الملاحظات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: تحت ضوء القمر

كان من عادة سامي أن يجلس وحيدا في منتصف كل شهر يراقب البدر وهو يرسل ضيائه الفضي على سطح الأرض فيداعب بضيائه خيوط الظلام فيبتسم سامي لجمال هذا

  1. #1 Icon18 تحت ضوء القمر 
    المشاركات
    430
    تحت

    كان من عادة سامي أن يجلس وحيدا في منتصف كل شهر يراقب البدر وهو يرسل ضيائه

    الفضي على سطح الأرض فيداعب بضيائه خيوط الظلام فيبتسم سامي لجمال هذا المنظر وتداعب عينه

    قطرات من الدمع الحزين لفقده والديه وكم تمنى أن يشاركاه هذه اللوحة البديعة للطبيعة ولكن كان القدر أسرع منه .

    سامي لا أستطيع أن أنسى هذا الاسم الذي أعاد لقلبي معنىا لأمل. كنت في إحدى الليالي أزور منطقة

    عرفت بارتفاعها وإطلالها على المدينة وكان ذلك في منتصف الشهر وكنت في حالة من اليأس فوقفت على

    حافة التل وقد أرسلت عبراتي كأن أنهرا جرين فوق خدي وقد عبر عقلي حدود الأحياء ووصل إلى مدينة

    الأموات هناك حيث يقبع أطهر جسد عرفته في حياتي ( وأحببته من قلبي ) آه ثم آه كلما أتذكر هذا الاسم اسم

    ( سارة ) أحس بطوفان من الشوق يدفعني نحو التفكير بها وبكل الذكريات التي جمعتنا سويا .

    سارة أتتذكرين أول لقاء بيننا عند هذا التل في مثل هذا اليوم كيف لا وقد تلاقت قلوبنا قبل أن تتلاقى أعيننا

    فقد رأيت في عينيك وميض الطهارة والعفة والحب الذي يسمو بالبشرية إلى مرحلة النقاء والصفاء فيما بينهم

    ورأيت في شفتيك مخرج الكلمات العذبة التي تضاهي جمال هذه الطبيعة وصدق العاطفة التي تطبعت بطبعك

    فافترقنا عن ذاك المكان وبقيت صورتك خالدة في قلبي .

    وبعد زمن ليس بالبعيد رأيتك ثانية وقد بديت أجمل مما كنت عليه في السابق فقد خجل القمر من الظهور لغلبة

    جمالك جماله فاكتفى بإرسال ضوئه الخافت نحو الأرض وهو يحتجب عن قمر الأرض بسحب السماء فتقدمت

    إليك وأنا في حيرة من أمري كيف أبتدئ الكلام معك ولم يسبق أن تحدثنا سويا فلما اقتربت إلى أن وقفت

    ناحيتك وجدت ابتسامتك الطاهرة قد استقبلتني بكل ما تحمله كلمة الترحيب من معنى فحمدت الله أن يسر لي

    هذا اللقاء بأن ألقى ما كنت أظن أن لا ألقاه في هذه الحياة المليئة بكل شر وخداع ونفاق فوجدت الوجه

    المشرق للحياة وكأنها تقول لي لا تتعجل في حكمك علي بل عليك أن تبحث في جوانبي فأنا أحمل الكثير مما

    لا تتوقعه وقد تسعدك .

    فألقيت التحية على تلك الجمال فردت علي وتحدثنا سويا إلى أن بدا للفجر موعده فافترقنا على أمل اللقاء

    ولكم تمنيت لو أن الفجر تأخر كي لا أخرج من حلم النقاء الأبيض إلى واقع الحياة الأسود ( ولم يدر في خلدي

    أن هناك من يتربص بنا وينتظر وقته المحدد ليبدد حلمي ويدخلني في دوامة اليأس ) وتكررت اللقاءات فيما

    بيننا وتوثقت أواصر المحبة حتى فاتحتها في إحدى اللقاءات بطلب الزواج منها فلمحت في عينيها وميضا سريعا

    من الحزن العابر الذي حيرني كثيرا ولكنها تبسمت في وجهي محاولة إخفاء ذلك الوميض وغيرت الموضوع إلى

    موضوع آخر فوافقتها ولكني أضمرت في نفسي معرفة ذلك الحزن الدفين وأن في الأمر شيء فودعتني كما

