الملاحظات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: ترانيم عاشق!

ذاكرتي قماش مائي الألوان، كلما مسته ممحاة بلل وزايلته ألوانه ألفيته ملطخاً بألوان جديدة تحيل منظار ذاكرتي على صور حياة ليس بوسعي تذكر سواها..وعليه لابد أن روحي تقلبت بين أصقاع

  1. #1 ترانيم عاشق! 
    المشاركات
    364
    ترانيم, عاشق

    [align=center]ذاكرتي قماش مائي الألوان، كلما مسته ممحاة بلل وزايلته ألوانه ألفيته ملطخاً بألوان جديدة تحيل منظار ذاكرتي على صور حياة ليس بوسعي تذكر سواهاوعليه لابد أن روحي تقلبت بين أصقاع حيوات تبدلت تبعاً لتبدل ألوان ذاكرتي لدرجة يخيل إليّ معها أحياناً أنني كنت ذات يوم شجرة تعبث بطمأنينتها الرياح أو طيراً أصابته لوثة الشرود عن سربه المهاجر، وربما إنسان تعصف برأسه الوساوس. ورغم السطوع الواضح الذي تتبدى فيه هذه الحدوس إلا أنها سرعان ماتتبخر على حافة وعي تحت ضغط الضرورة الملحة لتلبية الحاجات النابعة من طبيعتي الوحشية الراهنة، إذ وجدت نفسي منذ أمد ليس بالبعيد وقد تحولت كلية إلى وحش مفترس ترتعد عند هبوبه مفاصل الجبال وتمزق زمجرته الفلوات أتذكر أني ذاتذات شيء لم أعد أتذكره، ربما كان صيفاً أو برية أو أرنباً سحقته تحت مخالبي ألفيت قماش ذاكرتي ملطخاً بحمرة قانية راحت تقودني إلى جحور ثعالب ومرتفعات تتقاطع عليها طرق الوعول وأوكار سباع رحت أنوشها بمخالبي ومناطق صيد بدت وكأن روائحها اخترقت منخري ذات يوم لحظتها اخترق جمجمتي سهم يقين أنني وذاكرتي دشنا طوراً وحشياً. لكن كيف حدث ذلك؟ كيف لم أدرك طبيعتي الجديدة منذ الوهلة الأولى لتحولي؟ في تطوافي السرابي بين أقطار الخواء الذي فتحه حولي هذا السؤال لم أعثر ولو على موطئ يقين يمكنني بالاستناد إليه رؤية الغشاوة تنقشع عن هذه الحلقة المفقودة من حياتي الراهنة، لذا لجأت كي أحافظ ولو على توازن مؤقت إلى ترقيع صورة وجودي الممزقة بهذا الافتراض: في بداية كل طور حيوي جديد تدشنه روحي في هجراتها السرمدية بين مدارج الوجود هناك برزخ يمكنني أن أسميه برزخ النسيان تقطعه روحي وتجترح فيه أفعالاً دون أن تكون على وعي بما تعمل أو بذاتها وهي لاترتقي إلى مرحلة الإدراك هذه إلا بعد أن يكون قماش ذاكرتي قد تشبع بألوان تتطابق مع صورة ما أعملوبما أنني غدوت وحشاً يجري في عروقه عطش عارم للافتراس فإن الحمرة القانية التي الفيتها هي أكثر الألوان تماهياً مع طبيعتي الجديدة. في أشد أوقاتي إحساساً بالوحدة وبوجه خاص في الأوقات الممطرة حيث يجبرني الذعر ـ من احتمال تبلل ذاكرتي ـ على ملازمة وكري لائذاً بجدرانه المتجهمة لأوقات قد تطول إلى أيام أتأمل خلال مدخله المهدب بالقطرات ـ وقد تخفف ذهني من هموم الصيد والافتراس ـ صورة السماء المكفهرة تلقي بوشاحها المطري على الأرض في تلك الأوقات بالذات تنقدح في داخلي شرارات أحاسيس أراني على وميضها الخاطف مكبلاً بتبعات أخوة ماتربطني بغيري من الكائنات ويداخلني يقين أن دمي مستحلب من نسغ تنتظم عليه كل خرز الموجوداتساعتها بماحولي من الكائنات فاجدني عاكفاً على فرز أرتال من صور وأحاسيس متباينة المشارب تتزاحم على مداخلهافمن أين تنبثق هذه الشرارات؟ من أين تتدفق هذه الصور؟ إن لم أكن قد خبرتها ذات يوم، إن لم تكن روحي قد ادخرتها في هجراتها العديدة بين مراتب الوجود. نقبت مراراً بين أعطاف ذاكرتي ولو على أثر ماحل للطخة من ألوانها البائدة تفتح مغاليقها ولو على واحد من مشاهد حيواتي السابقة، لكن دونما جدوىفالتبلل والتفسخ المتكررين لألوانها يجردانها من أي فكرة أو ذكرى تنتمي لتلك الحيوات وتجعلانها حبيسة وبصورة لافكاك منها لأفقها الوحشي الراهن، ممادعاني إلى الاستنتاج بأن هذه الاستحالة في الاسترجاع هي منبع ذلك الاعتقاد الشائع، والمضلل الذي وقر في أذهان بعض الكائنات عن محدودية حياتها بالمدى الذي تغطيه ذاكرتها غير أن هذه الاستحالة لم تلجم مخيلتي إن لم يكن عن تمثل مشاهد من حيواتها السابقة فعلى الأقل عن تمثل تقريبي لألوان ذاكرتي في أطوارها تلك وعليه فإنني أنصب الأخضر سيداً لألوانها في طورها الشجري، الأزرق في طورها الطيري وفي الإنساني الأصفر غير أن كل ذلك يظل مجرد تكهن أما ماتسفر عن حقيقة فهي هذه الحمرة اللزجة التي تسيح على قماش ذاكرتي وتندغم بشكل لا محسوس مع صورة الفزع المرتسم على وجوه فرائسي والدم ينزف من عروقها لحظة أنشب مخالبي فيها. إنني وحش مفترس بالأمس افترست وعلاً واليوم لاتزال مخالبي مضرجة بطراوة دم غزال. وحش مفترس هذه هي حقيقتي الساطعة والوحيدة، الحقيقة غير قابلة للهبش أو النهش الحقيقة المخاتلة التي لم استشعرها إلا بعد أن أحكمت قبضتها عليّ وصاغت كل خلية فيّ على شاكلتها وهاأنذا ـ رغم مظاهر الرفض والإنكار التي كنت أبديها في البدء ـ كلي التطابق معها أجوب القفار، امسح صعوداً وهبوطاً مناطق الصيد، أتربص بالفرائس مرسلاً في العراء ناب عوائي «إنني وحش مفترس، وحش مفترس، مفترس» بينما اذناي المسرجتان تلتقطان بتلذذ ذيل صداه قافلاً في الظلام «مفترس، مفترس، مفترس». صحيح أنني لست بين الوحوش آمرها، غير أني لست المطيع فإن لم يكن بوسعي منازلة أعتاها فأنا قادر وفي أسوأ الأحوال على تدبر أمر النفاذ بجلدي سالماً، أما ماأتوجس منه خشية في الوقت الراهن فلا يمت بصلة لنوبات التأثم التي تجتاحني فأنا قانع بحالي على كل حال، إنما من احتمال تعرض ذاكرتي للبلل من جديد حينئذ سيكون درب تحولاتي اللاحقة مفتوحاً على أسوأ الاحتمالات ربما، لذا ترى حرصي على ابقاء قماش ذاكرتي بمنأى عن البلل يفوق أحياناً حتى حرصي على اقتفاء آثار فرائسي ويكلفني مشقة التمترس بوكري لأيام طويلة. إنني أتعرض من جراء ذلك للجوع ويزداد جسمي نحولاً بمرور الوقت غير أنني لن أتزحزح قيد أنملة عما انعقد عزمي عليهفأنا لا أطيق مطلقاً فكرة أن أثوب إلى رشدي ذات غارة وقد انقلبت دجاجة بين فكي ثعلب أو ثعلباً بين فكي ذئب أو شجرة تحت رحمة فأس حطاب. أوه ياإلهي، إنها تمـطرهـنـاكو. . . هآنذا أتواثب كي أدس رأسي تحت أقرب صخرة.[/align]

    jvhkdl uhar!







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    المشاركات
    2,010
    روووعه روووعه روووعه
    مع انه كلام اكبر مني

    مشكوور
    والله يوفقك
    والى الامام





    رد مع اقتباس  

  3. #3  
    المشاركات
    364
    شكرا دلو عتهم كلهم على الرد الجميل تسلمي ياااا غاليه
    دمتي بخير وعافيه
    حمدي





    رد مع اقتباس  

  4. #4  
    المشاركات
    56
    مااروع ماجدت به لنا

    تحياتي لك





    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. ترانيم أنثى عـربيه
    بواسطة غنوه في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-Jul-2007, 10:20 AM
  2. ترانيم مملكتيمملكه العشق
    بواسطة ملكه العشق في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 24-Jun-2007, 02:50 AM
  3. همس عاشق
    بواسطة ألراقي في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 26-May-2006, 12:14 PM
  4. ترانيم
    بواسطة سسا؟ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 8
    آخر مشاركة: 23-May-2006, 05:55 PM
  5. ملك عاشق
    بواسطة basher في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 04-May-2006, 05:51 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •