحتضنها بقوة كانت ذراعيه تحيطان بها بقوة حانية
    بينما مدت هي ذراعيها لتحيط بعنقه وهي تتطاول على أطراف أصابعها وتهمس في عمق أذنه بنبرة عميقة خاصة:
    لا تتأخر

    نثر قبلاته العميقة على أذنها قبل أن يهمس لها بعمق خالص: بأحاول بس أنتي خلي بالش من نفسش
    صمت لثانية ثم أردف: وأنتي تدرين ياكاسرة وش كثر أغار عليش
    أمنتش بالله الشيء اللي كان يزعلني وأنا موجود ماتسوينه وأنا غايب!!





    *********************************







    رد مع اقتباس  

  3. #213  
    المشاركات
    3,260
    " الحمدلله على السلامة!!"


    شعاع همست بتوتر وهي تنظر للجناح حولها: الله يسلمك!!

    ابتسم علي بمودة: شفتي الرحلة انتهت على خير بدون إصابات ولا رعب

    شعاع بضيق خجول: انتهت عقب ماجننتك وأنت بروحك تعبان!!

    علي بولع: أنا كلي حلالش المهم أنش تحاولين تتخلصين من خوفش شوي شوي
    ثم أردف بمرح: وياكثر اللي تخافين منه الطيارات والأصنصيرات وأنـــا !!

    شعاع تراجعت بخجل شديد وهي تخلع عباءتها وتعلقها وتهمس باختناق:
    أبي أتسبح عشان أصلي

    هتف علي بعفوية: خلاص تسبحي براحتش بأنزل أخلص كم شغلة في الريسبشن وبأجي

    شعاع تعلقت في ذراعه بجزع: لا لا تخليني خلاص بأروح معك وباتسبح عقب

    علي همس بقلق: حبيبتي أنتي ليش تخافين كذا مافيه شيء يخوف كذا!!

    شعاع جلست وهي تنهمر ببكاء رقيق:
    أنا آسفة بس غصبا عني أنا عمري ماقعدت بروحي وإبي حتى ماكان يرضى أعتب البيت بدون مايكون معي حد
    وأنا الحين في بلد غريبة وما أعرف إلا أنت أخاف حد يدق علي الباب يطلع لي شي يروعني وأنا بروحني!!

    علي شعر أن قلبه يذوب مع بكاءها كما لو كان يرى أمامه طفلة جزعة تخاف من كل شيء

    جلس جوارها وهو يحيط كتفيها بذراعه ويهمس لها بحنان: طالبش ماتطقين

    رغم شعور شعاع بالجزع وبالخجل ولكنها ويا الغرابة كانت تظن أنها من ستكون سندا لعلي في رحلة علاجه فإذا بها من تحتاج للسند والحماية اللذين يقدمهما لها علي بكل أريحية!!

    مشاعرها مختلطة بجزع عظيم ولكن حاجز حمايتها الذي تظنه أن مرض علي الذي تظنه لن ينتقل لها إلا بطريقة واحدة
    طبعا من المستحيل أن تسمح بها!!

    لذا لم تكتفي أنها لم تهرب من ذراعه الموضوعة على كتفيها بل استدارت لتدفن وجهها في منتصف صدره وهي تحيط خصره بذراعيها
    وهي تظن أنها بذلك تنال إحساس الحماية الذي تظنه وفي ذات الوقت تمنح علي دعما معنويا يحتاجهو أنها لا تشعر بالجفول منه وأنها لا تخشاه كما يظن!!
    وهي تظن أنها بذلك أيضا تعبر لها عن امتنانه لما فعله لها طوال الرحلة وهو يحتملها بصبر عظيم وهي حينا تبكي وحينا تهذي بخوف
    تتخيل أنه حتى عبدالرحمن الحنون لن يحتملها هكذا!!
    شيء في روحها بدأ يذوب من أجله لا تعلم كيف لدرجة أنها بدأت تظن أنه ربما المرض انتقل له عن طريق خطأ ما
    فهل يعقل أن مثل هذا الملاك قد يرتكب هكذا أخطاء
    ولكنها تعود وتقول أنها رأت جرأته البالغة بنفسها أفكارها مشوشة تماما

    ولكن ماتعلمه جيدا أنها تشعر نحوه بشعور امتنان عميق مغلف بتأثر عميق من أجله وهي ترى مدى إرهاقه وتعبه ومع ذلك هي في المقام الأول عنده!!
    لذا كان تعبيرها عن ضغط كل هذه المشاعر بهذه الطريقة!!


    لم تعلم بما فعلته بهذا الذائب المتيم الذي شعر أن هناك قنبلة قد تفجرت في منتصف صدره
    لدرجة شعوره بألم أضلاع صدره المفتتة من الإنفجار وهو يراها ترتمي على صدره بإرادتها!!

    همس بثقل موجوع مغمور بألم فعلي ونبراته تتقطع وهو يشدد احتضانها قريبا من قلبه:
    لا تخافين من شيء حبيبتي وربي اللي خلقش وخلاش تمكنين من القلب لين أقصاه
    إنه مايجيش شيء ولا يضايقش شيء وأنتي معي

    شعاع حينها تفلتت منه بشكل مفاجئ وهي تهمس بجزع: علي وش فيك

    هتف بذات النبرة الثقيلة: مافيني شيء!!

    شعاع بجزع أشد وصوتها يتغرغر بالبكاء: أشلون مافيك شيء أنت ولسانك ثقيل كذا

    همس بذات النبرة وهي يمسك بالناحية اليسرى من صدره: مافيني شيء حبيبتي بس قلبي يوجعني شوي خليني آخذ نفس وبأكون زين!!

    شعاع قفزت تبحث عن الثلاجة حتى وجدتها واستخرجت قنينة ماء
    ثم ركضت ناحيته وهي تميل عليه وتهمس بصوتها الباكي: علي تكفى اشرب شوي ماي

    علي ارتشف قليلا من الماء بينما كانت تميل عليه وهي تفتح أزرار قميصه العلوية وأناملها ترتعش بشدة وهي تتنشج بطريقة طفولية
    علي أنزل القنينة جانبا وهو يمسك بيدها ويلصق باطن كفها بصدره ويهمس بإرهاق:
    حبيبتي مافيني شيء أنا مرهق شوي بس
    ولا شفتش كذا تعبت أكثر!!

    همست بين موجات نشيجها الرقيق: كم رقم الدكتور خل نتصل فيه!!

    همس بذات الإرهاق: ماله داعي أنا أساسا بكرة الصبح عندي موعد

    تزايد نشيجها: وأنت بعد ماكلت شيء الليلة ولا حتى كلت شيء في الطيارة!! وكله مني!!

    علي شدها بضعف ليجلسها جوارها وهو يهمس بنبرة تهدئة: ياقلبي هدي شوي
    أشلون تبيني أكل وأنتي ماكلتي

    شعاع قفزت وهي تمسح وجهها بطريقة طفولية وتهمس باختناق:
    أنا أبي أتعشى الحين بأطلب الروم سرفس الحين

    شعاع كانت تشعر أنها لو تناولت لقمة واحدة فهي سترجعها فورا لشدة اختناقها بالجزع والارتباك والتوتر
    تتخيل لو ساءت حالة علي وهي معه لوحدها كيف ستتصرف وهي تشعر أن حاجتها له تتزايد أكثر من حاجته لها
    ومع ذلك ستأكل من أجله وحتى يأكل هو!!









    **************************************







    طرقات خافتة ترتفع على بابها أم صالح تضع طرف جلالها على وجهها وهي تهمس بهدوء: تعالي

    فهي ظنت الطارق جوزا أو أحد الخادمات لذا تفاجأت أنه عبدالله التفتت تبحث عن برقعها
    لولا أن عبدالله هتف بإبتسامة حانية: والله ما تلبسينه. حرام عليش يمه مانشوف وجهش إلا بالسراقة

    ابتسمت أم صالح: عيب عليك يأمك تبيني أقعد قدامك فاتشة خشتي؟!!

    عبدالله مال على رأسها مقبلا وهو يهتف بمودة صافية: بأموت ماشبعت من شوفة ذا الخشة!!

    أم صالح بجزع حنون: بسم الله عليك يامك يومي قبل يومك أنت وأخوانك


    " لا ما أنا ما أرضى قدام عبدالله بكيفش أنتي وإياه
    بس أنا لا!! "

    أم صالح ابتسمت وهي ترى فهد يدخل خلف عبدالله: وش عندكم الليلة
    دخلتوا علي كلكم ماععلي برقع

    ابتسم فهد وهو يميل ليقبل رأسها ثم كتفها:
    أبي أدري وش معنى القرد هزيع كل مادخلت عليش عينته منسدح في حضنش وبرقعش فوق رأسش
    يعني حلال عليه شوفة وجهش الزين وحن حرام

    أم صالح بإبتسامة حانية: كلكم غلاكم واحد بس هزيع حشاشتي عندي لين الحين إنه ماكبر

    فهد ضحك وهو يجلس جوارها: يمه قده بيسوي انفجار في البيت من كثر ماكبر ماعاد فيه حتى سرير على طوله!!

    أم صالح بجزع حنون: اذكر ربك يامك العين حق

    فهد بابتسامة: ماشاء الله تبارك الله على الدبش العود لا تخافين على الجريو

    أم صالح بغضب: ولدي مهوب جريو إلا ذيب (الجريو= صغير الكلب)

    عبدالله حينها ابتسم: الله يستر على الذيابة لا يأكلها ولدش

    أم صالح بغضب: أنتو وش فيكم الليلة جايين حاطين على هزاع!!

    عبدالله مال ليقبل راسها مرة ثانية وهو يهمس بحنان:
    زين يمه خلينا من هزاع ومن الذيابة والجراوة. ما تبين تشوفين عيال ذا العتوي اللي قاعد جنبش

    حينها أشرق وجه أم صالح بشكل جذري وهي تشهق وتلتفت لفهد بحماس أمومي: صدق يامك تبي تعرس

    فهد هتف بحذر: إذا أنتي تبغين!!

    أم صالح بإبتسامة شاسعة: أكيد أبغي وابغي وابغي من اللي أنت تبي تناسبهم ونروح لهم من بكرة

    عبدالله حينها همس بحذر: يمه أنتي أكيد تدرين إن فهد هو اللي بيعيش مع المرة
    ولازم يكون مقتنع فيها ويبيها وخص إنه كان رافض العرس ذا السنين كلها

    أم صالح بتوجس: أكيد بس وش لازمة ذا الحكي قلبي نغزني منه!!
    المرة اللي يبي من هي

    فهد بذات النبرة الحذرة: بنت خليفة بن أحمد

    أم صالح باستغراب للاسم: من بنت خليفة بن أحمد

    فهد أكمل بذات حذره: بنت مرت منصور آل كساب

    أم صالح بجزع: جميلة بنت عفرا وليه يامك خلصوا البنات

    عبدالله يشد كف أمه بحنو: ليه يمه وش تردين في البنت

    أم صالح بغضب: ما أرد فيها شيء بنت أجواد وأمها ماحد(ن) بمثلها تنحط على الجرح يبرأ
    بس الشيخ فهد وش طير سكونه في وحدة مطلقة ولا حتى هي من بنات جماعته عشان ندور له عذر

    فهد كان سيتكلم لولا أن عبدالله أشار له بالصمت لأنه يخشى أن يغضب فهد ويُغضب أمه
    عبدالله أكمل بمنطقية هادئة: يمه النفس وما تشتهي وفهد مشتهي إن خوال عياله يكونون آل كساب

    أم صالح بغضب: وأنا وش عليّ من آل كساب. أنا يهمني ولدي وبس
    وأنا ما أنا براضية وقوموا يا الله خلصنا

    فهد وقف وهو يهتف بغضب ذات ماقاله لأبيه: يمه لو ماخذتها ما أبي أعرس خلاص!!

    أم صالح بحزم غاضب: لا تعرس يأمك مكانك زين جنبي!!






    *************************************







    هاهو يتمدد أخيرا بإرهاق شديد بعد أن صلى قيامه وقرأ ورده ولم يستطع حتى أن يطيل الليلة لأن جسده خال تماما من الطاقة التي استنزفتها الرحلة الطويلة

    همست شعاع بحنان وهي تقف بجوار السرير وتميل عليه: علي تبي أجيب لك شيء

    علي بإرهاق: لا حبيبتي وش أبي لحد الحين حاس إني ما أقدر أتنفس من كثر ماكليت

    ابتسمت شعاع برقة: لازم تأكل زين عشان مايصير فيك نفس اللي صار الليلة
    يمه صبيت قلبي

    علي ابتسم بإرهاق: بسم الله على قلبش ياحظي اللي لي شوي اهتمام فيه!!

    حينها احمر وجه شعاع خجلا وهي تهمس بارتباك: أنا قاعدة قريب منك إذا بغيت شيء

    علي همس بعمق خافت وهو يستوقفها ويمسك بكفها: لا حبيبتي تعالي نامي جنبي أو أنا بأقوم عندش مستحيل أنام وأنتي قاعدة

    شعاع تزايد توترها وهي تتنهد بيأس تريد أن ترضيه فعلا ولكن ليس على حساب نفسها
    همست باختناق شفاف: زين بأنام جنبك بس توعدني ماتجي جنبي!!

    ابتسم علي: أمنتش بالله شايفة شكلي شكل واحد يقدر يقرب أو يبعد!!
    تعالي أبي أحسش قريبة مني وبس!!

    شعاع استدارت وهي تجلس على أقصى طرف السرير الثاني بخجل شديد مختلط بتوتر أشد

    همس لها علي بحنان مصفى: ياربي ياشعاع لو أدري بس ليش خايفة كذا
    ريحي ظهرش ونامي والله ما أجي جنبش
    بس خلينا نسولف لين ننام
    ما أبي إلا أسمع صوتش واحسش قريب ياعمري أنتي!!





    *******************************************





    صباح اليوم الثاني
    .
    .
    .


    هذا الصباح يشعر فعلا بالانتعاش والنشاط بعد أن أخذ كفايته من النوم
    ويشعر بجوع شديد وبرغبة شديد لتناول الإفطار ولكنه لابد أن يجري فحوصاته وهو صائم
    لم يكن يريد أن يوقض شعاع من نومها فهو يستطيع إجراء الفحوص والعودة وهي مازالت نائمة
    لكنه يخشى أن تنهض من نومها وتشعر بالرعب حين ترى نفسها وحيدة!!

    التفت ناحيتها ليجد مكانها خاليا
    نهض عن فراشه وهو يبحث عنها في أرجاء الجناح ليجدها تخرج للتو من باب الحمام
    انتفضت بجزع وهي تراه واقفا أمامها بعد أن كانت تركته نائما ويهمس لها بحنان: صباح الخير حبيبتي ماتوقعت تقومين بدري كذا خصوصا إنه شكلش يوم صلينا الصبح ميتة تعب!!

    شدت روبها أكثر على جسدها وهي تشعر بتوتر خجول وتهمس باختناق: هلا خفت أعطلك عن موعدك قلت بأقوم أسبح وأتجهز!!

    علي اقترب خطوة منها وهو يهمس بضيق: على فكرة شعاع أنا أتضايق واجد من ذا الحركة لو سمحتي لا تكررينها إلا لو أنتي قاصدة فعلا إنش تضايقيني

    شعاع بخجل: اي حركة

    علي بضيق لا يخلو من نبرة عتب عميقة: لما تشدين ملابسش عليش كذا!!
    كأنش تبين تتسترين عني
    أولا أنا رجالش لو أنتي ناسية ثانيا أنا لاني همجي ولا متوحش وقلتها لش قبل
    يعني لا تخافين إني لو شفت شيء ظاهر منش باهجم عليش
    يعني تبين تحسسيني بالندم يوم تهورت وعبرت عن فرحتي بشوفتش
    خلاص أنا ندمان مافيه داعي تعذبيني أكثر!!

    علي أنهى عباراته القارصة ثم تجاوزها ليدخل الحمام
    بينما شعاع شعرت بضيق عميق أيضا لأنها ضايقته لم تكن تريد أن تضايقه أبدا
    فهي رغما عنها باتت تشعر بحنان عميق ناحيته
    لم تعرف كيف من الممكن أن تعبر له عن أسفها وضيقها من أجله!!

    وبطريقة عفوية لم تقصدها أبدا وكأنها سترضيه بذلك
    بالغت في التأنق والزينة. وهي ترتدي فستانا أنيقا باللون السماوي بجيب واسع وبدون أكمام

    علي حين خرج من الحمام لم يتخرج لغرفة الجلوس أولا بل صلى ضحاه أولا ثم استبدل ملابسه استعدادا للخروج

    حين خرج كانت تنتظره في غرفة الجلوس
    ابتسم لرؤيتها كما لو أن رؤيتها أشبه بدواء قوي المفعول
    جلس بجوارها وهو يمد يدها ليمسح خدها بحنو بالغ:
    الله لا يحرمني من عيونش الحلوة
    بس غيري لبسش وامسحي الميك آب ياقلبي عشان اللبس ذا ما يصلح للمستشفى

    همست شعاع باختناق خجول: وأنا ماتعدلت للمستشفى تعدلت لك
    ومتى مابغيتنا نمشي غيرت لبسي ومسحت مكياجي في دقيقتين بس

    حينها همس بتثاقل متأثر: حبيبتي شعاع قلت لش أنا ما استحمل شيء من طرفش خفي علي ياقلبي

    شعاع باختناقها الخجول المتزايد: علي أبي أرضيك وأدري إنه فيه أشياء مستحيل اقدر أرضيك فيها
    فأنا أحاول اللي أقدر عليه

    علي بذات التثاقل: لا تحاولين شيء ياقلبي عشان ترضيني وهو مايرضيش
    قلتها لش قبل شوفتش قدامي تكفيني






    ***************************************





    " هلا ياعمي!! كساب كلمني البارحة وقال لي إنك تبيني
    وماعندي وقت فاضي إلا الحين قلت أمرك قبل أروح المطار عندي رحلة!!"


    ابتسم زايد وهو يشير لغانم أن يجلس في المقعد المقابل لمكتبه:
    لك عندنا حاجة ماعطيناك إياها
    نبي نشوف متى تبغيها

    اتسعت ابتسامة غانم: والله حاجتنا نبيها متى ما حنيتوا علينا!!




    #أنفاس_قطر#
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  4. #214  
    المشاركات
    3,260
    البارت 81
    بارت صغنون بس مو صغنون كثير نص ونص :)
    .
    موعدنا الجاي الأحد الساعة 8 الصبح
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    لا حول ولاقوة إلا بالله
    .
    .



    بين الأمس واليوم/ الجزء الواحد والثمانون






    " هلا ياعمي!! كساب كلمني البارحة وقال لي إنك تبيني
    وماعندي وقت فاضي إلا الحين قلت أمرك قبل أروح المطار عندي رحلة!!"


    ابتسم زايد وهو يشير لغانم أن يجلس في المقعد المقابل لمكتبه:
    لك عندنا حاجة ماعطيناك إياها
    نبي نشوف متى تبغيها

    اتسعت ابتسامة غانم: والله حاجتنا نبيها متى ما حنيتوا علينا!!


    هتف زايد بأريحية عميقة: أنا داري إنه حن طولنا عليك بدون مانعطيك موعد بس أنت كنت عارف ظروف مرض علي
    الحين علي متحسن وسافر وإن شاء الله مهوب مطول
    وكساب عنده سفرة شغل حوالي شهر
    فخل الموعد عقب حوالي شهر وعشر أيام لأني واحد ضد المواعيد الطويلة اللي مالها سنع
    والموعد ذا أقرب شيء أقدر أحدده
    أول شي بعد مايرجعون أخوانها
    وثاني شي قبل ماترجع مزون لدوامها بحوالي شهر
    وثالث شي عرس بنت مرتي عقب شهر وثلاث أسابيع وما نبي العرسين وراء بعض بدون وقت
    فانت دور لك حجز في ذا الوقت ولو مالقيت كلمني وأبشر بسعدك

    اتسعت ابتسامة غانم لآخر حد: بألقى إن شاء الله
    ثم أردف بتردد: زين مزون موافقة على ذا الموعد

    ابتسم زايد: ليه ظنك باحدد موعد قبل ماتوافق هي؟!!

    ابتسم غانم: أبي أتطمن بس إن كل شيء من خاطرها!!






    *********************************





    " حبيبتي ليه متوترة كذا
    من يوم طلعنا من عند الدكتور وأنتي متوترة!!"

    شعاع بضيق شفاف: ما أدري ما أرتحت لتعاملهم حسيتهم باردين وماعندهم اهتمام

    علي بإبتسامة: حرام عليش هذا كله مهوب مهتمين بس الإنجليز هذي عادتهم باردين بس بروفنشال!!


    شعاع لم ترتح مطلقا لتعامل الطاقم الطبي مع علي
    فهي كانت معه خطوة بخطوة خلال التحاليل والأشعة
    وحين كانوا يسحبون الدم ابتعدت عنه قليلا بخوف طفولي وصل لحد الرعب أولا لأنها لا تحتمل رؤية الأبرة
    وثانيا لأنها خافت من أي طارئ ينتج عن دمه الملوث!!

    شعرت أنهم يتعاملون معه ببرود لا يتناسب مع خطورة مرضه
    ومازاد في توترها أن الطبيب لم يرح بالها بأي شيء وفي ذات الوقت أرعبها بشيء آخر

    مجرد كلمات عامة وهو يتحدث عن فحوص علي في قطر وعن حاجته لإجراء فحوصه الخاصة التي ستظهر نتيجتها بعد أربعة أيام!!
    وأنه بشكل عام لا يخشى من فحوص القلب لكن ينتظر فحوص الكبد لأنها ماتهمه

    حينها قفز لبالها" التهاب الكبد الوبائي" لابد أنه هو!!
    لم تعلم حينها هل تطمئن أو يزداد رعبها

    شعاع همست لعلي بنبرة خاصة: علي أنت ليه ماتقول لي من وين جاك المرض

    ابتسم علي: قلت لش بس ماصدقتيني!!

    شعاع بتوتر: تبيني أصدق عشانك لمحتني في الأصنصير صار لك ذا كله حدث العاقل بما يعقل
    وعلى فرض إني صدقت تراني بأزعل وبأزعل بشكل ماتتخيله إنك بصبصت لوحدة ويوم ملكتنا

    علي صمت لا يستطيع أن يفسر لها أكثر حتى لا يصدمها كيف لو علمت أن ماحدث بينهما تجاوز (البصبصة)!!
    يخشى بشدة أن يفجر هذا غضبا عندها من نوع آخر!!

    بينما شعاع مازال هذا الموضوع لا يشغلها لأنها لا تصدقه أساسا ولأن بالها مع مرض علي المعدي وكيف انتقل له


    علي حتى يغير محور الحديث هتف لها بحنان وهو يمد ذراعه لتدخل ذراعها فيه:
    أنا ميت جوع امشي أوديش أحسن مكان ممكن تفطرين فيه فطور يطير العقل!!







    ********************************************





    " راحو الشباب كلهم"

    أم صالح تهمس بهدوء وهي تمد أبا صالح بفنجان قهوة: توكلوا على الله الله يحفظهم بحفظه

    أبو صالح تناول الفنجان من أم صالح وهتف بنبرة مقصودة:
    صافية

    أم صالح رفعت رأسها وهمست بمودة واحترام: لبيه!!

    أبو صالح بذات النبرة المقصودة: وش فيش على فهد مزعلته

    أم صالح تغير وجهها وهي تهمس بنبرة مقصودة أيضا: أظني إنك داري ياخالد ولا تنشد عن شيء تعرفه

    أبو صالح تنهد ثم هتف بحزم: اسمعيني زين ياصافية
    فهد ماعاد هو ببزر عمره 29 سنة يعني رجّال داخل على الثلاثين
    ويوم يقرر شي مهوب هين عليه نرده منه كنه بزر
    لو أنه هزاع كان قلنا بزر ولا يعرف مصلحته!! بس فهد خلاص قده كبير على الحِداد واللداد وأنتي دارية إنه مهوب طايع!!
    ( الحِداد واللداد= أن يمشي احدهم الآخر على هواه)

    أم صالح قاطعته بغضب: وش لازمة ذا الحكي يا أبو صالح

    أبو صالح بهدوء: أنتي عارفة زين إن فهد الله يصلحه أعسر واحد في العيال
    وفي رأسه حب ما انطحن
    وحن كن حن عيينا عليه بيعند زيادة ويمكن من جده ماعاد يعرس

    أم صالح بذات النبرة الغاضبة: أحسن لا يعرس
    أما يأخذ له حد يستاهل وإلا لا يعرس
    وش حاده يأخذ مطلقة ومريضة


    أبو صالح بثقة: يام صالح الله يهداش وش ذا الحكي أنا بروحي ترا ماني براضي عن اختياره
    بس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :" إذا أمرتكم بأمر فأتو منه ما استطعتم"
    والقاعدة الفقهية اللي خذوها عن ذا الحديث:" إن مالم يُدرك كله لا يترك كله"
    يعني إذا الصبي ماخذ وحدة على كيفنا نمنعه من العرس كله
    العرس كله خير فيه تحصين للرجّال وفتح باب رزق له وتكثير لأمة المسلمين

    أم صالح قلبها يؤلمها حين يضغط عليها بالدين هكذا لذا همست بتأثر:
    وأنت صدقت يعني يا ابو صالح إن ما أبيه يعرس
    أنا بس أبيه يغير رأيه لا شافني مصممة

    أبو صالح بحزم: أنتي عارفة زين إنه ما به رأس(ن) أيبس رأسي وأني ماحد يقدر يغصبني على شي
    بس أنا أعرف فهد زين الله يصلحه إذا قد حط الشي في رأسه ماعاد ينرد منه
    وأنا ما أبي نعضل عليه ويهون من العرس كلش حزتها وش حن بنستفيد








    ***************************************






    " أنتي اشفيش اليوم
    كنش عجوز كلو عشاها من صبح وانتي تحلطمين
    الشيخ كساب مسافر صح "


    كاسرة بدهشة: وأنتي وش دراش يا السكنية

    ضحكت قاطمة وهي تأشر بالقلم على بعض الأوراق أمامها: سوسو
    ترا قبل زعلتش الأخيرة من رجالش
    سبع شهور من عرستي وأنتي قدامي وحافظتش حفظ
    مايشين خاطرش بذا الطريقة إلا لأنه مسافر!!

    كاسرة بغضب مختلط بالضيق: إيه سافر الزفت وبيطول شهر بعد!!

    ضحكت فاطمة: زفت وأنتي مشتاقة له كذا!!

    كاسرة تنهدت بغيظ: إيه زفت لأني من الحين مشتاقة له وأنا ما أبي أشتاق له لأنه ما يستاهل حتى!!

    ثم انخفض صوتها وهي تردف بوجع عميق: تخيلي فطوم البارحة ماقدرت أنام واليوم الصبح ما أبي عيني تطيح على شي من أغراضه عشان ما أغتث على الصبح
    ألاقي عيني ماتروح إلا على أغراضه فرشاة أسنانه مشطه عطوره ملابسه صورته!!
    أنا شفت صورته ما أدري وش صار لي تقولين بزر مضيع أمه بكيت بكا
    صدري ضايق بشكل غير طبيعي

    حينها انطفئت ابتسامة فاطمة: كاسرة الله يهداش ترا الأفلام الهندية ماتليق عليش تعوذي من أبليس

    كاسرة بصوت ذابل: على إنه أنا وكساب على طول حن زعلانين من بعض تقريبا
    وقبل فترة زعلت عند هلي وطولت وكنت أبي الطلاق من جدي
    بس كنت عارفة إنه قريب وقلبي متطمن!!
    أدري سخافة بس إحساسي إنه ما بيننا إلا طوفة كان مريح أعصابي شوي
    الحين ما أدري وش فيني وخصوصا إنه هذي أطول مرة بيسافر من يوم تزوجنا!!
    وعلى كثر ماهو قاهرني وحارق أعصابي على كثر ما أنا مشتاقة له

    فاطمة تحمل الملفات التي وقعتها كاسرة وتهمس بتأثر: أنا عمري ماشفت حد يحب الشقا كثرش أنتي ورجالش
    الله يهدي بالكم ببيبي صغنون يخليكم تعقلون وتدرون أنكم مسؤولين عن نفس بتجمعكم لين آخر العمر!!






    ***************************************






    " علي الله يهداك تعبت نفسك اليوم
    وأنت مسوي روحك دليل سياحي لي
    خلنا نرجع الفندق آذان الظهر قرب"

    علي بمودة صافية: ياقلبي تو الناس باقي كم مكان أبي أوريش إياهم!!

    شعاع بقلق متوتر: تكفى علي وأنا وش باستفيد من الأماكن لو طحت تعبان
    تكفى عشان خاطري

    علي بولع: عاد (تكفى) (وعشان خاطري كلها) أنا أشهد إن حن رجعنا!!
    دقيقة أكلم السواق
    ثم أردف وهو يهمس لها بتلقائية: على إني بالعادة أحب أجر سيارة وأسوق في أي بلد أجيه
    بس لندن بالذات ما أحب أسوق فيها لا تقدر تلاقي موقف مثل الناس والسواقة عندهم تلوع الكبد

    لا تعلم شعاع لِـمَ تشعر بالألم حين يتكلم بهذه العفوية المذهلة وهو يتدفق بحديثه لها كما لو أنها صديق قديم قابله بعد اغتراب
    وهذا الألم ليس الآن فقط ولكنه طوال جولتهم في الصباح التي لم تستطع أن تشعر بالمتعة فيها
    لأنها ما أن ترى تدفقه بالحديث العفوي الذي لا يمكن أن يصدر إلا عن شخصية مثقلة بالطهارة ولا يوجد لديها ماتخفيه
    حتى تشعر بالألم من أجل مرضه وكيف انتقل إليه وبأي طريقة!!
    أ يعقل أن يكون هناك إنسان لديه ازدواج في الشخصية لهذه الدرجة؟!!
    هذا الأمر بات يرهق روحها الطاهرة كثيرا
    أو ربما مايرهقها إزدواجية تفكيرها هي!!







    *****************************************






    رد مع اقتباس  

  5. #215  
    المشاركات
    3,260
    " حبيبتي ليش قاعدة بروحش
    وضحى مابعد رجعت"

    سميرة تشير بيدها بإبتسامة مرحة: لا مابعد والله إني ندمت إني ماوافقت أروح معهم
    بس استحيت من مزون قلت يمكن ما تاخذ راحتها في وجودي

    ابتسم تميم: ومن اللي ما يأخذ راحته في وجودش أو من اللي يشوفش ومايرتاح

    سميرة بحركة تمثيلية: ياقلبي ياقلبي هذا اللي يسمونه الغزل

    ابتسم تميم: يا النصابة يعني إني ما أتغزل فيش تعبت أتغزل
    بس يمكن غزل الإشارات ذا مايعجب

    سميرة قفزت لتقبل كتفه ثم ابتعدت خطوة لتشير بإبتسامة رغم أنها شعرت بانقطاع ما بينها وبينه: إلا يعجب ويعجب ويعجب

    تميم بإبتسامة: الله لا يحرمني منش
    ثم أشار بتردد: كنت أبي وضحى في سالفة بس خلاص مهوب ضروري بعدين!!

    سميرة بحماس: عسى قررت ترحمها من ثقل دمك معها

    تميم بإشارة مقصودة: أنا ووضحى ما بيننا شيء خلاص سالفة وراحت لحالها!!






    ***************************************






    " عسى ماشر زايد
    وش فيك تأخرت الليلة"

    كانت مزنة تسأل زايد الذي أنهى ورده للتو واتجه ناحيتها حيث تجلس على مقعد التسريحة وتدلك يديها وذراعيها بالكريم

    هتف بحميمية: شوي شغل في الشركة وأنتي بعد شكلش تأخرتي الليلة مارجعتوا إلا عقب العشا

    مزنة برقة دافئة: وش أسوي خبرك البنات وشطتهم من عصر وأنا طالعة فيهم لفيت فيهم مصممين الدوحة كلهم
    تدري مافيه وقت والمصممين يبون أكثر من 3 شهور وحن نقول لهم شهر

    ابتسم زايد: ومزون تعبتش أكثر من وضحى صح

    مزنة بعذوبة: مهوب صحيح لا تعتبتني ولا شيء

    زايد بذات الابتسامة: إلا تعبتش هي قالت لي إن وضحى قررت تفصل عند أول واحد جيتوه
    بس مزون لففتش الدوحة بكبرها

    ابتسمت مزنة: ماشاء الله مزون ماتدس عليك شيء
    زين عساها مازعلت عشاني مارضيت إنها تفصل الفستان اللي كانت تبيه
    ثم أردفت بشفافية: أنا والله ماكنت أبي أردها بس أنا سويت معها اللي كنت بأسويه مع بنتي بالضبط
    أدري إنك مدلعها ومعودها على الغالي الله يخليك لها ويفرحك بعيالها
    بس فستان بالقيمة هذي حرام عشان تلبسه ساعتين وتقطه لو ذهب بيقعد عندها كان ماعليه!!

    زايد بحميمية: وصدقيني هي مازعلت مزون ماتدس علي شيء وهي مقتنعة بكلامش

    زايد مد كفيه ليضعها على كتفيها وهو يهتف برجاء فخم:
    أنا ما أبي أثقل عليش بس دامش رايحة رايحة مع بنتش
    أنا أبي تنتبهين لمزون مع وضحى وخصوصا إن عفراء لاهية مع ولدها وماعاد هي بمتفرغة لها مثل أول

    مزنة بعتب: أفا عليك يازايد حتى لو ماكنت رايحة مع بنتي بأروح عشانها ومعها بنتك مثل بنتي

    ثم أنهت مزنة عبارتها بأن مالت برأسها جانبا وهي تقبل بعفوية دافئة كف زايد الساكنة على كتفها

    زايد مال ليقبل رأسها وهو يشعر بتأثر غريب
    يشعر كما لو كان يظلم مزنة معه بطريقة مجهولة فإحساسه بها غريب وهو يعلم أن مشاعره هي للماضي المندثر
    ومع ذلك يحاول جهده للسيطرة على قلبها ويعلم أنه أما نجح في ذلك أو يوشك على النجاح!!





    *****************************************






    اليوم التالي


    .
    .


    " وش فيك يأمك لاوي بوزك طالع ونازل"


    فهد يميل ليقبل رأس والدته وكتفها وهو يهمس بمودة: أفا عليش يمه ومن يشوف وجهش ويلوي بوزه إلا الخبل
    ثم أردف بتقصد: بس خاطري ضايق إنش تعامليني كني بزر عقب ذا السنين!!

    أم صالح تنهدت بعمق: يأمك أنا أبي لك الزين


    (داري إنها شينة بس وش أسوي) فهد لاحظ في لهجة والدته لينا قرر استغلاله فورا
    وهو يجلس جوارها ويشد على كفها ويهتف برجاء رجولي:
    يمه أنا مستحيل أسوي شيء ماترضينه بس يمه لا تعقدين السالفة علي طالبش
    أنتي وش تبين إلا أني أكون مقتنع باللي بأخذها

    حينها نظرت له أمه بشكل مباشر: وأنت صدق مقتنع

    فهد بنبرة حازمة صارمة يخفي خلفها عدم اقتناعه الشخصي: أكيد مقتنع ومقتنع ومقتنع

    حينها همست أم صالح بحزم: خلاص بصرك أنت اللي بتعرس مهوب أنا
    بس لاخذت بنت الناس وماعجبتك وإلا ماجازت لك ياويلك تضايقها هذي مهما كان بنية يتيمة

    فهد في نفسه(لذا الدرجة مافيه أمل فيها!!) ولكنه هتف بنفس نبرته الحازمة:
    يه.أنا اللي مسؤول عن خياراتي

    ثم مال ليقبل رأسها وهو يهتف بنبرة حانية: الله لا يحرمني منش اللي ماهان عليش تزعليني!!






    ***************************************





    بعد ثلاثة أيام
    .
    .

    مضت الأيام الأربعة الماضية بسرعة عليهما وموعد النتيجة أصبح في الغد
    شعاع متوترة جدا بينما علي طبيعي جدا

    خلال الأيام الأربعة الماضية تزايدت العلاقة بينهما ارتباطا عفويا ناتجا عن شفافية كل منهما

    علي صحته تتحسن وأكله يتحسن بشكل كبير وهو وشعاع يشكلان ثنائيا رائعا وهما يترافقان في كل مكان
    وهي تعقد ذراعها في ذراعه طوال الجولات كأي عروسين
    ولكن تبقى هناك حدود لابد من التزامها. تسمح له بإمساك كفها تقبيل أناملها لكن لاشيء أكثر من ذلك
    فهي مازالت مقتنعة إنه مريض بمرض معدي

    ولكن مابدأ يتغير ويشوش ذهنها أكثر هو علي ذاته كشخصية
    متدين لأبعد حد ويحفظ كثيرا من القرآن وحريص جدا على الصلوات والنوافل والورد

    ومن النوع الذي يغض بصره بعفوية لا إدعاء فيها
    حينما كانت ترى بعض الفتيات كانت تسترق النظرات له بينما تجعل نفسها غير منتبهة تريد أن تتأكد من شكوكها
    ولكنه كان ينسف هذه الشكوك لأنه لم تصطاده ولا حتى لمرة يرفع بصره لإمرأة

    إذن ماهذا الذي فعله معها في المستشفى والذي فعله ليلة زواجهما
    وكيف انتقل له هذا المرض

    مشوشة تماما تماما وقلبها يؤلمها من أجله فهو مخلوق تعجز عن كراهيته أو إيذائه



    "حبيبتي هذا كله تفكير"

    شعاع انتفضت بخفة حين جلس جوارها على السرير مسندا ظهره لظهر السرير

    شعاع كانت ستشد الغطاء على جسدها لأن بيجامتها كانت بدون أكمام ولأول مرة تلبس هكذا!!
    ولكنها لم تفعل ذلك لأنها تذكرت تحذيره لها ألا تكرر هذا التصرف

    أجابته برقة: مافيه شيء علي كنت أنتظرك تخلص صلاتك ووردك

    ابتسم علي بشفافية: اليوم اللي بتغلطين فيه وبتقولين لي (حبيبي) بأذبح قطيع خرفان

    شعاع احمر وجهها واحتقن بشدة وبدأت بدعك أناملها
    وهي تخفض رأسها بشدة وتشعر أن هناك عبرة غريبة وقفت في منتصف حنجرتها

    علي اقترب منها قليلا وهو يرفع رأسها ويهمس بتأثر: خلاص حبيبتي اعتبريني ماقلت شيء
    كنت أمزح معش والله العظيم أمزح

    ولكنها انفجرت في البكاء وهي تدفن وجهها بين كفيها علي شعر بالضيق الشديد
    إلى هذه الدرجة رأت في الأمر سببا للبكاء والنحيب إلى هذه الدرجة تراه لا يستحق منها هذه الكلمة


    بينما شعاع كانت تبكي لسبب آخر فهي متوترة جدا لموعد الغد وكانت تحتاج فقط أي سبب لتبكي لتفرغ توترها وهو قدم لها السبب


    رغم شعور علي بالضيق ولكنه همس لها بحنان خالص: حبيبتي خلاص أرجوش اعتبريني ماقلت شيء

    ولكنها فاجأته أنها التصقت به وهي تستدير وتحتضن خصره وتدفن وجهها في صدره وتهمس بين شهقاتها:
    علي الله يهداك وين راح تفكيرك انا بس متوترة عشان موعدك بكرة

    علي شعر بتأثر شديد وهو يشدها لصدره ويحيطها بذراعيه ويهمس بحنان:
    ياربي عليش يا شعاعياقلبي لا تحاتين الموعد لأني عارف اللي هو بيقوله
    هو سوى الفحوص أول ماوصلنا لندن ماراح يلاقي اختلاف بينها وبين فحوص الدوحة
    لكن أنا متأكد إنه لو سواها الحين بيلاقي تحسن كبير

    شعاع همست باختناق وهي تفلته: الله كريم!!

    ولكن علي لم يفلتها وهو يهمس لها بعمق متجذر: خلش جنبي شوي بس شوي

    شعاع توترت بشدة رغم أنها بقيت على استكانتها على صدره أما حين بدأ ينثر قبلاته على شعرها تصلب جسدها تماما

    حينها أفلتها هو وهو يهمس بألم عميق لايخلو من نبرة تهكم مجروحة:
    آسف شكلي تجاوزت الحدود


    تأخر عنها قليلا وهو يعود لمكانه بينما شعرت هي بحاجة ملحة جديدة للبكاء يا الله أي حياة هذه

    لا تريد أن تجرحه لكنه لابد أن يكون هو أيضا منطقيا ففي مثل حالته ليس له الحق أن يطالبها بشيء!!
    ولكنها تكره هذا الشعور المؤذي تكرهه!!





    ***********************************





    اليوم التالي
    .
    .
    .

    " ها يأبو زايد وش تقول"

    منصور يبتسم ابتسامة شاسعة فاخرة وهو يجيب أبا صالح: أنا من صوبي ماعندي مانع
    وفهد ولدي بس لازم نشور البنت وإن شاء الله بنرد عليكم قريب
    بس قبل مايصير أي شيء أهم شيء دراستها تكملها!!

    أبو صالح بحزم: ودراستها إن شاء الله مهوب رادها منها تكملها وهي عنده!!

    القهوة تدور مرة ثانية بينما فهد مال على أذن منصور وهو يهمس له بحزم:
    أبو زايد اسمح لي بس قبل ما تسألها أنا عندي طلب ما أقدر أتنازل عنه!!







    ************************************






    " علي ممكن أسأل الدكتور عن شيء"


    علي بأريحية: عادي حبيبتي إساليه عن اللي تبيه!!


    الطبيب بالفعل قال لهم ماتوقعه علي الفحوص تشبه فحوص الدوحة مع نسبة تحسن ضئيلة وأنه سيعيد إجراءها بعد عدة أيام قبل أن يقرر له علاجا

    شعاع لم تستفد شيئا تريد جوابا يريحها من شكوكها التي غاصت في روحها لأبعد حد
    لذا كان طلبها من علي أن تسأل الطبيب


    شعاع أجابت علي باختناق: لا أبي أسأله بروحي

    علي بصدمة: نعم أشلون بروحش يعني

    شعاع باختناق أشد: ما أبيك تكون موجود

    علي تفجر بغضب حقيقي لم يشعر به منذ زمن طويل وهو يهمس لها بصوت غضبه المكتوم:
    آسف ليه وش شايفتني عشان أطلع وأخليش مع الدكتور

    شعاع برجاء عميق مختنق: تكفى علي هذولا ممرضتين موجودين معنا

    علي بذات الغضب الذي تزايد: شعاع قومي موعدي خلص

    شعاع شعرت بالجزع لو بقيت مع شكوكها يوما آخر ستموت ستموت!!

    همست بذات جزعها:

    لا خلاص بأساله قدامك بأسأله!!!






    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  6. #216  
    المشاركات
    3,260
    يا الله
    الجزء 82
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .
    .
    بين الأمس واليوم/ الجزء الثاني والثمانون





    " علي ممكن أسأل الدكتور عن شيء"


    علي بأريحية: عادي حبيبتي إساليه عن اللي تبينه!!


    الطبيب بالفعل قال لهم ماتوقعه علي الفحوص تشبه فحوص الدوحة مع نسبة تحسن ضئيلة وأنه سيعيد إجراءها بعد عدة أيام قبل أن يقرر له علاجا

    شعاع لم تستفد شيئا تريد جوابا يريحها من شكوكها التي غاصت في روحها لأبعد حد
    لذا كان طلبها من علي أن تسأل الطبيب


    شعاع أجابت علي باختناق: لا أبي أسأله بروحي

    علي بصدمة: نعم أشلون بروحش يعني

    شعاع باختناق أشد: ما أبيك تكون موجود

    علي تفجر بغضب حقيقي لم يشعر به منذ زمن طويل وهو يهمس لها بصوت غضبه المكتوم:
    آسف ليه وش شايفتني عشان أطلع وأخليش مع الدكتور

    شعاع برجاء عميق مختنق: تكفى علي هذولا ممرضتين موجودين معنا

    علي بذات الغضب الذي تزايد: شعاع قومي موعدي خلص

    شعاع شعرت بالجزع لو بقيت مع شكوكها يوما آخر ستموت ستموت!!

    همست بذات جزعها:

    لا خلاص بأساله قدامك بأسأله!!!


    شعاع كرهت لأبعد حد أن تتجرأ وتسأله
    خجلها الفطري وقبل ذلك وأهم خوفها من جرح علي

    ولكن الوضع الذي تعيشه وأجبرت علي على عيشه وضع غير إنساني بالفعل
    أما أن تتأكد أنه غير مصاب مع أنها تظن أن هذا مجرد حلم عذب تتمناه بكل يأس!!
    وأما أن يسمع علي كلام الدكتور لها بنفسه حتى يتوقف عن الضغط عليها بمشاعره التي توشك على جعلها تنهار!!


    شعاع باختناق شديد توجهت للطبيب بالسؤال باللغة الإنجليزية:
    دكتور لو سمحت أنا لم أفهم طبيعة مرض علي
    هل من الممكن أن تشرحها لي بطريقة مبسطة بعيدة عن المصطلحات الطبية؟!!


    الطبيب بمهنية: علي عانى من نوع غريب ونادر من الأمراض ينتج عن ضغط نفسي وعاطفي يؤثر على الأجهزة الحيوية
    وزاد المرض امتناع علي عن تناول الطعام
    علي أخبرني المرة الماضية أن العارض النفسي قد زال لذا أنا أتوقع أنه سيتحسن أكثر قريبا
    لكن الكبد بالذات تعرضت لنوع من الضرر يشبه التشمع لذا سيحتاج لعلاج للكبد لفترة معينة عن طريق العقاقير وحتى علاجها لن يطول كما أتوقع
    لأن المهم في هذا النوع من الأمراض زوال العارض المسبب


    شعاع شعرت بالصداع (والمرض المعدي أين هو) همست باختناق شديد مثقل بالتردد وهي تنظر للأرض:
    ألا يعاني علي مثلا مثلا من مرض معدي من أي نوع

    علي اتسعت عيناه بصدمة كاسحة وهو يقفز عن مقعده ماعاد يستطيع الجلوس حتى!!!

    بينما الطبيب ضحك ضحكة رسمية قصيرة: معدي
    لا طبعا ماهذا الكلام الغريب

    ثم التفت لعلي بإبتسامة: علي هل أخفت عروسك منك وقلت لها أنك مصاب بمرض معدي

    علي تحرك بصرامة بالغة وهو يهتف بحزم غريب متجبر: شكرا دكتور على وقتك واعذرنا على تأخيرك


    شعاع اسود وجهها تماما واختنقت بعبراتها التي أطبقت على أنفاسها لدرجة عجزها عن سحب أنفاسها

    لم تستطع حتى أن ترفع نظرها لعلي عدا أن علي لم ينظر حتى لناحيتها وهما يتجهان لخارج المستشفى بخطوات سريعة
    خطوات حادة تكاد تخترق الأرض من جانب علي
    متعثرة يائسة من جانب شعاع !!


    ظل الصمت مطبقا على الاثنين في السيارة طوال الطريق وشعاع تدعك أناملها بيأس وهي تمنع نفسها من الانفجار في البكاء
    وجهها محتقن تماما ويزداد احتقانا كلما فكرت فيما فعلته به الأيام الماضية.

    " أنا غبية!! غبية!!
    هو قال لي عن مرضه اكثر من مرة!!
    بس أنا اللي في راسي في رأسي!!
    ياربي يا الله أكيد الحين مجروح مني ومن تفكيري فيه!!
    صدق إني غبية خالتي مزنة شرحت لي مرضه
    وقالت لي إني ما أتضايق لو ما قرب مني عشان وضعه الصحي وإن هذي أوامر الدكتور!!
    وبعد اللي في رأسي في رأسي خليته مريض وأني أنا اللي لازم أمنعه عني!!
    غبية غبية غبية !!
    عجزوا يشرحون لي وأنا مافهمت!! "



    شعاع تكاد تنهار وكل ماتريده أن تصل للفندق وكأن المسافة بين المستشفى والفندق في منطقة (بارك لين) لا تريد أن تنتهي أبدا

    حين وصلا للجناح
    بالكاد خلعت عباءتها ونقابهاوانفجرت فورا في البكاء وهي تلقي نفسها على السرير

    علي منذ خروجهما من الطبيب وإحساسه بالجرح يتزايد ويتزايد حتى خنقه

    ألهذا السبب كانت ترفض اقترابه منها وكأنه وباء
    أ لهذه الدرجة تشك في مروءته ومروءة أهله وأنهم قد يزوجونها من رجل مصاب بمرض معد

    وإن كانت تشك لماذا لم تسأله بشكل مباشر
    وربما لو سألته لن تصدقه لأنها لم تصدق سبب مرضه حين أخبرها به!!

    كان كل سؤال يحيله لسؤال أكثر وجعا وأذى نفسيا وانغراسا في الجرح المملوء بالملح


    ولكنه ما أن رأها تبكي حتى تهاوى كل شيء هو مستعد أن يحتمل كل جرح
    لكنه لا يحتمل دموعها وبسببه !! وخصوصا أنها كانت تنتحب بطريقة هستيرية كما لو أنها فقدت لها عزيزا
    وشهقاتها تتعالى بطريقة مأسوية مزقت قلبه المتيم.


    شعاع لم تعرف كيف تعبر عن ألمها سوى هكذا أو ربما كانت تستخدم ببراءة سلاح المرأة الأشد فتكا.
    دموعها!!

    فهو لو رآها تبكي لن يعاتبها وهي ستموت لو عاتبها لأن إحساسها بالذنب يذبحها يذبحها!!


    علي حاول أن يمنع نفسه من إرضاءها حتى تعلم ولو جزئيا عمق جرحها له
    ولكنه لم يستطع إلا أن يجلس جوارها وهو يربت على ظهرها ويهمس بحنان موجوع:
    خلاص تكفين لا تبكين طالبش بس

    شعاع رفعت رأسها ودفنته في حضنه وهي مازالت منكبة وتنتحب:
    قول إنك منت بزعلان علي قول إنك منت بزعلان تكفى علي تكفى

    علي بشفافية مثقلة بالوجع: تبين أكذب عليش وأقول إني ماني بزعلان
    واجد آجعتيني شعاع يعني لذا الدرجة شايفتني خسيس ونذل
    أحاول أقرب منش وأنا مريض بمرض معدي؟
    لذا الدرجة أنا حيوان وهمجي في نظرش


    شعاع تزايد نحيبها وهي ترفع جسدها كاملا وتجلس لتطوق عنقه بذراعيها وهي تدفن وجهها في عنقه
    علي ما أن شعر ببلل دموعها وحرارة شهقاتها على عنقه حتى شعر أنه يذوي وألم قلبه يتزايد بعنف
    همس علي بيأس: تكفين شعاع لا تضغطين علي بذا الطريقة لأنه أنا موجوع منش واجدخليني لين أروق بنفسي


    شعاع كانت تعلم كم جرحته بتفكيرها وأنه سيحتاج وقتا لمسامحتها لكنها تعلم أنها لن تحتمل نظرة عتب واحدة منه!! لن تحتمل !!

    نثرت قبلاتها الخجولة النادمة على عنقه حيث تخفي وجهها وهي تهمس بيأس:
    أنا آسفة علي آسفة تكفى سامحني لا تلومني
    أنا وش عرفني مالي إلا الظاهر!!


    علي شعر أنه يذوي فعلا مع دفء قبلاتها الرقيقة على عنقه وكان على وشك مد يديه لاحتضانها رغما عنه

    لولا أنها ابتعدت عنه كالملسوعة وهي تهمس بصدمة موجوعة متفجرة بشكل صادم:
    الحين أنت من جدك كان سبة مرضك وحدة ماتعرفها وشفتها في الأصنصير في يوم ملكتنا
    لا وكان عندك استعداد تطلقني عشانها

    علي باستغراب شديد لقلبها للموضوع فورا: واللي كانت في الأصنصير من وأنتي من

    شعاع ابتعدت أكثر وهي تهمس بغضب رقيق بين شهقاتها: أنا كنت مرتك وهي كانت وحدة ما تعرفها يالخاين!! يا الخاين !!
    ليه أنا حفظتك وأنت ماحفظتني ليه أنا ماقلت للي لحقني في الممر خلاص باتطلق من رجالي وأخذك
    أنا كنت بأموت عشانك وأنت ماحتى فكرت فيني!!


    علي مصدوم من هجومها لأبعد حد وهو يرى كيف تتزايد شهقاتها ونحيبها واحمرار وجهها بشكل فعلي.
    وهي تنهار تماما في عاصفة حقيقية من البكاء الهستيري
    و تقلب الموضوع كله لصالحها!!






    ****************************************





    " ها يأبو زايد وش تقول"

    منصور يبتسم ابتسامة شاسعة فاخرة وهو يجيب أبا صالح: أنا من صوبي ماعندي مانع
    وفهد ولدي بس لازم نشور البنت وإن شاء الله بنرد عليكم قريب
    بس قبل مايصير أي شيء أهم شيء دراستها تكملها!!

    أبو صالح بحزم: ودراستها إن شاء الله مهوب رادها منها تكملها وهي عنده!!

    القهوة تدور مرة ثانية بينما فهد مال على أذن منصور وهو يهمس له بحزم:
    أبو زايد اسمح لي بس قبل ما تسألها أنا عندي طلب ما أقدر أتنازل عنه!!


    منصور بحذر ودود: وش عندك

    فهد بحزم بالغ: لو وافقت علي البنت نبي نسوي الفحوص الطبية بسرعة ونعرس خلال أسبوع أسبوع ونص بالكثير

    منصور بصدمة: فهد الله يهداك مافيه عرس في أسبوع لا تعسرها

    فهد بخبث أخفاه خلف حزم صوته: أنت أعرست في أقل من أسبوع!!

    منصور بحزم: أنا حالتي غير!!


    (وش غير أمها أرملة وهي مطلقة!!) فهد بحزم: أنت عارف زين إني عندي عقب شهر دورة عسكرية في مصر وبتستمر شهر
    لو خلينا العرس عقب ما أرجع ماراح ألحق أقعد مع مرتي لأنه بتكون دراسة الجامعة بدت
    أبي ألحق أقعد معها شوي قبل أروح!!

    منصور بحزم: خلاص خل العرس عقب شهر وخذها معك مصر أنت عارف إنه دورات الضباط مثل دوام جزئي وترجع لشقتك


    فهد يريد بالفعل تعقيد الموضوع غير المعقد
    فهو هكذا كان قد قرر. أنه سيصعب الشرط عليهم علهم يتراجعون هم
    وسيكون هو من طرفه أبيض الوجه أمام منصور وهذا مايهمه
    فهو أحضر أهله وتقدم فعلا ولكنهم من رفضوه!!!


    فهد أجاب بذات حزمه: لا ما أقدر أنا صرت متفق مع الشباب على السكن
    ولو تراجعت بيأكلون وجهي
    يعني ماتقدر تخدمني في ذا الموضوع
    أنا من صوبي أقدر أرتب حفل الرياجيل كأحسن مايكون خلال أسبوع
    وما أعتقد إن ترتيب حفل النسوان بيكون مشكلة


    ولكن فهد يعلم أنه سيكون مشكلة فهو يعلم أن جميلة لم تحضَ بحفل زفاف
    وبالنسبة لفتاة مدللة مثلها فحفل زفاف ضخم وفاخر سيكون حلما يصعب أن تتنازل عنه بعد أن تنازلت عنه المرة الاولى رغما عنها بسبب ظروف مرضها
    وأسبوع لن يكفي مطلقا لتجهيز حفل زواج كما تتمناه!!
    وكما سمع بنفسه من منصور أنه ينوي أنه يقيم حفلا كبيرا لها.

    كان فهد يعتمد أن هذا سيكون سببا لإلغاء فكرة الزواج بالكامل
    والإلغاء حينها سيكون من طرفهم ليس من طرفه!!







    ******************************************





    طرقاته التي تحفظها ترتفع على بابها وقفت بجزع منذ زمن لم يطرق بابها

    ركضت نحو الباب وفتحته
    كانت تتأمله وهو يقف أمام فتحة الباب
    تمنت ان تقبل رأسه أن تشير له: هل سامحتني

    لكن كل مافعلته أنها أشارت له بترحيب أن يدخل
    تميم تقدم بخطوات هادئة للداخل وهو يشير لها بهدوء: فاضية خمس دقايق

    ابتسمت له وضحى بحنان موجوع: فاضية خمس ساعات الله يذكر أيام ماكنا نسولف ساعات بالخير

    تميم أشار بشجن: ماظنتي إني السبب يا بنت أبوي!!

    وضحى أمسكت حينها بكفه وهي تميل لتقبلها. ولكن تميم شدها بجزع
    بينما وضحى بقيت صامتة وعبرة صامتة تصطرخ بين جنباتها!!

    تميم نظر لها بيأس رقيق وهو يشير بعمق:
    تراني أنا اللي حلفت على نايف إنه مايوجع نفسه بالمهر
    نايف توه متخرج وفلوس بيع بيت أبيه أكثرها راحت في بيته الجديد وتأثيثه
    وأنا مابغيتكم تبدون حياتكم بديون
    بس في نفس الوقت ما أبي شيء يقصرش
    أنا حطيت في حسابش فلوس ولو احتجتي زيادة لا تستحين!!


    وضحى أشارت بعبرتها التي مازالت تخنقها:
    أدري أنك حطيت في حسابي فلوس واجد مهيب شوي
    وصلني مسج على تلفوني من البنك بدخول فلوس لحسابي
    اتصلت فيهم أسأل عنها قالوا لي إنك اللي دخلتها.
    وكنت بأسحبها أرجع لك بس خفت على زعلك

    وضحى سكنت لدقيقة ثم أكملت بيأس أعمق: وش بأسوي بالفلوس يعني
    أشتري ثوب زيادة وإلا شنطة
    وإلا يمكن الفلوس تعوضني عن أخي اللي راح وإلا أخي الثاني اللي مايلتفت صوبي
    قل لي تميم وش أسوي بالفلوس
    تشتري لي حنان أترجاه منك ومالقيته
    وإلا الفلوس بترجع ثقتك فيني وتخليك تسامحني على ذنب ندمت عليه عمري كله
    ما أبي فلوسك ياتميم مشكور الفلوس اللي عندي تكفيني وزيادة!!


    وضحى أنهت إشارتها التي كانت دموعها تسيل معها بصمت وهي تريد التراجع للخلف حين انتهت
    لولا أن تميم منعها من التراجع وهو يشدها ليدفنها في حضنه
    حينها لم يعد للإشارات حاجة وهي تنفجر بالبكاء في حضنه وهي تطوق عنقه بذراعيها بكل قوتها
    وهو يحتضنها بحنو بالغ ويربت على ظهرها بأبوية صافية
    لم يحتج لإبعادها ليشير لها أنها بحاجة لمسامحتها أكثر منها
    ولم تحتج لتبتعد عنه حتى تشير له كم هي سعيدة بحضنه أخيرا
    فكلاهما يعلم كما أنه هناك مواقف لا تحتاج للكلمات
    فهناك مواقف لا تحتاج حتى للإشارات لأنها تعبر عن ذاتها وكينونتها وانثيالها بدون أي طرق تعبيرية!!

    الأمر الذي غيرهم مازال لم يعلمه !!!!!!






    ***************************************






    رد مع اقتباس  

  7. #217  
    المشاركات
    3,260

    " أنا أبي أعرف ليه اليوم كله طاردتني من البيت بكبره!!"


    عالية تتناول غترة عبدالرحمن منه وهو مازال عند الباب وتهمس بالمرح:
    عندي لك مفاجأة كبيرة وماكنت أبيك تجي لين تكمل

    عبدالرحمن خطا بكرسيه للداخل ليهتف بإبتسامة مصدومة:
    حرام عليش عالية كفاية المستشفى

    عالية تقف أمام ممر المشي الذي طلبت تركيبه من قبل شركة تجهيزات طبية والذي قدمت طلبا عليه من بعد زواجها من عبدالرحمن وللتو وصل اليوم وتم تركيبه
    وتهمس بمرح: لا مهوب كفاية لأنك واحد كسول ودلوع وعمي فاضل خربك ذا السنين كلها بالدلع
    وتبي لك شوي من تربية آل ليث المتوحشين!!

    ابتسم عبدالرحمن بمودة: يا شينهم آل ليث هم ويباس رأسهم

    عالية تدفع بكرسيه للداخل وتهمس بجدية: قل لي عبدالرحمن الدكاترة وش قالوا لك آخر شيء في آخر اجتماع قبل يومين

    عبدالرحمن بخبث باسم: أنتي في المستشفى تقدرين تدخلين على ملفي وأعتقد إنش دخلتي عليه وتعرفين حالتي أحسن مني

    عالية بذات الجدية البالغة: لا أبي أسمعها منك

    تنهد عبدالرحمن: يقولون حالتي غريبة شوي لأني أقدر أثني ركبتي والإحساس في الرجلين طبيعي جدا
    وهذي دائما تكون أهم مشكلتين عند اللي مايقدر يمشي
    لكن أنا مشكلتي في الساقين أحسهم ثقال جدا كأنها ميتة مع إنه هالكلام غير صحيح لأنه لو حد شكني بدبوس صغير حسيت فيه و

    ثم صمت عبدالرحمن قليلا

    عالية بنبرة مقصودة جدا مثقلة بالجدية العملية: كمّل !!

    عبدالرحمن هز كتفيه بطبيعية: وهم شبه متأكدين إن اللي معي حالة نفسية لا أكثر!!

    حينها انفجرت عالية بحماس: مابغيت تطلع ذا الدرة!!

    عبدالرحمن يضحك: صدق خبلة أولها مسوية لي فيلم رعب تقولين مسجون قدام لجنة محققين وعقبه تصيحين في أذني كذا

    عالية تقربه من ممر المشي وتهمس بمرح: التعذيب مابعد شفته التعذيب جايك لين تنط من كرسيك وتقول خلاص الرحمة

    عبدالرحمن برجاء: تكفين عالية مهوب الليلة الليلة عاد ميت من التعب من صبح طاردتني من البيت ماحتى تمددت دقيقة.

    عالية بإصرار: مافيه حاول خمس دقايق بس عشان أشوف طول الممر مناسب لطول أرجليك وإلا لا.

    عبدالرحمن حينها همس بقلق عميق: صدقيني عالية أنا ودي أكثر منش أمشي بس شوفت عينش هذا أنا أحاول بدون فايدة
    فرضا مامشيت ذا الشيء بيخليش متضايقة إنش بتعيشين حياتش كلها مع مقعد

    عالية تحتضن عنقه من الخلف وهي تلصق خدها بخده وتهمس بإبتسامة ودودة:
    يا ثقل طينتك بس!!






    *******************************************






    "عفراء حبيبتي ادعي جميلة
    أبيش أنتي وأياها في موضوع"

    عفراء بإبتسامة رقيقة: جميلة أساسا جاية الحين بس راحت تجيب لزايد مصاصة من جهاز التعقيم
    خير إن شاء الله

    منصور بحزم: إذا جات جميلة قلت لش أنتي وإياها!!



    " وهذي جميلة جات آمر تدلل!!"

    جميلة ناولت أمها المصاصة وهي تميل لتقبل رأس منصور وتهمس له بمرح بعد أن جلست جواره:
    بتسفرني لبنان خاطري أتسوق لين أقول بس!!

    منصور احتضن كتفيها وهو يهمس بحنان: أوديش لبنان تسوقين اللي تبينه
    بس الحين اسمعي كلامي عشان روحة لبنان تثمن وتسوقين مناك شيء سبيشل

    جميلة بإبتسامة رقيقة: خير فديتك آمرني وبلاها لبنان بعد!!

    منصور بحنان: جايش معرس وأبيش توافقين كان لي خاطر عندش

    جميلة انتفضت بجزع وهي تبتعد عن حضنه بينما عفراء صاحت بجزع:
    منصور الله يهداك وش معرسه والبنية توها مخلصة عدتها أمس

    منصور بتهدئة حازمة: وش فيكم تروعتوا كذا
    إيه معرس رجّال فيه خير ومن عرب أجواد وما أبيه يروح عليها

    جميلة تشعر أن في الأمر مزحة ما أي زواج هذا وهي للتو أنهت عدتها!! لذا همست بتهكم:
    وهو مطلق وإلا أرمل وإلا واحد يبيني أربي عياله
    وإلا يمكن واحد يبي يحطني على رأس مرته الثانية وإلا الثالثة وإلا يكون شيبه طايح كرته

    منصور بغضب: أفا عليش يأبيش وأنا بأقطش ذا القطة
    إلا رجال توه أنتي أول نصيبه وآخره إن شاء الله

    جميلة شعرت بالحرج والارتباك والاختناق حين رأت أن منصور جاد بالفعل!!
    بينما عفرا همست بغضب: منصور أظني قلت لك بنتي تبي تكمل دراستها
    مايصير البنية توها طالعة من تجربة تبي تدخلها في تجربة ثانية

    منصور بغضب مشابه: عفرا الله يهداش أنتي ليش ماتبين تعطين البنية فرصة تفكر وتقول رأيها
    فهد رجّال ما ينتعوض شيدريش إنه عاده بيجيها واحد مثله

    عفرا غاضبة بالفعل: لو ماجاها بيكون هذا نصيبها اللي ربي كتبه لها

    جميلة شعرت بالصداع والاثنان يتناقران فوق رأسها كالديكة
    منصور شد له نفسا عميقا ثم هتف بحزم جهوري بالغ:
    جميلة يأبيش القرار قرارش فهد آل ليث متقدم لش ومستعجل على العرس لأن وراه سفر
    وأظني ما يحتاج أمدحه لش فهد أنا أضمنه بعمري وأنتي أساسا صرتي تعرفينه من كثر سوالفي عنه
    وشفتي صوره ألف مرة معي يعني تعرفينه شكلا ومضمونا
    ماراح أكذب عليش وأقول مافيه عيب هو عيبه إنه جلف وحاد شويتين
    والقرار مثل ماقلت لش قرارش

    جميلة لم ترد عليه وهي تقف بجمود غريب لتغادر
    وارتفاع صوت والدتها ومنصور يتزايد وراءها!!






    *******************************************





    " صدق حبيبي رحتوا اليوم خطبتوا عند منصور آل كساب بنت مرته لفهد"


    عبدالله بهدوء: نعم صحيح!!

    جوزاء ابتسمت برقة وهي تجلس بجوار عبدالله وتهمس بمرح:
    بصراحة عبدالله مع احترامي لأخيك وإني والله أعتبره مثل أخي بس بصراحة الله يعين البنية عليه!!

    ضحك عبدالله: لذا الدرجة شايفة أخي شين

    جوزاء بإبتسامة: لا والله مهوب شين حاشاه بو خالد رجال مثايله نادرين
    بس تدري ستايله يبي له مرة تستحمل طبايعه صعبة صراحة
    والبنية الي خطبها يمكن تكون أرق بنية عرفتها في حياتي!!

    عبدالله ضحك: الله يطمنش بالخير اللي عمرت السالفة
    عز الله طفشت البنية!!
    أنا أخيه ورجّال مرت علي مصايب الدنيا كلها واستحملتها
    ومع كذا أحيانا تطلع روحي منه وما أقدر أستحمله!!


    ثم أردف بمودة دافئة وهو يشد أنامل جوزا بحنان: خلينا من فهيدان وثقل دمه
    اشرايش نطلع الحين نتمشى ثم نتعشى عشا متأخر

    جوزاء تنظر لساعتها باستغراب: الساعة صارت تسع وحسون نايم!!

    عبدالله يقف ويشد كفها ويهتف بعزم: عادي خلي الشيخ فهد يقعد عنده
    بكرة عنده أوف يشتغل على اللابتوب ويقعد عنده لين نرجع

    ثم أردف بمرح: خليه يلقى شيء يلهى فيه غير عد الدقايق والأيام

    جوزاء بخجل: ما أتخيل فهد عاد قاعد يحرس حسون عيب والله عبدالله!!

    عبدالله بإبتسامة: يحرسه وهو مايشوف الدرب أنا أخيه الكبير وأمرت عليه.
    وبعدين خله يتدرب لعيالهحن قاعدين نقدم له خدمة ببلاش!!







    ********************************





    كانت مازالت ساهرة عاجزة عن النوم حين رن هاتفها
    استغربت من سيتصل بها في هذا الوقت
    تناولت الهاتف لترى من المتصل لشدة لهفتها حين عرفت المتصل كاد الهاتف يسقط من يدها فهو لم يتصل منذ سافر وقلبها يغلي قلقا عليه
    ردت بصوت مبهور الأنفاس: كساب

    شعر برعشة حادة تجتاح شراينه وهو يسمع اسمه بصوتها الذي أضناه الشوق له وبهذه الطريقة الآسرة التي تذيبه فعلا
    رد عليها بعمق خافت: كساب ماغيره

    كاسرة تشعر بريقها جاف ولا تعلم لذلك سببا وهي تسأله بأنفاسها الذاهبة:
    خمس أيام مرت مالقيت دقيقة تتصل فيها وأنا أتصل على تلفونك ألاقيه مسكر

    شعر بألم شفاف شفاف ( أحقا كانت قلقة عليه أم هو قلق المجاملة) همس لها بذات الخفوت العميق: غصبا عني
    ولو طولت أكثر من كذا ما اتصلت لا تحاتيني لأنه تلفوني أساسا مهوب عندي
    أنا ماخذه الحين بالسراقة بس عقب أسبوع إن شاء الله بأقدر أكلمش أكثر


    كانت تريد أن تصرخ في أذنه حتى تخترق طبلة أذنه (اشتقت لك)
    وتمنى أن يصرخ لها (أضناني اشتياقي لكِ) ولكن أحدا منهما لم يقل حرفا!!

    وكل منهما يرتشف بسمعه أنفاس الآخر التي تأتيه عبر أثير الهاتف متصاعدة تتردد بدفء يائس
    قطع كساب هذا التواصل السماوي وهو يهمس بذات الخفوت: يالله أنا لازم أسكر خلي بالش من نفسش

    كاسرة همست بيأس دون تفكير: كلمني خمس دقايق بس

    كساب شعر أنه يتمزق لأول مرة تكون بهذه الرقة التي تذيب الحجر فعلا
    تمنى لو استطاع أن بجيب طلبها ولكنه لا يستطيع
    لذا همس بحزم: ما أقدر مع السلامة


    كاسرة ألقت هاتفها جوارها وهي تدفن وجهها في المخدة وتشهق بعمق موجوع

    وهي تسب نفسها على أنها أحرجت نفسها أمامه ودون فائدة
    وتسب نفسها أكثر لأنها لا تستطيع منع نفسها من الاشتياق له هذا الاشتياق الهادر الذي لا حدود له!!
    الاشتياق الغريب الذي ينغرس في روحها بوجع لا هوادة فيه
    ولا رحمة !!





    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .






    رد مع اقتباس  

  8. #218  
    المشاركات
    3,260
    والآن
    الجزء 83
    .
    قراءة ممتعة مقدما
    .
    لا حول ولا قوة إلا بالله
    .
    .بين الأمس واليوم/ الجزء الثالث والثمانون





    لا يعلم فعلا أي طاقة بكاء جبارة لديها
    فهي منذ الصباح لم تسكت وجهها تورم تماما من البكاء
    تماما كما تورم قلبه من الألم!!


    ألم يكفها مافعلته به هذا الصباح وهي تصدمه بظنها أنه مصاب بمرض معد
    والأسوأ ظنها أنه يحاول التقرب منها دون اهتمام أنه سينقل لها هذا المرض المزعوم
    وأنها جعلته بهذا التفكير أشبه بمخلوق منحط لا أخلاق لديه ولا مروءة!!

    هو تفكر فيه هذا التفكير المريض هو علي


    وهاهي تكملها عليه ببكائها الذي لم يتوقف
    في البداية حاول تهدئتها ولكن محاولاته باءت كلها بالفشل وهي ترفض مجرد رفع وجهها له

    لذا قرر أن يتركها تبكي حتى تفرغ كل الطاقة التي لديها
    ولكن سماعه لبكائها الرقيق الموجوع كان يستنزف روحه شيئا فشيئا
    وهو مازالت على ذات الوضعية منكبة على سريرها لا تقوم عنه إلا للصلاة وتعود

    بينما هو معتصم بصالة الجلوس يطل عليها ويعود أيضا لمكانه
    وكلاهما لم يتناول أي شيء منذ الصباح
    هو مسدود الشهية تماما لكنه طلب العشاء من أجلها يستحيل أن يتركها كل هذا الوقت دون أي طعام!!



    هي كانت في الداخل ومازالت تنتحب ومازاد في نحيبها أن عليا أهملها بشكل كلي منذ ساعات طويلة
    مثقلة بجراح غريبة متشابكة!!
    مجروحة لأنها جرحته. ومجروحة لأنها تشعر بالخديعة والخيانة من طرفه

    نعم ليس مريضا بمرض معدي وأخطأت بظنها ذلك
    ولكنه تجرأ على النظر لأخرى ويوم عقد قرانهما نفسه!!

    مشاعرها الرقيقة مستباحة العبرات ومثقلة بيأسها ورغم أنها رفضت الاستجابة لمحاولات علي في تهدئتها
    لكنها لم تتخيل أنه سيمل من محاولة تهدئتها بهذه السرعة لذا تزايد نحيبها

    أ ليست المرأة مخلوق غريب بالفعل؟!!


    لذا حين شعرت بالحركة جوارها وعلمت أنه يجلس جوارها الآن تزايدت شهقاتها بتلقائية مريرة

    همس علي بحزن: شعاع ما مليتي من البكاء
    والله العظيم حرام عليش اللي تسوينه في نفسش وفيني وعشان شيء مايستاهل

    صوتها المكتوم الممزق من البكاء يأتيه عبر المخدة:
    تشوف إن خيانتك لي سبب مايستاهل

    علي بيأس: الله يهداش ياكثر ماتعذبت على ذا السالفة من عقب ملكتنا لين ليلة عرسنا
    وأنا أموت كل يوم ألف مرة لأني أظن إني تعديت على حدود ربي وإني خنتش فعلا!!

    شعاع يعني أنتي ظنش أنا واحد ماشفت حريم في حياتي
    أنا شفت في شغلي أحلى وأكشخ وأذرب وأذكى نسوان في العالم
    وقلبي ماتحرك إلا لوحدة شفتها في الأصنصير لأنها حلالي لأنها أنتي
    إذا أنتي تبين تعقدين السالفة وتعذبيننا براحتش
    لأني لو أبي أعقدها من صوبي بأعقدها لأنش ظنيتي فيني ظن السوء اللي أنا منه بريء
    لأنش هان عليش تشوفيني مخلوق حقير ماله أي أخلاقأنا ياشعاع أنا.


    علي ظل يتكلم ويتكلم ويتكلم منهمرا بيأسه وحزنه وصدمته كل المشاعر التي كتمها منذ الصباح!!

    بينما هي كان حزنها يتضخم ويتضخم ليس بسبب عتابه الموجع فقط!!
    ولكن لأنها اعتادت خلال الأيام الماضية أنه لا يوجه لها الحديث إلا ويناديها بين كل عبارتين على الأقل بـ(حبيبتي) أو(قلبي)
    وهاهو الآن يسطر معلقة طويلة مصفوفة بدقة دون أن يخطئ مرة واحدة في مناداتها هكذا!!
    بل هو منذ الصباح لا يناديها إلا باسمها !!

    " أ يكون من هو خانني وفكر في سواي ثم يزيدها علي بقسوته وبروده؟!"


    علي انتهى من كلامه كله وتعب من الكلام وهي لم ترفع رأسها حتى

    همس لها بإرهاق: شعاع الله يهداش قومي خلاص قومي كلميني

    ربت على ظهرها برفق: شعاع شعاع
    زين قومي اكلي شيء مايصير من الصبح ماكلتي شيء

    ولكنها لم تستجب له لذا هتف لها بجدية: تدرين إني بعد ماكليت
    ولو ماقمتي تأكلين الحين ماني بمأكل. وخلي ذنبي وأنا واحد مريض عليش أنتي!!

    حينها تحركت بخفة وشعر بالانتصار أن محاولته هذه نجحت مع شعوره بتأثر عذبعذب أنها لم تهتم لشيء سواه

    نهضت بذبول وهي تجلس على السرير وتمسح وجهها
    نظر لها بصدمة كاسحة وهو يكاد يجن حين رأى وجهها
    كان متورما محمرا بشكل متزايد وعيناها شديدتا الأحمرار

    همس بجزع شديد: شعاع وش سويتي في روحش هذا كله بكا عشان شيء مايستاهل والله العظيم دمعة وحدة من عيونش؟!

    لم ترد عليه وهي تخفض وجهها وتحاول النهوض عن السرير لولا أنه منعها وهو يمد يديه الاثنتين ليرفع وجهها ناحيته
    نظر لها بأسى عميق وهو يمسح خديها ثم يقبل أرنبة أنفها ويهمس لها من قرب شديد بحنان عظيم: ياقلبي ياحبيبتي أنتي والله العظيم مافيه شيء يستاهل!!
    وش اللي يرضيش قولي لي


    حين سمعت ندائه العذب لها دفنت وجهها بين كفيها وعادت للانفجار في البكاء
    علي شدها برفق إلى حضنه وهو يحتضنها بشكل جانبي لأنها مازالت تغطي وجهها بيدها
    لم يعد يحتمل تركها بعيدا عن حناياه لتهدئتها وتهدئة نفسه وروحه هو!!

    ولكن لم تمر ثوان حتى تغيرت وضعيتها وهي تزيل كفيها عن وجهها وتخفي رأسها في ثنايا صدره وهي تحتضن خصره وتنتحب بشكل أقوى!!

    علي شدها بشكل أقوى واكثر حنانا وهو يهمس بتأثر: حبيبتي أنتي وش طاقة البكا اللي عندش ذي

    شعاع همست بين شهقاتها المختنقة: كله منك!! كله منك!!

    علي حينها ابتسم بشفافية غامرة: وأنتي يعني ماسويتي شي

    شعاع تحاول التماسك وهي تهمس بخفوت: سويت بس مهوب مثلك
    ذنبي إني فهمت غلطت بس أنت اللي سويته كله غلط!!

    علي يمسح على شعرها وهي مازالت تستكين على صدره ويهمس بدبلوماسية راقية مجللة بالصفاء:
    زين أنا غلطت ومعترف إني غلطان ودفعت ثمن الغلط
    بتحاسبيني وتحاسبين روحش لين متى
    ياقلبي ياشعاع أنا أحبش أنتي. لا حبيت قبلش ولا بعدش
    يعني شايفة ذنبي كبير لدرجة إنش ماتقدرين تسامحيني ونبدأ صفحة جديدة

    شعاع صمتت تماما وهي مازالت تستكين بين ضلوعه وأنفاسها تهدأ لتهدئ عواصف روحه

    علي همس حينها بولع مع أنه أصبح يعرف الجواب: ها شعاع ريحيني بكلمة

    شعاع برقة زادتها نبرة البكاء رقة: لا تقول شعاع


    (يعني عادها زعلانة!!) علي بعتب: عادش زعلانة يعني ياقلبي

    شعاع ابتسمت حينها بعذوبة وهي تقبل صدره مكان استكانة رأسها: الحين بأفكر أرضى!!





    ****************************************





    اليوم التالي
    .
    .


    " حرام عليكم جايبيني من الصبح
    عمي وخالتي كلهم جننوني تعالي تعالي يقولون من البارحة وأنتي مقفلة على نفسش
    ومارضيتي تكلمين حد منهم!!
    عسى ماشر؟!! ترا السالفة كلها خطبة مابغيتي يفتح الله وانتهت السالفة!!"


    جميلة تغلق الباب خلف مزون وتهمس بإرهاق: خلي أمي وعمي يحترقون شوي
    ماشفتيهم أشلون أمس تزاعلوا بسبة ذا الموضوع وبدون مراعاة لوجودي
    أول مرة أشوفهم يختلفون من يوم رجعت!!
    واجد تضايقت!!

    مزون ابتسمت وهي تلقي عباءتها على سرير جميلة وتجلس:
    زين خلهم يحترقون. سالفة الخطبة ويش

    جميلة هزت كتفيها بعدم اهتمام: فهد آل ليث خاطبني عشان يرضي عمي منصور!!

    مزون عقدت ناظريها: وليش تقولينها كذا

    جميلة بذات النبرة غير المهتمة: لأنها كذا واحد مثله وش يبي بوحدة مطلقة إلا لأنه يبي قرب عمي منصور

    مزون بعتب: جميلة ياقلبي وش القصور اللي فيش يعني

    جميلة بنبرة غضب متهكمة مفاجئة مليئة بالحرقة: أبد مافيني قصور إلا إن ولد عمي طلقني وحذفني كني جوتي وسخ ماصدق يقطه وحن عادنا في المطار
    والناس يقولون علي كلام كل كلمة أكبر من الثانية
    وأبد مافيني قصور!!


    مزون تشعر بصدمة حقيقية لأول مرة تسمع جميلة تتكلم عن طلاقها ومضاعفاته بهكذا حرقة
    فهي كانت طوال الفترة الماضية متألقة ومرحة كفراشة وهي تدعي إنها تجاوزت تداعيات طلاقها بإنشغالها بزايد الصغير.

    مزون بغضب: من وين جبتي ذا الكلام السخيف أنتي تألفين على كيفش

    جميلة بحرقة حقيقية: إذا أنتي ماسمعتي أو سمعتي وتحطين نفسش ماسمعتي بكيفش
    بس أنا ماراح ألعب على روحي!!
    عشان يقولون علي بكرة شوفوا ولد عمها ما استحملها وولد آل ليث المسكين تورط فيها!!


    مزون تكاد تنفجر غيظا منها: والله العظيم لو عدتي ذا الكلام مرة ثانية
    لألتش كف على وجهش يخليش تصحصحين شوي!!

    ثم أردفت ولهجتها ترق بحنان: جمول ياقلبي ترى في العرس ماحد يجامل حد
    هذي عشرة عمر ولو ولد آل ليث ماسأل أمه واخته عنش وذابت عظامه من الوصف قبل الشوف ماكان جاء يخطب!!

    جميلة بجمود: ليه عليه قاصر زين أنا شايفة صوره مع عمي

    ابتسمت مزون: والزين يبي الزين!!
    جميلة لو أنتي مقتنعة بفكرة الزواج وبفهد نفسه أو خلاص بلاها الفكرة كلها

    جميلة تنهدت بعمق: زين خلينا من كلام الناس
    مزون أنا صار لي 3 سنين في دوامة كملت سنة من رحت للعلاج وتزوجت وتطلقت
    وقبلها سنتين وأنا مريضة بالمرض اللي أنا جبته لنفسي
    سنين مراهقتي راحت ماعشتها والحين ماعاد يحق لي أعيشها لأني لازم أتصرف كمره
    وعلى العموم التجارب اللي أنا عشتها تحسسني إن عمري 40 مهوب20
    ومع كذا وكذا أنا متشوشة واجد
    والله العظيم مزون من أمس وأنا أفكر لحد ماصدعت

    ما أبي أعرس لأني أبي أتفرغ لدراستي بس في نفس الوقت أبي أكون منطقية
    وش يضمن يرجع لي واحد مثل فهد لأنه كل ماكبرت كل ماقلت فرصتي

    الشيء الثاني اعترف إني مجروحة من خليفة اللي ماصدق يطلقني عشان يتزوج
    أبي أوريه إني ماني بأقل منه وهذا أنا خلصت عدتي وتزوجت مثلي مثله
    بس أرجع وأقول هذا حكي خبلان ويودي في داهية
    مافيه حد يورط نفسه ويتزوج عشان يغيض حد!!

    أفكر من ناحية ثالثة وأقول واحد مثل فهد آل ليث وش يبي في وحدة مثلي
    أفكر من ناحية رابعة وأقول فهد هذا كله على بعضه مايناسبني
    لأن كل شيء فيه يخوف من وسامته لحدة شخصيته يذكرني بعمي منصور!!
    تدرين إن أمي تموت من الغيرة على عمي منصور بس ماتبين وواجد متحملة صعوبة شخصيته
    بس أنا ماني بعاقلة مثل أمي!!

    من ناحية خامسة وإلا عاشرة وإلا عشرين أنتي تدرين إن الدورة الشهرية تقريبا وقفت معي سنة ونص وتوها رجعت لي منتظمة من شهرين بس
    والدكتورة كانت تقول إنه احتمال يصير معي مشاكل بالحمل أو على الأقل يتأخر فترة لحد مايتضبط وضعي تمام

    تعبت مزون من كل شيء تعبت وما أبي أفكر في شيء.





    ****************************************






    " عــلــــي عــــلـــي !!"


    علي قفز من نومه بجزع: بسم الله الرحمن الرحيم وش فيش ليش تصيحين وتهزيني كذا

    شعاع ضغطت على قلبها وهي تنتهد وتعود لتسند ظهرها لرأس السرير بعد أن كانت تقف على ركبتيها وتهز علي بقوة وهي تصرخ
    وهي تهمس بصوت ذاهب الأنفاس: حرام عليك علي صبيت قلبي أصحيك ماتقوم ارتعت

    علي ابتسم وهو يضع كفيه خلف رأسه : دامش جنبي إنا طيب وبخير إن شاء الله

    شعاع همست برقة مصفاة وهي تمد يدها لتمسح شعره: جعلك طيب وبخير دوم مهوب يوم

    أمسك علي بكفها بين كفيه وهو يهتف بشجن مختلط بإبتسامته: ومافيه ياحبيبي معها

    احمر وجه شعاع خجلا وهي تهمس بخجل رقيق: حبيبي ولا يهمك

    قطب علي جبينه وهمس بإبتسامة: بايخة لأنها مهيب من قلبش تسكيتة بس!!

    حينها مالت قليلا لتهمس قريبا من أذنه بعذوبة خافتة: الله لا يحرمني منك ويقدرني أرضيك وأسعدك ياحبيبي ياقلبي أنت!!


    يعلم أنها مازالت لا تقصدها لكنه لا يستطيع أن يمنع قلبه العاشق أن يُعتصر بقوة وهو يسمعها من بين شفتيها بهكذا دفء وعذوبة
    وكأن أعذب أحلامه وأبعدها تتحقق أمامه على أرض الواقع

    همس حينها بتثاقل مملوء بالولع والشجن: الحين بأقول خفي عليّ حبيبتي ترا قلبي مايتحمل!!






    ******************************






    رد مع اقتباس  

  9. #219  
    المشاركات
    3,260
    بعد يومين
    .
    .
    .

    " فهيدان من جدك أنت خاطب جميلة بنت خليفة !!"

    فهد يرتشف قهوته وهو يسند كتفيه للخلف ويهتف ببرود:
    تو الناس ياحرم الدكتور الموضوع صار له 3 أيام
    وفهيدان في عينش ياقليلة الحيا

    عالية تبتسم: أول شي اليوم أول يوم أشوف خشتك من عقب الخطبة
    كل ماجيت مالقيتك
    وثاني شيء آسفين ياحضرة النقيب!!
    وثالث شيء أنت استخفيت مالقيت إلا جمول


    فهد من فوره شعر بالضيق حتى لو كان لا يريدها فهو لن يسمح حتى لمن هم أصغر منه بالسخرية من اختياره
    هتف بنبرة تهكم حازمة: والشيخة عالية بعد وش عندها اعتراضات على جميلة

    عالية تهز كتفيها بمرح: ماعندي اعتراضات عليها عندي اعتراضات عليك!!

    حينها شعر فهد بالإهانةهتف بغضب: نعم عندش اعتراضات علي أنا

    عالية تقلد طريقته في الكلام: إيه عليك أنت لا ينقص لك عرق
    ثم أردفت بجدية مختلطة بالابتسامة: أنت بصراحة ياحضرة النقيب تبي لك وحدة تشتغل في الكوماندوز
    أو على الأقل وحدة جفسة مثل أختك علوي. مهوب وحدة تذوب رقة ونعومة مثل جميلة


    (قصدش تذوب دلع ماسخ مايلبق على شينها) فهد هتف بسخرية: زين وش تبيني أسوي ياعالية هانم.؟
    أهون من الخطبة
    وإلا أسكر على جميلة في صندوق قزاز عشان مانخدش رقتها ونعومتها

    عالية بجدية: إلا أبيك تغير من طبايعك شوي بس شوي
    البنية مرت بتجربة صعبة ومرض. فاتق الله فيها
    ثم أردفت عالية وهي ترقص حاجبيها بخبث: ولو أني متاكدة إنك إذا شفتها بتغير طبايعك غصبا عنك وتضيع علومك وطي

    فهد بصرامة: أنا ما احتاج حد يوصيني لأني أتقي ربي قدام أشوف وجهش
    ومهوب أنا اللي تضيع علومي من شوفت أزين النسوان عشان تضيع من أشينهم.

    عالية بصدمة: من أشينهم ذي

    ابتسم فهد: أنتي وجميلة كلكم!!

    عالية بمرح: أنا ماعليه بس جميلة عاد آخر وحدة في العالم ينقال لها شينة

    فهد بتهكم: أجل وش ينقال لها

    عالية (بعيارة) : ينقال لها الشين كله لأنها بتأخذك!!






    **********************************





    " كاسرة تروحين معنا"


    كاسرة تنتبه من سرحانها وهي تنظر لمزون ووضحى وكلتاهما تلبسان عبايتيهما وتهمس بمودة: لا اسمحوا لي ما أقدر!!

    مزون تجلس جوارها وتهمس باستغراب: كاسرة من يوم سافر كساب وأنتي ماتطلعين من البيت إلا للشغل وجدش وبس
    اطلعي معنا اليوم بس كل يوم واحنا ساحبين خالتي مزنة تعبناها امشي معنا وخليها تقعد اليوم


    كاسرة تضايقت من الربط الحقيقي لم تكن تريد أن يلاحظ أحد أنها فعلا ماعادت تخرج من البيت بعد سفر كساب
    والسبب بسيط جدا
    كساب كان يكره أن تخرج من البيت بدون أذنه أو مع أحد غيره!!
    وهو أمنها بالله ألا تفعل شيئا في غيابه كان يضايقه في وجوده
    لا تستطيع بالفعل أن تخرج وهي تعلم أنها لا تستطيع حتى استئذانه
    عدا أنها فعلا ليس لديها رغبة للخروج روحها مثقلة بنوع غريب من الوجع!!


    كاسرة همست بذات المودة: ماعليه يابنات اسمحوا لي صدق تعبانة ومالي خلق أطلع

    وضحى تجلس جوارها من الناحية الآخرى وتهمس بإلحاح: كاسرة أنتي حتى فساتين للأعراس ماسويتي

    كاسرة حينها همست بحزم بالغ: ياكثر هذرتكم يا الله قوموا لا تتاخرون على أمي






    **********************************





    بعد ثلاثة أيام أخرى
    .
    .
    .



    " فهد منصور آل كساب مارد عليك عشان موضوع الخطبة!!

    فهد يلتفت لصالح ويهمس بعدم اهتمام: لا مابعد!! كل يوم وأنا عنده وماقال لي شيء

    صالح بجدية: مايصير فهد لازم تسأل الرجال يعطيك كلمة يا لا يا نعم!!

    فهد حينها هتف بجدية مشابهة: أنا ومنصور مابيننا ذا السوالف صدقني لو كان عنده رد كان رد علي بدون ما سأله
    بس أنا حاسه ذا الأيام مشغول بشيء ما أدري وش هو!!

    فهد يشعر بسعادة عميقة جدا مخفية داخل روحه لأن الرد تأخر
    وذلك يعني شيئا واحدا

    أنهم غير موافقين!!


    مع أن منصور آل كساب قبل أربعة أيام قال له بطريقة غامضة:
    قبل مانوافق أو مانوافق. البنت توها قالت لي إنه احتمال كبير يصير معها مشاكل في الحمل أو على الأقل يتأخر شوي
    وحن نبي نبري ذمتنا ونبلغك ذا الموضوع!!

    (صدق إنها قليلة حيا!!) فهد هز كتفيه بعدم اهتمام: مايهمني ذا الموضوع وانا أساسا متوقع ذا الشيء قبل أخطب
    وذا الكلام مايغير رأيي في شيء.


    وهاهي سعادته تتزايد أن الأيام تمر والرد النهائي لا يأتيه
    وذلك يعني كما يظن أنهم بالفعل (غير موافقين) !!







    ********************************





    " حبيبتي لين متى وأنتي زعلانة علي"

    عفراء ترتب ملابس زايد الصغير داخل الخزانة وتهمس بضيق: وأنت وش هامك من زعلي ورضاي
    سويت اللي في رأسك وخليت جميلة توافق عليه


    منصور يمسك بخصرها ليديرها ناحيته وهو يهمس بحنان:
    ياحبيبتي خلش حقانية أنا جبرت جميلة
    أنا حتى ماعاد قلت لها شيء من عقب أول مرة كلمتها قدامش لما شفتش زعلتي
    هي اللي جاتني بنفسها ثاني يوم في الليل وقالت إنها موافقة عليه

    عفراء بضيق أشد: زين صار لها أربع أيام من يوم قالت لك موافقتها
    ليه أم فهد ماجاتني لين الحين مهوب تقول إن الولد مستعجل
    وش عندهم يعني وإلا أنا وبنتي ما حن بكفو يجون لين عندنا ويخطبون ومكتفين بك

    حينها ابتسم منصور وهو يقبل رأسها: إلا كفو وكفو وكفو وماغير أم زايد وبنتها كفو

    ثم أردف بنبرة مقصودة: بس أنا اللي مابلغتهم الموافقة لين الحين!! وإلا فهد كل يوم وهو متبطح عندي في المجلس وفي عيونه كلام ومستحي يسأل!!

    عفرا باستغراب: وليه يعني مابلغتهم ماتقول إنه مستعجل

    منصور بغموض: هو مستعجل بس أنا عندي تخطيط معين
    ولازم أسوي توافق بين استعجاله ومخططاتي!!





    ******************************************





    " حبيبتي ليش متوترة كذا
    مايصير كل مرة نجي نروح للدكتور من ليلتها وأنتي متوترة"

    ثم أردف بمرح: وش المرض اللي تبين تلزقينه فيني ذا المرة

    شعاع بتوتر: حرام عليك علي لا تزيدها عليّ أحاتيك بس ياقلبي

    علي يحتضن كتفيها ويهمس بحنان وولع: لا تحاتين ابصم لش بالعشرة وبأذن ربي إن ذا الفحص بيكون أحسن بواجد!!

    شعاع وضعت رأسها على كتفه وهي تهمس برقة: زين ولو كان فحصك زين وقرر لك العلاج
    بنرجع للدوحة. أنا اشتقت لهلي واجد!!

    علي بابتسامة: لا طبعا ماراح نرجع الدوحة
    وش شهر العسل ذا وفي خياس لندن في الصيف وعلاج بعد
    لا ياقلبي إذا خلصت فحوصي بنطلع من لندن وبأوديش ذا المرة مكان من تخطيطي أنا
    خلش تشتاقين لهلش أكثر شوية بعد أنا ما أبي حد يشغلش عني

    شعاع احتضنت خصره وهمست بشجن: علي صدق صدق ما شغلك حد قبلي؟!!

    علي احتضنها بقوة وهو يهمس بولع حقيقي: لا قبلش ولا بعدش!!

    شعاع رفعت رأسها قليلا لتقبل طرف خده وهي تهمس برقة: تدري علي والله لو أدري أو أشك حتى إنك تكذب علي
    بتكون ردة فعلي شيء مايخطر على بالك!!
    أنت كل يوم تعلقني فيك أكثر من اليوم اللي قبله أضعاف أضعاف.
    مهوب تسوي فيني كذا وأنت نيتك مهيب صافية لي!! يمكن أتهور وأذبحك ترا!!