    هي العادة ثم ركبت السيارة وانطلقت بها إلى بيتها فعرفت العنوان وبعد مدة وفي نفس اليوم المعتاد لم تأت

    سارة فقلقت عليها كثيرا وكأن خطاطيف الموت قد أحكم علي فذهبت في اليوم التالي إلى منزلها ووجدت

    الناس قد ملؤا الشارع أمام بيتها وسحابة الحزن خيم فوق منزلها فانقبض قلبي فتقدمت من الحارس وسألته

    عن الأمر فأرسل علي جوابه كالصاعقة قد حرقت قلبي بأن بنت صاحب هذا المنزل قد فارقت الحياة فلم أصدق

    ما قال وأخبرني بأنها كانت مريضة بمرض مستعصي وان الأمل في حياتها معدومة وكانت طيلة الشهر تنوم في

    المستشفى ولا يسمحوا لها بالخروج إلا في وقت محدد هو ( وقت لقاءي بها ) وكأن الحياة تريد أن تجعلني

    مدادا لحبرها الأسود تختط به على الأشقياء في هذه الحياة وكان لها ما أرادت وقد توفت سارة في منتصف

    ليلة الأمس آه آه آه أفي هذا الوقت تموت وكأن الموت قد تعمد أخذها في هذا الوقت بالذات ولم يدر أنه قد

    قتلني طيلة حياتي ( فأنا الميت الحي ) فخرجت مذهولا لا ادري إلى أين اتجه فعرفت خطاي مكان ما أريد

    فوجهتني نحوه ( تعلموا أين أخذتني طبعا إلى التل إلى موطن اللقاء الأول إلى تربة الحب الصافي إلى مكان

    أحزاني وآلامي ) فوقفت أنظر نحو الحياة بيأس وألم وأدركت الآن أن نور الطهارة والنقاء قد انطفأ فأظلمت

    الحياة في عيني إلى الأبد .


    وعندما كنت في غمرة إحساسي إذا بيد دافئة قد رتبت على كتفي فنظرت إلى تلك اليد وإلى صاحبها بعين

    ملؤها الأسى واللوعة وحرقة الفراق فوجدت شابا قد انتصب أمامي ويواسيني وقد لمحت في عينه معنى

    الحزن ولكنه دفين وأخذ يحدثني بأمره وانه قد فقد أبويه قبل مدة وهما قد عوداه على هذا المكان من صغره

    وهو يفتقدهما الآن فعزيته وأخذ يشجعني على أن الحياة لا تستحق منا كل هذا الأسى فأخبرته حديثي وقد

    رأيت تعابير التأثر بادية عليه فأخذ يصبرني و عرفني على نفسه وعرفته علي وأصبحنا أصدقاء جمع بيننا بؤس

    المكان والزمان وتعاهدنا أن نلتقي في هذا الوقت من كل منتصف شهر وبعد عدة أشهر طرأ علي أن أغادر

    البلدة فتوجهت في تلك الليلة لأودع صديقي ووقفنا سويا قبل الفراق ننظر نحو ولادة الفجر نحو البر والطهر

    والوفاء وتركنا ورائنا حياة مليئة بالعقوق والدناسة والغدر

    jpj q,x hgrlv







    رد مع اقتباس  

  2. #2  
    يعطيكـ العااااااااافية

    \\

    //

    تحيااااتي






    رد مع اقتباس  

المواضيع المتشابهه

  1. جار القمر
    بواسطة ღ..آنين الغرآم..ღ في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 12-Aug-2010, 09:33 PM
  2. القمر الاسود
    بواسطة القمر الاسود في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 02-Feb-2008, 09:40 PM
  3. قل لي يا وجه القمر
    بواسطة صخرة الجنوب في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 05-Dec-2006, 04:04 PM
  4. سيدة القمر
    بواسطة اسـ الشوق ـير في المنتدى خواطر - نثر - عذب الكلام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 17-Sep-2006, 08:02 PM
  5. سؤال من القمر.
    بواسطة هووواوووي في المنتدى محبرة شاعر - شعر - قصائد - POEMS
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 12-Aug-2006, 02:21 AM
الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

عرض سحابة الكلمة الدلالية

المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •