وضمن منتديات 
 
 
  
 
 
 فمثل هذا الموضوع فى مجتمعاتنا شئ نادراً ما نتحدث فيه  وقَلَّما أو قُلّ ما نتناقش أو نتثقف فيه .
و ذلك إما خجلاً  أو وهماً منا بأننا نعرف عنه كل شئ  بل يخجل البعض منا بالإعتراف بأنه لا يعرفه . 
و  من هنا تكمن المشكلة  بل المشاكل  على شتى أنواعها نفسية كانت أو  إجتماعية أو أسرية ( بين الزوجين ) أو روحية ( علاقة الفرد بربه ) أو غيرها  من المشاكل . إذاً فلا بد أن نعترف أن معظمنا غير مُثقف جنسياً . 
و أعتقد أن هذا كله كلام معروف لدينا  و لا داعى للإطاله فيه . 
قبل  أى حديث عن الثقافة الجنسية  لا بد و أن نتعرف على خلفية طبية عن  طبيعتنا من الناحية الجنسية أو التناسلية  فنعرف تشريح الأعضاء و  فيسيولوجيتها ( كيف تعمل ) . و يكفينى أن أعرض بعض الصور لهذا الغرض   حيث أنه ليس الهدف من كلامنا الآن  و لكن على وعد منى بتخصيص موضوعاً له  فى مرة منفردة .
 
 الآن سوف أتحدث عن ( العادة السرية ) . و هو موضوع حال المقال .
الأسم  العلمى للعادة هو ( masturbation )  و لما بحث العلماء فى أصله كانت لهم  آراء كثيرة  فقد تكون هذه الكلمة جائت من كلمة ( يد = manus ) أو كلمة (  ينجس = stupro ) و لكن أغلب الظن أنها من كلمة ( mezea = أعضاء التناسل )   أو خليط بين هذه الكلمات . 
و  عند العرب كانت لها أسماء عديدة منها ( الإستمناء ) نسبةً إلى منى الرجل   أو ( جلد عميرة )  أو ( الخضخضة ) و هى إستترال المنى فى غير الفرج , و  أصلها فى اللغة التحريك  أو يسمونها ( نكاح اليد ) . 
و  إذا أردنا أن نضع لها تعريفاً نقول  ( هى عملية الوصول إلى الرعشة  الجنسية أو الشبق عن طريق إشباع ذاتى للشهوة يكون بإستثارة الأعضاء الجنسية  باللمس أو التحريك ) . 
إذاً  لا بد من الإستثارة أولاً  و الإستثارة لها طرق مختلفة  منها ماهو  داخلى ( الخيال ) أو ما هو خارجى ( مشاهدة صور أو أفلام أو قراءة تثير  الغرائز ) . 
من  الناحية السيكلوجية ( نفسياً )  يمكننا أن نقول بأن هذه العادة تعتبر  عَرَض خارجى للإهتمام الشديد بالذات و التمركز حول ( الأنا ) , أو العكس   فقد تكون العادة هى السبب فى هذا التمركز أو نتيجة له . 
 
بجب  أن نعرف أيضاً بأن هذه العادة يمارسها الذكر و الأنثى أيضاً  فللأسف  الكثير من الشباب لا يعرف تلك المعلومة  فيعتقد الكثير منهم أن الإناث لا  تمارس هذه العادة  و هو عدم وعى منهم بطبيعة الجنس الآخر . 
الذكر  عن طريق القضيب  و الأنثى بطريقتين  خارجياً ( البظر ) أو داخلياً (  المهبل ) و هو الأخطر حيث تفقد عذراويتها  و الطريقة الداخلية تتم أثناء  الجماع . 
يجب  أن نعرف أيضاً أن العادة قد تكون ممر إجبارى للمراهقين  لأنه ناتج عن  ضغط بيولوجى هرمونى  تفرضه طبيعة هذه المرحلة العمرية  فليست إذا  العادة دليل إنحراف كما يتصور أكثرنا . 
يقول ( أبو قراط ) أبو الطب فى كتاباته القديمة أن الإسراف فى هذه العادة يستهلك النخاع . 
و هو للأسف خطأ  و الأكثر أسفاً أنه خطأ شائع بين الكثير من الناس . 
و لكن الضرر من العادة يأتى من الإسراف فيها  و ليست كل الأضرار تصيب كل من يمارسها  
و  قد يصل الإسراف إلى حد الإدمان السلوكى لها  و هذا الإدمان فى الغالب  يكون فى مرحلة العشرينيات من العمر  فإذا مرت هذه الفترة بسلام لا يدمنها  الفرد ( غالباً )  لأن مفهوم الإثارة يتغير  و التحكم فى الشهوة يتطور  بعمر الإنسان . 
ترتبط  العادة ببعض الأسباب العامة و الخاصة  منها مثل أن العادة تنتشر بالأكثر  فى المجتمعات الفقيرة , نظراً لضعف القوة المادية و الإقتصادية و قلة  الزواج  أو تزيد فى المجتمعات النغلقة كنتيجة طبيعية و رد فعل منطقى  للكبت  و من الأسباب الخاصة أنها تزيد فى حالات الإضطراب و الأزمات و  القلق عند الشخص . 
فمن  أهم المقومات التى تساعد على إنتشارها  غياب الوعى و الثقافة ( و هو ما  نعالجه الآن ) و غياب ممارسة الرياضة و الفنون و العلوم فى حياة الفرد و  المجتمع الصحى من حوله  خصوصاً فى فترة المراهقة . 
إذاً لا بد من إستثمار كل طاقات الفرد للوقاية من هذه العادة . 
طاقة  ذهنية ( بالدراسة و الثقافة )  طاقة جسدية بدنية ( بممارسة الرياضة )   طاقة نفسية ( بالإجتماعيات السليمة )  طاقة روحية ( التدين و التمسك  بالخلق السليم ) . 
و من أضرارها ( تفصيلاً لما أجملناه ) و هى خاصة بمن يسرف فى ممارستها : 
جنسياً  . سرعة القذف عند الذكور – و ضعف الإنتصاب – فقدان الشهوة – إحتقان و  تضخم البروتستاتا – خروج مخاط من الفتحات التناسلية أثناء النوم – تفضيل  متعة العادة على الجماع بين الزوجين . 
نفسياً  . الحزن و الإحساس بالذنب و الكآبة بعد ممارستها – الخجل – التردد –  الإنطواء – عدم الواقعية و الميل للخيال فى السلوك – الهروب من المسؤلية -  الإنتحار ( نادراً ) . 
إجتماعياً  . الإنطواء و العزلة خصوصا تجاه الجنس الآخر – فشل الزواج – فقدان  العذراوية للإناث – إنتشار الجريمة و التحرش الجنسى فى المجتمع . 
بدنياً  . الوهن – كثرة النوم – آلام الظهر و المفاصل – ضعف البصر – الرعشة فى  الأطراف و أثناء الوقوف لفترات طويلة - آلام فى منطقة الحوض ( نتيجة إحتقان  أو نزيف ) – إرهاق الجهاز العصبى و التوتر نتيجة لكثرة الإستثارة . 
بالإضافة  إلى أنها - أى العادة – تعتبر وسيلة للعدوى البكتيرية و الفيروسية  التناسلية  و تؤدى إلى إضعاف المناعة بصفة عامة فى الجسم  و لست أقصد  بالطبع مرض الـ ( AIDS ) فهذا شئ آخر  و له أسباب أخرى . 
ملحوظة خطيرة : 
من  السلوكيات الخاطئة  أن الوالدين كثيراً ما يجرموا هذه العادة أمام  أولادهم  بهدف إبعادهم أو حمايتهم أو إخافتهم من ممارستها و الإفراط فى  الترهيب منها . الحقيقة أن هذه الرهبة قد تكون لها نتيجة عكسية  فإذا  مارسها الشخص فيما بعد  فإنه سوف يشعر بالذنب و الكآبة بقدر الرهبة التى  زرعوها فيه من قبل  مما قد ينعكس عليه نفسياً بالسلب . 
و  من ثم نقول أن الوعى و التثقيف الجنسى يكفى  و إذا تعرضنا لتحريمها أو  رفضها فيكون ذلك بشكل هين بعض الشئ  و لا يصل الأمر إلى حد التخويف و  الترهيب . 
هناك بالطبع طرق للعلاج منها ( أى التخلص من هذا السلوك ) . 
أنا شخصياً أفضل أن يكون تحت إشراف طبيب نفسى  حتى يتعرف على الأسباب فيقوم بالعلاج من الجذور . 
فمثلاً  إذا كان السبب هو ( التمركز حول الأنا ) يكون العلاج هو ( الإنفتاح لمجتمع أوسع )  و هكذا . 
أو يكون العلاج بكسر الدائرة أو الحلقة المفرغة . وهذه الحلقة عبارة عن عدة مراحل و هى على الترتيب ؛ 
( الإثارة – التفريغ بالعادة – الراحة و المتعة – الشعور بالذنب – غضب و حزن – إثارة من جديد – تفريغ . إلخ ) 
و نكسر هذه الدائرة تحديداً قبل مرحلة ( الإثارة )  و من الممكن من بعدها و لكن هذا يكون أصعب . 
يبقى  أن نقول بأن المراهق يمكنه التعرف على هذه العادة بطريقتين  إما من  أصدقاء السوء  أو بـ جهله عنها فيمارسها دون أن يعرفها ثم تأتى المعرفة  فيما بعد . 
فالوقاية تكون من الأصدقاء و بـ الوعى  و هو ما قصدناه بموضوعنا هذا .