    ***************************************





    " يالكسلان مرة بعد بعد مرة وحدة بس!!"

    عبدالرحمن يجلس على مقعده ويهمس بإرهاق: حرام عليش عالية والله العظيم تعبت

    عالية بضيق: عبدالرحمن مامشيت إلا مرتين في الممر

    حينها انفجر عبدالرحمن بعصبية: بس عالية بس أنا ماني ببزر تبين كل شيء في حياته يمشي على كيفش
    هذا أنا أحاول أرضيش بس أنتي بعد لا تضغطين علي بذا الطريقة
    لذا الدرجة يعني متضايقة من حالتي ومنتي بمستحملتني
    إلا يعني أمشي بالغصب وإلا ما أعجب حضرة جنابش!!


    عالية اتسعت عيناها بدهشة (إلى أين وصل تفكير هذا) صمتت لثواني وهي تدفع مقعده حتى أوصلته للسرير وساعدته للنهوض عليه
    ابتعدت قليلا ثم همست بحزم ودون أن تنظر ناحيته كأنها تحادث روحها:
    عبدالرحمن تدري إن امهاب كمل سنة من يوم مات الله يرحمه!!

    عبدالرحمن انتفض بشدة وارتعشت أنامله وهو يهتف بعصبية: مهوب أنا اللي تعلميني كم راح عليه الله يرحمه
    بأعلمش لو تبين بالساعات والدقايق بعد!!

    عالية بحزم وبنبرة مقصودة تماما: يعني أنت تدري زين إنه مات ومافيه شيء بيرجعه؟!!

    عبدالرحمن تصاعد ضيقه لدرجة أقصى حدود الاختناق وهو يهتف بذات العصبية: ممكن أعرف وش داعي ذا الكلام السخيف!!

    حينها عادت عالية لتواجهه وهي تنظر إلى عينيه بشكل مباشر وتهمس بشكل مباشر:
    عبدالرحمن لو تبي تلعب على حد العب على حد غيري
    أنت ظنك إني ماني بملاحظة إنه لما أطلع أنا وإياك ألاحظ إنه فيه أماكن معينة تتجنب تروح لها ويوم أسألك ليه ماتبيننا نروح
    تقول شكلك بالكرسي هناك يحرجك
    لكن الجواب ببساطة إن هذي هي الأماكن اللي كنت تروح أنت وامهاب لها دايما

    عبدالرحمن انفجر بغضب عارم مرير: عالية ممكن تسكتين ما أبي أسمع شيء

    عالية بغضب أشد: لا ماني بساكتة يعني ظنك امهاب نفسه بيكون راضي باللي تسويه في نفسك
    أدري إنك ماتسويه عن قصد بس أنت في داخلك ماعاد تبي تمشي في مكان هو ماعاد يقدر يمشي فيه!!
    ماتبي تعيش حياتك طبيعي من عقبه وكانك مستكثر على روحك الحياة
    فتقول دامني عشت عقبه ما أبي أعيش بعده مثل ماكنت معه

    عبدالرحمن بغضب أشد متفجر: بس بس ولا كلمة ولا كلمة!!

    عالية صمتت على مضض وحزن عميق يغمر روحها لأنها رأت كيف انفعل واحمر وجهه بشدة
    لم ترد أن تزيدها عليه فهي تشعر تماما به!!
    والمهم أنها اوصلت له الفكرة!!







    *************************************






    " يا الله أنا طولت الليلة عليك بأقوم أروح البيت!!
    تلاقي أم زايد تدعي علي الحين!!"

    منصور بنبرة مقصودة تماما: أفا عليك أشلون تدعي على رجّال بنتها مايصير!!

    فهد قطب جبينه بعنف ولكنه عاد لرسم ملامح الطبيعية بذات السرعة وهو يهتف بثقة:
    أخيرا حنيتوا علي مابغيتو

    منصور بثقة: تدري البنت لازم تفكر براحتها


    (ياملغ البنت ملغاه قال بنت قال !! ياقهري!!) فهد كان يرسم ابتسامة محترفة على وجهه وهو يستمع لمنصور
    بينما كل مايريده أن يخرج حتى يلكم الحائط ليفرغ كل طاقة الغضب بداخله!!


    بينما منصور كان يكمل بذات الثقة: وهي بصراحة ردت علي قبل كم يوم بس أنا كان عندي كم شغلة لازم أسويها
    والحين أبيك بكرة تسوي الفحص الطبي وأنا بودي جميلة عشان أبيها تخلص بسرعة لأنه عقب يومين بأوديها لبنان تشتري جهازها من هناك

    فهد مصدوم ومع ذلك هتف بثقة: وموعد العرس قلت لك أبيه عقب مانخلص الفحص بأسبوع بالكثير

    منصور ابتسم: عقب 10 أيام من الحين تاريخ 18 الشهر يناسبك

    فهد يكاد يصرخ قهرا في داخله ومع ذلك هتف بثقة: يناسبني بيكون قبل أسبوعين من دورتي!!

    منصور بذات الابتسامة الواثقة: خلاص كروت الدعوة صارت في سيارتك قلت للمقهوي يحطها
    بس لا توزعها لين تخلص الفحص الطبي وأظني أسبوع يكفيك توزعها وزيادة!!

    فهد بصدمة حقيقية: أي كروت

    منصور بذات الثقة: كروت عرسك كروت فخمة كأفخم مايكون للرجال وللحريم
    كروت الرجال طبعا الدعوة باسم أبو صالح وكروت الحريم باسم أم صالح وأم زايد

    فهد بصدمة: وأشلون سويتها بذا السرعة أقل شيء تبي أسبوعين!!

    منصور بثقة غامرة: أسبوعين لغيري صاحب المطبعة واحد من ربعي
    اخترت نموذج جاهز وكل اللي سووه غيروا المضمون وعطى عماله أوفر تايم عشان يخلصونه في يومين

    فهد يشعر بالصداع الفعلي بينما منصور يكمل بذات الثقة:
    شوف يافهد عرس الحريم هذا هديتي لبنتي والله ماتدفع فيه ريال وأنا خلاص حجزت القاعة بتاريخ 18
    عرس الرياجيل بكيفك فيه أظني مهوب صعب تلاقي حجز الخيام مقابل (اسباير)!!

    فهد بضيق: أبو زايد مايصير أنت تحجز قاعة الحريم أمي وأختي بيزعلون

    منصور بثقة: ماراح يزعلون لأنه حتى مرتي مالها دعوة في الحجز أنا كلفت شركة تصميم أفراح تتولى المسئولية
    بأعطيكم رقمهم وخل أمك وأختك يشوفون الترتيب براحتهم

    فهد يكاد يجن منه (متى استطاع فعل ذلك) هتف من بين ضربات الصداع لدماغه: وأي قاعة حجزت للحريم

    منصور بذات الثقة: الدفنة في الشيراتون

    فهد حينها انفجر يحمل نبرة الاستغراب وفي باطنه يحمل الغضب:
    عاد الدفنة مستحيل تلاقيها في 10 أيام وخلال الصيف بعد!!


    ابتسم منصور: هذي عاد خدمني فيها أبو كساب!!





    ********************************





    " الدفنة يامنصور
    حتى مافيها غرفة أحط بنتي فيها
    وأنا مستحيل أقعدها قدام الحريم!!"

    منصور بهدوء: خلاص خليها في جناحها فوق

    عفراء غير راضية بكل ذلك ومع ذلك ليس أمامها إلا الرضوخ:
    زين وش لازمتها الدفنة خساير على غير سنع

    حينها هتف منصور بثقة: ادري إنه سوالف العرس كلها كلام فاضي ولا له معنى بس أنتو يا النسوان عندكم حكي يوجع
    وأنا ما ابي أقل شيء يحز في خاطر جميلة أبيها تعزم كل رفيقاتها وتستانس
    وما أبي حد يفتح ثمه ويقول عشانها كذا وإلا عشانها كذا ماسوو لها عرس
    أبي من جا عرسها يسكر حلقه ولا يلاقي له كلمة!!


    فمالا تعلمه عفراء أن الكلام الذي لم يصلها قد وصله هو وسمعه هو وجميلة مع بعضهما!!

    .
    .

    قبل أكثر من شهرين



    جميلة تقف مع منصور عند طابور (كاشير) المحاسبة في أحد المحلات
    بعد أن أشتريا بعض الأغراض لزايد الصغير


    يهمس صوت أنثوي خافت جدا خلفهما: هذا مهوب منصور آل كساب

    فتهمس الأخرى بصوت أعلى وهي تمد نظرها: بلى الظاهر إنه هو

    الأولى بصوت منخفض: أش لا يسمعش من اللي معه ماظنتي إنها عفرا
    عفراء عادها نفاس

    الثانية بصوت أكثر ارتفاعا: لا مهيب عفرا أظني بنتها جمول اللي قطها رجالها عادها في المطار

    الأولى بجزع: بس يالفضيحة أعوذ بالله قصري حسش لا يسمعش الرجال

    الثانية بعدم اهتمام: والله مهوب أنا اللي قلته الناس كلهم يحكون
    وش اللي حد ولد عمها إنه ماحتى يتنى يوصلها للبيت إلا شيء كايد ما استحمله
    الله يستر على بناتنا بستره!!


    منصور انفجر تماما ولكن وضعه واحترامه لنفسه لم يسمح له بملاسنة نساء في مكان عام وخصوصا أنه رأى كيف بدأ جسد جميلة يضطرب بعنف
    ثم كيف ألقت الأغراض أرضا وخرجت ركضا من المحل

    توجها من فورهما للسيارة حاول منصور تهدئتها ولكنها رفضت أن تتحدث عن الموضوع مطلقا
    وهي ترجوه بين شهقاتها ألا يخبر أمها بشيء حتى لا يضايقها!!

    ربما كان هذا الموقف من المواقف التي قربت كثيرا بين منصور وجميلة
    ولكنه كذلك أثر في كلاهما وبشكل كبير كبير جدا!!
    حز في خاطر كل منهما إلى أعمق مدى
    جرح عميق في روح جميلة الشابة وامتهان لكرامتها
    وحزن عميق في روح منصور وهو يرى كيف تبدو هذه الصبية جبّارة أمامه وهي تدفن الجرح الذي يعلمه جيدا
    وهي تظهر سعادتها بكل ماحولها وتتدفق بألقها العفوي رغم معرفته لعمق الجرح في حناياها!!





    *******************************************





    اليوم التالي
    .
    .


    " يوه صالح من جدك عرس أخيك 18 الشهر "


    صالح يضحك: وش فيش سويتيها أزمة

    نجلاء تذهب وتعود: لأنها أزمة الحين وين ألاقي لي فستان يدخل في كرشي

    صالح (بعيارة): وليه تتعبين نفسش البسي جلابية من جلابياتش واقعدي
    النسوان يعني بيخلون البنات الرشيقات ويتفكرون فيك!!

    نجلا بغيظ: كذا ياصويلح زين يوم الخميس توديني للخبر أشتري لي فستان
    عيالي ومعطلين وماعندهم شيء!!

    صالح يضحك: وش الخبر بعد القيصرية وتخب عليش!!

    نجلاء تضحك بغيظ واستظراف تمثيلي : القيصرية اللي على زمانك يالشيبة احترقت والجديدة مابعد فتحوها
    وأنا مالي شغل بتوديني بتوديني

    صالح بإبتسامة مخلوطة بالجدية: قبل ما تهورين وتقولين شيء
    والله ثم والله ماتطلعين من الدوحة لين تولدين
    بتلاقين في الدوحة اللي بيكفيش
    يا الخبلة أنتي دخلتي الثامن تبين تولدين عليّ في الطريق!!

    نجلاء بذات الغيظ: ياسلام عليك وتبيني أطلع مبهذلة ياقهري منك أنت وإخيك المستعجل
    ثم أردفت لنفسها وهي تتجه لدولابها:
    هذا وهو ماشافها لو شافها يمكن بعد كان قال العرس بكرة وورطنا!!





    **********************************





    " خلصتي فحوصش"

    جميلة بجمود: خلصتها وعمي مستعجل على النتيجة عشان يبينا نروح للبنان

    مزون تضحك بشفافية: صدق خبلة وليه محزنة كذا
    اسمعيني عدل جيبي فستانش والفساتين والجزم والشنط والمكياج العطور من هناك
    والباقي خليه علي أنا وخالتي العبايات والدراعات والمخلطات والمفارش لا تحاتين يومين وبنخلصهم قبل ماترجعين من لبنان بعد!!

    جميلة بحزن شفاف غريب: زين ولبست وكشخت وش بيغير من اللي داخلي

    مزون بقلق وهي تجلس جوارها وتضع كفها على فخذها:
    جميلة أنتي حد غصبش على الموافقة عمي قعد يزن على رأسش

    جميلة بنبرة مثقلة بالجمود والأسى: بالعكس ولا قال لي ولا كلمة عقب أول مرة
    بس أنا حاولت أفكر بعقلي وأنحي المشاعر على جنب.
    فهد خيار ممتاز وأنا صليت استخارة كم مرة والله هداني للموافقة
    شيدريني إن واحد مثله بيرجع يخطبني
    ثم أردفت بمرارة ساخرة: يمكن ماعاد يجيني إلا شيبان يبون المطلقة المعيوفة!!







    **************************************





    بعد يومين آخران
    .
    .



    " كاسرة يا أبيش وش في خاطرش ضايق؟"


    كاسرة تميل لتقبل كف جدها وتهمس بمودة صافية : مافيني شيء جعلني فدا عينك!!

    الجد بعمق: إلا فيش تدسين عليّ؟!! أفا عليش!!

    كاسرة بتأثر: فديتك مافيني شيء!!

    الجد بمودة: ليه يأبيش ماتروحين مع مزنة والبنات. أكثر وقتش قاعدة عندي!!

    كاسرة تبتسم: أفا عليك ياجابر زهقت مني!!

    الجد يبتسم: خلش من عيارة البنات. دارية إنه لو علي ما أبغيش تفارقيني دقيقة
    بس النفس لقرينها تطرب. وبنية مثلش أكيد إنها زهقت من سوالف الشيبان!!


    كاسرة تتنهد بعمق يستحيل أن تمل من جدها
    ولكنها ملت من كل شيء من كل شيء وكيف لا تمل الدنيا بأسرها وهذا القلق الهادر يصطرخ في أعماقها
    هاهو يتجاوز الأسبوع منذ آخر مرة هاتفها فيها
    رغم أنه قال أنه سيهاتفها!!
    يا الله روحها تذوي من القلق. ومرهقة من كل شيء!!
    مرهقة بالفعل!!






    ***********************************





    " الحين أبي أعرف أنت ليش تهاد ذبان وجهك
    مهوب فحوصاتك كلها أنت والمدام طلعت سليمة
    وهذا حن رايحين نشتري لك بشت لعرسكم الميمون
    وإلا تكون زعلان عشان منصور قال الملكة تكون يوم العرس وأنت خلاص مافيك صبر؟""


    فهد بعصبية: هزيع تلايط وسكر حلقك

    هزاع بغضب مختلط بإبتسامته: ياحضرة النقيب ترانا مابعد تعدينا مركز أبو سمرة
    والخوة اللي ذي أولها ينعاف تاليها نزلني في المركز وبأشر لحد من الأجواد يرجعني معه الدوحة
    وأنت توكل على ربك وكمل دربك بروحك وهاد الذبان على كيف كيفك!!

    فهد بذات العصبية: أنت بتمنن علينا بخوتك اللي أنت عرضتها خلاص ولا يهمك إذا وصلنا أبو سمرة دور لك خوي غيري!!

    حينها هتف هزاع بجدية: فهد الله يهداك وش فيك ما تتنحاكى كذا شاب نار قايدة!!
    صحيح العصبية مهيب غريبة عليك بس عمري ماشفتك كذا
    تعوذ من أبليس. أسمع إن مزاج الواحد يعتفس قدام عرسه بس من كثر الشطة والضغط
    لكن أنت ماشاء الله وش الشطة اللي جاتك فلا تفصيل ثيابك وحيا على الفلاح
    عرس الرياجيل صالح وعبدالله رتبوه وتكفلوا فيه من إلى.
    توزيع الكروت أنا ونايف وعيال خالاتي كل واحد استلم له منطقة وخلصناه في يوم واحد
    وأنت عرسك عاد باقي عليه أسبوع وكل شيء جاهز
    بعض الناس يكون عرسه محدد من شهور ويجي لين آخر يوم وهو مشتط
    أنت سبحان الله ربي طارح البركة في عرسك ولا تعسر فيه ولا شيء!!


    ( هذا أصلا اللي فاقع كبدي وذابحني!!
    كنت أبيه يتعسر بأي طريقة بس ماتعسر!!
    كل شيء يمشي مثل السحر!!
    ياقهري بأموت من القهر عمري ماكنت مقهور مثل ذا الأيام
    مقهور !! مقهور!!"





    *********************************




    " تدري إني انبسطت هنا أكثر من لندن بواجد!!
    لندن كان حر وزحمة وخنقة!!"


    علي كان يشد على ذراع شعاع وهما يتمشيان بالقرب من قلعة أدنبرة التاريخية
    قلعة من أشهر قلاع أوربا ولها بعد تاريخي وحضاري عميق
    وهي تقع على فوهة بركان خامد وبناها الرومان قبل ألف عام من الصخور البركانية القاسية وهي تطل على كل مدينة أدنبرة من علو شامخ
    ومازالت حتى الآن مقر لكتيبة من الجيش البريطاني تسمى(الفوج الملكي الاسكتلندي)
    على الرغم من أنها مفتوحة للسياح والمتاحف داخلها مجانية

    علي هتف بمودة: أدنبرة بلد رايقة والاسكتلنديين أساسا طيبين
    وطبيعتهم وجوهم أحسن من لندن ألف مرة
    بس هي مافيها أشياء كثيرة تشوفينها اليوم شفتي القلعة
    باقي الضواحي التاريخية والمدينة القديمة وحديقة الحيوان عندهم أهم حديقة حيوان في العالم
    بنقعد يومين بس
    وبأوديش مكان ثاني بعد قبل نرجع الدوحة

    شعاع بإبتسامة شفافة: وين بعد

    علي بمودة غامرة: إيطاليا بأوديش فينيسياثم روما وميلانو منها تتفرجين ومنها تتسوقين لأهلش وصديقاتش!!
    ولا تنسين ترا مزون لازم تجيبين لها بروحها شنطة كاملة وأعتمد على ذوقش الحلو
    هذي عروس!!

    شعاع بشفافية ودودة: أبشر من عيوني الثنتين!!





    ************************************




    " سميرة ياقلبي محتاجة فلوس"

    سميرة تزيح جهاز الحاسوب جانبا حتى تشير لتميم بمودة: لا حبيبي
    لو بغيت لا تخاف بأطلب منك

    تميم بأريحية شاسعة: ما أدري حبيبتي أخاف يقصرش شيء وماتطلبين
    وأنتي ماشاء الله داخلة على ثلاث أعراس واكيد تبين هدية لكل عروس

    سميرة وضعت يديها على رأسها ثم أشارت له بمرح:
    لا تذكرني يرجع لي الصداع
    كله كوم وعرس جميلة كوم
    أنا مالحقت طبعا أهديها شيء في زواجها الأول فلازم أعوضها الحين
    وخصوصا إن العريس ولد عمي بعد!!

    ابتسم تميم: يعني تبين فلوس

    ابتسمت سميرة: الحين عندي وأنت توك عطيتني
    لكن دامك مصر خلاص ما أبي أردها في خاطرك بعدين يجيك إحباط

    تميم اتسعت ابتسامته: لا لا تخافين علي من الأحباط

    سميرة قفزت لتقبل رأسه ثم مدت يدها وأشارت بمرح:
    بلى بيجيك إحباط وأنت ماتهون علي. يا الله قبضني عشان خاطرك بس!!






    ****************************************






    " منصور الله يهداك روعتني أنا وجميلة عليك
    البنية لابسة قاعدة تنتظرك تروحون المطار
    تتصل تقول السفرة تأجلت لبكرة لا وتتأخر علي ذا كله
    بغيت أموت من المحاتاة!!"


    منصور وجهه مسود ومثقل بأسى غريب:
    الحين الواحد لو راح في حرب وإلا دفاع عن بلاده كان قلنا ماعليه شهيد والموت مامنه مهرب
    بس عاد التدريبات المفروض تكون آمنة على عيالنا. مهوب يروحون في شربة ماي لأنه حن قصرنا في توفير تدريبات آمنة

    عفراء بقلق متعاظم: حد من عيالك صار له شيء. هم ماخلصوا تدريباتهم أمس عشان كذا حددت السفر اليوم

    منصور بذات الأسى المتعاظم: عيالي خلصوا بس فرقة ثانية من فرق الصاعقة كانوا يتدربون اليوم
    وانهار فيهم مبنى التدريب اللي معد للتدريبات.
    ثم أردف بغضب: شكلهم بانينه من كراتين العيال حطوا المعاول في الطوفة عشان يطلعون انهار

    عفراء بصدمة وأسى: كم عددهم.وعسى ماحد منهم إصابته كايدة؟!!

    منصور بذات الأسى الذي لا يستطيع منعه من تسلق روحه: واحد من العيال وواحد من المدربين
    وما أدري عن إصاباتهم ماخلونا نقرب منهم وشالوهم على طول في الهيليكوبتر!!





    ************************************








    رد مع اقتباس  

  10. #220  
    المشاركات
    3,260

    " حبيبي كساب ماكلمك ذا اليومين؟"

    زايد التفت لمزنة وهو يمد سبابته ليمسح على شفتيها ويبتسم:
    ياحلوها ذا الكلمة من بين شفايفش لها طعم ثاني!!
    وكساب لا ماكلمني له أكثر من أسبوع!!


    ( ومادمت تحبها من بين شفتي فلماذا حرمتني من سماعها من بين شفتيك)
    مزنة حاولت أن تبتسم: تخلي الواحد يندم لا قال كلمة عفوية

    زايد بعمق غريب: وحلاتها إنها عفوية!!

    وجع غريب أيضا يغزو روحها حاولت تنحيته جانبا وهي تسأل باهتمام:
    وكساب عادي يطول ذا كله بدون اتصال

    زايد بتلقائية: عادي جدا وممكن أسبوعين وثلاثة بعد
    ليش تسألين

    مزنة صمتت ماذا تقول له قد يكونون لم يلاحظوا أي تغيير على كاسرة عدا عدم خروجها من البيت لانها خارجيا تتصرف تماما كما كانت تتصرف دائما
    ولكن ليس على أمها وهي تلاحظ ذبول عينيها وتنهيدتها المرة المكتومة حين تسألها عن كساب


    مزنة أجابت بثقة: شفته طوّل شوي عشان كذا اسأل عنه يعني تأخيره أبد مهوب طبيعي وخصوصا إنه مايتصل

    ابتسم زايد بفخامة وغموض وهو يتفهم سبب سؤالها: قولي لكاسرة لا تهتم بيتصل فيها قريب!!

    مزنة همست بشفافية: ما أقدر أنصحها بشيء ما أقدر عليه في ذا الشيء أعتبر بنتي أقوى مني بواجد
    أنت بسم الله عليك لو سافرت أسبوع بدون حتى ماتتصل فيني بأستخف!!

    حينها همس زايد بعمق وهو يشد أناملها بين كفيه:
    صدق وإلا كلام مجاملات

    رفعت مزنة كفه إلى عذوبة شفتيها وهي تهمس بإبتسامة رقيقة: كلام مجاملات!!






    ***********************************




    اليوم التالي
    .
    .


    " أخيرا تكرمتي علي تروحين معي
    وإلا خلاص ماتبين إلا مرت أبيش؟!!"

    مزون تميل لتقبل كتف خالتها المجاورة لها وكلتاهما تجلسان في المقعد الخلفي للسيارة وتهمس بمودة صافية:
    أنتي عارفة زين إني ما ابي خوة حد غيرش
    بس أنتي مشغولة مع زايد الصغير
    ولولا إنش تبين تخلصين تجهيز جميلة ماكان خليتيه أساسا

    عفرا بعتب: وجميلة ويش وأنتي ويش مهوب كلكم بناتي

    مزون تبتسم بحنان: ياخالتي ياقلبي أنتي عارفة زين إني حتى تجهيز جميلة كنت أقول لش خليه علي دامها راحت لبنان!!
    لأني أدري إنش ماتحبين تخلين زايد

    عفراء بذات نبرة العتب: هذا انا خليته عند كاسرة وش بيجيه يعني

    مزون تبتسم: بيجيه إن كاسرة بتتصل بعد ساعة وهي تشد شعرها
    لأنه مارضى يرضع المرضاعة وفقع رأسها بالصياح وبنرجع وحن ماخلصنا شغلنا
    فأنتي اكتبي لي قائمة بكل اللي تبينه وخليه علي.
    لازم نخلص كل شي قبل ترجع جميلة من لبنان
    مع إنه سبحان الله ربي ميسرها لها. خبيرة التجميل اللي كنت أبيها قالت لي على وقت عرسي أساسا بتكون مسافرة
    لما اتصلت عليها أبيها بس تعطيني أرقام لأي حد ممكن يزين جميلة
    لأني شكيت إنه ممكن ألقى لها حد عدل
    قالت لي هي بتزينها بنفسها لأنه سفرها ثاني يوم في الليل وهي تيك الليلة فاضية وماتبي تردني مرتين!!






    **************************************





    " وش عندش اليوم تكرمتي علينا واتصلتي عشان أطلعش"

    عالية بإبتسامة مرحة وحماس: يووووه يانويف مشتطة عشان عرس فهد
    لو شفت بس ترتيبات العرس شيء خيال. عم العروس هذا ذوق ياربي ذوق بشكل
    والحين قاصرني أشياء واجد عشان العرس وأبي شكلي خيال مثل الترتيبات عشان نطلع طقم!!
    وأبي ألحق أخلص اليوم
    وماحد بيستحمل غثاي غيرك

    نايف بتأفف باسم: أما عاد خيال في أحلامش خلي الخيال للترتيبات وبس!!
    وبعدين حضرة الدكتور وينه أعرف إنه يحب يوديش حتى لو كان مع السايق


    عالية تنهدت في داخلها بعمق فهناك خلاف يتسع بينها وبين عبدالرحمن والجو بينهما غير صاف إطلاقا
    فهو يتهمها أنها ماعادت تحتمله وأنها ملت منه بسرعة لذا تضغط عليه ليمشي!!

    وهي تعلم أنه يعلم أن هذا غير صحيح ولكنه يتهمها حتى لا يتجاوب معها في قضية علاجه
    وكلما حاولت التحدث معه في هذا الموضوع ثار بعنف وخصوصا أنه تأثر بشدة من ذكرها لامهاب في الموضوع

    مع كل ذلك التعقيد فهما لم يظهرا أبدا مشاكلهما من بينهما وابتسمت وهي تجيب نايف:
    حضرة الدكتور مايقصر بس ليه أتعب حبيبي وأنت موجود

    نايف يضحك: كذا ياعلوي ترا بأرجعش للبيت عادنا قريب

    عالية برجاء مرح: لا تكفى نويف حبيبي والله ماعندي وقت فاضي إلا اليوم
    لأنه من بكرة بنبدأ نرتب جناح فهد

    حينها هتف نايف بخبث يخفي وراءه أملا كبيرا: زين بس لازم تقدمين مقابل لخدماتي

    عالية تضحك: يالزطي نعم وش تبي

    نايف بشكل مباشر صادم: أبي أسمع صوتها بس!!

    عالية باستغراب: من هي ذي

    نايف بثقة مختلطة بالرجاء: جدتي من يعني وضحى مرتي!!

    عالية بصدمة: وضحى وأشلون أسمعك صوتها

    نايف بثقة: اتصلي فيها وحطي على السبيكر بسيطة!!

    عالية برفض باسم: آسفة نايف ما أحب ذا الطرق الملتوية!!

    نايف بغضب مرح: نعم علوي من هي ذي اللي ماتحب الطرق الملتوية
    علوي أم المقالب اعتبريه مقلب
    وإلا حلال عليش حرام علينا!!

    عالية تضحك: نايف لا تمسكها لي ذلة أنا كنت أكلمه برضاه وهو يكلمني برضاي

    نايف بنفاذ صبر: علوي خلصيني تراها مرتي ماطلبت شيء حرام عليكم
    لا شوفة مثل الناس وحتى الصوت ممنوع!!

    عالية تضحك وهي تستخرج هاتفها: زين لا تموت علينا بس!! نسمعك صوت المدام

    نايف شعر حينها أنه يريد أن يقف كل شيء حوله كما وقف قلبه انتظارا لسماع همساتها التي أرهقه التفكير في نغماتها وصداها
    فهولا يوجد لديه سوى التفكير.
    سبحان الله كيف تكون خالي البال والروح وحين ترتبط بإنسان ما تجد تفكيرك يتدفق تلقائيا نحوه ليشغلك كل ما يخصه
    لم يكن يريد الزواج ولكن ما أن ارتبط اسمه بها حتى وجدها تشغل تفكيره كما هي فطرة البشر السليمة!!

    تعالى رنين الهاتف ودقات قلبه تتعالى معه
    وهو يسب ويشتم في داخله لأن الهاتف يكاد يصمت من الرنين دون أن يرد عليه أحد

    وكاد قلبه يتوقف فعلا حين سمع الرد وهمسها يتعالى في فضاء السيارة في الثانية الأخيرة قبل أن يصمت الهاتف عن الرنين.






    *********************************





    " أصب لك قهوة بعد"

    خليفة يشير بيده وهو يهمس بهدوء: ما أبي قهوة بس جيب لي أحمدوه أسلم عليه

    جاسم يضحك: الله يعين أحمدوه عليك أنت ومرتك مصيتوا عافيته
    الحين خل مرتك تخلص منه وبيتصلون علينا
    ما أدري متى بتيبون لكم واحد وتفتكون من حلق ولدي؟!!

    خليفة بسكون: الله كريم!!

    جاسم باهتمام لا يخلو من غضب : وش فيك متضايج لا يكون عشان عرس طليقتك عقب جم يوم

    خليفة قفز واقفا وهو يهتف بصدمة حقيقية: نعم عرس جميلة عقب كم يوم







    **********************************





    " ها زيودي الحلو
    نبدل ملابسك أول وإلا نشرب حليبة أول"


    كانت كاسرة تناغي زايد الصغير وهي تحمله بين ذراعيها وتفتح باب جناحها متجهة للداخل وهي تحمل حقيبته على كتفها

    كانت تريد أن تضعه على السرير حتى تعد الحليب له

    لولا الصدمة الكاسحة التي وجدتها في الغرفة والتي جعلت تفكيرها كله يُنسف وهي تضع الصغير على السرير دون أن تشعر حتى
    وهي تتجه لما رأته لتتأكد بنفسها !!




    #أنفاس_قطر#
    .
    .
    .







    رد مع اقتباس  

صفحة 22 من 29 الأولىالأولى ... 122021222324 ... الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. رواية مجزرة الحولة من الطفل المذبوح رقم خمسين رواية 2013
    بواسطة иooḟ Ăł.кααьỉ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-Dec-2012, 02:08 AM
  2. علاقة الجار بالجار بين الأمس واليوم
    بواسطة بوغالب في المنتدى خارج مقص الرقيب
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 22-Nov-2011, 08:50 PM
  3. الأمس واليوم وغدا الخصر النحيل هو رمز الأنوثة والخصوبة
    بواسطة بوغالب في المنتدى الاسرة والطفل
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 09-Aug-2010, 08:17 AM
  4. بعد مباريات الأمس واليوم .جدول الترتيب للدوري السعودي
    بواسطة البنت التي كويس في المنتدى كرة القدم المحلية و العربية و الاوربية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 31-Oct-2008, 01:37 PM
  5. المغازل بين الأمس واليوم وعقب باكر
    بواسطة سفيرة الصمت في المنتدى نكت مضحكة - طرائف - الغاز - Joke
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 18-Jan-2007, 02:18 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •