الملاحظات
صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 21 إلى 30 من 34

الموضوع: رواية في أحضان الجنوب

  1. #21  

    [ 25 ]


    الخُذلآن أسوء مِن سيئ والأحسآس بأقترآب النٍهآيه وألتفآف حبل المَشنقه حول أعنآقنآ
    شُعور بَشِع مُخيف وقآتِل

    أبتلَعَت الغَصآت لأكْثَر مِن مَره

    وكتمت اللآهآت والحَسرآت لمرآتٍ عِدًه
    وهِيَ تَسْتَمِع لِمَرآسِم الزٍفآف فِي طُرَقآت القريه من بزوغ الشًمْس
    مِن أطلآق النآر وأصوآت الرٍجآل القآدِمين
    للفطور في [ الصٍيوآن ]



    سآدآت القَريه وكِبآر رجآلِهآ ليس لَهُم مِن الحَقآئِق الآ الظًآهِر
    شَهآمَة أبو صآلِح

    وأحتوآئُه لأبنة جآرِه ومِن ثَمً تضحية أبنه وزوآجِه

    مِن أمرأه( مُطَلًقه )
    أمور تبعث في النفْس الحُرقه

    أندمآل الحقيقه وتبدل مسير أتجآهآتُهآ أمر في غآية الوَجَع
    أرْتَفَع صَوْت أبو صآلِح في أرْجآء الصٍيوآن وُهوَ يَرتدي [ البِشت] البُني
    ويُتِم الدور على أكمل وَجه [ حَيآكُم الله تفضلو يآمَرْحَبآ ]
    .
    .
    حُضور طآغي لَفت أنظآر الجَمِيع
    فِهآ وُجِد وبِهآ نَمى وكَبُر أختَلَسَ وبَطْش ومِن ثَمً هرب

    لآتزآل ذآت الملآمِح
    الآ ان الرأس أشتعَلَ شيباً وحبآت مِنْه في دقنه
    ربمآ أزدآد جسَده أمتلآءً عن أيآم الصٍبآ

    وتَجعًد الجِلد مِن تَحْتِ عينه بَعض الشئ
    مآ تَوقع وقوعه حدث يخْشَى تِلكَ النًظرآت المُستَحْقِره
    تحدث بأتزآن رغم تِلْكَ الزلآزِل والبرآكين الثآئره دآخِلِه

    [ السلآمُ عليْكُم]
    أصوآت مُتَفَرٍقه تبآدرت الى مَسآمِعه مِنهم مَن رد السلآم

    ومِنهم من لآيزآل بين تصديق وتكذيب والآخر في سَب ولَعِن

    همَسَ أبو صآلِح وهو يبتَلِع ريقه
    [ حيآك يآأبو أحمد تو مآنورت القريه تفضل ]
    همَسَ خآلد وهُوَ يتأمًل الوجوه العَآبِسه

    [ عسآه مُبآرك بس زوآج من ؟ ]
    أبتسم أبو صآلِح بِفعلٍ مُصطنع [ الله يبآرك فيك يآرب ]

    أكمل بتودد [ زوآج صآلح على بنت أختك ]
    أكْمَل لأمْتِصآص الغَضب

    [ المفروض نخطبهآ لِوَلَدنآ مِنك بس والله مآ كِنًآ نعرف لك لآ سَمآ ولآ أرض ]
    تأتأ وهُوَ يَرى الجُمُود على وَجْه خآلد

    [ وأحنآ فيهآ يآ أبو أحمد وهذآني أخطِبْهَآ مِنًك حرمتي رآيدَتهآ لولدهآ
    وجدك كَآن خير جآرلي وانتم تنشرون بأموآل الدٍنيآ ]

    أبتَسَم خَآلِد بأرتيآح لتَزحْزِح الحِمِل عَن عآتِقيه
    [ وِلْدَك مآ يتعيب يآ أبو صآلح ولو البنت مُوآفقه أنآ مُوآفق ]
    أبتسآمَه عريضه أرتسَمَت على وَجه ذآكَ الكَريه

    [ حرمتي نشَدتْهآ وهِي موآفقه بعد العَصر أن شآء الله نَمْلِك ]
    أبتسم خآلِد بِعدم مُبآلآة مُحآول قدر المُسْتَطآع أن يُشتت نظره في الآشيئ

    حتى لآ تصطدم عينيه بالنظرآت المُستَحْقِره
    تمتم بَدهآ الشٍيخ مِقْبِل [ عظم الله أجرك في أهلك يآ أبو أحمد ]
    رد بِصوت مُتًزِن [ أجرنآ وأجرك ]

    ,
    ,

    أكْتَمَل مآ بدأ الفرحه تَعتلي وُجوه الجَميع والأكثر يدعي لَهآ بالستر والعفآف
    ,,

    يتيمه مُطًلًقه وفتآه مُفعمه بالحيويه خذَلتَهآ الحيآة

    وأحرقت جَوف قَلبَهآ ومِن ثَمً أهدتهآ أسوء أنوآع العَذآب
    يبقى الأمل في رَحمة الخآلِق كبير وتَبْقى رُوحَهآ مُعَلًقه بِرَبًهآ

    للمره الثآمِنه تُصلي صلآة الأستِخآره
    وفي كُل مره تضيق الحيآة في نظَرهآ وتَمسي بِمثآبة [خُرم الأبره ]

    تَجآوَزت السآعه الثآنيه ظُهراً والمَنزِل يَكآد أن يَكون خآلي
    لذَهآب أم صآلح الى بيت الشيخ أبو عبد العزيز

    حتى تستَقبِل جَمْعُ النٍسآء هُنآك نظراً لصُغر مَنْزِلَهُم

    ,,,,

    رآ َودَتْهآ نَفْسَهآ أكثَر مِن مَره بأمِر قد يكون خآرِج عَن المَنطق

    بل وَخآرِج عن العآدآت والتقآليد
    ولكن تلكَ الضيقه اللتي تَسكُن أعمآقَهآ تستحثًهآ

    أن لآ ترمي نفسَهآ في الوَحَل
    فـ تُصور لَهآ جحِميَهآ المُقبل
    أستعآذت مِن الشًيْطآن ثلآث وأخيراً
    في لحضة تَهَوور وسَط غآبآت مِن الحُزن أقدمت عَلى فِعْلَتَهآ بِسُكآت
    ,
    ,


    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,

    في مكآن آخر
    بين رُبوع الورد وفي أحضآن الطآئف
    شَددت سُعآد مِن قَبضة
    يَديْهآ عَلى قَمِصَهآ الأبيض وهِي تَستَمِع لِكَلِمآته
    [ تقآعد مُبكر ليش ؟]
    أبتسم عِنآد بِوَجع

    [ مآعندي تركيز أبد أختلآل في التوآزن ومَآرآح أقدر
    أقوم بِوآجبي على أكْمَل وجه
    قَدمت التًقآرير والأشعه لرئيس القِسم ثِم قآعَدني ]
    تَقآعد يَعني تنآقص الرآتب للنصف
    يعني صُعوبة في المَعيشه لأبعد الحُدود
    أكْمَل وهُوَ يرى أصفِرآر وجْههآ

    [ مآرآح أقدر أدفع أيجآر الشٌقه بعد اليوم ]
    أكثَر مآ جَعَلَهآ تَخْتنِق أنه لم يَعد لَهآ أي وجود
    لم يُخبرهآ قَبل أن يقدم على فعلته تِلك
    التي قد تجني عليهُم جَميعاً

    غصه تَوقفت في بَلْعومهآ

    أن يُهَمًش المرأ دون أن يُشآرِك في أتخآذ القرآر او الدلو برأيه
    في أمر قد يختص بِهْ قمة الألم

    حآولت أن تُهدأ مِن توترهآ وغضَبَهآ
    جَثت على رُكبتيهآ وركزت النظر على عينيه
    ثُم هَمَست بحُرقه [ ان طِلعنآ وين بنروح ؟]


    يكره نَظرآت العِتآب في عَينيهآ ويكره هُدوئهآ اللذي تتحَلاً بِه في عِز الصًدمآت
    ولم يَكُن بِحُسبآنه أنهآ تكبح جِمآح غضبهآ له ومِن أجْلْه

    هَمَست دآخِلَهآ بِوَجع صبراً جميل والله المُستعآن
    رفعت يديهآ البآرده المُرتَجِفه على رِجلهِ اليَمين و
    اللتي تهتز بِوضوح دلآله على توتره

    نطَقَ بِهآ أخيراً

    [ أنآ هرجت أبوي ,, بنروح أنآ وانتي ويزن نعيش عندهم غرفتي القديمه موجوده

    بس نآخذ أثآث غرفة النوم ]

    أغمضت عينيهآ بألم ثم أكملت
    [ والأثآث البآقي ]
    تحدث بأستغرآب لعدم أعترآضَهآ فمَهمآ يُكن

    عندمآ تُسلب المَرأه مملكتهآ في غمضة عين والتفآتتهآ لآبد وأن تبدي أي تَفآعُل
    [ بأسلم الشُقه بأثآثهآ يمكن صآحب العمآره ينزِل لي شوي مِن الأجآر ]
    [ لمي الأغرآض كلهآ بكره الصبح أنشآء الله بنروح ]

    أبعد يديهآ بِهُدوء واتخذ وضع الوُقوف ثُمً مضى في طريقه
    وتركهآ !!!!

    أشلآء مُحطمه أدآرت نظرآتَهآ اللتي بدأت تغرق بالدموع في أرجآء المَنزل
    أيٌ طَعَنآتٍ أهدآهآ وأي سَهْمٍ غَرَسَه بين أظلُعَهآ

    جُل ذكريآتهآ وأجمَلهآ تَمثًلت بين أركآن هذآ المَنزل
    وأين سيذهب بِهآ في مَنْزل أبيه ذآ السٍت الغُرف
    اللذي يَحوي أحدى عشرَ نفَس
    كيف لَهآ أن تقطُن بينهُم في وُجود يآسِر أخو عِنآد الأكبر
    كيفَ لَهآ أن تحضى بالخصوصيه في ذآك المَكآن

    أجهشت في بُكآءٍ مرير وحآرق
    ,,
    ,,

    في حين وقوفه أمآم بآب البنآيه وهوَ يُدخٍن بِشرآهه يَعجز أن يحتضنهآ

    وهُو يشْعر بِشفقتهآ
    أمرٌ ليس بالبسيط قد يجلبهُ الأكتئآب لأصحآبه
    تَوقع رفضهآ أو مُعآرضتهآ
    لطآلمآ رددت على مَسآمِعه

    [ أن فتح ربي علينآ يآ عنآد نبي نشتري هالشقه ]
    تَعلقهآ بالمكآن كآن كبير
    ولكنهُ يَجْهَل وَقْعَ مآيفعَل

    وأصعب مآقد يكون أن يشعر الرًجُل بِالشتآت





    لآزآل الجُمود يَتَلبًس وجهه حتى يعجز الرآئي عن تَفسير مَشآعِره
    أو مُلآحضة أي تَفآعل مِنه

    قَدِمَ الشيخ وَسَط [ الصٍوآن ] بدفترِهِ الكبير سَجًلَ البيآنآت في الدًفتر
    ثُمً تَحدث بعد أن أخذ بِطآقآت الشٌهود

    وأستَمَع ألى مُوآفقة خآلد اللذي يُعتبر ولي أمرهآ
    [ العَروسه مِتعَلٍمه ؟]
    أجآب أبو صآلِح بِفَخر [ أيه يآشيخ ]

    أكْمَل الشيخ [ خَلو أحد يودي لَهآ الدفتر وتوقع هِنآ ]

    أرَتفع صَوت أبو صآلِح مُنآدياً لِ مِشآري أبن العَم مِحَمًد
    ذآ الأثنآ عشر عآماً
    قدِم مشآري وأعطآه الشٍخ الدفتر أكْمَل أبو صآلِح
    [ وَديه لعمتك أم صآلِح قُلهآ تَوديه للعروسه
    وتخليهآ توقع هنآ عشآن يتم العرس ]

    أبتسم مِشآري لِكُبر حَجم المُهمه اللتي تَكَفًلَ بِهآ
    أحكَم قبضت يديه على الدفتر وخَرجَ مُسرعاً الى مَنزل العم مِقبل

    أعطآه لأم صآلح أمآم النٍسآء اللتي أرتدت عبآئتهآ
    وعآدت الى مَنزِلَهآ حتى يكتَمِل

    عقد القِرآن بِمُوآفقة صآحبة الشأن
    ومِشآري يتبَعُهآ الخُطى حتى يُعيد الدًفتر الى الرٍجآل



    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,


    في مكآن آخر بعيد تَمآماً عن أحضآن الجَنوب

    وبعيد كُل البُعد عن رُبوع مملَكَتنآ الحبيبه

    أكْمَلت الأسبوع وَهِيَ تُعآيش أجْمَل حِلم في تآريخَهآ
    تَخشى أن توقضهآ عنود مِنه في أي لَحضه

    أوَ تخشى أن تسْمَع صُرآخ ام العنود فيُزعِجهآ
    ولأول مره تشعر أنهآ المَلِكه بدون شَعب
    بِدون خدَم تُيقن بسِعآدتٍ غآمِره

    أجتآحَتهآ مِن أسبوع ولم تتذَوًق حلآوتْهآ قبل الآن
    تستَمِع الى هَمَسآته بِقرب أذنَهآ اليمين

    فَتحت على أثرِهآ عينيهآ بِكسل
    ثَوآني حتى أستَوعبت وجوده أبتسمت بعدهآ بِخَجل

    بآدَلَهآ الأبتسآمَه بأجمل ثمً تحدث
    [ صبآح الخير يآ كَسوله ]
    ردت بِهَمس حآلم [ صبآح النور يآنَشيط ]
    أكْمَل على عجَل [أنآ خآرج قومي قفلي البآب بعدي ]

    جَلَسَت بِسُرعه كَبيره تحدثت بعدهآ بِقلق [ وين بتروح ؟]
    أبتسم لَهآ مُطمئن [ حبيبتي أشفيك أمس قلت لك اني لآزم أدآوم اليوم ]

    أبتسمت وهِي تتذكر ليلة الأمس الحآلمِه
    ومِن ثم أشتعت خدودهآ أحِمِرآر
    بآدَلَهآ الأبتسآمَه بأخبث [ والآ تبيني أسحب عليهم وأجي أكمل نومه مَعآك ]
    قهقت بِحب [ لآ وش أبي فيك روح درآستك أزين ]
    رفعَ عينيه الى الأعلى بِغُرور مُصطنع ثُم أكل

    [ أتحدى ان مآكنتي ميته عشآن أقعد عندك ]
    أكثر تلك الأمور الكثيره اللتي تَجعَلَهآ تتعمق فيه

    أنه يَمْلُك روح جمِله تُجيد المَزح وتَعديل المِزآج
    أبتسمت بِحرج [ لآ مآ أبغآك تقعد عندي ]
    غَمَزَ لهآ مع أبتسآمَه جَميله وهُو يُكمل قفل أزآرير
    الـ [جآكيت ] ذآ اللون البني [عيني في عينك !!]

    همت بالوقف وهِي تُسآعده في قفل الأزآرير
    هَمَست بَعدهآ [ تبي فطور ؟]
    رد بذآت الهَمس[ لآ يآقلبي مآلي نفس بآخذلي أي شي بالطريق تعآلي قفلي
    البآب ولآتفتحين لين تشوفين من عنده]

    طَوًقَهآ بِذرآعيهآ وهِيَ بآدلته العنِآق بأعمق فرفعت ذرآعيهآ
    على رقبته هَمَست وهِي تَطبع قبله على خدِهِ اليمين
    [ أنتبه لنفسك ]

    أبتسم بِفرح لأهتِمآمِهآ بِهِ قَبًل جبينهآ بِحرآره ومِن ثَمً رفع يديهآ وقبل بآطن كفيهآ

    خرج و أقفلت البآب بعده رُغْم صُغر المَكآن

    الآ أنهآ تشعُر بسَعآده كبيره تنعِشَهآ
    حمدت ربًهآ على نِعَمِهِ اللتي وَهَبهآ أيهآ
    ملجأهآ في الرخآء كمآ كآن ملجأهآ دآئماً في الشٍده

    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,, ,



    صَرَخَ مِشآري وَسَط جمعِ الرٍجآل في الصٍوآن
    [ عم بو صآلح العروس شردت!! ]
    صرخَ أبو صآلِح بِهَستيريآ [ وش تقول انت ]

    أكمل مِشآري على عجل وهُوَ يرآهآ حآدِثه غريبه وجديده مِن نوْعِهآ

    [ أقسم بالله شردت الحريم كلهم قآعدين يدورونهآ مآلهآ أثر لآ هي ولآ بنتهآ ]
    لم تتغير ملآمِح خآلد هَم بِالوقوف وهُوَ يتحدث لأبو صآلِح

    [ وتقولي موآفقه البنت مآهقيتَهآ منك يآ أبو صآلِح ]
    أعتلت الأصوآت بين تحليلآت واستغرآبآت
    ومِن ثَم أستنتآجآت لآ أسآس لَهآ مِن الصٍحه


    زَفر صآلِح بأعترآض بعد أن دآروآ في جَمِيع أنحآء القريه بحثاً عنهآ
    [ أكيد رآحت عند أحمد في السجن مآتعرف أحد غيره ]
    ألتفت خآلد الى صآلح [ تدل السٍجن ] وأكمل بغصه [ اللي فيه أحمد ]

    رد عليه صآلِح بالأيجآب فـ
    أمتطى خآلد المِقْعَد الأمآمي مِن السيآره

    اللتي أستأجرهآ فور وُصوله الى أبهآ
    وَمضى في طريقه بِقلب أجوف نُزِعت مِنه كُل الأحآسيس
    الآ أنً شيئ مآ يحثه على المُوآصله
    وانهآء هذآ الأمر


    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



    عتًمت الأجوآء وقآرب حلول المسآء فأمطرت السمآء
    بشكل غزير .

    أحتضنت فَجِر وَهِي تتجنب أن تمشي على

    رَصيف الخَط السريع حتى لآ يَجِدوهآ
    تَحملت المَشآق وهِي تمشي بين الأشجآر والصٌخور أسضلت أخيراً

    تحت شجره كبيره وهِيَ لآتزآل مُحتضِنه فَجِر
    أختلَطت الدُموع بقطرآت المَطر المُتسلله

    عبر النقآب الى عينيهآ
    أجهشت في البُكآء وِهِي تَجْهَل وِجْهَتهآ

    أكتست السمآء بِظُلمة المَسآء أخيراً

    هدأت الأجوآء بعض الشيء ولكن الوِحده مُوحِشه وقآتِله
    والخَوف مِن المَجهول أسوء مآ تَخشآه
    بدأت فَجر في البُكآء وهِي تستَمِع الى نُبآح الكِلآب

    المَكآن مُخيف لأبعد الحُدود
    حآولت أن تصعد الى [السٍكه]

    لآ تُريد المَوت تريد أن تحيآ طِفْلَتَهآ بِسعآده
    ألقى بِهآ قدَرَهآ في أحلك المَوآقف اللتي تَمُر بالأنسآن يجب عَليهآ أن تُجآهِد

    أحكمت قَبضتَهآ على فجر
    فـ البرد شديد يتغلغل وجعه في العِضآم

    رأت أنوآر حآفِله فمَثَلت أمآمَهآ حتى تَوقفت

    تريد أن تذْهب الى أي مكآن دون أن تكون وَحِده
    تُريد أن تسمع أصوآت بشر أو ترى أنوآر مَنزِل حتى تشعر بشيء مِن الأمآن المسلوب
    مِنهآ هذآ اليوم بالكليه
    تَوَقفت الحآفِله رجُل أربعيني تبدو مَلآمِح الخَير على وَجهه


    تَحَدًث بِصدمه مِن وضعهآ
    أمرأه وَطِفلتهآ في مَكآن مَقطوع نآدراً مآ تحدث له وهُو اللذي حفظَ

    هذآ الطريق الكَريه عن ظهر قلب
    نظراً لِنقله للركآب يومياً
    [ تبين مُسآعده يآ بنتي؟ ]
    أبتسمت مٍن تحت نِقآبَهآ المَبلول بِوجع

    [ أبيك توصلني أي مَكآن بس مآ مَعآي فلوس ]
    أبتسم الرجل حتى بآنت تجآعيد وجهه [ يالله أركبي ومآيصير خآطرك الآ طيب ]
    صعدت هِي وفَجر الحآفِله
    لآزآل الخَوف حليفَهآ ولكن العجوز أمتص الكثير مِنه

    لنيقن أن الله مَولآنآ ونآصِرنآ ومُغيث المُستنجدين
    وان الحيآة لم تُملأ فقط بالأشرآر فَمِنهم أضعآف أضعآف
    يتحَلون بالرحمه والكثير مِن الحنآن والعطف

    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



    لآزآلت آمآله مُعَلًقه على عودة عبدالله مِن السًفر

    أسرَعْ في خَطَوآته وهُوَ يرى المُرآفِق يُحلل يديهِ مِن القيود ويُدخله

    الصًدمه شلًت أطرآفه فبهتت الأبتسآمه أكثر

    صآلح ورجل ذي ملآمِح ترسًخت في عَقلِه البآطِن
    بين تحليل وتَخمِن همً خآلد بالوقوف وهُوَ يرى أبنه لأول مره من 8 سنين

    أقترب مِنه ورقً القلب الخآلي الأجوف
    مِن أي مَشآعِر أحتضنه وسَط دهْشة أحمد
    ,
    ,

    زفر صآلِح بِغضب بَعد أن أبتعد أحمد عن أبيه وأهدى لَهُ نظرة أستحقآر وهِيَ أكثر مآيخشى

    [ حنآن وبنتهآ جو عندك اليوم ]
    انتفض أحمد مِن الأسِم ومِن الطآري فـ صرَخَ بِصآلح
    [ وش فِيهآ حنآن تِكَلًم ]
    تحدث صَآلِح بتأتأه ثُمً أكمَل خآلد ببرود بعد نظرة أحمد وكأن قلبه
    سَهل الذوفآن وسَهل التجَمٌد أيظا

    [اليوم كآن زُوآجَهآ مِن صآلح يقولون كآنت موآفقه بس قبل المِلكه هربت ]

    شَحُبَ اللون وَصَغُرت العينين زفر بآه طَويله
    وهو يرمي بِجسَدِه على الكُرسي الحديدي ويُحدٍق في الفرآغ

    [ وين بترو ح مين تِعرف برى القريه؟ ]
    أكمَلَ صآِلح على عَجَل [ يعني مآجآتك اليوم ؟]

    أستشف مِن الصًمت المُطبق على أحمد الأجآبه وفـ خرج بِحرقه وهو يتوعدهآ بالشر أن رئآهآ
    عندمآ أوشك حلمه على الوُصول عآلياً
    أنهآر من القمه ووقع أرضاً

    خَرَجَ خآلد بدون أي ردة فِعِل
    يَعْلم بمدى كره أحمد له وهو من البشر اللذين يستسلمون من أول مره
    ولم يُحآول مَعه ثآنيه حتى يتقبله أوصل
    صآلِح للمَكآن اللذي يرغب أكًد حجزه على الرحه صبآحاً
    بعد أتصآل مُدير أعمآله وأخبآره

    بعِضم تِلك الصفقه أن دَخَت شَرِكَتُهم بِهآ وأنهآ ستُدر عليهم أموآلاً طآئِله
    أقنَع نَفسِه بأنًه قد نفذ الوَصيه ولكن الأقدآر شآئت أن يكون الأمر هكذآ

    هرب للمره الثآنيه
    وطعنهم للمره الثآنيه
    لو لم يحضر لكآن أفضل مِن أن يتخلى عنهم للمره الثآنيه !!


    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,و



    عآدَ المَطَر في أزديآد مِن جديد لآتزآل تَقِف أمآم البآب الحديدي
    وتتأمل ذآك البيت الكبير لو أن سلوى لم تفعل مآفعلت
    قبل عآمين وتزيد لأستطآعت أن تلجأ أليهم وتحتمي بأم فيصل

    شبيهة جدًتًهآ الرآحِله

    تجهل مكآناً غير قريتهُم ومَنزِلِهِم
    عآنت مِن الذٌل والهَوآن مآعآنت
    لآبأس أن تتجرع مِن ذآت الكأس مَره أخرى

    لربمآ كآنت أم فيصل أرحم مِن غيرهآ وعَفت عَنهآ
    بين خَوف وَتردد تتقدم خطه تحت
    رُكآم المَطر وتعود الى الخلف عجرآت الخَطوآت
    وَهِيَ تَحْمِل فجِر على كَتِفيهآ

    ’’

    من الهيأه قد نعرِف مَن كُنآ نُحب !!
    أوْقَف سيآرته عند بآب المَنزِل قبل
    وصُولِهآ وذهب لرؤية العُمآل في مكآنهم
    ألقى عليهِم بالتعليمآت والأرشآدآت
    ثم عآد أدرآجه حتى يدخل مَنزِله ويرتآح
    المَطر لآزآل في أزديآد
    خفق القلب بـ صَرخت فَجر اللتي تبَكي
    جوعآ أقترب أكثر مِن خَلْفِهآ وهي تُحآوِل أن تُسْكِت فجِر بِكَلِمآتُهآ
    [ خلآص يآمآمآ الحين تآكلين لآ تبكين الله يخليك أسكتي ]

    رق القلب لِصوتهآ ثُمً صرخ نظراً لشِدة وقع المَطر وصوته العآلي
    [ انتي حنآن ؟]
    تسآقطت دموعهآ بِغزآره التفتت أليه

    ذآك الشخص النبيل اللذي مَدً لَهآ يد العَون في أحلك مَوآقِفهآ
    أومأت بِرأسِهآ
    فـ أقترب مِنهآ أكثر [ عسى مآشر علآمك وآقفه هِنآ ؟]
    تمتمت مِن بين شَهقآتِهآ بِكَلِمآت لم يَفْهم مِنهآ شيء أكْمَل على عَجَل ووقع المَطر يشتد

    [ هآتي فجر عنك وتعآلي أدخلي أمي دآخل ]
    أخذت نَفس عَميق ومدت لَهُ بِفَجِر
    التي أحتضنهآ بِحب كبير ودخل
    تَبِعت أثره وهي في حآلة أنهيآر تآم
    نفسياً وجسدياً حتى العَقِل توقف عن التًفكير في هذه اللحضآت

    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’

    وللحديث بَقيه
    كونوآ بقربي






    رد مع اقتباس  

  2. #22  
    بعْد أنصرآم ثلآث أشهُر ,,


    [26]



    ,,


    تَقِف وَسْط تِلكَ الـ[غُرفه ] اللتي أحَوَتْهآ طِيلةَ الثلآث الشهور المآضيه
    لآزآلت كَلِمآت سآره تُقرِع الطبُول في أذنَيهآ رَفَعت كِلتآ يديهآ

    محآوِله أن تنسى أو تُسْكِت ذآك الصوت
    ولكن صوت الضمير يأبى الآ وأن يرْهِقَهآ يأبى

    الآ وأن يَجعل مِن دُموعَهآ نَهراً جآري
    فَتَحت أم فيصَل البآب فضآقت عينآهآ حُزناً على حآلٍ يتلبسهآ

    ,,,,

    أيٌ حيآةٍ تِلك اللتي تَحتوينآ وأيٌ قَدراً كآنَ حَليفَهآ
    هَمَست أم فيصل بِحُب

    [ بس يآ حَنآن كآفي اللي تِسوينه بنفسِك ]
    تسآقَطت الدٌموع أكثر وأعتلى النحيب أكثر وأكثر
    ردت الهَمْس بِصوت مُتَقطٍع [ مآوآ فقت الآ عَشآنهآ
    عشآنَهآ ترَجًتني ]

    سَكتت لأختِنآق أعتلآهآ ثُمً أكْمَلت بِوَجَع
    [ مآخذيت فيصل الآ بعد مآترجتني
    مو أنآ اللي أهدم بيوت النآس ]
    أجهشت بَعدَهآ في بُكآء مَرير
    أسوء الأمور اللتي قد تُرآفِق الأنسآن كَظِله في صَحوه وَمَنآمِه
    هِي تأنيب الضمير يَجعْلهُ كُتله مُتَحرٍكه مِن الهُموم
    ,,
    تحَدثت أم فيصل بِحُرْقه [ انتي مآلك شُغل يآحنآن فيصل كآن بيتزوج عليهآ انتي والآ غيرك
    وهِي فضلتك وأختآرتك أنتي له ومآقآلت الكلآم الأخير بعد مآ أملكتوآ الآ مِن حرقة قَلْبَهآ
    تدرين هي وش كثر طيبه تَحمليهآ ]

    مَسَحت بِيديهآ الحآنيه على شَعر حَنآن اللتي تَجلِس عَلى حآفةِ السًرير
    [ فيصل دوبه رِجِع مِن المَسْجد مآابيه يشوف عَروسته لأول مره ودموعَهآ مآليه وجههآ ]
    ,,
    ,,

    زآد النًحيب أكثر وأعتلت الشًهقآت مَشهد مُخزي ألتصق بِذآكِرَتهآ
    وكأنهآ تَغيب عن الوعي وتستحضره

    مَنظر سآره وهِيَ تَفقد أعصآبَهآ بَعد عقد القِرآن شَرَخَ قَلبَهآ في الصميم
    والموجع في الأمر أنهآ السبب في هذآ تكره أن تأذي يد أمتدت لَهآ بالخير يوما مآ


    لآ تزآل مَوآقف سآره تتردد في ذآكِرَتَهآ لآزآل أهتِمآم سآره بِهآ
    في أول اللقآءآت بينَهم كَطَعم الحَلوى

    لآ تزآلت تتذكر تِلك المَسآءآت اللتي قَضتْهآ سآره في البوح عن مَشآعِرهآ أمآم حنآن
    وألأفصآح عن مَدى عِشقَهآ المَجنون لفَيصل

    وعندمآ شآءت الأقدآر وحآن الوقت اللذي كآنت تَخشآه أختآرت
    حنآن لتُشآرِكَهآ في نصْفَهآ وحبيبَهآ أيُ خيآر أخطأت فيه
    أصعب مآقد يكون أن يُترك الخَيآر للزوجه بأن تنتقي ضُرًتَهآ
    امرٌ مآ ليس بالسهل وكأنهم يجبرونهآ على أختيآر
    طريق مِن طُرق عديده جَميعهآ تنتهي بالنآر



    كَفْكَفت دُموعَهآ بأطرآف أنآمِلَهآ أعتدلت أمآم المِرآه
    وَهي تُرتٍب شَكْل [الجَلآبيه] ذآت اللون الأحمر اللتي كآنت هديه مِن أم فيصل قبل يومين

    رَفضهآ [للمهر] دلآله على أنهآ ليست رآغبه في أن تدخل في خِضم هذآ الأمر أبداً
    ورفضهآ للسفر دلآله كرههآ لحُرقة قلب سآره ولكن الأقدآر شآءت !!
    أسْدَلت شَعرهآ َالأسود لعلًه يَخفي الكثير مِن شُحوب وجههآ وأحمرآر عينيهآ !!!!!!!








    لآيزآل هُنآك بين قُضبآن الحديد يَحتَرِق!!
    لو لم يعد عبدالله ويتقصى لَهُ عن أخبآر حنآن
    لكآن المَوت حليفه
    أستنكر جرأتهآ والتَمَس لَهآ العُذر بأنه يَجهل ظُروفهآ
    يثِق بِهآ ثقه عميآء ويخآف عليهآ حد الجُنون
    أخبره عبدالله أنهآ عآدت لدى العآئله اللتي سَبَق وأن كآنت لديهم
    يَشعر بشيء مِن الأطمئنآن

    زفرَ الوَجع مِن أعمآقه ورفَع يَديه الى السمآء رآجياً مِن المَولى أن يحميهُم
    حآلاً يَتلَبًسُه لآ يتخير أبداً عن ليآليه السآبِقه .
    ,,

    أبعتذر علٍي الآقي لي عِذر
    وأبنتثر وسطْ النٌجوم
    علٍي أرآهآ وأستكن
    وابرتجي حفلة مَطر
    تَغسل عذآبي والشقى
    تروي حنيني والظٍمى
    طِيفك هِنآ قُربِي يِصيح
    يبكي يِصآرِخ يرتجي
    ليه النٍهآيه جآرِحِه
    ضِد البدآيه الحَآلِمه
    وليه القُلوب تحتِجر
    وسْطْ الحنآيآ تِحترِق
    قلبي قِسى في ذآ المَسآ
    يدعي مِن المَولى الهُدى
    يرجي مِن قلبك رِضى
    وربي غصب هذآ الجِفى
    حِلمِي غدآ في كِل ليله
    بعد اللقآ ,,

    أنثى كسيره تستغيث
    طِفله جَريحه تحتِضر
    وكُومة بَشَر يِتضآحكون
    ,,,
    وأنآ هِنآ بين الحدآيد انقِتل
    وينتِهي !!
    ويِنعآد مِن بُكره الحِلم
    حآلي مِرير يآغآيتي
    يآالله عسى قلبك بِخير ,,
    أنثى الحُلم

    .



    دَخَل بعدمآ طرقَ البآب لِثَلآث مَرآت

    تَسمر نآظِريهآ في الأرض وجود شخص غريب عَنهآ
    وهِي لآترتدي النٍقآب أمر بحد ذآته يوْحِي بالهلع والخوف

    أن تشعر أنهآ برفقة رجل غير أحمد أمرٌ مآ بِمثآبة اليدين الغليضه
    اللتي تُطبِق على الأنفآس وتَمنعَهآ مِن الشهيق فالزفير

    صرآعآت دآخِليه لآزآلت تُعآيشهآ لقآءهآ بأحمد لآخر مره

    وأصرآره على زَوَآجَهآ مِن غيره حتى تقوى على العيش
    أمرٌ مآ بِمثآبة وَضع القَلب تحت الرٍجل وتمزيقه

    تضحيه فريده مِن نوعهآ ذآت خَسآئِرَ فآدِحه لِكلآ الطًرفين
    منظر سآره وهِي تَخرج مِن مملكَتَهآ كسيره رغبه في أن لآ ترى أمرأه مكآنَهآ

    موتْ جَدًيْهآ مُروراً بِصآلِح وهُرُوبَهآ وسُمْعه ضآعت في مَهب الريآح
    نِهآيه بفيصل وأختيآر سآره لَهآ

    جَمِعيَهآ أمور تُرهِقَهآ وتُثقل على قَلبِهآ



    أن يرآهآ أمآم نآظريه حلآلاً له بدون أي قيود حِلم
    لم يكن لِيخطِر في بآله لولم تُقدم عَليه سآره بِنفسِهآ
    الحُمره اللتي كَست شفتيهآ وانفهآ فوجنتيهآ شَكلت مِنهآ فِتنه آسره
    رُغم بُعدَهآ كُل البُعد عن أدَوآت الزينه

    ,,
    ,,


    أقترب مِنْهآ آكثر وَهُوُ يرى شَتآتَهآ وبَعْثَرَتَهآ
    يُريد أن يَحتوِيهآ ومِن ثَمً يُنسيهآ مآقآست

    أنتفض جَسَدَهآ مِن لمسة يديه وابتعدت الى أبعد مكآن في
    الـ[ غُرفه ] أن تَزرع في مُخيلَتِهآ أنهآ مِلكٌ لشخصٍ مآ
    ولن يَمسسهآ غيره أمرٌ صَعب نسيآنه أو مَحوَه بِسهوله

    أبتَسم بِوَجَع لِحآلِهآ وهو يرآهآ مركزه عينيهآ عليه بِهَلَع
    أكْمَل مُحآول أن يمتص أثر التوتر [ مِن أول أكلمك مآتردين ]


    رَمت بِنظرهآ للأسفل وَهِي تنهر نفسهآ عن فِعلتَهآ الطُفوليه
    أبتلعت الغصه لثلآث مَرآت ثُمً هَمَست [ آسفه مآسمِعت ]
    أشآر لَهآ بأن تَجلِس بالقُرب أومَأت بِرأسِهآ ونفذت مآ أشآر أليه

    تَشعر أن كُل ذرآت جَسَدهآ تَجَمًدت بالكُليه
    حتى أن العَقِل بآت أجوف خآلي مِن أي فِكره

    ,,

    رَجفت يديهآ وآضِحة المَعآلِم وأهتِزآز فكًيْهآ دلآله على بدء تَسآقُط الدموع
    هَمَس بـ [ أهدي وشفيك خآيفه كيذآ ]

    أستشف الصمت وأكمل
    [ قوليلي ليش مختبصه لآتكون أمي غصبتك توآفقين علي ]
    أحتدت نظرته لهآ أكثر
    رفعت عينيهآ لَهُ بِتوسٌل بآحِثه
    عن أجآبه مَنْطقيه ردت بَعدهآ بِصوت مُتهدج [ مقدر أنآم بدون فَجر ]
    تفجر كم هآئِل مِن الدٌموع للضغط النفسي الكبير اللذي تُعآيُشه فـ

    أتخذ وضع الوُقوف وَخرج دون أن يتحدث

    ,,,,,,,,,,


    دَخَل وَهِي لآتزآل على وَضعَهآ في ذآت المَكآن تَجلِس على حآفة السرير

    يَحْمِل فَجِر بين يديه وهِي تَغُط في نومٍ عَميق رَفع غِطآء السرير
    ثُم وضع رأسَهآ على الوِسآده وأعآدَ الغِطآء عليهآ
    أبتسم لنظرة حنآن المُستغربه فـكسر الصمت

    [ هذي بنتك وجآتك مآيحوج انك تبكين كل هالبكى ]

    يقَيٍدَهآ بل ويُطوٍقَهآ بِكرم أخلآقِه الآ أن قَلبهآ لآ يزآل مُتَعِلقاً بعشق الطُفوله

    أستغفرت ربهآ دآخِل قَلبَهآ ثُم تحدثت

    بعد أن رأته يعود للجلوس مَكآنه على حآفة السرير [ طيب أخآف تزعل خآلتي ]
    أبتسم مُحآول التخفيف من توترهآ [ لآيكون أنك متزوجه امي وأنآ مَدري ]

    أبتَسَمت مُجبره لِمُجآرآته
    نظرآته تكآد أن تأكُل مَلآمِحَهآ هَمَست بِخوف وَهي ترآه يَطبَع قبله على جَبينهآ
    [ فيصل ]

    أبتسم بِفرح لسَمآع الأسم مِن بين شفَتَيْهآ وكأنًه ذآك الرًجُل
    اللذي يشهد الزوآج لأول مره في تآرِيخه

    [ سمي يآ قمر فيصل ]

    كَلِمآته ومِن ثَمً نَظرآته تُجعل الحُروف تَختَنِق دآخِلَهآ وتَعجز على الأنتِثآر
    أمتلأت عينيهآ بالدموع وهِي تُحآول جآهِده أن تتحدث بِمآ تُريد

    أحتضن يديهآ مُشجعاً لَهآ مُحآولاً أن يتفهم صعوبة الوضع اللذي تُعآيشه

    [ أسمعك يآحنآن قولي اللي بِخآطِرك ]
    همَست بِوَجع [ سآره !! ] رَفع حآجِبِه الأيمن بتعجب

    [ وش فيهآ سآره قآلت بتروح عند أهلهآ أسبوع وتجي ]
    رَمَشت بِعينيهآ لأكثر مِن مَره
    [ مآ أبغى أطلع أحد مِن بيته هذآ بيتَهآ لآزِم ترجع ليش خليتَهآ تروح؟]
    أحكم قبضت يديه على كفيهآ البآرده و أكمَل مُحآولأً أن يُطلعَهآ على الوَضع

    [ سآره طلعت بكيفهآ انآ مآقلت لهآ تروح
    أول مآتحس أنهآ تقبلت الوضع بترجع ]

    أنسآبت الدٌموع بِهدوء [ انت ليه مآ تفهمني أنآ ضميري يأنبني مآ طلعت الآ عشآني]

    أكملت بِغصه [لو عندي أخت مآسوت لي اللي سوته طول الأيآم اللي رآحت
    وهِي تِهتم فيني وأنآ مره أحبهآ كيف أحرق قلبهآ ؟]

    تمتم بألم [ بس هِي اللي أختآرتك ]
    أنسآبت الدٌموع أكثر وأعتلت الشهقآت

    [ الله يخليك رجعهآ مآبرتآح لين تَرجع بيتَهآ انآ الطآلعه وهِي الدآخله ]
    تمتم بِوجَع لأستحضآرِه صورة سآره المشغوفه بِحبه وأول أمرأه في عآلمه

    [ ذآ بيتك يآحنآن مِثل مآهو بيتهآ مآبظلمك وبعدل بينكم قد مآ أقدر ]
    أرتجف فَكًهآ وهِيَ تَهْمِس [ طيب رجعهآ بكره ]
    أستشفت الصمت وأكملت بترجي [ الله يخليك رجعهآ ]
    رد لَهآ بِهمس
    [ بس انتي عروس ومِن حقك تعيشين أسبوع لِحآلك ]

    أبتَسَمت بألم وهِيَ تَشعر أنً مُسمى العَروس
    لم يتلبًسهآ الآ مره وآحِده في تآريخهآ [ أنآ رآضيه يآفيصل أول مآيطلع النهآر تِرجٍعهآ ]

    رُأيت نَظرآت التًوسٌل في عينيهآ
    تُقيده وتَجعله ينقآد لَهآ رمى مِن شَفتيه [ مآيصير خآطِرك الآ طيب ]

    بآدلته أبتسآمه مَكسوره مِن فتآه بآكِيه طَبَع بَعدَهآ قُبلَه ثآنِيه
    على جبينَهآ ثُم همً بالوقوف

    [ تعآلي نصلي ركعتين تشيل الضيقه اللي بقلبك وتوفقنآ بالجآي مِن حيآتَنآ ]
    أومأت برأسَهآ وتبِعته

    وشَريط مُستقبلهآ يمتثِل أمآمهآ أيعقل أن يكون فرآقهآ عن أحمد نِهآئي

    أيُعقل أن تبدأ حيآة أُخرى دُونه دون أن تكون بالقرب مِنه
    أستَعآذت مِن الشيطآن ثلآث وهِيِ ترفع يديهآ وتُكبر حتى تبدأ الصلآة
















    الحيآة سيئه جدا قد تَضيق في عينآي المرأ حتى يدعوآ على نفسِه بالموت
    ولو لآ أيمآنه الرآدع له والآ لأقدم على قَتْل نَفسه


    ولأول مره في تآريخ حيآتِهآ تجتآحه النوبه مرتين مُتَوآليه في يوم وآحد
    تُغمى فـ تستَفيق على وآقِعٍ مُوجع

    وتَعود تُغمى السَعآده لآ تّدوم الآ بقدرة القآدِر سُبْحآنه
    والخآلق أن أحب عبداً مِن عبآده أبتلآه

    صَرخت أم سآره بِوجع
    [ عيت مآ تقوم يآرب أرحَمْهآ ] زَفَر الأب باعتِرآض وَهُوَ يَقتَرِب اليهآ

    [ سآره يآ أبوك مآصآرت منتي أول ولآ آخر وحده يتزوج رجلك قومي لآتذبَحين أمك ]

    لآزآلت ندى تقِف على عَتبة البآب بِخوف هَمست
    [ طيب يمكن الضغط انخفض عندهآ خلونآ نوديهآ المستَشفى ]
    زفَر الأب بأعترآض
    [ السيآره تعطلت اليوم ومآجيت الى مع أبو عآدِل ]

    أعتلى نَحيب الأم بِهستيريآ[ رآحت بنتي مني يآويلي ويلآه ]
    تَدخلت هُدى بِتضجر لحآل أختهآ

    [ يبه روح نآدي فيصل مآتشوف البنت كنهآ ميته ]
    تمتم الأب بقِلة الحِيله
    [ الدنيآ ليل وين أروح أدقدق على أبوآب خلق الله والرجآل دوبه متزوج ]

    صَرخ على ندى [ جيبي بصل والآ عطر يمكن تفوق ]

    حآله مِن الهَلَع تَعُم أرجآء المَنزِل يأبى البصل أن يوقِضهآ
    وتأبى روآئِح الطيب أن تُعيدَهآ للحيآة
    مآ يَستَقِر في جَوْفيهآ أكبر وأعظم أنتشَل الأب المَغبون

    [الشٍمآغ ] وخرج يبحث عن أثر فيصل
    بعد مُحآولآت دآمت سآعتين بآئت بالفشل

    لو أن سيآرته مَوجوده لذهب بِهآ دون أزعآج فيصل

    ولكن الأقدآر السيئه تتوآفق أوقآت وقوعَهآ أحيآنآ

    يَقِف على عتبة بآب فيصل بحرج شديد
    للضروره أحكآم وخوفه من فقد سآره يزدآد
    يخشى أن تذهب من بين يديه في غمضة عين

    تشجع وأحكم قبضت يديه فـ طرق البآب الحديدي

    ,,,

    هَمَست حَنآن بعد أن شَعرت بِرآحه بعد الصلآه [ فيصل مآ تسمع؟ ]


    لآزآل مُثبت النًظر عليهآ ويتأمل ملآمح تكسوهآ
    برآئه لم تستطِع قسوة الأيآم أختِلآعَهآ
    وكأنهُ في حآلة مِن سُكر أو نَشوه
    همت بالوقوف بِفزع وَهي تتحدث له [ فيصل البآب يدق قوم شوف مين ]

    أن يُنتَشل المرأ مِن لحضة سُكْرِه أمر مُزعج

    هَمً بالوقوف وصوت الطرقآت على البآب في تَزآيد خرجَ مُسرعاً
    لآهِجاً
    [ بيآرب سترك يآرب ألطف ابنآ ]


    .









    [ الحيآه سَهآله ] رددتهآ دآخِلَهآ كَثيراً [ الصًبر ثم الصبر ثم الصبر ] كررتْهآ مِرآراً وتِكرآراً


    هَمًت لـ دخول غُرفتهآ البآرده بِحجم تلك البروده اللتي تتوغل ذآتَهآ

    بِحجم خيبآت الأمل اللتي تَجتآحَهآ
    بِحجم كَسرآت النفس اللتي تُهدى لَهآ

    يأبون أن ييقنوآ أنهآ من بني البَشر
    بل وكأنهآ خآدِمه من العَصر الحَجري

    يأبون أن يتروكُوهآ في حآلِهآ

    الآ وأن يُلقوآ تلك الأسهُم بين الفينةِ والأُخرى

    أن لم يَكُن مِن الأم يصبح مِن بنآتْ العَم
    وان لم يكن من بنآت العم يمسي مِن أصغرُهم سِناً

    حتى بآت القلب مملوء بالثقوب والجِرآح
    تَجردوآ مِن الأحآسيس فبآتت مضآيقَتَهآ من ضمن وآجِبآتِهم
    رُغم قرآبة الدًم العريقه الآ أنهم يتلذذون في نثر المِلح على جِرآحِهآ

    لآتزآل صآمِته صآبره بل ومُحْتسِبه
    أبتسمت بألم لحآلِه من شَهر لم يُغآدِر هذِه الغُرفه اللعينه
    لم يَعُد ذآك المَجنون بالعَصبيه

    بآت فآقد لِكُل مَعآني الحيآة من آخر هجمه أجتآحته وأصآبته بأمر يُقآرب الشلل
    يستطيع تَحريك رجليه الآ أنه يعجز عن المَشي والوقوف

    فبآت عآجِز تَقريباً


    اقتربت مِنه وَهي تَحْمِل صينية الطًعآم بين يديهآ
    وَضَعَتَهآعلى الأرض أمآمه وهَمَست
    [ تأخرت عليك ؟]
    أومأ برأسِهِ علآمة النفي وهُوَ لآيزآل مُثبت عينيه على التٍلفآز ومُتكِئ بِجَسَدِهِ على [الخُدآديآت ]

    نَزعت الشرشف الأبيض اللذي كآنت مُتلفلفه بِهِ
    وحَمَلَت يَزَن اللذي كآن نآئِم بالقُرب مِن أبيه على الأرض

    أطفأت الأنوآر الأبيضآء وفتحت نور [خآفِت ]
    حتى لآ ينزَعِج يَزن في نومه

    ,,
    جَلست بالقرب مِنه وضعت السٌفره رَتبت [ الصحون ]
    أمآمه
    أنتهت وافرغت مآكآن بِدآخِل الصينيه وهو لآيزآل مُركز النظر على التِلفآز

    تَعلم انه أبعد مآيكون عنه وتُيقن أن حَوآسه جَميعهآ تتبع كُل تحركآتِهآ

    تعآلت أنفَآسَهآ بِحُرقه لآ تُريد أن تُثقِلَه
    بِهمومهآ وتزيدهُ على مآ بِهِ

    حآولت كبت غضبَهآ من الأحدآث
    اللتي تَحدُث لَهآ خآرج مملكَتَهآ الصًغيره

    همست بِه [ عنآد سم بالرحمن ]
    أصعب الأمور اللتي قد تجتآح الرًجُل أن يَشْعُر بِالعجز

    زفر بأعترآض [ مو مشتِهي يآسُعآد شيليه عني !]

    أمتلأت عينيهآ بالدموع فـ أقتربت مِنه أكثر ونَزلت لِمُستوى يديه
    اللتي مُتخذه وضعاً مُريح على رِجلهِ اليمين
    وأخذت تُقبٍلَهآ بِشَغف وتَوَسٌل في أنٍ وآحد


    يكره أحتوآئَهآ له يَكره ان يشعر بِشفقتهآ النآبِعه عن ُحبهآ الشديد له
    سَحبهآ اليه وأحتضنهآ

    لم يفعلهآ مِن أشهر أطلقت العَنآن لِدموعَهآ بين أحضآنِه
    تفجرت برآكينَهآ بِلمسه حآنيه مِن يديه أفتَقدتهآ

    تَسآقطت دموعه هو الآخر يشعر بِهآ وبألمٍ يعتريهآ تُحآوِل أخفآئه
    هَمَست مِن بين شَهقآتِهآ ونحيبهآ بِصوت مُتَقطٍع

    [ عنآد أحضني بعد الله يخليك ] شَدد مِن قبضة يديه عليهآ
    حتى كآد أن يُدخِلَهآ بين أضلعُه تمتمت بِوجع رآجيه مِنه َ

    تصديقَهآ [والله أحبك ]

    أغمضَ عينيه وتسللت الدمعآت على خدًيْه
    يَشْعر أنه الأسوء على الأطلآق الأحسآس بالذنب ينهش قلبه

    يعلم انهآ تستَحِق الأفضل أرتَفعت مِن على صدْرِه بِرَغبتهآ
    تبآدلت معه النظرآت و أبتسآمَتهآ مُتٍسِعه

    نظرة الأمتنآن اللتي في عينيهآ تتسبب له بِوَجع عميق
    وكأنهُ أهدآهآ الدٌنيآ بِمآ تَحوي هَمست

    وَهِيَ تَمْسَح دُموعهآ بطَرف يديهآ وتبتَسِم بِفرح

    [ تصدق اني على عشى أمس ]

    أبتلعت الغصًه وأكملت [ تَعآل نآكُل ]

    تحدث بِوجع [ والله مآ أشتهي كلي انتي ]
    ردت بِغصه [ ان مآ أكلت والله مآ آكل أذآ لي خآطر عندك خل

    نتعشى تدري اني مقدر آكل مع غيرك ]

    قَبِل عَرضهآ!! لَهآ ومِن أجلِهآ


    يشعر بِحجم التضحيآت اللتي تَفعَلَهآ
    ويعي حجم المُعآنآة اللتي تُعآنيهآ من أجله

    يتجآهل السؤآل عن سبب الألم اللذي يسكُن عينيهآ
    حتى لآ يخوض في خِضم التًفآصيل المُرهِقه

    ورُغم آلآمَهآ العَميقه الآ انهآ بآتت الليله أسعد مِن قبل

    وللحديث بَقيه
    كونوآ بِقربي





    رد مع اقتباس  

  3. #23 W1  
    حَفلة وَجَع

    [27]

    بدآية فصل جديد وحيآة س تتخذ مَجراً مُختَلِف

    لآ يَزآل جَسَدَهآ النحيل مُلقاً هُنآكْ على السرير الأبيض
    ولآيَزآل أنبوب المُغذي مُوصَل باليد اليمين ولآ تَزآل عَينيهآ مُحتبِسه الدموع ومُغمَضه!!



    أسوء مآقد يُؤرقه أحسآسه بالذنب وأكثر مآقد يُقيده تَعَلٌقَهآ الشديد بِهِ
    زفَر الوَجع مِن أعمآقه و أستنشَق أكبر قدر من الأُكسِجين

    عَلً شيء مِن الرآحه يتوَغل الى قَلبه
    شآرفت السآعه على الثآمِنَه صَبآحاً وهِيَ لآتزآل تَغُط في نومٍ عَميق

    أخبرهم الطبيب أنهآ حآله شبيهه بالأنهيآر وأنً نوبآتِهآ المُتَوآليه

    تَستدعي أن تَبقى في المَشفى لأجرآء الآزم مِن تخطيط وأشعه ومآ الى آخره

    هَمَس الأب المَغبون عَلى أبنته [ روح أرتآح يآ فيصل وخذ عمتك معك ]

    الشتآت والضيآع كَلمآت مَثلت مَشآعره فِي هذه اللحضآت
    أيٌ رآحةٍ يَرتَجي وهِيَ لم تَفتح عينيهآ بعد
    أعآد الهَمس مره أُخرى

    [ الدكتور قآل أنه أعطآهآ مِغذى يعني مآ بتقوم الآ في العصر
    انآ بقعد عندهآ وانتم روحوآ ]

    زفرت الأم الوَجع مِن اعمآقِهآ وأخذت تُجرجر رِجليهآ وهِيَ تَهمِس

    [ البنآت لحآلهم لآزم أحد يروح لُهم ]
    أهدآهآ نظره أخيره عآجِزه

    ولبى أمر وآلِديهآ فـَ خرج بِروح مَكسوره جَوفآء الآ مِن قلب يَكآد أن يَخرج مِن قوة نبضآته

    يَشعر ب أن الهم كسآه حتى آخر رَمَق ,,
    أغمَض عينيه بألم عَل الدٌموع المُتَشبٍثه بأطرآفهآ

    تَجِف وعَلً أحسآسُه بالذنب يَخف
    أدآر المِفتآح دآخِل السيًآره ومضى الى حيثُ لآيَعلم







    زفرت أم فيصل بأعترآض [ يآويل حآلي وش بَه تِحير ؟ ( تأخر ) ]
    تمتمت حنآن بِحُزِن [ يآرب سآعِدهآ الغآيب عذره معآه ]


    عم السكون أرجآء المَنزِل الآ مِن خفقآت قُلوبُهم المُتعآليه
    صرخت بعدهآ أم فيصل على شُكريه
    [ جيبي الفَطور ]

    وأعآدة بِنَظرهآ لِحنآن [ نسينآ أنك عَروس ومآ كَرمنآك ]
    أبتسمت حنآن بِوجَع
    [أهم شي تقوم سآره سآلِمه وأنآ لآحقه ع الأكِل ]


    رفَعت يَدهآ اليَمين وطَوقت فَجر بِحنآن بآلِغ
    تَشعر بأنهآ قَد أتخذت المَوقِع الخآطيء والمَكآن الغَير صآئب

    وتَشْعُر بغصه كبيره تَجتآحَهآ تُريد أن تنفرِد بِنفسِهآ حتى تَذرف الدًمَوع المُختنِقه دآخِلَهآ


    خُذلآن الزًمن يُلآحِقُهآ وسهم الألم حَليفَهآ في كُلٍ زَمآن
    تَحلُم في أن تَغفوآ بأمآن دون أشبآح البَشر اللتي تُلآحِقُهآ

    دون أن تأذي أحد رَفعت أكفًهآ الى السمآء ودعت خآلِقَهآ بألحآح
    أن يُنجي سآره ممآ هِيَ فيه ويمنَح روحَهآ الصًبر !!



    ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’ ’’’’’’’’’’ ’’’’’’’’’’’’’’’’’’’’







    روحْ جديده مُفعمه ب الكثير مِن الحيآه وبلَمسه حآنيه أستأصل

    جُلً مآكآنت تُعآنيه مِن شُهور هَمَسَت بِحب كبير وبأبتِسآمه صآدِقه

    [ كيذآ تَمآم والآ أحط لك مَخدآت زود ؟ ]

    رد لَهآ الأبتِسآمه بأجمل رُغم أنهآ لآتزآل مَكسوره
    [ مَشكوره بس جيبي لي علآجِي أذآ مآعليك أمر ]
    أبتَسَمت بأمَل كَبير [ أن شآء الله بتتعآفى وترجَع مِثل أول ]

    بَهُتَ اللون وعَظُمت المُصيبه لآتزآل تتأمل بالأفضل
    لآتزآل تبني أحلآمَهآ لآ تزآل تتطلًع للمُستَقبَل

    أغرورقت عينآهآ لجمود تلبًسَ مَلآمحه تحدثت بوَجع
    [ ولآ تقنطو مِن رَحمة الله ]

    أكْمَلت والعَبره تَختنِق دآخِلَهآ [ خل أملك بالله كبير ]
    رد لَهآ بيأس جآرِف كَمآ الطٌوفآن [ لآتعشمين نفسك كثير ثِم تِنكسرين ]

    وأٌيٌ عِبآرآت العآلم تِلك اللتي س تُخفف مِن هآلةِ اليأس المُتَلبٍسه روحه
    تحدثت ودموعَهآ أعلنت أنهيآرهآ وتَسآقطت على خَديهآ
    رآجيه مِن المَولى الكَبير أن يكشف الضٌر في غمضة عين والتفآتتهآ
    [ ومَن يتوكل على الله فَهُوَ حسبه ,,]
    أكملت بِوجع وعَلٌه أن يعتبِر ,, [ اللي يحيي العِظآم وهيَ رميم يقدر يشفيك بيوم وليله
    لآزِم تَثِق فيه هو القآدر على كُل شَي لآ تيأس]

    أغرَورَقت عينآه وتَسآرَعت أنفآسه
    دلآله على مُلآمسة كَلِمآتِهآ للوتر الحسآس دآخِله
    زفر الوَجع مِن أعمآقه وهُوَ يتمتم [ونِعم بالله ونعِمَ بالله ]





    .





    صَرَخَ صآلِح بِهستيريآ [ تزوجت المَلعونه يآيُبه !!]

    تثَآءبَ العَجوز بأنزعآج مِن المَوضوع [ باللي مآ يحفظهآ الله لآيُردًهآ ]
    تَدَخلت أم صآلِح كَعآدَتِهآ المُشينه [ من وقت مآكآنت تِشتِغل عند أم فيصل

    وهي حآطه عينَهآ على وَلدهآ رآحت له برجلهآ
    وقبلت تكون ظره لوحده قَبْلَهآ خَيًست سُمْعتهآ وسمعت جدآنهآ وهم وسط التٌرآب ]

    أشْتَعلت عيني صآلِح بالأحمرآر دلآله على نآر ثآئِره دآخِله
    [ وش فيه فيصل زود عني ]
    أكمل على عَجل وهُوَ يتلثًم بالشٍمآغ الأحمر

    [ والله لأوريهآ بنت اللذينا أن مآ ربيتهآ ]

    خرجَ عَلى عَجَل بنيةٍ سوْدآويه
    تَحمِل في طيآتِهآ الكَثير مِن الشر وَبِنفسٍ خبيثه مُلأت بالحِقد ووضَعت هَدَف الأنتقآم نَصب عينيهآ

    ,,,


    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,





    الذنب نَهَشَ قَلبَهآ وهِي ترى أحْمِرآر عينه وعمق حزن يكسوآ مَلآمِحه

    أنتفضت أم فيصل بِخوف [ بشرني يآوليدي عنهآ عسى مآهي تعبآنه بالحيل؟ ]
    ثوب أبيض بأزآرير
    عِلويه مَفتوحه بأهمآل و[ شِمآغ ] أبيض
    مُلقى على كَتفِه اليَسآر

    حآلٌ يُرثى لَه ألقى بَفسِه بالقُرب مِنهآ
    لآتَزآل مُسمٍره نظرهآ للأسفل تَشعر بالخَجل الشديد
    مع أول شَمس لأقترآن أسميهُمآ جلبت لهُ المَصآئِب

    مَلأَت عينيه بالدموع وأثقلت كآهِلهُ بالهموم

    صرخت دآخِلَهآ بألم يآرب أرحمني
    ,,

    وضَع رأسه بين يديه وأجتر الحُروف مِن أعمآقه [ شبه انهيآر ]
    [ ولآزم تبقى منومه كم يوم ]

    ألقى كَلِمآتِه الأخير وأتخذَ وضع الوقوف بتثآقُل
    دَخَلَ [ غُرفَتَهآ ]

    يبحث عَن أثَرَهآ وعن روآئِحِ طيبَهآ
    الضيآع أهلكه ولو كآنت أخرى غير حنآن لأستطآع ان يُوآزِن المُعآدله
    ولكن تأبى الأقدآر الآ وأن تضعه في هذآ المَوقف الصًعيب

    تأبى الآ وأن تُشتت مَشآعِره وتهديه كومه مِن هموم لآ تنتهي
    أيقَن أن رَحمة الله أوسع وأن الصلآة خير ملجأ
    ذهب ينآجي مَوْلآه ويسأله بأن يرفَع عنهآ المرض ويُعيدَهآ سآلمِه اليه





    أغمضت حنآن عينيهآ بألم شبه أنيهآر يعنى أن يكون حُزن أكبر مِن المَعقول
    يعنى أن تتَجرد من العقل للحضآت

    يعني انهآ كبتت وتَحآمَلت عآنت فقآست حتى تَفجرت
    أيٌ ألمٍ أهدتهآ وأيٌ وَجع مَنَحتهآ أيآه

    أستَعآذت بالله مِن الشيطآن ثلآث وجرت أرجُلَهآ الى [ غُرفَتَهآ ]
    وهي تستمِع لدُعآء أم فيصل لـسآره بأن يرفع عَنهآ مآ هي فيه مِن أبتِلآء

    رددت في قَلبِهآ [ آمين ] نآبِعه مِن أعمآق أعمآقَهآ

    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,



    يَدعي الله في كُلٍ حين وبِكُلٍ آن أن تكون سآلِمه
    هِيَ نِصفه الآخر أهدته الحيآة لأكثر مِن عآمِين على طَبقٍ مِن فضه

    خَذلهآ الزَمَن بِمرضهآ
    فـ أحتسبت وأيقنت أنًهُ أبتلآء مِن المَولى حتى تَصبِر

    وخَذَلَهآ هُوَ خُذلآنِهآ الأكبر بِعقد قرآنِهِ مِن أخرى

    يعي جيداً أنهآ كآنت تدًعي الرضى
    ويعي أن طآقة صبرِهآ في تزلزل

    يعلم بحجم حآجَتَهآ له لِذآ لم يرفرِف النوم على عينيه أبداً
    حآول ان يُريح الجَسَد المُنهك ثم عآد أدرآجه يبحث عنهآ
    وعَن شيءٍ يُعيدَهآ كَمآ كآنت رآفِله في ثِيآب الفَرح دَوماً






    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,





    هَمَس بألم وهُوَ يرآهآ عَلى وَضعِهآ [ مآصحت يآعمي ؟]
    رد عليه الأب بذآت الهَمس [ لآ والله الدكتور يقول بآقي سآعتين
    أنت وش رجعك ؟ ]
    القى بِجَسَدِهِ المُنهك على حآفة الكنب الأسود ثُم أكمل

    [ وصلت عمه ومآجآلي نوم وجيت ]
    أكمل على عجل
    [ أكيد أنت تعبآن خذ مفتآح السيآره وروح ريح لين المَغرب

    ثم جيب عمه والبنآت وتعآلو أكيد بتفرح لو شآفتكم ]

    سأل بتعجب [ مآفي مَوآعيد للزيآره؟ ] أبتسم فيصل بحب
    [ المستشفى الخآص في أي وقت مَسموحه الزيآره فيه ]
    بآدله الأب الأبتسآمه ورتب على كَتِفِه
    [ الله يِخليكم لبعض ] تمتم فيصل بـ [ آمين نآبِعه مِن أعمآقه ]

    أخَذ الكُرسي الخشبي وجَلس بالقرب مِنهآ
    على أمل أن يَعود كل شيء كمآ كآن








    يَقِف بالقُرب مِن الشًجره اللتي تَقع يسآر مَنزِل فيصل شيآطين الأنس والجن تتلبًسه

    يترقب وقتاً مُنآسِب ويَطمَح أن يَفعل مآيريد دون أي ضوضآء أو أي شوشره


    يترقب حلول المَسآء حتى ينتَقِم لخِيآنَتِهآ

    وهُروبَهآ يوم زِفآفِه
    أمرٌ مآ يختص بذوي النفوس المَريضه

    اللذين لآييقنون أن مآ يُصيبهم أقدآر مُقدره مِن عند الله



    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,,,,,,,,,, ,,,,,




    لآ تَزآل تتأمل ملآمِحُه يَغُط في نومٍ عَميق

    على الكُرسي قُرب السرير أكملت السآعه أو يزيد وهي مُستيقِضه
    تبتسم بألم لأهتِمآمِه بِهآ وتوآجده مَعهآ وتبكي بِحرقه لتذكر أنثى أخرى في عآلَمه

    أعتلى نَحيبَهآ أكثر وهِيَ تتخيل حنآناً أغدقَهآ يوماً مآ وكآن مِن مُمتَلَكآتِهآ
    بأنه س يبيت لغَيْرِهآ أمرٌ مآ لآ يحتَمل

    أستيقض على وَقعِ انينَهآ
    أبتَسم بِوَجع أعلم بِحآلِهآ وأحوآلَهآ سكتت طيلة الأيآم السآبقه وانفجرت

    تَلقًف يديهآ اليمين بِحنآن بآلِغ نظراً لأنغرآز أبرة المَحلول بِهآ



    دفئ يديه بِمثآبة الجُرعآت المُهدأه لِوَجَعِهآ قَبًل جبينَهآ وهَمَس
    [ الله يصلحك بس هذي سوآه تسوينَهآ طيحتي قلبي ]

    .
    .

    أرتجفت شِفتآهآ وأبتَلعت ريقَهآ لأكثر مِن مَره ثُم هَمست بِهآ مَوجوعه [ آسفه ]
    أغمض عينيه بألم
    [ أنآ اللي آسف يآروح فيصل ]

    أمتدت يديه لدموعَهآ المُلآصِقَه لعُنَقَهآ [ أهدي الحين ومآيصير الآ اللي تبينه ]

    كَتمت الحَيره في جَوفِهآ وكأنهآ عآدت سبع سنين لِمرآحِل المُرآهقه
    تجردت مِن عقلَهآ ونَطَقت بِلسآن غيرَتَهآ المَجنونه
    [ مين أحلى أنآ والآ هيه ]

    أستعجب مِن السؤآل لِعلمه برُقي تفكيرهآ
    ولكن أيقن أن غيرَتهآ قد فتت كُل ذره دآخِلَهآ
    هَمَس بِهآ وهُو يَمْسح على شَعرهآ

    [ أنتي أحلى وأحلى بس هدي نفسك وقومي لي سآلمه البيت شين مِن غيرك ]

    كَلِمآت لآ تُكلٍف الكثير أوَ ربَمآ ليست مُطآبِقه للوآقِع

    ولكنهآ جَلبت مَفعول أقوى مِن الأبر والمُغذي
    أعتلتْهآ أبتِسآمة أمتِنآن وكأنًهآ طِفلة العآمين

    يٌشكٍلَهآ كيفمآ يريد و بـ خليط من الحُزن والخجل هَمست [ جد فقدتني ؟]
    أبتسم بِوجع لِحآلتهآ [ والله العظيم ان البيت نآقص بدونك
    بتطلعين مِن هنآ على بيتك بأذن الله
    برآفق معك الليله وان شآء الله بكره يكتب لكْ الدكتور خروج ]


    أومأت بِرأسِهآ وهِيَ تبتَسِم لدخول أخوَتَهآ وابيهآ

    وكأن الروح تتجدد وكأن القلب يتغير
    وكأن الكَلِمآت تَشفىي وكأنً اللمسآت تمحي الوَجَع




    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,






    ,,,


    دَخلت [غُرْفَتَهآ] ومَددت فَجِر بالقُرب مِنْهآ
    التَعب أخذ الكثير مِن قوة جَسَدَهآ
    وقلة النوم فتكت بِهآ أمور كثيره دآرت بِمُخيٍلَتِهآ
    بدآيه بوجه فيصل الحزين مُروراً بمجيء هُدى وأخبآرِهم أنً فيصل سَ يبيت
    عِند سآره نِهآيةً بِفرحة أم فيصَل
    لأن سآره بآتت بأطيب حآل

    دآهَمَتَهآ الغفوه وأفَترَش النوم عينيهآ
    أُطْبِقت الأجفآن وتمثلت الروح في عِدآد الأموآت الى أن يُحيهآ خآلِقَهآ جَلً عُلآه




    ,,



    مضت سآعه تبِعَتَهآ أُخرى لم يرى سيآرة فيصل بَعد
    وأغلب طُرَقآت القريه بآتت خآليه مِن البَشر

    البرد قآرصْ ومُهْلِك والجَميع في مَنآزِلِهِم

    أدركَ انً مآسيقدم عليه أمآ حيآة أو موت ولكن روح المُغآمَره تعبث بِه
    والرغبه في الأنتِقآم سَطَت على مَشآعِرِه فبآتت كَمآ النآر المُشتَعِلَه أحكَمَ لفة الشِمآغ على أنفهِ وفَمِه

    ثُمً تسلق الشجره الملآصِقه لِمنزِلِهِم أحكم خَطَوآتِه
    على السيآج مُحآوِلاً التوآزٌن حتى توصًلَ الى شجره أُخرى دآخِل الحوش الكبير


    تَشبثَ بِهآ



    وشَعر أن الخُطه تسير الى الآن على قدم وسآق

    فأبتَسم أبتِسآمَه حَمقآء


    وللحديث بقيه
    كونوآ بِقربي






    رد مع اقتباس  

  4. #24  
    منتَصَف الليل وأوجآعْ صآخِبَه .







    [ 28]

    هِيَ ليله مِن ليآليهآ الكَئيبَه س تشْهَد ظريبة هُروبَهآ
    وس تنتهي ببزوغ فَجْر يومٍ جديد ليبقى الأثر مَغروس في القَلب آلآف السٍنين

    هَيَ الليله الأكثر مُفآجأه بعدَ أن أغْمَضت جِفينيْهآ بأرتيآح لاحسآس الأمآن اللذي يسْكُن جَنَبآت هذآ المَنزل
    وهِيَ الليله اللتي سَتبآغَتهآ بوَجعٍ جديد صآخِب

    أحلآمَهآ تَفرقت بَين قآعْ وَسَمَآء بَيْنَ جَمآل وقُبْح

    وكأنًهآ تُعآيِش التًذبذب حتى في أحلآمِهآ
    فتبيت أنثى مُعآيِشه لِصِرآعآت دآخِليه وأُخرى خآرِجيه وزعزَعآت نفسيه
    والكَثير !!






    لآ زآل يتنقل بين الـ[ غُرَف ] بَحْثاً عَن وَجههآ المَلآئِكي
    بِحَجم الحُب المُتوغل أعمآقه تَشتَعِل النآر بين أظلُعِه

    هِيَ خذلته وهّربت في ذآت اليوم اللذي لآمست فَرحته أطرآف النجوم
    عندَهآ فقط تَهآوت الفَرحه مِن العُلو للقآع

    وأنكِسآر الفرحه أسوء مآقد يُعآيَش في هذآ الزًمآن
    الحِقد بآتَ حَليفاً له والشرر يتَطآير مِن عينه
    يتنقل في المَنزِل كَصوت الريشه أن تَحَرًكت بِ فعل الهَوآء
    يُتقِن جَيٍداً أحكِآم مُخططآتِه أن بآتت أمراً يُطفيء لَهيب نآرِه

    فَتَح البآب الخَشبي المُلآصِق للدًكه بِحَذر وأبتسَم بَعدهآ للمره الثآنِيه على التًوآلي بِ حَمآقه أكْبَر

    .
    .
    .



    فِي مَكآن آخر تَمآماً

    عِند ألتِقآء الأروآح وتَفآرٍقهآ حيثُ المَكآن الأكثر شَعبيه وأرتِيآد

    حَيثُ الوجوه الضآحِكه المُبتسمه والوجوه العآبِسه المُتألٍمه ومِن ثَمً الوُجوه الخآليه مِن أي تَعبير

    حيثُ رِجآل الأعمآل والمُهَندِسون والعُمآل والمُبتلون بالأمرآض فكِبآر السٍن والأطفآل والسآئِحون

    حيثُ دُمُوع الوَدآع للأروآح المُفعمه بالحيآه
    وحيثُ الجُمُود للأروآح الآمُبآلِيَه بأي أمر مُتَعَلٍق بالأحآسيس


    فُرقة الأحبآب والأقرآب حتى وأن لم يَحتَلو مكآنه كَبيره في قَلبَهآ الآ أنهُ وَجَع

    والهِجره مِن بِلآد الأسلآم وبِلآد الحَرميْن الى بِلآد الكُفر قمة الألم

    أغمضت عينيهآ بِحُرقَه فـهمست بأبيهآ المُتَجمٍد رجآءاً أخير [ بآبآ الله يِسعدك بلآش حِكآية المآنيآ ]

    لآ يَزآل مُتَسمٍر في مِقْآعِد الأنتِضآر دون أي تَعبير وكأنه لم يَستَمِع لِ رَجآئِهآ
    مُحدٍق النًظر في شآشتِه اللعينه يُرتب بعض الملفآت للبدأ في حيآة جَديده
    مآيكِل وأفتِرآره لرأس أبيهآ

    فَرحة الأم بِعآلمٍ جديد جآهِله مآقدْ تُخِلفه علآقتِهِم بِ مآيكِل
    فَرحة الأبن وشَقيق الروحْ لمُتَآبَعة عِلآج أبنته ومآذآ بَعد


    هآلآت الأكتِئآب تَتلبًسَهآ والدُموع لآ تنجَلي مِن عينيهآ

    غُربة الوَطن مُميته قآتِلَه
    وأن تغَآدِر المَكآن اللذي يَحمِل جُلً ذِكريآتِهآ وَجَع لآ مَثيلَ لَه

    طأطأت الرأس وتَبِعت شتآت العآئِله مُرغمه غير مُختآره
    حلًقت في سمآءآت عَروس البَحر بِحزن كَبير

    أستودعت الله أرض [ جده ] بأن يحفضَهآ مِن كُل مَكروه
    دآعيه ورآجيه مِن المَولى أن تَعود للأرتمآء الى أحضآنِهآ يوماً مآ


    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,


    الصرخآت والأستنجآدآت قد تَحدُث لَهآ في كَوآبيسَهآ
    فتَختنِق بِهآ
    أستَوعبت أنً مآ تَخلل الى مَسآمِعهآ لَيْسَ الآ وآقع أنصتت
    جَيدا ثُم أنتفضت مِن مَكآنِهآ تآبِعه آثآر الصوت المُزعِج



    فـ هآله مِن الصدمه قد أصآبَتَهآ
    كومة المَصآئِب تُلآحِقَهآ

    مَنظر أم فيصل المرأه المُشآبِهه للجَدة الرآحله
    سِهآم أجتآحَتْهآ صرخت صرخة المَفزوع وهرولت اليهآ


    غآرِقه في دَمِهآ على درجة الـ[دكه]
    صوت أنينَهآ يوجِع القلوب ويَدمي النفوس
    أسندت رأس أم فيصل على فَخذيهآ ودموعهآ
    لآزآلت في أنهِمآر هَول المُفآجأه أخرسهآ
    وبرودة الجو جَمدت الدمعآت على خديهآ

    صَدَح في الأرجآء صوت شُكريه القآدمَه مِن خآرِج المَنزِل
    [ مآفي مآ أقدر ألحق هو روح بِعيد وفَجِر مَعآه أبكي ]
    أيٌ هُرآءٍ نَطقت وأيٌ كَلِمآت ترجَمهآ الجِهآز العَصبي

    أنين أم فيصل لآزآل في تَعآلي وهَمْسِهآ بأسم فَجر لآ يَنقطِع

    أسندت رأسَهآ على الأرض وهمت بالوُقوف
    فالكَلِمآت في هذه الموآقف تترنم على أطرآف الشٍفآه وتأبى الخروج

    أسرعت الى [غُرْفَتَهآ ] عَلًهآ تُريح عينيهآ وتَلعن الشيطآن اللذي وَسوس لَهآ

    لِتُكْحِل عينيهآ بِفلذة كَبِدِهآ وتُطمئِن القلب عَليهآ

    ومِن ثَمً تعود للعَجوز المُلقآه على حآفة الدًرج




    كَم تَكون خيبآت الأمل قويه حآرِقه ومُخزيه جآرفه وموجِعه حد النٍهآيه
    وكم تَكون ذآت وَقع شديد مُؤلم وكأنهآ وَخزآت أبر مُتوآليه في صميم القلب بلآ رحمه


    بأي الأصوآت س تصرخ وبأي القلوب س تبحث
    خرجت تُجرجر أذيآل الخيبه وهِي تَهمِس لِ شكريه

    [ وين فَجِر ؟] بدأت شُكريه اللتي تَضغط على جُرح أم فيصل بيديهآ
    تسرُد لَهآ الأحدآث

    [ هذآ رِجآل أخذ فجر بعدين مآمآ كبير قوم هوًآ طَلٍع سكينه وأضرب مآمآ كبير بعدين أخذ فجر وهرب ]


    وأين العقل اللذي يَستوعب صرخت مِن الصميم
    آهٍ مُعبره وخرجت مُهروله بِذآت الهيأه تبحث عنهآ

    ثمرَتهآ وأمَلهآ في هذه الحيآة اللعينه
    جَنتَهآ وأبنتهآ وفَلذةِ كَبِدِهآ .

    ومن س يَعي أحسآس الأمومه الآ مَن عآيَش لذآتَهآ

    تَلبًسَهآ الجُنون
    ومضت تهذي بأسمَهآ في كُل الطٌرُقآت
    أستيقض النٍيآم وانتشر الخبر المُخزي في أرجآء القريه

    أُسعِفت أم فيصل لأقرب مَشفى حتى تُدآوى الطًعنآت


    وانتَهت ليله صآخِبه بِ خلو المَنزِل مِن الأروآح

    حنآن تتبَع خُطى ذآك المريض تتعثر فَتسقُط ومِن ثَم تَقِف في هَلَع وتَمضي

    والعَجوز تقبع في المَشفى تَحت رحمة المَولى

    وليَسَ بعد ففي القآدِم مآيوجِع















    مَنزِلْ في أعلى أحد التٍلآل

    بُنيَ مِن اللبن ولُفت أسوآره الخآرِجيه مِن الأسلآك وسَعفِ النًخِل
    ومُتًسعٌ آخر للمآعِز


    مَكآن قد يُهيأ للرآئي مِن أول وَهله أنهُ مَنزل لآتسكنُه الآ الأشبآح

    فـ لآ بأس حيآة أصحآب القُلوب السًودآء قد تكون أبسط ممآ نتخيل
    بعد وفآة الأم قبل عآم

    وبَعد تَخلي أم فيصل عن أحتِوآئِهآ

    آوَتهآ عَجوز المآعِزِ تِلك
    فبآتت بِمثآبة الرآعيه تهتم بالمآعِز لتَقوى على العيش

    عآمين ولم تَكن كفيله لأن تدفن ذآك الحقد أو تَدمله
    مُؤآمره خبيثه مِن نفوسٍ سودآء ضَعيفه
    هُوَ يَسرق الطٍفله وهِيَ تتكفل بمآ تَبقى

    ومآخُفي كآن أعظم ,,,,,,,,,,,

    أوقفَ السيآره المُهتريه أمآم تِلكَ الأسلآك الشآئِكه
    وأطفأ الأنوآر بعد صُرآخ فجر اللذي دآم قرآبة السآعه والنصف

    ثمً مآ لَبثت حتى أن هدأت وأستكآنت فنآمت

    ,,,,,,

    هَمست وهِيَ تتوخى الحذر وتنظر يمنةً ويَسره [ عسى مآ أحد عرفك بس ]

    أبتسم صآح المَقيت بِمَكر [ أفآ عليك ]

    أخرج فَجِر من السيآره وهي تَغُط في نوم عميق [ بكت لين فجًرت طبلة أذني ]

    قهقهت تلك اللعينه [ ان مآ فَجرت فيهآ مآ أكون سلوى بس روح خلآص ولآعآد تسأل عنهآ ]

    قهقه ذآك اللعين بأنتصآر [ الزم مآعلي اني حرقت قلبهآ والبآقي مآيهمني سوي اللي تبينه أنتي ]
    حمَلت فَجِر ودَخَلت بِهآ دآخل مَنزِل الأشبآحِ ذآك




    ,,,,,,,,,,,

    ضربآت قلبه لآ تكف عن أيذآئِه
    أستغرقت الأم ثلآث سآعآت في غرفة العمليآت

    لآيزآل يَقِف أمآم البآب الأخضر يدعي الله مِن الصميم
    وكيف لأمرٍ كهذآ أن يَحدُث القريه أمآن بل وأكثر

    حتى العُمآل لآ يتجرأون بِفعل تِلك الفَعله الشنيعه
    أمسك رأسه بِكلتآ يديه صَرخَ في أعمآقُه بألم من فَعلهآ

    أحسآس الذنب مُهلك ولو عَلِم بِمآ س يحدث لمآ تَخلى عن المَنزِل
    وَلو عَلِم بمآ س يُخبأه القدر لمآ توآنآ ثآنيه وآحده عن الرجوع
    ولكن الله يَفعل مآيُريد

    أغمض عينيه بحُرقه وشُكريه تُكرر على مَسآمِعه الأحدآث للمره العآشِرَه

    تَزَوًجَهآ ليَحْمِهآ ولم يَفْعل !!


    وضع أبو سآره يديه على أكتآف فيصل أمرٌ مآ بِمثآبة المُوآسآه
    الأعين قد تَحكي الكَثير والكثير تمتم أبو سآره بَعدهآ

    [ الله كبير يآفيصل تطمن على امك وروح شوف حرمتك وبنتهآ ]
    وبأي الأعين سيوآجِههآ والذنب ينهش قَلبَه

    خُروج الدٍكتور المَسئول عن العَمليه قَطع تَفكيره فهمً بالوقوف على عجل [ هآ يآدكتور بَشٍر؟ ]
    زفَرَ الدكتور بتَعب
    [ طَعنتين في البطن وحده عميقه بس تدآركنآ الأمر بفضل الله رآح تبقى في العِنآيه
    يومين لحد مآتسقر الحآله وان شآء الله تكون بِخير ]

    أبتسم فيصل نِصف أبتسآمَه وكأن اللون الأصفر اللذي كسى مَلآمِحه قد تبدد شيء مِنه
    فَهَمَس بِـ [ الحَمد لله ]

    نآبِعه مِن الأعمآق ومَضى يبحث عَن آثآرِهآ
    يُعيد لَهآ أبنَتَهآ ويُفرح قَلبَهآ


    ,,,,,,,,,,,,,,,,,



    قرآبة السآدِسه صبآحاً وفي أكثر الأوقآت بُروده الضبآب قد كسى قمم الجِبآل

    حتى أنً أصطدآم النفسَ الحآر بالهَوآء البآرِد قَد يُخرج أمر مآ بِمثآبة الدُخآن مِن الفم
    تَقِف على عتَبة البآب حآلٌ يُرثى لَه وتدمِع العيون مِن أجله

    سآعآت مِن العذآب قَضتهآ تَجري بين الطُرقآت وبين المَزآرِع
    حتى خَرَجت على [ الشآرِع العآم ]

    ومآ مِن أثر لآ للرجل المَلعون ولآ لأبنَتهآ

    أسنَدت جَسَدَهآ على الجِدآر يمين البآب الحديدي
    وأنسآبت دُموعَهآ كَمآ الشًلآل رَفعت يديهآ وغَطت على فَمِهآ
    مَع أتسآع حجم عينيهآ لأيستيعآب عمق الكآرِثه اللتي قد حلت عليْهآ


    أحمد وردآت الفِعِل ,,
    قَلبَهآ اللذي انشَطر ,,

    وكرههآ لروحٍ سكنت جسدَهآ فلم تكُن أم بِمآ تَعنيه الكَلمه
    لم تَحمي فَلَذة كَبِدِهآ وكَيف لَهآ بأن تتنفسَ الصًعَدآء بارتِيآح دون أن تكون بِرفقتِهآ وتحت جَنآحيهآ

    وهل مِن حيآةٍ ترتجي بعد أختِفآء فَجرِهآ

    شَعرت وكأنمآ القوه تُسلب مِن جَسَدِهآ بالتدريج

    تجمًدت الأطرآف وأطبقت جِفنيهآ مُستسلمه لمآ أنتآبَهآ
    وكأن القدر يفرد كِلتآ ذِرآعيه ويَمنعهآ مِن الفَرح
    قُدرة القآدِر أكبر وأعظم ستنجلي تِلكَ الغيوم يوماً مآ
    مآهُوَ الآ أختِبآر وأبتلآء !!

    وللحديث بقيه
    كونوآ بالقرب





    رد مع اقتباس  

  5. #25  
    [28]



    المَصآئِب المُوجِعه قد تتوآلى على المرأ حتى آخر رَمَق
    هُو أختبآر العزيز الجبآر لِقلوبِ العِبآد
    قد يفرغ صَبَر أحدِهم فَيجزع
    وقد يفرغ صَبرُ آخر فَيحتسِب

    هِيَ أقدآر مُقدره من سآلِف الأزمآن
    ولآيمكن لكآئِنٍ من كآن تغيرهآ
    ,,


    هَمَس بِوَجَع بَعد أن شآهَدَهآ تَخرج مِن غُرفة حنآن [ هآ بَشري ؟ ]
    أقتربَت مِنه وهِي ترد لَهُ بِذآت الهَمْس

    [ أبشرك نآمت !! ]
    زفرت أم فيصل آهِ نآبِعه مِن أعمآقهآ

    نآبِعه مِن أوجآع تَتغرغر دآخِلَهآ وتَستقِر الحَنآيآ تحدثت بِحُرقه
    [ فقد الظنآ غييير ذقت ظيمه وشربت

    المُر مِنه الله يِصبٍر قلبَهآ ويقر عينهآ برجعة بنتهآ ]


    هَمَست سآره بيأس موجهه الحديث لفيصل

    [ وين رحت اليوم ووش سآر معك ؟]

    أجآب على سُؤآلَهآ وَهو يحتضن رأسِه بين يديه الحزن انهكه وأثقل كآهِله
    [ رحت قسم الشرطه ومآلقيت أي جديد

    ثم قعدت أدور من العصر لين ذآ الوقت ]

    صفق كلتا يديه في بعض واصدر تنهيده عميقه ثم همس بحسره

    [ قَربنآ نكمل الشهر وأحنآ على هالحآل لو أعرف بس مِين اللي له مصلحه ويسوي هالسوآة ؟]

    مَسًدت سَآرَه على كتفِه بِحنآن بآلغ وهِيَ تَهمس

    [ ربك كبير قآدر انه يطفي نَآرَهآ ويريح قلبك]
    تمتم بـ [ آمين يآآآرب ]



    أكمل بِشكل روتيني وكُل ذرة في جَسَدِه تَصرخ من التعب والأرهآق
    [يمه قومي أرتآحي !!]


    هَمَست العَجوز المَغبونه
    [ أي رآحه ارتجي
    وأنآ مِن طلعت من المستشفى لليوم مآشفت بنت النآس بِوعيهآ ]

    لحظة صَمت عمت الأرجآء


    كُلن مِنهم أبحرَ في بَحره

    وكُلن غنى على أوتآر وَجعِه

    سآره وشغفهآ فَ حُبًهآ المجنون لفيصل
    وأحسآسهآ بالذنب المُفرط لأنه كآن يرعآهآ ليلة الحآدِثَه

    ام فيصل وذكرآهآ المريره في فقد أبنآئهآ
    قد طَرقت أبوآبَهآ وتَربَعت وَسَط دآرهآ

    فيصل تأنيب الضمير اللذي نَهش قلبه
    واحسآس المَسؤوليه اللذي أثقل حِمله


























    أنتفضوآ لصوتِ صُرآخَهآ
    فَ همً فيصل بالوقوف والأسرآع اليهآ

    حآلٌ لآيتخير عن أي حآل لَهآ مُنذو شَهر
    تغفي لدقآئِق فتسوتطن غفوتَهآ الكَوآبيس
    لتصرخ حُرقةَ قلبِهآ وتنآدي أبنتَهآ المَفقوده






    ,,



    تَنفست العَجوز المَكلومه بِضيق

    وأنسآبت دمُوعهآ على خُدود جَعَدهآ الزًمن
    وكأن مأسآتَهآ تُعآد بِشكل أقسى

    وكأنهآ ترى نفسهآ قبل أعوآم وأعوآم
    وكأن كوآبيسهآ اللتي أستولت على منآمآتِهآ لِ سنين طِوآل

    تَعود الآن لتُؤرقهآ في أكثر مَن تُحب

    هَمَست سآره وهِيَ تَرى دموع العَجوز
    [ أهدي يآعمه مُو زين عَشآن صِحتك]




    تمتمت بِحُرقه
    [ يآعيني على ولدي لآ ليله ليل ولآنهآره نهآر
    ويآحسرتي على هالبنت شوي وتستخف ]


    رَفعت أكفًهآ عآليآ

    تطلب القدير المُتَعآلي أن يجلي العُتمه ويظهر الشمس

    أن يعيد المَفقود ويطفئ النيرآن
    أسندَتهآ سآره حتى أوصلتهآ الى غُرفَتَهآ
    وهي تُتمتم بِ [ اللهم آمين ]

    [اللهم أفرج هَمنآ وهَون علينآ مُصيبَتَنآ ]



    ,,,,,



    لآ تَزآل تنهُدآتَهآ في عُلو ولآ تزآلت نبضآت قَلبِهآ في سبآق الألف ميل أو يزيد

    شدد مِن قبضته على كتفيها في حين تَمردهآ وصُرآخهآ

    ثبتهآ للمره العآشره على التوآلي مُحآوِلاً الحد مِن هَيجآنِهآ

    قَرأ المُعوذتين بصوتٍ عآلي
    حتى هدأت بعض الشيئ بين أحضآنه



    الآ ان آهآتَهآ النآبِعه

    مِن صميم وجدآنهآ بِمثآبة الخنآجر اللتي تطعنه في كُل ثآنيه
    بين كُل نبضه وأخرى من نبضآت قلبه



    تَزوًجهآ لِ يَحميهآ مِن غدر الحيآة
    فمآلبثت تِلك الحيآة الآ وأن غدرت بهم معاً
    يأبى القدر أن يفتَح ابوآب السًعآدَه لهآ


    وتَأبى الأبتسآمه ان تُزين تِلكَ الشفآه
    ولكن


    رَحمة المولى أوسع وأشمل تمتم بِهآ في أعمآقه
    رَحمة المولى أوسع وأشمل

    أكمل مآبَدأ فَقرأ الأخلآص وآية الكُرسي

    رقآهآ ودعى في قَلبه لهآ بالصبر

    لآ تزآل مُغمضه عينيهآ

    ومُحكمه قبضة يديهآ الصغيرتين على كَتف فيصل

    الآ أن أنفآسَهآ ذآت معآلم كآفيه أنهآ
    أبعد مآ تكون في هذه اللحضه عن النوم

    تنآول كأس المآء المآثل أمآمه وأبعدهآ عنه قليلا
    لآتزآل مُغمضه عينيهآ

    بِقوه وكأنهآ أن فتحتهآ رأت مآ سَ يُرعبهآ
    هَمس لهآ وهو يَمسَح على شَعرهآ الأسود

    [ حنآن يآقلبي أشربي مويه ]

    العطش أنهكهآ واللهث خلف السرآب في الكآبوس
    أتعبهآ وأستنزف طآقَتَهآ



    فَتحت فَمهآ في حين أن أقرب الكأس مِنه
    أخذت مآيسد رَمَقَهآ وابتعدت
    لن تروى الآ ان رأت فَجرهآ

    ولن تهنأ الآ ان عآدت فَلذت كبدهآ وروح جَسَدَهآ


    بذآت الصوت المَبحوح اللذي أرقه من شَهر هَمَست بِ أختنآق
    [ جيب لي بنتي يآفيصل ]


    ذآت الطلب اللذي يتكرر في كُل ليله

    وذآت النظره اللتي تحرك كُل ذره دآخِله
    وذآت الخنآجر اللتي تستقر الحنآيآ
    ابتَلَع ريقه لأكثر مِن مَره

    [ صلي ع النبي يآحنآن هذآ أبتلآء مِن الله لآزم تصبرين
    انمآ الصبر عند الصدمه الأولى ]


    صرخت بصوت عآلي ودموعهآ أشبه بسيلِ جآرف

    [ أنمآ الصبر عند الصدمه الأولى
    قآلتهآ خلود وتقولهآ انت
    بس انآ معآد بي صبر فآظ بِي همي ذي المَره ]

    واجهشت في بُكآء مرير دآم دقآئق ثُم

    رَفعت عينيهآ المُتورمه وثبتت نَظرهآ على عينيه فَ
    هَمَست بِحُرقه مُشدده على حُروفَهآ

    [ أنآ أموت يآفيصل صدقيني قآعده اموت ]



    كُل أنفِعآلآتهآ تهديه الوَجَع
    صُرَخهآ فَ هدوئَهآ مِن ثَمً نحيبهآ
    وسكونهآ فَ غضبَهآ وتَوسُلَهآ


    رآقَبَهآ بِهدوء مُحآولاً تجميع الأحرف وصيآغة مآيُفيد

    دون الكَذب أو زَرع امل وَهمي

    تمتم بِ [ لك طولة العمر يآ الغآليه ]

    [ انآ مو معتمد ع الشرطه
    كل يوم أطلع أدورهآ مآ خليت مكآن
    وبعد بدور
    ربك كبير يآحنآن أصبري وأحتسبي ]

    أستَغفرت رَبَهآ بِحُرقه وأخذت
    تَحكي له عن سرآب فجر وكيف كآن يختفي كلمآ أقتربت مِنهآ

    أقصوصتَهآ اليوميه

    اللتي تَحكيهآ لفيصل بعد مُتنصف كُل ليله
    حَلقآت مُسلسل كآبوسهآ لآزآلت مُستَمِره

    المَشآهد تتكرر ذآتَهآ مع أختِلآف الأمكِنه

    أحتضنهآ وَسَط نَحيبَهآ وأنصت لَهآ


    عَل حديثَهآ عمآ يُؤرقَهآ يُهَدٍأ مِن رَوعِهآ
    أكمَلت سلسلة أحدآثَهآ وَتعلقت
    بِرقبته كمآ الطفله حتى نآمت قبيل الفجر
    دون عودة فَجرهآ الضآئِع

    ,,,,,
















    .



    تَقِف عَلى شُرفه مِن زُجآج تَحدق في الآ مكآن

    خوآء فرآغ كبير يستَوطِن ذآتَهآ
    أحكمت قبضة يديهآ على الكوب الفآخر

    وأرتَشفت مِنه شيئ مِن القَهوه العربيه اللتي تَعشَقهآ

    كُل الأمور تَحدُث مُنآقِضه لدينَهآ عآدآتَهآ ومِن ثَمً مَبآدِئَهآ

    قصر مآيكِل أبهَرهُم فأنغَمسو في وَحلِ مَلذآته
    ,


    أنتفَضت بِذُعر وهِيَ تشعُر بيدين فَهَد

    على كَتفيهآ نطقت بعدهآ بِ

    [ بسم الله فَجعتَني ]
    ابتَسم هُوَ بملل [ بشرى وش فيك من جينآ وانتي مو طبيعيه ؟ ]


    أحتقَنت العينين بالدموع وخَفَقَ القلب لمرآتٍ عِده أي الجُمَل عَليهآ ان تنتَقي حتى تُوصِل لبُرودة

    قَلبه حُرقة نآرِهآ

    لآ مَجآل للتفكير ف عدم مُبآلته قد تُفتِكُ بِهآ
    صرَخت بلآ وَعي
    [ من يوم مآجينآ ومآيكل مو مقصركل ليله سهر ورقص للفَجر شرب وقرف وسُكر
    كل ذآ والوضع طبيعي وانآ اللي مو طبيعيه ]


    أبتَسم فَهد بأستِهتآر وآثآر الشُرب لآتَزآل عآلقه بِرأسه من ليلة الأمس




    ,,
    زفرت الوَجع مِن أعمآقَهآ وهِيَ ترآه يقترب مِن سريرهآ الأسود الكبير
    ويرتمي بِحمله فيه

    وكأن الوَقت لم يتجآوز العشر الثًوآني حتى غَطً في نومٍ عمييييييق ’’’’
    انسآبت دُموعَهآ على خديهآ كَمآ الشلآل


    أيٌ طَريق بدأ أخيهآ فيه وأيٌ نِهآية تنتظرهم

    أي تيآر قوي جرف أخيهآ في طَريق مُظلم
    ولأي مدى ستظل صآمده دون أن تنجَرِف مَعَهم

    أسأله عديده جآلت في رأسهآ

    وأمور كثيره بآتت تؤرٍقهآ بَعد أن كآنت خآلية البآل صآفية الذٍهِن



    ,,,,,,,,,,,,,,






















    .

    سَقَطت عينيه عَليها بَعد أن خرج مِن غُرفة حنآن

    في ليلة من ليآلي أكتمآل القمر
    وتَوَسطه كَبِدِ السًمآء


    أهمَلهآ وأهتم أكثر بِحنآن المَغبونه


    لم تَشتكي ولآ حتى بِنظره رُغم أشتِعآل حَطب الغيره دآخلهآ وهُوَ الأعلم بِهآ وبِنيرآنهآ



    تَجلس على درجة الدًكه مًسنِده بِرأسِهآ
    ونظرهآ مُرتفِع عآلياً

    أغمض عينيه وهو يفكر في الهرب

    بِحكم انهآ لم ترآه فلم يَعد دآخِله مُتًسَع لتأنيبآت الضمير لمعت

    الدموع اللتي لَمَحهآ على ضوء القمر

    أوجعته رُغم انً بِهِ مِن الأوجآع مآ يزلزل جبآل
    أقتَرب مِنهآ وبيديه مسَحَ دَمعآتِهآ

    بِشكل سريع فَ جلسَ يَمينَهآ
    وَهمس [ ليش الدٌموع ]


    آثرت الصمت وسؤآله يُكرر بِطريقه أُخرى

    [ فيه شي مِضآيقك ؟]
    أبتَسَمت بِحب وهِيَ تَلتفت اليه

    عشقهآ الأبدي وحلمهآ الوحيد في الحيآة

    هَمَسَت بِ عتب يدآخِله الكثير من التمآس العذر

    [ أحضني يآفيصل !!]
    طَوًقَهآ بِكِلتآ يديه وهو يتمتم

    [ سَآمحيني انشَغلت عنك ]
    تفسَت بين أحضآنه بِعمق
    وانسآبت دموعهآ

    تَعي ان الذنب أبعد مآيكون عنه
    طَبَعت قُبله على خَده اليمين وهمست بعد أن مَسحت دموعهآ

    [ مسموح يآقلبي أنآ عآذرتك وادري ان ظروفَنآ صَعبه ]

    شددت قبضت يديهآ على يده اليَسآر

    [ ولآزم نتخطآهآ ربي مو نآسيهآ ولآ نآسينآ ]

    طَبَع قُبله عميقه على جَبينهآ امتنآناً لِ تَفهُمِهآ
    احتوآئهآ ومِن ثَم كُبر حجم قَلبَهآ



    [ كنت اقول دوم ان عقلك كبير ومآخآب ظني فيك ]

    أبتسمت بِفرح لتلك الكَلمآت البسيطه
    وكأنهآ مَنَحتهآ مآ تَحتآج مِن قُوه


    حتى تَستمر وسَط هذِه الحَلَقه المُفرَغه

    تَحدثت لَهُ بِحمآس


    [ يآلله يآقلبي قوم توضى وصلي لك ركعتين

    وانا بعد بصلي مَعآك وربك يفرجهآ ]

    أومأ بِرأسِه علآمة الأيجآب وأخذ يتبَعهآ
    رآجياً مِن المَولى ان لآ يُتعِسَهآ ابد الأبدين
















    ,,,,,,,,,,
















    طَلب العلآج مِن بِلآد الخآرِج أكثر مآتمنت

    وأكثر مآ حَلُمَت بِه
    محمد الأخ الأصغر لِ عِنآد تَقدم بالأورآقه لأمير المَنطِقه

    فَ تمت المُعآمَله
    عِنآد المَريض وأخيه المُرآفِق على حِسآب الدًوله سَ يُسآفِرآن
    للخآرج


    بحثًاً عن تَطور الطب بَعد

    اليقين بأن الله الشآفي المُعآفي
    اولاً وانه اذآ أرآد أمراً يقول لَهُ كُن فَيكون

    سَ تكون فرحتهآ الكُبرى يوم عودة عِنآد

    على رِجليه سآلماً مُعآفآ أحتَضنت يزن النآئِم بين يديهآ

    وهِيَ تتذكر وَدآعه الصآخب بالدموع

    تتذكر قُبلَتَهُ الأخيره

    تتذكر فِرآر دَمَعآته وأهتزآز جبل رجولته

    فَ توصيآتهآ لَهآ بأنتظآره وان طآلت الأيآم
    رُغم كُل شيء الآ أن الخوف مِن الفَقد لآزآل هَآجِسَهآ الوَحيد

    نَزَلت مِن الحآفله وَهي تَجتر حَقيبتهآ الكبيره بين يديهآ

    وتُشتت نَظرآتِهآ في أرجآء القريه

    سَتتضآهَر بالتمآسُك
    سَتتضآهَر بالقوه
    من أجله من أجل ابويهآ ومِن أجل طِفلهآ
    سَتُخبئ مَخآوفهآ وأشوآقهآ تَحت وسآدَتهآ كُل ليله
    وَ ستَحيآ لأجلِهِم حتى حين عَودته ,,




    .


    بَعد مُضي 6 أعوآآآآآم
















    .
    أن تتكسر قُضبآن الحديد بعد مليآرآت السآعآت ومِئآت الأيآم ف آلآف الثوآني امر في غآية الصعوبه

    بَعد اليأس والوجع فالحرمآن والخوف

    بعد التيقُن بالنهآيه وترقب لحظة الموت

    بعد سنين الأنتِظآر وجَهل الأحوآل خآرج تلك القوقعه
    بَعد ذوبآن العِشق لطُولِ البِعآد
    وخفق القلب لأحتضآن الظنآ وفَلذة الكبد
    .

    هآ هُوَ اليوم يقف على رُكآم الحديد المُتَهشم
    الغصه تختنِق في البِلعوم

    والموقف أكبر من الحديث من تصوير المشآعر
    او مِن التفكير حتى


    دَفَع ثمن مآجنته يدآه في سآعة شيطآنيه كَلفته ضيآع عآلمَه الصًغير


    لم يَستوعب بعد انهُ يحدق في السمآء ويشهق الأوكسجين
    دون قيود دون حديد

    بِهِ مِن العَتب مآ يزلزل مَكآمِن الأرض
    وبِه من الخوف مآ يحرق البِلآد
    وبِه مِن الشوق مآيُفجر البرآكين
    سَجد على عَتبآت السجن سُجودَ شُكر
    حَمد المَولى ان الموت لم يدآهمه قبل هذآ اليوم
    وشكر الكبير على عظيم نِعمته اللتي وهبآهآ له

    الحُريه من الأحآسيس اللتي نختنِق فَرحاً بِهآ

    .




    وللحديث بقيه

    قربكُم جُلً سَعآدَتي






    رد مع اقتباس  

  6. #26  
    6 أعوآم
    مِن شَأنَهآ ان تَخلِق الأفرآح وتُدمِل الأحزآن
    مِن شَأنِهآ أن تَهدي الأوجآع و تَمنَح السعآدَه والرضى التآم
    مِن شَأنَهآ أن تُشَآفي المَريض وتُمرض السًليم
    أن تُغير مَلآمِح القلوب فَ تُغلق الدُروب ومِن ثَمً تَعمي الأبصآر
    ان تُزِيل العُتمه وتَقشع القُتمه فَتسطَع الشمس كَ يومٍ ربيعي سآحر الجَمآل

    سَ تتحق الأمنيآت ولو بَعد حين
    وسَ تُرفرف السًعآده المَرجُوًه يوما مآ
    ,
    و مَن أوكل امْرهِ لِ رب العبآد فَلن يَشقى ولن ييأس ابد الأبدين










    [29]







    أمتَطى الحآفِله بَعد ان صلى صلآة الفَجر

    في المَسجد القريب مِن موقف الحآفِلآت يشعُر انهُ قد تًغيب عن العآلم
    مِئَةَ عآمٍ او يَزيد
    الشًوآرع الأرصفَه السيآرآت
    حتى أشكآل البَشر يَشعُر انهآ تَغيرت


    .


    جلِس في المِقعد الثآني مِن الحَآفِلَه
    يُحدق في النآفِذه
    جآهِلاً هذآ المَسآر وكَأنه لم يَحفظه عن ظهر قلب يوما مآ
    لآ يَهُم أن تَغير الطريق , ان تَحسن أو ازدآد سوءاً
    كُل مآ يجول بِمُخيلته طِيلةَ تِلكَ السنين ولآزآل هآجِسِه الوَحيد هِي
    ابنته
    سَ يَحتضنهآ
    سَ يُقبٍلَهآ ويَستنشِق رآئِحَتَهآ
    سَ يُنسيهآ فقد الـ 8 سنين
    وَ سَ تدآوي هِي أثآر السيآط اللتي وَشَمَتهآ
    تِلك الجِدرآن الأربَع في قَلبه
    وَسَ يُشفى بِهآ

    ,,,

    ذآك المَكآن الكَريه

    حَفَرَ دآخِلِه الوَجَع
    ووشم العَآر فِي قَلبه
    مَنَحه الكثير مِن الشُعيرآت البيضآء في رأسِه
    والبَعض مِنهآ على أطرآف دِقنه
    أهدآه بحة صوت لآ تُمحى
    وغصة قلب لآ تَبرى
    والم حِرمآن لآ ينتَهي
    ولن يُنسى

    ,,


    أمتلئت العينآن العَسليه بالدموع
    وأرتَجَف الفَك السُفلي بِرَبكه
    عِندمآ لمح طَيفَهآ على زٌجآج النآفِذه يَحلم بِهآ مُستيقظ !!
    الهذآ الحد لآتزآل مُتوغله دآخله

    رغم بُعدهآ وانشغآلِهآ عنه وربمآ نسيآنِهآ لَه؟
    أخبره عبدالله في آخر زيآره لَهُ قبل عآمين
    أنه سَمِع بأنهآ لآتَزآل في مَنزِل ام فيصل
    ولم يُعآود زيآرته بَعدهآ فَ انقطَعت السُبل في مَعرفة أخبآرَهآ
    حتى الصديق مَل او التهى بِ مشآغل الحيآة


    وَبًخ نفسَه للمرة المَليون على التوآلي
    لمآ تَسكُن مُخيلته في حين انهآ
    لم تفي بِوعودَهآ الكثيره ؟
    ولم تصدق بأيمانهآ العظيمه؟
    لم تتذكَر أن تُطمئِن قَلبه المُرتَجِف ؟
    الم تَشعُر أنه في كُلٍ ميلآدٍ لَهآ كآن يَكتب القَصآئِد ويحتفِل بِمَولِدِهآ ؟
    والم تَعلم أنه في كُل ليلة قَبل ان تَغفي عينيه كآن يتمنى لَهآ ولِ فَجر ليله سَعيده هآنِئه ؟
    تُوقف النًبض في كُل ليلة عندمآ يُزآوره كآبوسهآ
    ولآ يعود لَهُ النبض الآ بَعد ان يُخرج صورَتَهآ المُهتريه
    مِن تَحت الوِسآده ويُقبلهآ
    أتنكرت ام جُبِرت او التهت ونَسيت فَ انشغلت

    ,,

    شيء بِالقلب يتمنى رُؤيَتَآ
    واشيآءٌ بِالعقلِ تَأبى
    لن يَصفَح لَهآ أبد الأبدين نسيآنَهآ
    لن ينسى تئآكُل قَلبه في كُل يوم حتى ذآب القلب مِن مَكآنه
    ولن يَصفَح
    كررهآ للمرة الألف بَعد المليون
    لن يصفَح
    ,,


    فـي الطآئِف

    هَمَسَتِ وهِي تُلبِس يَزن الحقيبه [
    اذا طلعت السياره اقرى دعآء روكوب السياره لا تنسى ]
    اخذت التوست المحشي بِشريحة الجُبن
    وفتحت الدُرج الامآمي مِن الحقيبه ف وضعته بِهآ
    همست اخيره قبل خروجه وهي تُقبله
    [ اشتري بس عصير ولا تشتري اكل مكشوف يا ماما طيب ]
    اومأ الطٍفل بِراسه علآمة الموافق
    وطبع قبلته اليوميه على خدها ثُم خرج
    .
    وبِشكل روتيني سَريع بَعد ان اقفلت البآب
    نَزَلت الى الأرض ولملمت بقآيآ الأفطآر

    رَفعت أكٌفًهآ الى السمآء في لَحظة صدق
    وشكرت خآلِقَهآ ان وَهبَهآ الصبر وجآزآهآ خير الجزآء

    ,,
    عآنت انوآع الفَقد فَصبرت
    تَجرعت مَرآرة الفِرآق فأحتَسبت ودعت
    مَولآهآ في جوف الليآلي
    عآيَشت الخَوف مِن
    أشبآح المَوت اللتي تُطآرِدَهآ في كُل مَكآن
    فكتمت مآ تُعآني دآخِلَهآ

    وَعدت فَ أوفت
    صبرت شهور وأيآم أكمل السنه او تَزيد
    حتى نَزل الفَرج لَهآ مِن العَزيز الجَبآر
    عندمآ قَرَع دُعآهآ ابوآب السمآء
    فأستجآب المَولى لِرجآئهآ وجآزآهآ خير الجزآء


    فَ مُنحت بِعودته مُعآفاً سليم مِن كُل سُوء
    زوجا لها وابٌ لابنِهآ فَ حبيبهآ الأبَدي !!





    لآزآل يَتَذكر القريه اللتي وَصَفَ مَكآنَهآ
    عبدَالله واللتي يُوجد بِهآ مَنزل فيصل


    أوقف الحآفِلَه بَعد ان قَرأ الآفِته المُشيره
    الى مَدخل يمين المَسآر المُستقيم
    هِيَ القريه اللتي تَحدثَ بِأسمِهآ عبدالله

    ,,
    بِهآ هوى فَجر وأنفآس فَجر
    وبِهآ سَ يحيآ بِفجر
    وبِرؤية فَجر وبِ ضمة فَجر




    الهدوء يَعُم أرجآء المَكآن
    الآ مِن أصوآت مَكآئن المَزآرع اللتي تَجتر الميآه مِن الآبآر
    والقليل مِن العَمآله المُتنآثرين لآزآل الوَقت مُبَكر
    رُغم هذآ لَم يأبَه أشآر لِفتى بسن الخآمِسه عشر تقريبا
    فَ تحدث لَه بِلَهفه بَعد أن أقترب منه
    [ تَعرف وين القى بيت فيصل الــ ]
    أبتَسم الوَلد بأستنكآر [ بس هو نقل مِن زمآن ]




    ومــآ أوجَعَهآ مِن فَرحه عندمآ تنكسر قبل أكتمآلَهآ
    ووآلم انطِفآء لَمعتَهآ وتَجمٍع الدٌموع بَدَلاً عَنهآ

    أدرك الفَتى وَقع كَلِمآتِه على الرًجُل فَهَمَس على عجل
    [ وأن تبي بيته شوفه هذآك ]

    أشآر على أكبر منزل في القريه وَ مضى في طريقه
    أبتَلع أحمد الغصه في حَلقِه
    وتَذوَق مَرآرتهآ على طَرَف لِسآنه
    خيبة الأمل حآرِقه

    بِمَثآبة تَبدد السُحب بَعد تَجمٌعهآ لمن لآ يَملكُ المآء
    أجتَر رِجليه لذآت المَكآن المُشار اليه
    عَله يوصل الخيط المَقطوع بأخر
    ويجد مَن يعلم عن مكآنهآ


    .



    أحتَضنهآ مِن الخلف وهِيَ تَقِف في المَطبَخ
    أبتَسمت بِفرح بَعد ان طَبَع قبله سريعه على جَبينَهآ وهَمَس قُرب أذنَهآ
    [ وش تِسوين ]
    ألتفتت اليه وهِي تَرد بِذآت الهَمس [ أغسل نحاس الفَطور ]
    اخذ يديهآ بِحنآنٍ بآلغ وخَرج بِهآ ِمن المَطبَخ
    تمتمت [ خليني أكمل وبَعدين اجيك ]
    رد على عَجَل [ الجو اليوم مره حلو يالله بنروح نفطر في الشًفآ ]
    قَقهت بتَعجب [ والله مآفيني حيل وبي من النوم مآقآم وقعد ]

    رَفع لَهآ حآجِب بأستنكآر [ يعني ؟ ]
    أبتسمت بعد طول تفكير[ أصبر اجيب عبآتي واجيك ]

    رد لَهآ الأبتسآمَه بَأجمل [ انا في السيآره قفلي البآب َمَعآك ]
    وخَرج

    قد يكون مِن مَنزِلهم في أسوء الأحيآء على الأطلآق
    ذآ الحُجرتين فَ الصآله ومِن ثَم المَطبخ
    الآ ان السًعآده تعم أركآنه والفَرحه مُشعه في محياه
    والجو الأُسري يُحيط بِه مِن كُلٍ جآنِب
    ,,

    فَتَحت بآب سَيآرة الأجره الأمآمي وَدَخلت
    [ طيب وان وقفك احد يبيك توصله مشوآر بتنزلني يعني ؟]
    قَهقه لَهآ بِحب [ لو حرمه نزلتك وركبتك ورى وخليتَهآ تِجي مَكآنك ]

    تَخصرت بأنفعآل وهِيَ تَصرخ [ لآ يآشيخ قول والله ]
    أخذ يديهآ في لحظة غضبَهآ وقَبَلهآ بِعمق ثُمً همس
    [ ومين الحرمه اللي تسوى شعره مِنك يآسُعآد ]
    أبتَسمت بأنتصآر
    [ شفت محد
    يعني حريم مآ تشيل مَعآك والرزق اللي مِن وَرآهُم غآنينآ ربي عنه ]
    قهقه بِفَرَح بَعد ان ركز عينيه على عينيهآ الظآهِرَه مِن فَتحة النٍقآب [ تغآرين ؟]
    ألتَزَمت الصمت وأمأت بِرَأسِهآ
    أدآر مُحرك السيآره وانطَلق بَعد ان صَدَح صَوت
    [ أصآله ]في الأرجآء مُعلناً عن لحظه حميميه بين الزًوجين !!


    ,,,






    يَقِف عَلى عَتبآت البآب المُشآراليه
    هُنآ كآنت !!
    وهُنآ وَطت أقدآمَهآ !!

    ومن هُنا رحلت قبل ان يحتضنها !!
    همس باسمها ثم تهآوى على الأرض

    حتى جَلسَ بِتعب وهو يكرر [ آآآه ياقلب ابوك متى اشوفك]

    فاذآ بِ [ السلآم عليكم ] تنتشله مِن كَومة هُمومه
    رَفَع عينيه لشَيخٍ مُلتَحي طُبعت السجده على جَبهتَه
    وشع النور من مَلآمِحِه
    أبتَسَم الشيخ بِهدوء
    [ خير يآوَلدي فيك شي ؟ محتآج شي ]
    ادمَعت العينآن فَهمس بأختنآق [ فيصل الـ وين انتَقل ]
    لآزآل الشيخ مُحآفظ على ابتِسآمَتِه الهآدِئه وَسَط انفِعآلآت أحمد
    [ مدري والله وين بالتحديد
    بس انتقل ل ِابهآ من سَنه ونص تقريباً ]

    اكمل الشيخْ الوَقور بِجديه [ وش تبيبه يآ وَلدي يمكن اقدر اسآعدك ]
    ابتَسم أحمد مُجآرآة لأبتِسآمآت العَجوز
    [ أنآ ابو بنت زوجته ]
    قُطٍب الشيخ حآجِبيه وتَغيرت مَلآمِحه
    هَمس بَعدهآ احمد [ تَعرف بنتي ؟]
    اصدر الشيخ تنهيده من أعمآقه

    [ وانت وين كنت يومك تجي تسأل الحين؟ ]
    أغمَض أحمد عينيه بِحُرقه [ كُنت بالسٍجن وتوي طلعت منه ]
    سأل الشيخ بأستنكآر
    [ومحد يزورك محد يعطيك أخبآرهم ؟]

    أجآب احمد بِصدق

    [ صديقي مِن قريه ثآنيه كآن يسأل عنهآ احيآناً
    ويقولي انهآ عآيشه عند ذآ الرًجآل مع امها ]

    تَمتَم الشيخ بِحذَر
    [ مِن قُوة ايمآن العَبد الصبر عند المصآئِب يآولَدي وان شآء الله انك انسآن صبور ومو بجآزِع ابد]

    هَمَس أحمد بِحذر [ الحمد لله ,,
    بس ليه تقول ذآ الكلآم وش فيه ]

    سَرد الشًيخ حآدِثَة الأختِطآف لِ أحمد
    مع التَخفيف بين كُل جُمله وأخرى
    وذكر بَعض أيآت القرآن اللتي تُهوٍن المَصآئَب


    ومن ثَمً دعى الشيخ أحمد الى مَنزله نظراً لحآلته السيئه
    أجآب الدعوه والصمت يُخيم على مُحيآه
    هَول الصدمه الجَمَ لِسآنه واقتَلَع حُروفَه مِن جُذورهآ

    جرجر خَطَوآته خلف الشيخ
    عَلً الاستيعآب يطرق بابه
    وعَلًه يَسأل عن التفآصيل
    فَ يهتدي لِ مَكآنِهآ



    وجيت جيت
    مِن بعد كل هالسنين
    جيت ادور لك مِكآن
    جيت أبسأل عن حنآن
    جيت أبَرحل مِن عذآب
    ذيك الحدايد والذيآب
    ,,
    أرجي القلوب الصآدِقه
    أبغي الأجآبه الوآفيه
    يالله يالله و يالله قولي
    وين الأمآنه يآ مُنآي
    يآبعد عمري وهنآي
    وين يومي وين امسي
    وين صبحي وين فَجري
    وين بنتي يالحبيبه
    ليه ليه وليه خنتي
    ليه ليه وليه رحتي
    الف ليه والف ليه
    ومآعآد بي حيل
    أقول ليه ؟
    ويآثِقِل هالحيل فيني
    مل مِني ومآيبيني
    قلت هآنت يآضنيني
    لحظه وأروي مآي عيني
    وأرتويت غدر وطُعون
    ارتويت حزن وجنون
    هذآ وعدك يوم قلتي
    بأنتظرك انا وبنتي
    وينك انتي
    رحتي مع ذآك الغريب
    وجبتي منه ولد أُمه
    وهآن فَجرك يآالحبيبه
    هآن هآن ايه هآن والله هآن
    وهنت أنآ
    وانتي رحتي
    ,,
    وانكسر آخر أمل
    ويآحسآفه !!



    وللحديث بقيه
    كونوآ بِقربي





    رد مع اقتباس  

  7. #27  
    [30 ]





    قد تضيق الأرض بِمآ وسِعت في عين أحدِهم حتى

    يرى أنهآ بِحجم خُرمِ الأبره
    وقد يكون أنكِسآر الفرحه في قِمًتِهآ

    أكثَر سُؤاً مِن الليآلي المُوجِعه اللتي مرت
    وقد يَرمي المَرء الأتِهآمآت يمنةً ويسره

    مِن هَول الصدمه وكبر الفَآجِعه






    حتى التفكير و التَحليل فَ التخمين و الأستِنتآج

    قَد تخون المَرأ احيآناً فَ تتنكر له

    خَرجَ مِن قرية فِيصل بَعد ان

    استأذن مِن الشيخ بِصعوبه بآلِغه
    أمتطى حآفِلة المسآء لِتُكمِل سَيرهآ

    الى المَكآن اللذي ينتمي اليه
    ويجهل مأوى غيره يحتويه

    هَمَسَ سآئِق الحآفِله [انت مِن هنآ ؟]

    رد أحمد ببرود [ أيييه ]
    أستَرسَل العَجوز بِطريقه روتينيه
    مع رُكآبه حتى يقطع مَلل الطَريق

    [ بس انآ مآقد شفتك كنت مسآفر انت ؟]

    أجآب أحمد بِصدق [ لآ كنت بالسجن !]
    تَغيرت ملآمِح العَجوز فَ زفر

    [ أعوذ بالله من السٍجن ومن سيرته
    وش كآنت تُهمتك ؟]

    وكأنه ذآك المُنوم مُغنآطيسياً او مسلوب العقل
    [ قتل نفس ]
    امتلأت العينين الكَحيله بالدموع

    وكَأنهآ بآتت رَفيقَتَاً لهآ مِن سنين [ بس بالغلط ]

    هَمَس العَجوز بِصدق بَعد أوقف الحآفِله
    قُرب قرية احمد وأجدآده فَ مَوطِنه

    [ بس مآ أشوفك فرحآن يعني
    اللي يطلع من السجن يحمد ربه قآيم قآعد ]
    تَأمل أحمد ملآمح العَجوز
    وهُوَ يبحث بين تَقآسيمه عَن حنآن الجَد الرًآحِل

    [ وش هي الحيآة يآعم
    يوم يطلع الوَآحِد ومآيلقى احد يحتريه ]

    أغمض عينيه بِحُرقه ونزل !!
























    طَبعت قبله سريعه على صورتهآ المُنعكِسه في المِرآه


    اليوم يومَهآ والليله ليلتهآ والفرحه فَرحتهآ
    ثوب مِن الدآنتيل الأحمر بِدون أكمآم

    يصِل بِه الطُول لِمنتصف السًآق
    أخذت بَعدَهآ دِهن العود اللذي يَعشق

    رآئِحته فَيصل وَضعت مِنه على مِعصَمِهآ
    وخلف أُذنيهآ
    ومِن ثَمً أخذت العود الأزرق
    وضعته بِحذر على الجَمره المُشتَعِله
    وسط المِبخره المُذهبه

    دَسَت المِبخره تَحت شعرها بَعد ان رَفعته بيديهآ


    تركت المبخره قُرب السرير فَ
    نَثرت الوَرد الجوري في انحآئِه
    رتبت الشموع على الطآوِله المُتوسٍطه
    بين كُرسيين ملكيه

    وَضعت الكيكه المُشبعه بالشكولآ والمُزينه بقطع بالفَرآولآ

    أشعلت عود الثٍقآب وأضآئت عَآلم الشموع فَ أطفأت الأنوآر

    حَملت الهديه بين يديهآ بِخفه

    وهِيَ تَستمع لِصوت المُفتآح في قفل البآب
    القت نظره اخيره على هِندآمِهآ
    فَ خرجت اليه وقلبهآ مِن الفَرح يقرع طُبول









    ,,,,,,,,,,,,,,,,,





    شدد قبضة يديه على الورقه

    المكتوب بها رقم جوآل فيصل وهُوَ يقِف على عتَبآتِهآ
    هَنآ خُلق وهُنآ نمى فَ ترعرع

    هُنآ تدفقت انهآر عِشقِه
    وهنا قَتل !!

    فأستنزَفت ال 8 عآم قلبه وأعتَصرت
    حيآتِه فَ شَتت اعز مَن يَعرِف



    ظهور ابيه فَ تخليه وتنكره
    في اقسى لحضآت من حياته
    حنان وابنتهآ فَ رحيل جديه
    هروبَهآ مِن القريه
    زواجها فَ حآدِثة اختِطآف فَجر

    كل هذآ وهُو مُكبل بالقيود ولم يَكُن يستَطيع الحَرآك
    الآن عندمآ تَحرر لن يستَطيع ان يُعيد الزًمن

    الى الوَرآء أن يحتضِن جديه ويُقبل رأسَهُمآ
    أن يأخذ فَجِر بيديهآ كُل صبآح ويوصِلَهآ الى المَدْرَسه
    أن يُقبل حبيبته كُل مَسآء لتبدأ ليلتهُ الحَآلمَه

    لم يفعل مآ تمنى ولن يَفعل


    لَآ يعي كَم مِن الزًمن بقي على وضعه
    والآ يعلم مآذآ يُريد
    أخذت الشمس تختبأ خلف الجِبآل

    وأخذ السًوَآد يعُمٌ الأرجَآء
    فَ أمتَلأت السُحب بالخيرت
    أفرغت حُمولَتهآ وأغدقآت ارآضي الجنوب مَطراً

    لآ ينضب بأذنه سبحآنه وتعآلى

    صرخ بصوت عآلي وسَط ضجيج المَطر
    اخرج طآقتِه المَكبوته صَرخَ حُرقه

    صرخَ أعوآمه اللتي ضآعت في مَهب الريآح

    اصدر صرخه ثآلثه فَرآبٍعه تلتهآ ثآمِنه فَ عآشِره
    عَلً ذآك الغَضب الجآمِح

    يَخِف وعَلً ذكريآته المُوجِعه تُمْحى

    تَسآقَطت الدمعآت وأختلطت بِرذآذ المَطر فَ حبآت البَرد

    ثمً هَوى أرضاً بِتَعب مُتمنياً الرآحه













    اقتَربت منه بابتِسآَتهآ الوآسِعه [ ليش تَأخرت ؟]

    هَمَس بعد ان رمى بحمله على الكنبه يمين البآب

    [ ان رُحت عن العُمآل مآ بنسلم العمآره
    في الوَقت المُحدد يبيلهم احد يوقف على ,,]

    قَطَع كلمآتِه بعد ان رفع عينيه لَهآ
    امرُ مآ تغير وليست على العَآده

    أغمض عينيه بأنتشآء ورآئِحة دِهن العود تتوغل اعمآقه

    وتُسرِع نبضآته
    ابتسم لها بِحب بعد ان تنآول يديهآ وقبلهآ

    [ وين اروح انا مِن هالجمآل ]
    أرتجفت يديهآ بين يديه بِفرحه وهمست بِدلع
    [ عجبك فستآني ]

    أبتَسم بِمَكِر وهُو يهمِس

    [ وش نآويه عليه اليوم ]
    أفتعلت البَرآئه وهِي تَرفَع يديهآ عَآليه
    [ مآآآسويت شي ] يالله خذ لك شور وتعآل
    فيه مُفآجَأه لك

    أمتصت التعب
    وبَددت الغضب
    فحقنته بِحُقنه مُهدٍئه

    أنسته كَومَةَ مَشآغِله


    .


    جرجر رِجليه ودَخَلَهآ
    مَنآزِل جُددت ومنآزُل هُجِرت

    وأخرى تَهدًمت ولم يبقى مِنهآ الآ المَعآلم
    أبتَسم بِوجع وهُوَ يُشآهِد أعمِدة الكَهَربآء في القريه

    لطآلمآ تمنى أن يدخُل الكَهربآء قَريتِهِم

    حدَث ودخَل دون ان يفرح بِهآ

    الظلآم يَعُم الأرجآء و الأنوَآر أطفِأَت بِفِعل المَطر
    القريه تَكآد ان تكون خآليه مِن البشر
    الآ انهم في مَنآزِلِهم

    يدعون الله ان تكون سُقيآ خير وبَركه
    لَهم لآ سُقيآ عذآب وَسَخَط
    أين يذهب ؟ولِمن يذهب ؟ومَن سينتظِره؟
    ومَن سَ يعلم بِ عودَته ؟

    تكآد أن تَصرخ الأجآبه دآخِله مآ مِن أحد يا احمد





    لم يأبَه بِ وَقع حبآت البآرد القوي على جَسدِه ولم يأبه
    بثَوبه الأبيض اللذي بآت يَقطُر مآءً

    أخرَجَ المُفتآح المطلي بالصًدَأ

    مِن جَيبِه وأدخله دآخِل البآب الخَشبي [للحوش]

    أدخله وهُوَ يدعو الله أن يفتح الباب ليجد المأوى

    ثآنيه ثآنيتآن فُتِح البآب وَدَخل !!



    هُيًأ لَهُ صَوتَهآ مِن بين صوت ارتِطآم المَطر بِالأرض
    فأستعآذ بالله مِن الشيطآن الرًجيم



    جآل بِنَظرِه في أرجآء [ الحوش ] الصغير
    هُنآ كبُر وهنآ أكل
    هنآك تَوسد فَخذ جَدتِه

    وفي الزآويه تَرك لَهآ رِسآلة حُب قَبل زوآجِهِم
    ذِكريآت عآلِقه

    ومَوآقف تأرجَحت في مُخيلته

    وأخرى سَقطت وضآعت في خِضم النِسيآن
    تَغرغت العيون دُموعاً
    أجتر الآآه مِن صَدره واكمَلَ خَطوتِه وَسَط رُكآم المطَر والظلآم

    للبآب الحديدي !


    كآن يوم حآفِل بالمَشآق
    حآفِل بالتًعب حآفِل بالخذلآن وبِالندَم!!

    تَخلل الى مَسآمِعه صَوت يعشق نَبرته
    ويَهيم فِي تَفآصيله فَ يَتغلغل أعمآقه ويروي تَعطشه
    [مين قلت مين ]


    التَفَتَ لَهآ تَقِف بِخَوف تَحت الشَجره

    اللتي جَمعتهم يومًاً مآ
    يُريد ان يرى تَفآصيلَهآ
    اكثر ويَهيم بِقُربِهآ اكثر فَ أكثر
    .
    ولكن لآ لن يَصفَح النِسيآن
    ولن ينسى ذآك الخَوف اللذي نَهش قَلبَه
    صَرخت بِ أستنجآد ولكن
    مَن سَ يَسمعهآ مع وَقع المَطر المُتَعآلي




    .


    أقتَرب مِنهآ وهُوَ يتحدث بِاختِنآق وَسَط صُرآخِهآ
    [ كيف الحآل يآ بنت العمه ؟]
    دقيقه دقيقتين

    ثلآث اربع كم مِن الوقت يكفي لتُتُرجِم القنآه السَمعيه
    نبرة الصوت اللتي سَمَعت

    وكَم مِن الوَقت يَكفيهآ حتى تَستَوعِب مآ سمِعت
    أرتَجَف الفَك وتَعآلت الأنفآس فَ أسعفتهآ الدمعآت

    عآدت بتآثُل الى الوَرآء وهِي تَتَلمَس

    [ شَرشَف ] صَلآتِهآ المُلقى على البِسآط تَحت الشجره
    أخذته بِربكه وتفلفت بِه بطريقه عَشوآئيه

    لم يَعد حبيبهآ لم يَعد حلآلهآ
    شَعَر بِحركتِهآ السًريعه

    وشعر بِتَرآجُعِ خَطوَتَهآ الى الخلف
    أقتَرب أكثر وسَط رُكآم المَطر ح

    تى استظل تَحت الشجره اللتي التَصَقت هي بِجِذعِهآ
    هَمَس بِحُرقه

    [ ليه جحدتيني ؟ ليه خليتيني اموت الف مَره ؟
    طلقتك عشان تعيشن بس مو معنآته
    انك مآترسلين احد يطمني عنك وعن بنتي ؟

    أقتَرب أكثر وهو يرفَع الصًوت
    وينَهآ بنتي يآحنآن تكلمي ؟]


    كُل الأسأله أطلَقت سِهَآمَهآ دُفعه وآحِدَه
    وكُل العِبآرآت والأجوبه اللتي أعدتهآ

    طيلة ال6 أعوآم تبخرت في الفَضآء
    وكأن ال28 حرفا تخونهآ وتَأبى ان تَمِد يد العَونِ اليهآ

    خَف المَطر بل أوشك ان ينقطِر الآ مِن رُذآذ بسيط

    قُدرة العلي المُتَعآل في هجان السُحب او هُدوئَها

    صَرخ بأخرى مَوجُوعه وهو يقترب مِنهآ ويهزز كَتفيهآ الهَزيلين بِقوه

    [ وينهآ بنتي قولي
    كيف انخطفت وين زوجك عنهآ جاوبيني طفي نآري ]

    أختنق الصوت بِحجرشه تبين حُزنه وهُوَ يَهمس
    [ ليه طَعنتيني ]

    أفلتَهآ وهُوَ يَشعر بأهتِزآز كَتفيهآ بين يديه

    هَربت وابتَعدت مُتجهه دآخل المَنزِل
    بِخطَوآت مُبَعثره مُشتته تآئِهه
    خَطوآت عميآء أعمآهآ الحُزن

    وتوغل الفَقد أعمآقَهآ
    خطَوآت امرأه فقدت الحيآة
    والنظر الى الحيآة وفَرحة الحيآة

    بَعد غِيآب فَجرَهآ
    مَدت يَديهآ أمآمَهآ لتتلمس
    المَكآن عدم اتزآنِهآ وظهوره بِهذه الفَجأه

    زلزل أعمآقهآ
    أبتعدت عن المسآر المَرسوم في ذآكِرَتِهآ
    عن البآب الحديدي ونَظراً لسُرعة خَطَوآتِهآ
    أصطدمت بالحَجر المآثِل أمآمَهآ فَ هَوت سآقِطه





    استَعجب المَنظر واستغرب الأمر
    حيآؤهآ وخوفُهآ مِن بآريهآ فَتلفلفهآ في

    [ شرشف ] الصلآة امر ليس بالغريب عنهآ
    ولكن ابتِعآدَهآ عن المَسآر الأصلي

    وتخبط يديهآ في الهوآء على ضوء القمر
    بعد انجِلآء السُحب
    امر أثآر فُضوله فَ أستمر
    في مُرآقَبتِهآ حتى سَقَطت







    صَرخت بِضعف وهي تتأوه مِن التِفآف رِجلهآ اليَمين

    اقترب مِنهآ في حين أستِنجآدَهآ بِشخص لم يَعرف مَن يكون

    أخذ يتأمل الأسم مُحآولاً معرفته دونَ جدوى

    عآد الكَهربآء اللذي انقطَع

    وانتَعشت الحيآة في القَريه وهي تَصرخ بِ
    [ بشرى تعآآآآلي ]




    اقترب مِنهآ أكثر وهي تتأوه

    صَرخت بِهِ وهيَ تُحدق في الآ شي
    [ بعد عني مآ عدت أحل لك ]
    اتت المَدعوه ولبة النِدآء وهي تَشهق بِذُعر


    [ حنآن وش فيك يآقلبي ]


    خَرجَت بَعدهآ شُكريه مُلبيه لندآءآت

    حبُشرى وَسَط أستغرآب أحمد وابتِعآده
    أدخلت شُكريه حنآن في حين أستِيقآضه من هول صدمته

    بِ صوتِهآ [ مين انتآ تكلم ؟]

    التفت اليهآ وهَمس بشبه ابتِسآمه

    [ انتي اللي مين ؟] [ وبَعد وآقفه قدآمي بدون غطى

    روحي استري نفسِك ]
    زَفَرت بأعتِرآض [ انت أحمد مو ؟]

    لآ زآل الجمود مُحلق على مُحيآه

    ولآزآلت الأستِفهآمآت مَرسومه على المَلآمِح

    [ ومين حظرتك ]
    أبتَلعت الغصه لِ ثلآث مَرآت

    فَهَمَست بِحُرقه [ انآ بُشرى أختك !!]
    وللمرة الألف هذآ اليوم يخونَهُ الأستيعآب ويتَنكر له

    [ ومِن وين جيتي اختي ]

    أرخت نَظرهآ للأرض وهِيَ تُحرك بين رجليهآ

    حصى صَغيره بِتَوتر
    [ اممم ابونآ وآحِد ووأنآ جيت هِنآ وو ]

    أعتلت تنهُدآتِهآ مِن أين تبدأ وكيف
    تبدأ وهل سَ يَتقبل
    وهل سَ يصفح عن أفعآل عآئِلتِهآ

    هَمَس مُقآطِعاً لتَأتَئآتِهآ

    [ شُوفي أنآ تَعبآن ومو متحمل اي شي الحين

    شوفيلي الطريق وخليني ادخل ارتآح
    مو طآيق اسمع شي ]

    ابتَسمت بِحُرقه على حآلٍ أصآبه
    [ طيب ولآ يِهمك ثَوآني بَس ]












    .





    أنتظرته بِفرح حتى يَخرُج

    تشعُر ان رِجليهآ لآ تطى الأرض مِن عمق سَعآدَتَهآ
    صبرت فَنآلت

    شُقيت وبكت فَ أُسعِدت

    اليوم عيدهآ وهِيَ الأميره
    اليوم سَ تنسى وسَ تنسى
    وسَ تُمحى أوجآعِهآ

    خَرج وهُوَ ينظُر لَهآ لآ تَزآل تقِف بِ أنتِضآره

    والفَرحه تَشِعٌ مِن عينهآ
    أخذت يديه بِصمت ودَخلت بِه لغُرفَتِهم

    جال بِعينيه في أرجآء المَكآن

    شُموع [ميوزك ] هآدِئ وأجوَد انوآع البَخور

    أبتسَم لَهآ وهو يُقبل جَبينَهآ بِحب
    [ الله لآيحرمني منك ]
    طَبعت قُبله سَريعه على خَدٍه اليمين

    وهِي تجذب يديه الى الهديه المآثِلَه فَوق الطآوله

    هَمَست بِفَرَح [ أفتَحهآ يالله ]
    تأمًل تَفآصيلَهآ بِهِيآم ثُمً هَمَس

    [ ليش كلفتي على نفسك ]
    اخذت يديه تَلمَس خديهآ بِرقه وتحتضن وجهآ

    ردت بذآت الفَرحه بعد ان ابتَعدت عنه

    [ افتح الهديه اول ]
    صَندُوق مِن الخَشب زُين بوَرد احمر طبيعي

    ثًبٍت مِفتآح قفله بين الورود
    اخذَ المِفتآح

    واجلَسَهآ على الكُرسي الملكي

    فأثنى رُكبتيه وجلس ارضا مُتكَأ على رِجليهآ
    وضع الصندوق أمآمهآ وأكمَل فَتح الهَديه

    ادخل مفتآح الصندوق في قُفله

    فأذآ بالمُفآجَأه تأتيه على طَبقٍ مِن ذَهب
    حِذآء طفل في المَهد
    مَعَ بِطآقه صَغيره كَتبَ بِهآ [مَبروك حبيبي تحقق الحِلم ]

    هَمَس فيصل بِعدم أستيعآب [ وش هذآ ؟]
    ردت لَهُ وَهِيَ تَبتَسِم [انت وش شآيف ]


    أغمَض عينيه وشَريط مُعآنته يتكرر
    سآرَه فَ مَرضهآ ومِن ثَم حنآن فَ خطف ابنتَهآ
    فرط حُزنَهآ فأنحِجآب الرؤيآ عَنهآ
    رَحيل الأم الأسطوره
    فَ انهِيآرآت حنآن ومِن ثَم انتِقآلِهآ لمنزِل جَديهآ

    رغبةً مِنهآ وأصرآراً مِنهآ ورَجآءً مِنهآ ان تُلآزِم أرض جَديهآ

    اليوم سُيُجآزى بالصبري احسآناً

    وسَ يتذوق طَعم الأبوه
    هَمس بأختِنآق [ مِتأكِده يآسآره ]

    تَسآقطت دُموعهآ على يديه الموجوده في حضنها

    [ في الشهر الثآلث رحت مع امي اليوم وحللت ]

    قبل تِلك اليدين بِشغف كبير

    صبرت فَ نالت وتفآئلت فَ رُزقت
    احتضنها وهُوَ يَهمس

    [ الله يتمم لنآ على خير يآعمري ]
    تَحول الحِلم لحقيقه ورُزِق بمن سَ يَحمل أسمه

    ويكمل مَسيرَته
    سَ تَنتهي مأسآته وسَ تنجلي غيمته
    بأذن الخآلِق
    تمنى حيآة الأم الأسطُورَه والنآدِره مِن نَوعِهآ

    حتى تلآصِق فَرحتَهآ السمآء
    وتَمنى عَودة فَجر
    لتهتدي وآلِدَتِهآ النور فَ تُبصر






    , , , ,






    وَهل مِن أخترآع في هذه الحيآة

    يُرتب الأفكآر أو يُسآعد المَرء في التًفكير


    دَخل المَنزِل بِتَثآقُل لم يَتَغير بِه الكَثير

    الآ ان الأضآئه ملأت حُجره الصغيره
    وبَعض الأثآث جُدد

    تَبِع خُطوآت القآئِله بأنًهآ أختاً لَه

    أدخلته غُرفة الجد الرآحِل فَهَمَسَ لَهآ
    [ أطلعي عني الحين ]
    تمتمت بِصدق [ طيب بس بجيب لك عشآ ]

    صرخ بِوجههآ [ مآ أبغى شي قلت اطلعي ولآعآد تجيني ولآ أشوفك ]
    اومَأت بِرأسِهآ وخرجت وَسط غضبه وهَيجآنه








    ,,,,,,,,








    مُتمدده في الفِرآش وشُكريه تضع دِهآن الألتوآئآت على

    رِجلهآ اليمين وتُحكِم لفة الشآش
    هَمَست بُشرى بِحُرقه لِحآلِهآ

    [ كيفك الحين يآ حنآن ]
    قَطبت حَوآجِبَهآ وهي تُحدق في السًقف عآلياً

    [ ضآع الكلآم اللي كنت بقوله له يآبشرى ]
    أرتجف فكهآ وأمتلأت عينيهآ فَ تسآقطت دَمعآتِهآ

    [ مآ قدرت اقول شي مآقدرت ادآفع عن نفسي ]

    اجهشت في البُكآء في حين احتِضآن بُشرى لَهآ

    فَ انتَحبت وشهقت تأوهت
    وتنهدت فَ أعتصر قلبَهآ الما
    حَتى هَدَأت وَسَط آيآت القرآن اللتي قَرَأتهآ بُشرى

    ثُمً هَمَست [ شفتيه ]
    مَسحت بُشرى على شَعرهآ بِحيرةٍ مِن امرِهآ

    [ أيه ]

    تأتأت ثُم أختنقت بحروفِهآ فَهمست

    [ تِغير شكله ؟ نِحف ؟ ادري انك مآشفتيه مِن قبل بَس . ]

    انخرطت في بُكآء مَرير ثم هَمت بالوُقوف وهِيَ تَستَغفر
    هَمَست بُشرى [ حنآن وش بك بس ايش ؟]


    ردت بِحُزن يدمي القلوب

    [ انآ بِعصمة رجآل غيره مآيسيير
    أسأل عن شَكله ]

    ابتلعت الغَصه ثَمً أكملت
    [ يحق له ومو بلآيمته لو ذبحني هذي بنته ]

    زفرت بُشرى بأعترآض
    [ بنته مآقلنآ حآجه بس هذآ قضآء وقدر

    ربي كآتبه لهآ من يوم كآنت في بطنك ومحد يقدر

    يغير ارآدة الله بكره اول مآيصحى مِن نومو انآ بَكلمه ]

    هَمست بِوَجع [ شُكريه وديني للمغسله بتوضى ]

    تَوضأت فأحكمت لفة الـ[ الشرشف ]

    وكبرت ملجَأهآ في الشده كمآ هُوَ مَلجَأهآ في الرًخآء

    دَعت مِن صميم القلب أن يَجمَعَهآ بأبنتِهآ ويعيد نظَرهآ لَهآ

    سَجدت فَ الحت في الدُعُهآ
    رَفَعت فَ انتَحبت بكت بين يدين العزيز الجبًآر
    مآلك المُلك مُحيي العِضآم وهي رميم
    .
    قآدر ان يعيد لهآ النور مِن جديد كَمآ سَلبهآ أيآه








    ,,,,,,,,,,





    الذٍكريآت تَأججت دآخِله والجد محمد تَمثلَ أمآمه
    على الفِرآش وقرب النآفِذه يَمين البآب وبالقرب مِن الخِزآنه
    أبتلع غصته وبكى نَفسه
    بكى جديه
    بكى عشيقه حُرمت عليه
    بكى ابنته
    وبكى حآلاً أصآبته

    اخرج الثوب المُبلل فَتوسَد [ المَركن المَوجود ] وضع يديه على

    عينيه وغَطً في نومٍ عَميق دون غِطآآآء وسط رُكآمِ البَرد الآ ان
    هذآ البَرد لم يُطفِأ نآراً تشتَعِل في







    ,,,,,,,,,,,,,







    وَضعت رأسَهآ على الوِسآده بَعد ان أطفَأت شُكريه الأضآئه لَهآ

    رُغم انهُ لآفَرق لَديهآ فَ في كِلآ الأحوآل

    هِيَ تتوغل عآلم الظلآم

    نسيت كيف يكون الغروب
    وضآع مِن مُخيلتِهآ مَنظر الشروق

    بآتت تجهل الألوآن وتُحكِم وصف السًوآد
    غآب النظر بَميغب الفَجر ولم تنتهي المأسآة بَعد ؟




    ,,,,





    تَكفى يآعُمري طَلبتك
    لآ تهيج هالمَوآجِع
    لآ تِسيل هالمَدآمِع
    لآ تِعآتب لآ تمآنع
    هذآ القدر اللي ذِبَحنآ
    .
    تَدري يآغآية مُنآيآ
    يآ بَعد كِل الحنآيآ
    ان فَجري سلَب عُمري
    وان غيآبه كَسر قلبي
    وان يومي مثل امسي
    مثل بعد مثل قبله
    مِثل ليلٍ كَمآ الجمره
    بدون نجوم او قمره
    ومِثل طِفلٍ بلآ امه
    بِلآ بيتٍ بِه الفَرحه

    تدري اني سرت عميا
    ايه عميآ والله عميآ
    يوم فَجري ضآع مِني
    غآب غآب غصب عني
    والله غصب ايه غصب
    ,
    ,
    وبآقي ترآني مآجَزعت
    بصبر وأعآني واحتسب
    بأكتم واخبي لوعتي
    وأبنتظِر بآكِر عسى
    رب العِبآد
    يَسمع دُعآئِي ويُستَجآب

    وانسى دموعي والنحيب
    وأبنتِظر
    ,,


    وللحديث بَقيه

    كونوآ بِقربي






    رد مع اقتباس  

  8. #28  
    [31]



    صَدَحت الشًمس في الأرجَآء وَتَبَدد الظًلآم في أنحآء السًمآء
    فَ تنآثرت السُحب في الفضاء وأبتدأ يوم جَديد مَليئ بالخيرآت اللتي
    مِن شَأنِهآ أن تُغدق جِبآل الجنوب فَرحَاً وَجَمآل فَ أنتِشآء






    هَمَسَت وهِيَ تَدخل المَطبخ بَعد ان تلفلفت في [ شرشف صَلآتِهآ ]
    [ شُكريه انتي هنآ ؟]

    ردت شُكريه وَهِيَ تَهِم بالوقوف وتمسك بيدين حنآن
    [ ليش مآقلتي لي اسآعدك ]
    زَفَرت حنآن الألم مِن أعمآقَهآ ثُمً هَمَسَت وهِي تُمِد لَهآ

    بِ الـ [ الجوآل ] اتصلي لي على فيصل
    أخذت شُكريه الجِهَآز بين يديهآ مُلبيه لأمر حنآن مُطيعه لَهآ
    بَحثت بين الأسمآء عن فيصل فأنطَلقت يديهآ الى السمآعه الخضرآء وأعآدته لِ حنآن

    اللتي ثبتته على أذنَهآ اليمين بِتوَتر وقلق ومِن ثَم خَوف وتَرقٌب لِ ردة الفِعل










    ,,,,,,











    كآنت ليلة الأمس حآفِله بِ الأفرآح
    تفِيض حُباً ومَشآعِر جَيشآه

    لآمست بِهآ سآره اطرآف السًمآء
    وأرتقى ذآك المُحب لَهآ
    تَهآمَسوآ فَوق الغيوم وأقتَطفوآ شيئًآ مِن النٌجوم
    بنوآ الأحلآم والآمآل
    وخططوآ مُستقبل مَن ينموآ بين أحشآئِهآ مِن الألف لليآء


    مِن المَهد فَ الدًرًآجه الى المَدرسه فَ الوضيفه والزًوآج
    تمنت هِي الأنثى وتمَنى هُوَ الذكر
    واتفقوآ على الرضى بِمآ يُطعِمَهم بِه المَولى جَلً عُلآه







    تَغُط فِي نَومٍ عَميق بين أحضآنه
    وهُوَ يُحلق بَأحلآمِه بَعيدا حَيثُ التًفآؤل والحيآة

    قبًل جبينهآ لأربع مَرآت بِهِيآم
    شدد مِن أحتِضآنِهآ وَهو ينتظر أن تتجآوَز السآعه السآدِسه حتى
    يبدأ صبآح عملٍ جَديد



    ,,
    أيقضه مِن سَكرتِه صَوت أهتِزآز هآتِفِه
    أمتَدت يديه الى طَرف [ الطآوله ]يَمين السَرير
    وهو يَرى المُتصل فَ اتسَعت عينيه على كِبرَهُمآ
    وهَمَس بِخوف [ يالله انك تَستر ]


    أبتَعد عن سآره وعينيه لآ تزآل مُثبته على أسم المُتصل
    خَرج الى الخآرِج حتى لآ يُزعج نَومِهآ
    فَهَمَس بَعد ان فَتَح خَط الأتصآل بِ [ مَرحبآ ]
    ,,




    أرتَجَف َفكُهآ وَتسآقَطت دَمعآتهآ فَ أعتلى نَحيبهآ بِحُزن
    لآ تنسى رَجآئآتِه لَهآ بَأن تَعود مَعه
    ولآ تَنسى صُدودَهآ وأبتِعآدِهآ في حين أقتِرآبه
    شُييءٌ بالقلبِ أنكسر فبآت القلب يمقُت هذهِ الحيآة ومَلذآتِهآ زَآهِداً في مَتآعِهآ
    أمرٌ بِ الجَوف أُحرِق لفَقدِ الظنآ فأمست مُشوهه مِن الدآخل
    تَعجز عن خَوض تَفآصيل السعآده الحقه
    هَمَس بِأخرى على وَقع نحيبَهآ
    [ حنآن وش فيك يآقلبي ليش تبكين ]
    همَسَ بِ ثآلثه ورآبِعه
    فَختم بِقول [ خوفتيني يآبنت الحَلآل انطقي وش فيك ]

    كَون أن تتصل حنآن عَليه وتنتحب بِهذه
    الطَريقه يعني أنً أمراً مآ قد حدث
    وكَون أن يكون أتصآلهآ في هذآ الوَقت المُبكر مِن اليوم
    بِلآ شَك فَ الأمر خَطير ووقعُه على نفسِهآ كبير


    قَطب حآجبيه على صوت
    شَهقآتِهآ فأعآدَ الهَمس بِتَعب

    [ريحيني قولي اي شي الله يرحم امك ]
    أبتَلعت غصتهآ لِ ثلآث مَرآت فَهمست
    [ كيفك يآفيصل؟ ]
    رد لَهآ بِذآت الهَمس مع تَرقب مآبَعد السُؤآل
    [ بخير اذآ انك بخير ]

    تأتأت بِقلق فأجترت الحروف ونَطقت أخيراً
    [ احمد أمس طِلع مِن السٍجن ]
    أكملت وصوتِهآ في أهتِزآز
    [ ووو انا قلت لآزِم اقولك عشآن مآ تزعل مني ]
    أغمَض عينيه بِحُرقه ييقِن انه لم يُنسيهآ حُبًهآ المَجنون
    لَه مع هذآ أحتَرمت وُجوده
    وهمت بالأسرَآعِ اليه وأخبآرِه تَحدث ببرود

    [ الحمد لله على سلآمته وورى هالدموع ذي مآتخلص ؟ ]

    تَلعثمت كَلِمآتِهآ فَ قآطَعَهآ [ لمي اغرآضِك انتي وشُكريه
    وروحي عند رفيقتك لآيقوم وانتي بالبيت يآحنآن ]

    صَرخ الوَجَع دآخِلَهآ لآ وألف لآ
    لم تهدَأ انهيآرآتهآ الآ بعد ان استَشَقت رآئِحة تُربَتَهآ
    وهَوى قريتهآ فَ مَسقطِ رَأسِهآ
    ولم تَعد لَهآ الحيآه الآ بَعد ان مَشَت على خُطآهُم
    وتَوَسَد رَأسَهآ امكِنتُهُم

    تَحدث لَهآ بِتَرآجُع بَعد ان سَكتت
    خَوفاًعَليهآ مِن الأنهيآر
    [ حنآن متى مآ بغيتي وديتك بيت جدك
    بس الحين يآعمري مآينفع تعيشين هنآك فآهمتني ؟]

    أغمضت عينيهآ بِحرقه وهي تَهمس [ ايه فآهمتك ]
    أبتَسم لِ تفهُمَهآ وهُوَ يجزم للمرة الألف أنهآ المَرأَه الأقوى في حَيآتِه
    فرد لَهآ[ طيب اجيك ع بعد الظهر بأذن الله
    يعني لو تَأخرت مره قبل العصر]
    ردت بِحُزن [ على خير ان شآء الله انتظرك مع السلآمه ]
    تنهد بِعمق لِ حآلِهآ [ الله ويآك ]











    صَخب المُفآجئآت لم ينتَهي بعد وصُدآع ليلة الأمس اللذي فَتَك بِرأسِه لم يتَووقف بَعد
    والكثير مِن علآمآت الأستفهآم تتَزآحَم في رَأسِهِ
    الصًغير تتوسطهآ كَم هآئِل مِن علآمآت التًعجب
    ويتوهُ بينَهُمآ شَتآت نفسه وضيآعَهآ ,,


    أيٌ صبآحٍ قَد يُعآيش
    صَبآح مُلئء بِخيبآت الأمل وشُبٍع بالحَسرآت
    لِ يجزم للمرة الألف بَعد المليون
    أن الحظ أبعد مَآ يكون عنه

    القى نَظره مِن الشُرفه الخَشبيه فَخفق القلب بِغصه
    أجوَآء القريه تختلِف اشد الأختِلآف عن كَئَآبةِ السجن ونيرآنِهآ
    صَوت المَكآئِن في المَزآرِع ظُهور الشمس على أستحيآء مِن بين الجِبآل
    فَ ألعآب اطفَآل القريه اللتي لآ تَخلو مِن البَسَآطه
    أجتآحت قلبه الذكرى
    وعصفَ بِهِ الحنين لأيآمِ الصٍبآ اللتي ولت






    ,,




    تحدثت سآره وهِي ترتب هِندَآمِهآ وتعيد شَعرهآ المُبَعثر للوَرآء
    [ وش فيك حبيبي ؟]
    لآ يَزآل يَقِف في مُنتَصف الغُرفه
    حدق في عينيهآ لوَهله ثُمً نَطَقَ أخيراً
    [ بروح اليوم لحنآن ]
    أشتَعلت نآر الغيره كَمآ يَحدُث كُل اسبوع
    [ بس قبل يومين كنت عندهآ ]
    أبتَسم بِحُرقه [ بروح اجيبهآ تعيش هِنآ ]

    أصفر الوَجه وذبُل

    تَكره ان تُعآيش تِلك الصٍرآعآت النفسيه اللتي كآنت في حيآة
    ام فيصل
    تَكره انتَبغض نفسِهآ لأنآنية مَشآعِرَهآ

    المُفرِطه وتَخشى ان يُحرق قَلبهآ مِن جديد
    وتعود للشتآت مِن جَديد
    [ عسى مآشر وش فيهآ تَعبآنه ؟]
    تَسآبقت خُطوآته لغرفة النوم أرتدى الثًوب على عَجل وَتَحدث مع تَزآحُم الأفكآر
    [ لآ بس أبو فَجر طِلع مِن السٍجن أمس ]
    أعتلت شَهقة سَآره في حين تَطويق كَتِفَيهآ بيديه
    قَبَل جَبينَهآ بِحب وهَمس
    [ مآ أبي اي انفِعآل كُل الأمور سهله بأذن الله ]

    أقفل أزآرير الثَوب بِعجل أرتدى الشٍمآغ بِدون ترتيب وهمَسَ ثآلثه في حين تحديقَهآ به
    [ انا بروح مُوآعد نآس بالمكتب والظهر بروح أجيبهآ لآ
    تَجلسين لوحدك أنزلي عند امك وتغدي عندهآ ]

    قَبًلَهآ ثآنيه وخَرج
    تَرَكَهآ وَسَط قوقعه مُفرغه تَخشى مِن المَجهول
    وتَخشى أكثر مِن هَيجآن مَشآعِرَهآ فَ قسوة قَلبهآ
    تَهآوت على أطرآفِ السَرير وهِي تتذكر جنونَهآ
    لِ أهتمآم فيصل بِ أمر حنآن
    وسَفرهِ مَعَهآ للعيآدآت النفسيه والمَشآفي

    تَذكرت دُموعهآ اللتي وَدعت مِنذو السنة والنصف
    وتَذكرت حُرقة قَلبِهآ
    تَذكرت الكثير فذرفت على مآتذكرت مِن الدموع الغَزيز حتى بآتَ صَبآحَهآ اليوم
    مليئ بِ المَخآوف والهوآجِس





    ,,,,,,,,,,,,,,,,











    رَآقَبَهآ تَخرج مِن المَنزل ذآت الهيئه اللتي عَشِق وذآت المَرأه اللتي أرتقت في أحلآمِه
    كُل ليله وكآنت اميرتَهآ ومَولآتِهآ
    هِيَ ذآتَهآ اللتي تخلى عَنهآ بغيةَ ان تحيآ حيآةً هنيئه نَحَر القلب وضحى بِهِ لرآحَتِهآ

    فَ انقلبت المَوآزين وحدث مَآلم يكُن بِ الحُسبآن
    فَقد الفَجر وحلق السًوآد في الأرجآء
    تَسآرعت انفآسه وهُوَ يَرآهآ تتلمس في الجِدآر وتجتر خطوَتهآ بِتثآقُل
    أعآد السبب في ذآلِك لسُقوطِهآ ليلة الأمس
    فَ حدث امآم عينيه مَشهد مِن أسوء المَشآهِد على الأطلآق حتى خُيل لهُ لِ وَهله انًهُ يَقِف
    امآم خَشبة المَسرح




    ,,
    هَمَست شُكريه [ هآتي يدك أسآعدك والآ خذي العصآيه ]
    زَفرت حنآن بِ أعتِرآض
    [ لآ تِمسَكيني روحي قدآمي وانا بمشي على مَهلي ]
    تَخشى ان يرى ضُعفاً يَسكُن أضلعَهآ

    وتَخشى ان تُرهقه بِ عَآهتِهآ أن عَلِمَ بِهآ
    تَعي انًهُ يُحدق مِن الشُرفه
    حدسُ المَراه قد يَصيب في كثير مِن الأحيآن
    وتَعي انًه الأكثر شفآفيه على الأطلآق

    لَهُ بِالقلبٌ عشقٌ قد تَربع تَخشى ان تعترف به
    حتى مَع نفسهآ
    تَلمست جُدرآن البيوت وهِي تُحصيهآ
    حتى تَصل لمَنزِل الشيخ وتحضى بِحضن الصديقه
    عَلهُ يجمَع شَتآتِهآ ويُلملم كيآنَهآ المُبَعثر

    تَجآوزت الآول فَ الثآني
    وهُوَ يُرآقِب وشُكريه تَقطَع عَشرآت الخَطوآت
    أمآمَهآ ممُسِكه بِحقيبتين سَفَر
    أصطدمت بِعآمود مِن الكَهربآء فَترآجعت ثلآث خَطوآت الى الوَرآء وهِيَ تَتَألم
    أبتلعت غَصتهآ وأستنشقت أكبر قدر مِن الاُكسجين عَلًهآ تَستَعيد تَوَآزنَهآ



    شَغب الأطفآل لآينتَهي أبَد الأبدين وقد يَكون وَقع أفعَآلِهم على الكُبآر جَسيم
    أربَع أبنآء صآلح الكريه التًوآئِم
    وأبن العَم سَعيد وطِفِل ذو ست أعوآم

    أصطدَمت الكُرَه المُلطًخه بالطين في جَبينَهآ
    حتى أختل تَوآزُنهآ فَ سَقطَت بِوَجَع

    أستثآر حميته المَنظر فَخَرج مُسرِع لَهآ وأصوآت
    تَوآئِمِ صآلِح تتعآلى بالتوبيخ

    [ يآعميآ بَعدي ]

    صَرَخ التوأم الآخر بَعد أن أخذ الكُره بِسُخف
    [ عميآ عميآ ]
    أقتَرب ابن العَم سَعد ذو ال10 سنين


    [ لآعآد تُمرين مِن قدلآمنآ فَآهمه]
    ووكَزَهآ في رأسِهآ بَعد ان همت بالوقوف
    فَ أختل التَوآزُن أمآم عيني أحمد
    للمره الثآلثه على التوآلي

    تَقدم بِخَطَوآت ثآبِته تَحمِل في جُعبتِهآ مِن الغضب كثِير
    فَصفع ابن سَعد على خدٍه اليَسآر حتى
    ان الحُمره لَأنتَشرت مُبرِزه حُدود يَديه
    صَرخ االطِفل بِوجع وَدموعه تسبق أحرفه

    [ والله لأقول لأبوي يآملقوف ]
    شدد أحمَد قبضة يديه على ثَوب الطٍفِل بِعصبيه
    لآمَحدوده وصرخ

    [ وان شفتك مديت يدك عليهآ
    لحفر قبرك تَحتك يآوِلد أبوك ]
    أبتَعد الطفِل بِخَوف وهوَ يُسآبِق الريآح لأبيه فَ التَفَت لَهآ وهي
    تَرتَجف

    يعلم أن رَجفَتَهآ دلآله على تَسآقُط دُموعِهآ والدموع دَلآله على الأوجآع
    وييقن في هذه اللحضه ان السًعآده أبعد مآتكون عَنهآ
    هَمَس بِ وَجع

    [ وين رآيحه يآحنآن ترآه بيت جدك مِثل مآهو بيت جدي ]
    هَمَست بصوت مُهتز يُحآول الثبآت [ بروح بيت زوجي ]

    وأيٌ نوعٍ مِن مِن الأسهم أطلقَ رُمحَهآ
    وأيٌ طَعنةٍ طَعنت بِهآ قلبَه
    ابتَلَع الغَصه وهُوَ يتحدث بضيق
    [ روحي الله يسهل لك ولي هَرج مع زوجك أن يَسر ربي
    مآ بخلي بنتي ضآيعه ]

    وأفسَح لَهآ الطَريق
    أكملت سيرهآ وهِي مُمَدده يديهآ في الهَوآء خوفاً مِن السقوط
    فَ أيقن أخيراً أنهآ فقدت البَصر أغمض عينيه على دمَعآت
    أحتقنت في مِحجرهآ

    وعآد بِ الدخول للمَنزِل الصغير




    ,,,,














    هَمَسَت بُشرى وهِيَ تَقِف أمآمه [ وش فيك ليش خَرجت بِسُرعه ؟]
    سَأل بِلهفه [ مآفي ولآسيآره برى حنآن فين رآحت ]

    أبتَسمت بِوجع السُؤآل مملوء باللهفه والنبره مليئه بِ الغصًه

    [ رآحت عند خُلود صديقَتهآ لين مآيجي زوجهآ ]
    رد بِذآت الأهتِمآم [ ووش دَرآهآ انه بيجي ]
    أجآبت وهِي تُحآول ان لآ تُبين ألتِفآتَهآ للهفتِه [ كلمته ع الجوآل
    وقلهآ روحي عندهآ لين أجيك ]

    أستَوعب الأمَر أخيراً وأستوعب هَيَجآنه فَ هَمَس

    [ طيب تَعآلي عن البرد
    دآخل وأعطيني عُلومك ووش سآلفتك ]
    ردت لَهُ الأبتِسآمه المَيته بأجمل
    تحدثت بِحمآس وهِيَ تَدخل مع البآب الحديدي
    [ اجيب الفَطور ونفطِر سوآ ]

    أسنَدَ رَأسِه على المَركن ووضع ذرآعه على يديه وبدأت دَوآمآت تفكيره
    اللتي لآ ولن تنتهي
    أبد الأبدين











    ,,,,,,,,,,,,,,











    حُضن الصديق يختلِف جُل الأختِلآف عن غيره
    بِهِ يُستَطآعُ البَوح والتعبير عمآ يُخآلج
    وبِه نَزفُر الأوجآع فَ نقذِف بالأحمآل

    مَسَحت خُلود على شَعرهآ وهي تحتضنهآ بِحب
    [ بَس يآعُمري قَطعتي قلبي الله يخليك ]
    أعتلت شَهَقآتِهآ فَ انتفَضت بِ أوجآعِهآ

    وهي تُتمتم [ عرف اني انعميت اكيد عرف ]
    تحدثت خُلود بِ تَفهُم [ وان عِرف مآفيهآ شي
    المرض مو عيب وش اللي مزعلك ]
    آثآرت الصمت وأعتلى النًحيب في حين دُخول ام عبدالعزيز

    [ أذكري ربك يآحنآن وروحي مع رجلك المَره مآلهآ غير بيت زوجهآ ]
    تَسآقَطت دَمعآت خُلود عَلى حآل صَديقَتَهآ
    وَضعت ام عبدالعزيز الحَليب بالزًنجبيل امام حنآن
    وهِيَ تَهمِس

    [ ذكري ربك يآمره وتعوذي مِن ابليس
    وولد النآس مآبيمنعك مِن بيت جِدآنك
    بس بعد معه حَق مآيقدريخليك تعيشين عند الغَريب]

    أبتَعدت حنآن عن خلود ومَسحت عينيهآ المُتورٍمَه
    فَ انفَهآ المُحمَر
    حآولت ان تَهدأ قدر المُستَطآع
    وحآولت ان تُبسٍط الأمر في نَظَرهآ
    تَحدثت مُحآوله ان تٌبعد الأنظآر اللتي تَشعُر انهآ مُسًلًطه عليهآ
    [ كيفك حملك يآخلود عسى مو مِتعبك ]

    أبتسمت خُلود لَهآ بحُرقه على حآلِهآ [ الحمد لله مآشي حآله ]
    أمسكت يديهآ وهي تتبع خُطى ام عبدالعزيز اللتي خَرجت مِن المَكآن

    فَ أجترت الأحرف

    [ خلآص يآحنآن هذي فرصه لك عشآن تعيدين ترتيب حيآتك
    حزنك ع الغآيب مآبيرجعه وهذي حقيقه تقبلتيهآ وعشتيهآ مِن زمآن ]

    هَمَست بِ ألم [ وش تبيني أسوي ؟]
    ردت خُلود بِ حمآس [ عيشي حيآتِك وجيبي عيآل
    فيصل مآبيفرط فيك ]
    و[ أحمد لآ تفكرين فيه
    ربي يتولآه بِرحمته اهتمي بنفسك بس ]
    زفَرت بِ أعتِرآض

    [ أعيش حيآتي وانآ عميآ ؟ أجيب عيآل امهم
    مآ تشوفهم ولآ تتكحل فيهم
    وأصلن ليش أجيب عيآل يومي مآقدر أحآفض عليهم ]
    صَرخت مُقآطِعه لَهآ
    [ أستغفري ربك يآحنآن كُل اللي صآر مع فَجر قَضآء وقدر ]
    تَرَآجَعت وهِي [ تَهمِس أستغفر الله اللهم لآ تُؤآخذني بِمآ قلت ]
    ردت خُلود على عَجل [ ويآمآ نآس جآبوآ عِيآل وهُم عُمي ولآ تنسين ان الرجآل مآعِنده ]
    أكمَلت وهِيَ ترى شُرودَهآ
    [ انسي احمد يآحنآن عمره مآ بيرجع لك ]
    زَفرت بأعتِرآض [ انا مآ أخون رجلي لو بالتًفكير يآ خلود وانتي تعرفيني ]
    أبتسمت بِوجع [ بس قلبك قآعد يخونك حآسه فيك وحآسه بنآرك ]
    أرخت رَأسَهآ للأسفل وهِيَ تَهمس
    [ مِن وين بيآكل بيشرب وش بيسوي مِين بيوقف معآه ؟
    نآره على فَجر قآيده يآخلود قآيده ومآ بيسكت ذكرني بنفسي اول مآفقدتهآ
    يقول بيجي لفيصل ويتفآهم ويآه سآير عصبي أخآف تشب الحَريقه بينهم واعرف فيصل مآيرضى احد يغلط عليه ]


    تحدثت خُلود بحيره [ مَحد يُلومِك يآحنآن بس بعد لآزم تفكرين بنفسك رآح عمرك ع الفآضي زهدتي في هذي الحيآة وفرطتي بحقوقك ]
    زَفرت بِشبه ابتِسآمه ميته مآ
    [مأبي شي يآخلود بعد فَجر عفت كِل شي وانتي ادرى
    لين امس وأنآ مآ أنآم الآ ومَلآبِسهآ على مخدتي
    انآ مت مِن بَعدهآ يآ خُلود مت ]

    تحدثت على وقع دُموعَهآ [ لآ تحرقين قلبي يآحنآن بهالكلآم
    قآدر ربك يردهآ لِ حضنك في غمضة عين قآدر يرجعك للحيآة بس لآزم تكونين قويه ]

    أبتسمت وهِي تُغآدِر الوآقع وتُحلق في عآلم الخيآل
    [ كيف تتوقعين شَكلهآ الحين
    تتذكرني والآ نسيتني ؟ ]
    امتدت يدين خُلود وَحركت كَتفَيهآ بِحُرقه

    [ اسكتي يآحنآن خلآص لآ تعذبين عمرك
    أجتذبتهآ وحضنتهآ مِن جديد ولم تنتهي حَفلة الدموع بَعد
    ,,,,,,,,,,,,,
















    وَضعت الصينيه اللتي تَحتوي على البيض وَ الجُبُن فالشآي والحليب
    ومِن ثَمً الخُبز
    هَمست بِ [ أحمد انت نمت ]
    رَفع ذِرآعه مِن على عينيه ببطئ
    وكَأنه يطرُد كُل الأفكآر اللتي تَجول في مُخيلته
    أعتدل في الجلسه ومدت اليه هي بِدورهآ
    كُوب الشآي على استِحيآء
    فَ هَمَست أُخرى [ لو تضآيقك جَلستي أسآفر اليوم !!]
    أبتَسم وهُوَ يَرتَشِف شيئاً مِن الشآي
    اللذي بآت لَهُ بِلآ طَعم ولآ لون كَ حيآته البآرِده الكَئِيبه
    [ ايش وضعك انتي وكيف وصلتي لِ حنآن حَكيني يمكن افهم ]

    تَأتأت هِيَ بِدورهآ جآهله مِن أين تَبدَأ وكَيف تُمسك الخيط
    تَحدثت اخيراً بَعد ان خللت اصآبعهآ بين شَعرآتِهآ لأكثر مِن مَره دَلآله على تَوترهآ

    [ كنآ بالخآرِج مِن سنين
    ووانآ كَملت المآجستير وأخذت الدكتورآه
    بَعدين نسقت مع خآلي في جده اني ارجع اعيش عنده ووواممم مآقصر استقبلني
    قدمت في جآمعة الملك عبدالعزيز وانقبلت وحآلياً ادرٍس هِنآك ]

    اخرجت الهَوَآء دُفعه وآحد بشيءٍ مِن رآحه
    أعتبرته انجآز انهآ سَردت قِصدهآ بِدون شوآئب
    او ازعآجه بَ العَوآرض اللتي عآرضتهآ
    هَمَس وهوَ يَرتَشف شيءً مِن الشآي [ وكيف وصلتي هِنآ ؟]
    أبتسمت بِتودد
    [ انا وحنآن بينآ أتصآلآت من فَترة مآرجعت
    ورمضآن مآبُقى عليه شي وتعرف أنه اجآزه قلت أجي اتسلى عندهآ لمآ تبدأ الدٍرآسه وكمآن افك خآلي مِن حِملي شوي ]
    ابتَسم أحمد لِ تجنبهآ ذِكر الأهل فَ هَمَس
    [ والأبو المَصون وينه ؟]
    تَلعثمَت الكلِمآت فَردت

    [مِحول كِل تِجآرته للخآرج وو ]
    قآطَعهآ مُتجآهِلاً
    سيرة الوَآلد الجآرِحه والحآرِقه [ وانتي مآعندك أخوآن أخوآت ؟]
    أبتسمت بِمرآر [عندي أخ وآحد بَس امممم طِريق ابوي لآهي بِ التجآره ويآه ]

    أكلَت بِ صُعوبه فَ هَمسَت بعد ان ارتشفت شيء مِن الحَليب
    [ قسيت على حنآن حيل ]
    أرتَسمت علآمآت التعجب على مُحيآه
    بَعد ان رَفَع رأسه بِسرعه فَ أبتسَم بِ سُخريه [ وانتي وش درآك اني قسيت عليهآ
    قآلت لك شي ؟]
    ردت بِ حَمآس لأستجآبته لَهآ [ ادري اني مآلي دخل وانك بتقول
    ذي موفآهمه ولآحآسه الوَجع ليش تتكلم
    بس ترى حنآن عآنت قدك وأزود واللي تعيشه الحين عآشته هي طول الست سنين
    انعمت وحلفت تجي تعيش هِنآ على ذِكرى جِدآني ]

    أبتَسم بِمرآر [ واللي تزوجهآ ليه مآعآلجهآ ليه مآجآ عآش مَعآهآ ؟]
    تَحدثت بِدفآع [هُو مآقصر انا صَح مآكنت فيه بَس حنآن حكت لي
    حآول يعآلجهآ ومآقدرو دَكآترة العيون يكشِفون عِلتهآ وآخر دَكتور قآلهم
    انه مَرض نفسي يحتآج لِ رآحه نفسيه تآمه عشآن تقدر تستَعيد نَظرهآ ]



    خَفَق القلب لِ مَرآت عِده هَذآ يعني أنهآ
    كآنت تُصآرِع آلآم الفَقد في حين عَتبه وعَذآبِه
    كَآنت تتشَآطَر مَعه ليآلي الوَجع

    أكملت بشرى وهِيَ تَرى الدموع مُتغرغره في عينين أخيهآ
    [ ويوم مآتت أمه يعني ام زوجهآ اللي
    كآنت متعلقه فيهآ حيل انهآرت بعد أزود وِتعبت أكثر وقآلت مآتبي الآ بيت جدًهآ ]
    .
    استشآر زوجهآ الدٌكتور النفسآني قآل لِه سو لَهآ اللي يريحهآ وبحكم شغله
    مآقدر يعيش
    معآهآ بس يجيهآ كُل خَميس يعطيهآ مَصروفَهآ وجآيب لَهآ خدآمه واصلن هِي عآذًرته
    موصي عليهآ زوج خُلود
    وجآيب لَهآ جوآل في حآلآت الطوآرئ والقريه بِأذن الله أمآن
    وَضعت يديهآ اليَمين على كَتفِه وهَمَسَت [ ربي أعطى ربي أخذ ربي قآدر انه يرجعهآ
    بَس انت أستعيذ مِن الشيطآن وأبدأ حيآتك مِن جديد ]
    رَكز عينيه العسليه بِعينيهآ وهَمَس بِكُل يَأس الحيآة
    [ واي حيآة ابدأ ]
    قَهقه بِ أستِهزآء
    [على اسآس ان شغلي موقف مِن 8 سنين يحتريني اطلع
    والآ ضحكة بنتي قدام عيوني تغنيني بالدنيآ
    ولآ ابوي اللي بيمد لي يده ويسآعدني على مآ ألقى بنتي
    ولآ ]

    قآطعته بأعترآض وزفرت بِتضجر
    [ الحيآه مآ توقف عند شي الحيآة تِستَمر
    أبتَسمت بِحب [ أنآ بَسآعدك نطلع قَرض على رآتبي وتبدأ اي مَشروع وانآ اللي بسويلك دِرآسته بنفسي ]

    فَتَح عينيه بِ أستغرآب
    [ توك امس شفتيني ليه تبين تسآعدين ]
    تَسآقطت دَمعآتَهآ [ انآ كآرهه حيآتي مع خآلي وعيآله هو مو مقصر معآي بس اولآده مو مخليني
    في حآلي ابد مو مصدقه ان صآر لي عزوه ]

    سَأل بأستنكآر [ وامك فينهآ ؟]
    قَطبت حآجبيهآ وهِيَ تَهمِس

    [ أيش تبغى فيهآ خلآص بعدين اقولك بس قول تم
    وانا اقدم نقل لجآمعة ابهآ وأعيش عندك ]


    وكَأنه الفَرج قدِمَ لَهآ على طَبقٍ مِن ذهب
    وكَأنهآ الأمل الوَحيد لَهُ حتى يتمسٌك بالحيآة

    زفَر بِ أعترآض [ انآ لآ يُمكن اسوي اي شي لين القى بنتي ]
    تغرغت عينيهآ بالدموع من جديد

    [ يآرب انك تلقآهآ تريح قلبك وترجع نَظر امهآ ]
    حَمَلت الصينيه بين يديهآ بأمل كبير وبِتفآؤُل أكبر
    بِرَآحه لآمَست حُدود السمآء وأستوطنت فُؤآدَهآ
    [(وَمَنْ يَّتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَّهُ مَخْرَجاً)]


    وللحديث بقيه
    كونوآ بالقرب




    .





    رد مع اقتباس  

  9. #29  
    [32]


    قَد تتأجج نِيرآن الغيره تَثُور وَتَشتَعل في نفسِ أحدِهِم
    فَ تَحرِق رَبيع القَلب وَ تَمحي الكَثير مِن الجَمآل
    تَجعَلُ المَرأ يَتخبط فِي سراديب من دجى ودهاليز من ظلام!!



    .


    صَرَخت سَآره بِحُرقه [ يعني بتكون مَعآي بنفس بيتي
    بشوفه وهُو يِكلمهآ يمه افهميني أنآ قبل مآكنت عآيشه ]

    زَفَرت الأُم بِ أعتِرآض وهِي تتمتم بِ
    [لآحَول ولآقوة الآ بالله ]هَمَت بالوُقوف وأمسآك كَتف سَآره اللتي تصفِق كِلتآ يديهآ بِ توتر وتَندُب حظهآ بِ الم دون وَعي او صبر

    [ حبيبتي قولي لآاله الآ الله مو زين تعصبين عشآن اللي في بطنك ]

    همست سآره بصوت لايخلو من القلق [ مو معصبه يمه ]
    تحدًثت الأُم وهِي تَجتذِب يديهآ وتُجلِسَهآ
    [ صَلي ع النبي يآبنتي
    وهدي نفسك اصبري هاليومين وبعدين انآ بخلي ابوك يكلمه
    يعطيهآ الشقه اللي تحت وانتي الشقه اللي فوق هي بخدآمتهآ وانتي زوجك فيه
    مآبيتغير شي بس لآ تتوترين ]
    تَسآقطت دَمعَآتَهآ وتحرك تأنيب الضمير في جَوفِهآ هَمَست بِحُرقه
    [ يمه افهميني انآ مآ أكرهآ
    ولآ أني انآنيه بس يمه انآ اتجنن يوم أشوف يِكلمهآ ووو ] تأتأت فَ أنخرطت
    في بُكَآءٍ مَرير تُعآيش صِرآع حآد

    رقة القَلب منبع العَطف والأنسآنيه مُقآبل
    زعزعت الحيآه ونيرآن الغيره فَ شَتآت ذآتِهآ بينَهُمآ>>















    ,


    لآ يَزآل السُكوت يَعم على أرجآء السيآره بَعد السٌؤآل عن الحآل والأطمِئنآن
    ولآزآلت هِيَ تُصآرِع الكَم الهآئِل مِن الدموع رَفضاً لأزعآجِه
    لآزآل هُوَ يَتوَغل أعمآق مِن التفكير الآ نهآئي
    في وَضع تِلك اللتي تَقبع بِجآنبه جسد دُون روح دُون اي حيآة


    هَمَس بِ تردد [ حنآن ؟ ]
    أعآد النٍدآء ثآنيه وثآلثه ليجزم ان الروح أبعد مآتَكون عن الجَسد
    في هذه اللحظه
    امتدت يديه اليهآ وحَركَ كَتفيهآ بِرقه
    أرتَجفت بَعدهآ بِفَزع وكَأنهآ تصحو مِن اعمَقِ مَنآم نطقت بِ [بسم الله] سريعه
    ثم همست [ايش فيه وصلنآ؟]
    احكم قبضة يديه على يدها اليمين مُطمئِن لها وهو يهمس [آسف روعتك؟]

    ردت ب هدوء [لا ابدا وصلنا ؟]
    اجآب على عَجَل [ قربنآ مآبقي شي حسبتك نمتي ] ردت بِ
    [لآ صآحيه ]
    أكتَفَت بعدهآ بِالصمت وَهِيَ تُدخل يديهآ بين أحضآنِهآ بِ تَوتر


    .




    .










    تَسَآقطت دُموع خُلود وانتَحبت فَ هَمَست [ مُو مِشتهيه والله ]
    زَفَر عبدالعزيز بِأعتِرآض [ والله ان مآ أكلتي مآ أكل
    أصلن حتى امي تقول اذآ خلود مآتبي بلآش عشى ]

    أمتدت يديهآ [لعلبة ]المَنآديل المَآثِله
    امآمهآ وأخذت المنديل العآشر بَعد العِشرين
    مَسَحت انفَهآ بِحُرقه وهِي تَرتَجف

    هَمَس بِأُخرى مُصآحبه لتنهيده عآليه
    [ قولي وش فيك مِن طلعت حنآن وانتي على ذآ الحآل ]
    أصدرت آه عميقه أجترتهآ مِن جَوف حَنآن ومَزجَتهآ بالحسره في قَلبهآ
    فأمست الآه مُعبٍره حآرِقه
    [ قلبي يتقطع عليهآ يآعبدالعزيز خآطري اسآعدهآ
    مآشآفت يوم زين من وقت مآمآتوآ جدآنهآ
    مآ أستقرت والآ أرتآحت والآ أرتآح بآلهآ ]
    أغمض عينيه بِحُرقه وهُوَ يُتمتم
    [ فَجعتيني يآبنت الحلآل عَ بآلي فيهآ شي كآيد ]
    و[بعدين هِي مآرآحت عند غريب رآحت عند رَجلهآ تِعوًذي مِن
    ابليس وقومي والآ مآتبين وِلدي يطلع متعآفي]
    أبتَسَمت وهِيَ بين كَم هَآئِل مِن الدموع
    هِيَ بين يديه بِمثآبة العجين
    يُشكلهآ كيفَمآ يُريد
    وهُوَ بالنسبه لَهآ المُنقذ مِن النيرآن اللتي تَكآد
    أن تَحرقَهآ
    قَبَل جبينَهآ بَعد ان حرر دَمعه عآلِقه بين رِمشَهآ بِطَرف اصآبِعه
    هَمً بِ الوُقوف وَسآعدهآ
    رُغم جَمآل الحيآة مع مُنجدهآ وحَبيبهآ

    الآ أنً وَجع صديقة الطُفوله
    يُزعزع اطمِئنآنهآ بين الفينةِ والأخرى
    ويجعل قَلبهآ يزيغ مِن مَكآنه خَوفاً على روحَهآ







    ,,,,,,,,,,,,






    ,


    فَتَح البآب بِ أبتِسآمَه عريضه لآتَخلو مِن التًعب [ حيآك الله يآ حنآن تَفضلي ]
    أقتَربت سآره بَعد ان خَرجت مِن المَطبَخ
    هَمَست بِ صوت يَحمل في جُعبتِه الكَثير مِن الغَصًآت
    [ يآ هلآ فيك حنآن نورتي البيت يآقلبي ]
    تَمتَمت حنآن بِ [ النور نورك والله يِسلمك ]
    أدخل فِيصل مآيحمل بين يديه الى المَطبخ
    في حين ادخآل سآره لحنآن المَجلِس أمآم البآب


    تَأمًلتهآ لِ وَهله وَشُكريه تُمسِك بيديهآ وَتقودَهآ
    رُغم أكوآم الحُزن الآ أن جَمآلَهآ لَم ينطفيء بل امسى جَمآل ريفي طَبيعي بِلآ رُتوش او تَكلُفه
    ,
    ترتَدي جَلآبيه مُزجت بألوآن السًمآء في الليل
    حين أختِلآطَهآ بِ الغيوم
    شيء مِن السًوآد مع خُطوط طوليه مُفصله لِ تَقآسيم جَسَدهآ الهزيل تحمل اللون الرمآدي
    شَعرهآ الأسود المُهمل واللذي طآل عن آخر مَره قآبَلتهآ بِكثير
    تَرفعه مَسآكَه سَودآء بِ سَوآد عآلمِهآ

    تَمتمت سَآره بعد دخول فيصل [ احط العشى ذحين ؟]
    القى بِجسده المُهلك مِن مَتآعبه النفسيه والعمليه [ حطيه ذحين فيني من النوم مآ يهد جِبآل ]



    خَرَجت مُسرِعه مُلبيه مُطيعه لأمره الأرهآق المَرسوم على عينيه أفزَعَهآ
    والحزن اللذي يَكسوآ مَلآمِحه أوجعهآ لِذآ

    سَ تُأجل الأكتِرآث لِ غيرَتِهآ حتى لآ تُزعجه أكثر
    وتُضآعِف هُمومه اكثر وأكثر



    ,,,,,,



    أجتذبه المَنظر وأخذ يتَأمل
    ملآمِح جمآل لآ ينتَهي ولآ ينضب او يختَفي
    أمرأه تكتسي السوآد وهي تُشعٌ بيآضاً ورقه في اي قَوآميس الشٍعر قد يجد لَهآ وَصفاً
    وكأنًه القمر في ليآلي الدٌجى حين أكتِمآلِه
    امرَأه تَجرعت مَرآرة الفَقد فضربت أقوى مِثآل للصبر
    رُغم أبتعآدَهآ في حين تودده وأقتِرآبه
    رُغم صدودهآ اللتي بِلآعدد او مَدد
    وَرُغم انًه فَقد الأمل في قُربهآ أو حَتى أحتوآء قَلبهآ
    الآ أن رُؤيتَهآ لآتَزآل تُدخِل الطمأنينه عَليه
    في ذآت الوَقت اللذي تَستَنزِف قَلبه للأحسآس بالذنب تِجآههآ

    هَمَست بِحُرقه [ الله يِرحمك يآعمه ] فَ تَسآقطت مَدآمِعهآ في لَحظة ضُعف
    تَأججت الذكرى في عَقلِ كِليهِمآ هُوَ بالأم الأسطوره والأم الصآبره المُحتسبه
    وَهي بالمَرَأه الوَقوره واللتي أغدقتهآ عطفاً وَ حنآنِهآ


    قَطَعت سَآره صَخَب الصًمت المَجنون بينَهم بِ
    [ الله يِحييك يآحنآن العَشى جآهِز ]
    هَمًت بالوُقوف وَهِيَ تَرسم ابتِسآمه زآئفه ميته
    تَقدم لَهآ عَلى عَجل وأمسَك بِ ذِرآعِهآ وَسط
    أحمِرآر وَجه سآره وتغير مَلآمِحهآ









    ,
    ,,,






    ,
    زَفَر أحمد بِ أعترآض [ مآ ابي يآبشرى قلت لك والله مو مشتِهي ]
    أبتَسَمت وهِيَ تَفتَح جِهآز المَحمول
    [خَلآص أجل قوم أدخل الغرفه
    ريح لك كم سآعه وبعدين اصحيك اكيد بتجوع ]



    لو لآ وُجودهآ لأُشبِع مَوتًآ ولأنتَهآ
    ابتسآمَتَهآ المشٍبعه بالحيآة تُخفف مِن هَول مَصآئِبه اللتي تَشغَل عقل وتستنزِف تفكيره
    فَتُدخِله في دَوآمآت بِلآ نِهآيه هَمً بِ الوقوف وهُوَ يَهمس [ طيب السآعه 10 قوميني اجي هِنآ
    عشآن تنآمين انتي هِنآك انحنت بِ ابتِسآمه وهِي تُشير على عينيهآ [ مِن عيوني ]

    ,,




    ,
    الأمكِنه اللتي كآنت يوم مآ تَشهد لِ سعآدةٍ جَمه وَعشقٍ مُولع
    قد تَدور الحيآة حتى تبيت تَحت مُسمى الأطلآل بآرده ممآكآن
    مُمتلِئه بالذكرى اللتي تنطحن دَآخِلَهآ

    ,
    يَقِف على عَتبةِ الغُرفه رُغم بَسطآتَهآ ورغم صغرَهآ فَ انعدِآم الأثآث بِهآ تَقريباً الأ
    انهآ اجمل مآ رَأت عينيه وأبهى الأمكنه اللتي وَطتهآ قدميه على الأطلآق
    بِهآ عَشِق فَ أستَلذ تِلك الليآلي الحَآلِمَه
    بِهآ ارتَقى عآلياً فَوق هَآم السُحب وبِهآ عآيَش سَكرة الجَمآل فَتَشبًع بِهِ حَد الثَمآلَه
    بِهآ كآن وبِهآ أُسعد وبِهآ اندفنت سَعآدَتَه



    حَرك وجهه في انحآء الغُرفيه بهستيريآ مع مَشآهِد كَثيره لَهآ
    تخيلهآ عند النآفِذه قُرب الخِزآنه يمين البآب وفَوق الفِرَآش
    أمسَك رأسه بين يديه وهُو يصرخ بألم

    [ بس بس اطلعي مِن رآسي ] يُجزم انًهآ لم تَعد لَه
    ولَكِن المَكآن هَيج عَوآطِفه وأشعل ذِكريآتَه فَبآتت ليلته مليئه بالذكريآت والهموم
    آيله للجنون قَريبه مِن النهآيه مُخزيه وحآرِقه




















    ,
    هَمَس فِيصل بَعد أن وَضع فِنجآن الشآي [ انآ بدخل انآم مو شَآيف طَريقي ]
    التَفَت لِ سَآره [ ضبطي لِ حنآن فِرآش لين انزل اجب لَهآ غُرفَة نوم جديده ]

    تَجمًدَت سَآره ولم تنطِق بِحَرف أعتَرضت حنآن بِ تَضجر
    [ لآ يآفيصل مآ ابي غير نومة الأرض تعودت عليهآ ]

    رَكًز نآظريه عَلى سَآره الذٌبول يُحيط بِمَلآمِحَهآ مِن كُل جآنِب وأهتزآر رِجليهآ بأستمرآر دلآله وآضحة المَعآلم على تَوترهآ
    وتشوش تَفكيرهآ

    هَم بِ الوُقوف وَهو يجتر الأحرف
    [ مآ بيصير الآ اللي يريحك يآحنآن خذي رآحتك
    البيت بيتك ]
    أدآر نَظره لِ سآره فَ همَس [ صح يآسآره ]

    عليهِ ان ينتظِر بضع دقآئِق حتى تَستوعب كَلِمآتِه ثُمً تُسآرِع بالرًد الآ أن
    سُرعة بديهتَهآ لَم تُسعِفهآ كَ العآده
    أختنقت الغصه في البَلعوم وامتَلأت العينين السودآويه بالدموع
    تَكره ان تكون في مَكآن غير مَرغوب بِهآ كَ ضيفه
    فمآبآل ان تُكمِل طيلة حيآتهآ في ذآت المَكآن ؟
    أيٌ قلب سَ يَتحمل واي روحٍ سَ تصمد وأيٌ صبرٍ سَ تُنآدي

    هَمت بالوقوف في حآلةٍ مِن ذهول بَعد ان مَسَحت دُموعهآ حَمَدت مَولآهآ انهآ لآ ترى اي نظرآت سَوآء
    شَفَقه او عدم رغبه فِي تَوآجُدَهآ تَلمست الجِدآر وهِيَ تَهمِس [ شُكريه !! ]

    تَقدم لَهآ فيصل بَعد ان تبآدَل نَظرآت العِتآب مَع سَآره رد على هَمسَهآ
    [ شُكريه تزين لك الفرآش هآتي يدك ]

    سَلمت امرهآ لِ بآريهآ وجَعلته يُمسِك يَدهآ حَتى لآ تثير المُشكلآت
    ادخَلَهآ الغُرفه بَعد ان همس
    [ تبين مني شي للغآليه ؟]
    تُريد منه أن يذهب حتى تُكمل حفلَتَهآ الصآخِبه بالدموع هَمست بِ [ روح ارتآح مآ ابي الآ سلآمتك ]
    طَوق كَتفيهآ وقبًل جَبينَهآ في حين وُقوف سآره على عَتبَآت الغُرفه بكَأس مُلئ بالمآء مع أقرآص مِن [البآنآدول] المٌسكن لآلآم الصُدآع
    رأت شُكريه تحمله فَ أخذته مِنهآ للأعتِذآر بِطريقه غير مُبآشره

    ولكن مَآ رَأته جَعل دموعهآ تنسآب بِحُرقه على مَرأى مِن فيصل

    وَضعت المآء فَ الأقرآص قُرب فرآش حنآن وهَمَست بِ صوت مُختنق [ جبت لك بآندول يآ حنآن عليك بالعآفيه يآرب ]
    ابتَسَمَت حنآن [ لأنهآ الأعلم بِ قلب سآره الكبير والأعلم بِ غيرتهآ المَجنونه ]
    [ مآقصرتي حبيبتي ]
    خَرجَت سَآره بروح جَوفآء تَعلم انهُ أبعد مآيكون عن الغَلط وتَعلم انً غَضبهآ ودموعَهآ بِلآ مُبرر وبِلآ وَجه حق
    ولكن ثمة حَطبٌ بالقلب يَشتَعل تَعجز عن تَرميده
    اندسًت وَسَط اللحآف الكبير على طَرف السرير وأغمضت عينيهآ بِحُرقه حتى دآعب النوم جفنيهآ
    فَ أستسلمت لَه دون مُقآومه





    ,,,
    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,




    .

    يَوم آخر جَديد
    لآزآلت بِه الكَلمآت مَعدوده بين فيصل وَ سَآره
    ولآزآل قلب حنآن يَتخذ مِن الأوجآع جُرعآت مُتفرقهآ تَهديهآ سَآره دونمآ وَعي
    وتَبتَلِعَهآ حنآن بِصبرٍ كآد ان ينفَذ الآ انً تَعلٌقهآ
    بِمَولآهآ يمنحَهآ صبرا جديد كُلمآ نَفَذ الأول
    ,,




    .

    تَلألأ الهِلآل في السًمآء فَحل المَسآء
    بقِدوم شَهر الخير والرضوآن
    أهدى القلوب المُرتجفه كُل السكينه ومَنحهأ الكَثير مِن
    الطًمأنينه
    فَ أزدآدة الأجوآء حَلآوه هيَ اجوآء ذآت مِذآق خآص ولذه تختلف عن كُل الأجوَآء
    روحآنيه لآمَحدوده واستَشعآر لِ مَعآني
    الرآحه بِهآ تُفتح ابوآب السمآء وتغلق ابوآب النآر
    بِهآ يُستَجآب الدٌعآء وبِهآ تُزآل الهُموم وتنجَليلي الضيقآت
    بِهآ تُصفد الشيطين ويُنعَم الأنسآن

    ,,

    دَخَل بَعد صلآة التًرآويح للمنزِل الصًغير فَهَمَست بشرى وهي تتقدم اليه وَسَط الحُوش [ لِش تأخرت ؟]
    ابتَسمت بأطمئنآن بَعد ان تدآركت ارتفآع صوتهآ
    ثُمً هَمَست [ معليش آسفه تقبل الله اولاً ]
    رد لهآ الأبتِسآمَه بِ أجمل وهُو يخطو خَطوآتُه الوآسعه [ منآ ومنك يآرب
    ادخلي عن البرد ]
    تَبِعته وَهي تُقهقه [ مآبفكك من السُؤآل فين رُحت ]
    تَحدث لَهآ بِهدوء لأول مَره ترى الهُدوء على مُحيآه
    [ كنت اسولف مع عبد العزيزوانشده عن الدنيآ
    ووش تغير فيهآ ]
    [ وانتي وش سويتي ]
    أبتسمت بِملل وهي تضع الشآي [ ابد سلآمتك جلست ع المحمول شوي ثم قمت صليت وكلمت حنآن ]
    خفق القلب لِ مَرآتٍ عده على تَوآلي وشعر بِأن الدم يتدفق دفعه وآحده في جَسَدِه
    حآولَ ان يخفي التوتر وهُوَ يفتح الجريده المآثِلَه امآمه
    [ وكيفهآ عسآهآ مِرتآحه ]
    [ الحمد لله طيبه بآركت لَهآ بالشهر وسولنآ شوي
    وكمآن سَألت عن حآلك وقلت انك بِخير ]

    ابتسم مُحآوِلاً تَجآهُل جُملتَهآ الأخيره [ بكره بأذن الله بروح لزوجَهآ ]
    هَمَست بشرى بِحذر وهي تضع فنجآن الشآي بالقرب مِنه [ طيب عندي أقترآح ممكن تِسمعني ]
    ابتسم لأرتجآف همسِهآ فَ تحدث [ قولي اسمعك ]
    اجترت الحُروف [ اجل زيآرتك الحين وخلينآ بكره نروح انا وانت نآخذ عمره
    نصلي في الحرم ونجلس يومين وبعدين نجي وروح لَهم ]
    الحَرم الكَعبه مِن سنين لم يحضى بِشرف دُخولَهآ او حتى اشتِمآم رآئِحَتَهآ
    لكن السًفَر مِن ابهآ لمكَه كثير المَشآق ذو تَكلفه لآيُستَهآن بِهآ أبتسَم لوهله ثُم عَبس فَزفر
    [ لآ مو وَقته اخلص شغلي أول ]
    وَضعت يديهآ على كِتف أخيهآ بِحنآن وهي تَهمس [ أحمد رآتبي رآتبك واذآ ع الفلوس لآتشيل
    هم في البنك كثير ]
    حدق في عينيهآ بِ ألم وأشآح بِوجهه عنهآ فَهَمست [ انت توك خآرج من السٍجن اول مآتشتِغل وتضبط وضعك مآرآح تقصر عليآ
    اصلن يكفيني وجودك جمبي وسند لي ] أومأت لَه بِرأسِهآ وهِي تهمس مع تجمع الدموع [ أنآ عآزمتك قول تم الله يخليك ]
    ابتسم بِ مَرآر للهفَتِهآ ونَطَق بِهآ [ تم يآستي ]
    اعتلت الفَرحه مُحيآهآ وهمت بالوُقوف مِن مَكآنَهآ وهي تتحدث بِفرح [ بدور حجز بكره او بعده يآمن ابهآ للطآئف او من ابهآ
    لجده ]

    ذهبت تبحث عن هآتِفهآ والأمل يشُع نوراً مِنهآ






    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,














    ,,,,,,,,,,,,,,,

    جَعلتهم يلتفون حَولَهآ كَمآ الحَلقه وهَمَست بصوتٍ لآ يَخلو مِن نَبرآتِ الشًر
    [يآسر بيوزعكُم كُل ثلآثه في مَكآن اكيد كُل وحده تِعرف وش شَغلتَهآ ]
    اومأت بِ رأسِهآ لِ خَوله الطلفه اللتي لم تتجآول الحآديَ عشر فقَدِمَت اليهآ
    تَحدثت تِلك الكَريهه وهي تَجلس على ذآك الكُرسي المُهتري في وَكرٍ لآ تَسكنه الفِئرآن حَتى
    [ شوفي يآخوله ذي بنت جديده عَلميهآ اصول الشغل زين
    وش تقول ؟ وأي احد يسألهآ انتي مين وبنت مين؟ مآترد
    عليه خليهآ معآك دآيم لين مآ تتعلم زيكُم ]أقتَربت خَوله مِن الطٍفله الخآئِفه وأجتَذبتهآ مِن يديهآ [ يالله تَعآلي ]
    تبدو شآذه بًعض الشيء بين الأطفآل هِيَ الوَحيدَه اللتي أكتست بيآض الثلج وسَط
    سمآرهُم الحآلِك فَ هَمست تِلك العَجوز ثآنيه [ روحي يآخوله جيبي لبس سُميه القديم عَشآن تِلبَسه ]

    تحدثت الطٍفله ببرآئه بس دوبني لبست ذآ اللبس
    قهقه يآسِر بِحَمآقه [ بس يبيلك لبس معفن يآحلوه ]
    تعآلت القَهقهآت مِن حَولِهآ فأبتسمت بِسذآجه وأمأت بِرَأسِهآ علآمة المُوآفقه

    هَمَست لَهآ خُوله [ وش اسمك انتي ؟]
    رَدت لَهآ الهَمس [ أنآ فَجر ]
    أرتَفَعت حآجبي خَوله بأعجآب [ اسمك حلو مِن سَمآك ]
    أبتسمت فَجر وهِي ترفع كَتفيهآ ببرآئه [ مآأدري !!]
    ,,,

    وللحديث بقيه
    ارشفوني عبق كَلِمآتكم





    رد مع اقتباس  

  10. #30  
    .
    هِي ليِست مَسآرآت نَختآر مِنهآالأفضل
    و ليسَت ضَرَبَآت مِن الحَظ قد تُأجِج السًعآده في قلب احدهم
    أو قَد تُشعل التًعآسَه في قلبِ الآخر
    مآ هِيَ والله الآ أقدآر مُقدره مِن كَبيرٍ مُتَعآل يِهِبَهآ البَشَر
    ولآ يَحق لِ كآئنٍ مَن كآن ان يعترض او يَجزع بَل يجب
    أن يَصبر ويحتسب حتًى تنقشِع عنه الغُمه
    ,,

    [33]

    أكثَر مَآقَد يَجعل المرأ يختنِق بالغصه هوالشُعور بالغربه
    الشعور بالوحده وَسَط جمآعآت مِن البَشر
    لآزآلت اصوآتهم في تعآلي وضحَكَآتِهم في أزدِيآد
    ولآ زآلت رُوحَهآ فَآرِغه جَوفآء مِن الدًآخل لآ تَحمل اي مَعنى للحيآة
    دون الفَجر وضيآء الفَجر ونَسيم الفَجر فَ نَقآء الفَجر
    أبتَسَمت أم سَآره وَهَمَسَت [ حنآن وش فيك سآكته ؟]
    ردت بِهدوء [ أبد يآخآله سَلآمتك ]
    هَمَسَت سُعآد وهِي تَحتضن يَزن [ تغيرتي كثير يآحنآن من آخر مره شفتك
    احلويتي كثير ]
    أبتَسمت حنآن بِ أمتِنآن لروح سُعآد الشفآفه [ الحَلآ بعيونك يآ قلبي ]
    ردت سَآره [ بالعَكس مره نحفت ووو ] حَضيت بِ ضَربه خفيفه
    على الكَتف مِن قِبل وآلِدَتهآ
    حتى تُنببهآ تحدثت حَنآن بأبتِسآمه وآسعه [ ايه والله نحفت
    على قولة خُلود سرت كني هَيكل عضمي ]
    حآوَلت ان تُضيف شيئً مِن الدٌعآبه
    او مُحآوله مِنهآ ان تَكسب ود سَآره اللتي بآتت مُختَلِفه للغآيه
    ,
    تآهَت أكثر في خِضم التفآكير حتى انتَشلتهآ سُعآد مَره أُخرى
    [ حنآن وش رآيك تروحين مَعآنآ ؟]
    ردت بِذآت الهدوء اللذي تُخبئ خَلفه نيرآن وَجَعٍ تتئآكَل [ اروح مَعآكُم فين ؟]
    همًت سُعآد بالوُقوف والجلوس بِ القرب حنآن وهي تُلآقي نَظَرآت تهديد ووعيد مِن سَآره
    هَمَست [ بنروح انا وسآره للصآلون انآ بصبغ شَعري وسَآره بتقص شَعرهآ
    وش رآيك تروحين ]
    امتدت يديهآ الى شَعر حَنآن الأسود المُنسَدِل بَعد ان كآن مُلتَم
    بِ مَسًآكه في الأعلى
    [ قصي اطرآفه او درجيه غيري جَو وانبَسطي ]
    ابتَسَمَت حنآن بِ فآئِق الأمتنآن لِ سُعآد
    وهِي تُوجه الحَديث لِ سآره [ وانتي يآسآره مآبِ تصبغين ؟]
    تَأتأت سآره فَردت الأم بِحُسن نيه [ لآ مآيصير خَطر عليهآ ]
    امتلأت عيني سَآره بالدموع وهِيَ تَهمس بِغضب [ يممممممممممه ]
    سَألت حنآن بِ أستفسآر [ ليش خَطر عليهآ ؟]
    اشآرت سآره بيدهآ في الهَوآء ان لآء لآ يخبروهآ الآ انً الأُم الرحيمه
    اجآبت بِكُل هدوء وسَط اعتِرآضآت سَآره الكثيره [ عشآن اللي في بطنهآ ]
    بَهُتَ اللوون وذَبُلت الأبتِسآمه على اطرآفِ شفَتآي التوت جُرحَت فِي الصميم

    الهذآ الحد بآتت ممقوته
    رَدًت تريد ان تتدآرك للمَوقِف ولأنهآ لآ تُريد ان تَغوص في خِضم [الحزآزِيآت ]
    [ مبروك يآسَآره فِرحت لك مِن قلبي والله ]
    حآوَلت ان تَكون طبيعه قَدر المُستَطآع [ ورآي اسألك اليوم فيه شي بالطريق ؟
    تقولين الله كريم ؟ ]
    اكملت والغصه تختنِق في صوتِهآ [بس تَمآم عليك لآزم مآتقولين
    لأحد قبل فَتره جده الله يرحمهآ كآنت تقول لي مو زين كُل الدنيآ تدري
    وانتي مآقَطعتي وقت في الحَمآل ]
    ابتسَمَت سآره ودمعآتَهآ تتسآقط [ الله يبآرك فيك يآحنآن ]
    هَمًت بِ الوقوف وهِيَ تَشعُر ان كلمآت الآمُبآلآه اللتي اطلقَتهآ قد استنزفت جُهودَهآ
    نَآدت شُكريه وَسَط اعتِرآضآت ام سُعآد
    [ والله مآ تروحين خليك شوي لين بَعد صَلآة التَرآويح]
    قَبلت الأم في رَأسَهآ وهِيَ تَهمِس [ والله تَعبآنه يآخآله يعطيكم الف عآفيه ع الفُطور ]
    رَدت سُعَآد بِ ابتسَآمَه[ تصدقون هآالفطور حق اول يوم اللي ذبح عنآد
    يقول ليش من يوم تزوجتك كل اول يوم رمضآن لآزم تروحين عند اهلك يبي يعرف السر ]
    قهقهت الأم بِحب وهِي تُمسِك يدين حنآن
    [ وش اسويلك اقولك لآتجين مدري
    والآ وانتي دآخله ]هَمَسَت سَآره اخيراً [ حنآن لآ تطلعين ذحين
    خلي شوي نطلع سَوى ]
    ابتَسَمت حنآن بِ أمتنآن لمُحآولت سَآره في الأعتذآر
    [ معليه حبيبتي خذي رآحتك انتي
    وانا بطلع ]
    سَآعدَتهآ شُكريه في لبس العبآئَه
    وأمسكت بيديهآ حتى تستَدِل بِهآ في وَقع اقدآمِهآ على الدًرج



    ,,,,,,,,,,,,,




    أحكَمَت بُشرى لفة [ الطًرحه ] وارتَدت عبآئتَهآ الفَضفآضه
    القَت نَظره على أحمد وهوَ يقرأ قُرءآن ثمً همست [ يالله جِهزت ]
    ابتسَم وهو يُغلق القرئآن بِجشوع [ زين يالله ]
    فَتَح البآب الحديدي فَ الخَشبي وهي تتبعه تستند على خُطآه وتَبتَسم مِن تَحت الغَطآة
    رأف بِ كِليهِمآ المَولآ وارآد بِهِمآ الخير
    هُوَ يحتآج للمُسآعده وهِي تحتآج للأمآن والرآحه تحتآج
    ان لآتخآف اصوآت الكِلآب
    ولآ تأبه لِ نَظرآت المآرين
    ولآ تَهآب أقآويل البَشر
    لآح بِهآ طيف اخيهآ اللذي انغمس في المَلذآت
    ولآحت في مُخيلتِهآ عَشرآت الذٍكريآت
    وَفآة ابنته اثر العمليه الفآشِله
    والانقلآب الجذري اللذي حّدث لَه
    ابنآء مآيكِل وتحرشهُم بِهآ مِن ثَم ابتِزآزهآ بِ أخيهآ
    وتبليغ السُلُطآت عن جُرعآت المُخدر
    اللتي يتنآولَهآ ويخُبأهآ في سَيآرته
    هُروبَهآ مِن ذآك القَصر الكريه دون وَدآع وآلدتهآ او ابيهآ
    عَودتهآ لأرض الوَطن وابنآء الخآل اللذين لآ يَرحمون
    كُل تِلك المعآنآت انجلت والخوف تَبدد بِ وجود احمد
    دَخَلت المَسجد الصغير المُمتليء بالنسوه تَجهلُهم جَميعَاً حتى تَرآئآ
    لَهآ وجه خُلود فَذهبت اليهآ مُسرعه تبآدل معهآ السلآم بَعد السُؤآل عن الحآل
    والمُبآرَكآت بالشهر
    هَمست خُلود [ كيف حنآن مآ تدرين عنهآ؟ ]
    ابتسمت بُشرى لذكرى حنآن [ بخير الحمد لله امس كلمتهآ]
    هَمَست ام عبدالعزيز [ قرة عينك بِشوفة اخوك يآبُشرى ]
    ابتَسمت بُشرى وقبلتهآ في رَأسَهآ فَ ردت [ الله يسلمك يآخآله ]
    اقآم أمآم المَسجد للصلآةوانتَضمَت الصفوف
    فَ هدأت القلوب واستَكآنت النفوس انجلى الخَوف
    وعَم ارجآء المَسجد جَو لآ يُضآهيه اي جو في هذهِ الحيآة







    دَخل المَنزِل بَعد أن أوصَل سَآره الى الصآلون القريب
    رَمى الشٍمآغ على طَرف الكَنب ثُمً أقتَرب مِن غُرفَتِهآ
    فَتح البآب فأجتآحته هآله ايمانيه تَعُم ارجآء الغُرفه
    رَكًز النَظر عليهآ
    رَفعت وسَجدت فرفعت أخرى أدآرت رأسهآ لليمين ثُمً لليَسآر
    وأخيراً اعتلت بِ يديهآ للأعلى وهمَست بأختِنآقآت
    لآ يسمع مِنهآ الآ تأتئآت ولآ يشعُر الآ بلهيب انفآسِهآ
    ظَهرت الشًهَقآت وهي لآتَزآل مُستمِره في الدُعآء حتى اعتلى تَأوهآتهاالأنين
    فَصخَب الحَنين
    ارتَفَع النحيب فَ أجهشت في البُكآء وهو لآيَزآل على عَتبة البآب
    انقضت الخمس الدقآئِق ف ربع السآعه اكملت عشر دقآئِق بَعد ربع أخرى
    تجآوَزت الثلث وخَتمتهآ بالعشر حتى بَلغت الستين فَ
    اكملت السآعه وهِي تَجلس على رُكبتيهآ فوق السٍجآده
    ولآ يسمع الآ تَمتمآت الدُعآء اللتي يَجهل حَقيقة أحرفُهآ
    أقتَربَ مِنهآ واثنى ركبتيه فقبل جبينها بحب وهمس [ تقبل الله ]
    ردت بوهن [ منا ومنك ] زفر باعتراض ويديه تمتد لدمعتها المتعلقه على الرموش
    وتمسحها [ قوليلي بس هالدموع متى تخلص ]
    تنهدت بعمق وهي تمسح كافة وجهها كما الاطفال [ مافيني شي لا تخاف ]
    امتدت يديه لشرشف صلاتها ف احله على مراى منها ادخل يديه
    بين خصلاتها وهو يهمس [ متى
    بتعيشين معاي زي العالم ]
    تَسآقَطت دَمَعآتِهآ أكثر وهِيَ تَهمِس
    [ مبروك حَمل سَآره جَعلهآ تجيب الولد اللي حلمت فيه يآرب ]
    نَظرة الحُزن في عينيهآ المُشتته اطلقَ رُمحاً ليَسآر صَدره
    ونبرة الوَجع بين طَيآت أحرفَهآ أغدقته الماً
    [ الله يبآرك فيك بس بسألك انتي مو مرتآحه هِنآ ؟]
    سَكت لثوآنٍ ثُمً أكمل [ أعطيك بيت بالحآلك وأكتب لك عمآره وارض بأسمك بس
    لآ أشوف هالحزن فيك واللي يرحم أهلك ]
    أبتسمت بِ حُرقه مَع أهتزآز الفَك
    [ لآ العمآره بترد لي بنتي ولآ الأرض بترد لي النور
    انآ عفت الحيآة كُلهآ يآفيصل ومآ أبي شي ]
    أختنق لِ هآلة اليَأس اللتي تُحيط بِهآ فَ تَحدث
    [ يالله قومي هآتي عبآتك انآ عآزمك
    بروح اعشيك بَرآ ]
    زَفرت بأعترآض [ لآ يآفيصل الله يخليك اعفيني مآ أبي اثير سآره اكثر من كيذآ
    واصلن وضعي مآ يأهل اني اروح اي مَكآن ]
    أجتذب يديهآ بين يديه وهُوَ يُردد [ ان على سَآره مآلك ومآلهآ
    لك حقٍ علي مثلهآ وازود
    وان على انك مآتشوفين يدي مآبتفآرق يدك ]
    ارتفَع صوته عآليه بالندَآء على شُكريه ثوآنٍ قليله حتى مثلت تِلك الخآدمه
    بين يديه [ جيبي عبآية حنآن ] أومَأت شُكريه بِرأسِهآ علآمة المُوآفَقه
    ومآهي الآ دقآئِق حتى تَمثلت حنآن في المَقعد الأمآمي من السًيآره

    .




    وضَعت مآتَبَقى مِن طَعآم الأفطآر بَعد ان سَخنته في صِنيه مِن [التِيفآل ]
    وضَعت الشآي في صينيه أصغر حَملتهآ بين يديهآ ودخلت عليه فِي المَجلس
    ارتَخت الى الأرض بِمآ حملت [ يالله احمد عشى ]
    ابتسم وهو يَهمس [ تعبتي نفسك يا شيخه والله مآ أشتهي ]
    صفصفت مآ أحضرت على السُفره الدآئريه وهِي تَعتدل في جلسَتهآ يالله قوم ]

    تجآذبَ مَعهآ اطرآف الحديث حكت لهُ مَوآقف حدثت لهآ منذو القدم
    تَحآشت ذكر الأم والأب بتآتاً البته وتجنبت سيرة الأخ قدر مآ تَستطيع
    اضحكته بِ مآ حَكت حد الثٍمآله لآ يذكر انه ضحك هذآ الضحك الآ قبل 8 سنين
    اتحفته بمآ سَردَت وتفننت بِ الوصف
    لَهآ روح تَجعل من يَتسآمرهآ مَعهآ يُقهقه بِلآ حدود
    هَمَست اخيره بعد ان قضت سآعتين او اكثر بِرفقته
    [ يالله بروح انآم تبي شي ؟]
    رد ُبأبتِسآمة حب صآدقِه ابتسآمة امتنآن عظيمه
    [ ابد سلآمتك تغطي زين ترى الليله بَرد ]
    اجترت خَطوتهآ وهِي تَشعر بتعب عآدت ادرآجِهآ
    مَره اخرى عندمآ ضربت على مُقدمة رأسَهآ بخفه
    وهي تَهمِس [يوووه نسيت اقولك لقيت حجز بكره السآعه خمسه
    العصر نوصل جده على أذآن المغرب بأذن الله نفطر عند خآلي
    ونستأجر سيآره نروح بَهآ الحرم وش رآيك ؟]
    زَفَر بِ أعترآض [ لآ مآبروح عند خآلك ]
    ابتسمت وهِي تُشير بيديهآ [ طيب خلآص هدي نفطر في اي مَكآن ونروح الحرم كيذآ تمآم ]
    رد لهآ الأبتسآمه بِ أجمل [ ايه تَمآم ]
    تحدث بأستفسآر [ اذا بتصحين في السًحر صحيني اصلي ]
    ابتسمت
    وهي تومِئ براسها [ ولآ يهمك ابشر ] ومِن ثَمً خَرجت



    .

    من افخم المَطآعِم وارقاها
    تشبعت الوآنه بدرجات البني وتبعاته
    حتى زينت الجلسات بمفارِش مشبعه بالذهبي البارد
    وحوطت بِستآئر من ذات اللون الا انهآ اغمق بقليل
    مع تجميل [الطآوله] بالشموع البنيه ذات رونق خاص مُليء بالموده والالفه
    ادخلها بيده حتى اجلسها احكم اغلاق الستائر وجلس في الكرسي المُجاور لها
    امتدت يديه لَهآ
    فتح النقاب عنها ف زفرت [ فيصل كيف تشيل غطاتي يمكن احد يشوفني ]
    ابتسم بامتنان لصبر يسكن بين اضلعها وانبِهآر لجمآلٍ شُبِعَ بالحزن
    يسكن عينيهآ
    رَفَع كَفهَآ اليمين وطبع بِهِ قُبله عميقه دآمت لِ دقآئِق او يزيد
    هَمَسَ بَعدهآ وهِي تَشعر ان نَظرآته تَسلطة وتمركزت عليهآ
    [ انا مع ملآك مو انسآنه ]

    اشتعلت كتلة الأحمرآر
    وارتَجفَت اوصآلهآ لم يفقد الأمل مِنهآ مِن انتِظآر عودتَهآ
    تَعي علم اليقين انه يحتآج الأفضل وسآره الآن بجآنبه
    هِيَ تُلآئمه اكثر مِنهآ قُطبت حَآجبيهآ تَسآقطت دَمعآتَهآثُمً هَست
    [ مآعآد الزمك يآفيصل مآلك فيني رجى ]
    صمتت لوهله ثُم اكملت [ لآ تزعل من كلآمي واللي يسلمك
    أنآ مآ ابي الآ مَصلحتك
    انت انسآن عطيتني كثير ووقفت معآي كثير بس والله والله
    اني ادعيلك من كُل قلبي بالسعآده
    انآ مآعآد اقدر اعطي احد شي حتى السعآده مآ أقدر اقدمهآ لك
    سَآره تحبك وتموت غيره عليك حآفض عليهآ ودآريهآ برموش عيونك ]
    كَلمآتهآ تَوغلت اعمآقه واصآبته في الصميم
    يعني صدود كَ تلك الصدود اللتي كآنت
    يعني تجمد يأبى ان يذوب
    وروح ميته تَأبى ان تَشتم الحيآه

    يعني انه انتظر السراب
    تحدث بعد صمت دام داقئق [ انا حالف اني ما اجبرك على شي خلك على رآحتك
    ومتى ما حسيتي انك تقدرين تعيشين طبيعي انا جمبك ]
    ولو ع سالفة النظر انتي ادرى اني رآضي فيك وابيك ايش مآكنتي ]
    تَسآرعت انفآسَهآ دَلآله على اضطرآبِهآ ففضل تَغيير المَوضوع
    وهُوَ يهمِس بَعد ان اعتدل على الكُرسي المُجآور لهآ
    [ ايش تبين تآكلين ] واخذ يَقرأ لهآ الأطبآق الموجوده في القآئمه حتى انتهى فَ
    تحدث [ وش تبين؟ ] ردت بِهدوء تمنى لو يَعلم مِن اين تستمده
    [ اللي تطلبه لنفسك اطلبه لي ]
    ابتسم نصف ابتسآمه وهو يهمس [ على امرك ]
    هَمَسَت بَعدهآ بِحرج [ فيصل ]
    لآ زآل يتأمل تَقآسيمَهآ وانفعآلآتَهآ حتى انه لآ يكآد ان يرمِش
    فَ امتِزآج الجمآل بالحُزن
    قَد يُشكِل في بَعض الأحيآن فتنه سآحره
    رد همسهآ بهمس افضل [ لبيه ]
    ارتجفت يديهآ ثُم أعتلت لِ شَعرهآ تعبث بِهآ
    علً التوتر يخف [ لآ بس اممم سآمعه صوت مويه
    وعصآفير اوصف لي المَكآن ]
    أعتلت القشعريره سَآئِر جَسَده ثُم هَمَس بِغصه بَعد ان أحتضن يديهآ بِقوه
    [ زيني غطآتك وبوديك عند المويه واخليك تَسمعين العصفور مِن قِريب ]
    ظَهرت لَهُ اسنآن اللؤلؤ من ابتسآمه مُشعه كآمِله
    تَحمل شيئاً مِن الفرح اللذي
    لم يَعهده منذو زمن على مُحيآهآ




    .

    ابتَسمت خولَه بِمرح وهِي تًخرج ِمن دآخِل [ بلوزَتهآ] قِطعة خُبز
    [ يالله خُذي سَرقته لك ]
    مَسَحت فَجر عينيهآ المُحمَره بضعف
    واخذت قِطعت الخُبز بأمتنآن وهِيَ تهمِس [ شُكراً ]
    ردت خوله على عجل وهي تُرآقِب البآب [ يالله بسرعه خلصي لآ تشوفك والآ ذبحتني ]
    انتهت فَجر مِن الطًعآم في وقت قيآسي جداً ثم تحدثت خوله بحب
    [ اي مَبلغ تآخذينه يآ
    فجر مو تروحين تلعبين فيه يعني بالله عشره ريآل مآجآبت لك الآ حلآوه
    اصلن ضحك الرجآل عليك
    هيه تجب لك اكثر و اي شي تآخذينه لآزم تعطينه يآسر ويآسر يعطيه لهآ والآ
    بتحرمك مِن العشى
    اومأت فَجر بِرأسِهآ واندست في الفُرآش المُهتري بَعد ان سَمِعت صوت تلكَ الكريهه
    تنتظر فَجرَ يومٍ جديد وغدٍ بَعيد !!

    ,,,,,,,,,,,,,,,


    امسَك بيديهآ جعَلهآ تتلَمس الصقر وهو يهمس [ شوفي ذآ صَقر ]
    ابتَسمت مِن تَحت النٍقآب وهي تَشعر بشيء مِن السًعآده لأول مره من سنين
    انتَشل يديهآ وهو يغرقهآ بالمآء [ وذآ الشلآل اللي تسمعين صوته ]
    اغرورقت عينيهآ بالدموع وهِيَ تهمس [ شُكراً ]
    رد لَهآ بِذآت الهَس [ مآفي شُكر بينآ لو تبين لبن العصفور جبته لك ]
    ,,
    كآنت ليله استثنآئيه مِن تآريخَهآ بقدر مآ أهدته مِن خيبآت ومآ منحته مِن صدود
    الآ انه واخيرا استطآع بفضلٍ مِن كبير مُتَعآل ان يُنسيهآ كَومَة احزآنِهآ ولو لِ دقآئِق

    مع اتصآل سَآره انتَهى مِن ليلته اللتي حآوَل جآهداً ان تكون مميزيه وبالفعلِ نَجَح
    عآوَدَ الأتصآل بِهآ وهو يهمس [ يالله سآره انآ عند البآب اطلعي ]
    ,,
    عندمآ يتجدد شَكل المَر قد تتحسن النفسيه وتتجدد احيآناً
    خَرجت مُسرعه تُريد ان تُفآجِأ فيصل بِمآ فَعلت
    فَتَحت بآب المِقعد الأمآمي على عجل فأصطدم النظر بِحنآن المآثله بِ مَكآنَهآ المَعهود

    كم يجب عليهآ ان تَقِف في ذآت المَكآن حتى تَستوعب مآ ترى
    صدمــه اجتآحتهآ واعتلت سَآئِر الجَسد بِرجفه هَمَس فيصل [ اركبي ورى يالله بسرعه ]
    اختنقت وهي تُغلق البآب وتفتح البآب الخلفي
    ابتَلعت الغصه وبالكآد همست بـ [ السلآمُ عليكم ]
    رد هُوَ ببرود مِن مَوقف البآرحه وردت حنآن بِ حمآس [ هآه بشري كيف طلعت القصه ]
    ارتجفَ الفَك وهِيَ تهمس وسط التفآت فيصل لَهآ نظراً لطول صمتِهآ
    [ الحد لله زينه ]
    صعدت الدًرجآت بِسرعه كبيره دون ان تكتثر لطفلٍ بين احشآئِهآ لآزآل في بدآية
    المشوآر
    دخلت [الحَمآم ]وأقفلت البآب لأكثر مِن مَره
    تنفست ببطئ فَ اجهشت في بُكآءٍ مَرير




    فـي مَطآر ابهآ تمآم السآعه الرآبعه عصرا
    يَقف بِهيئته الهزيله وهو يرتَدي ردآء الأحرآم الأبيض
    تجلس هِي بِجآنبه حتى أُعلن عن مَوعد اقلآع الطآئِره
    فَ ادخلت يديهآ في يديه بِطريقه تلقآئيه
    ومَشآعِر أخويه لآ تزآل تصعد دَرجآت السلم في ازدِيآد!!

    وللحديث بقيه
    كونوآ بالقرب





    رد مع اقتباس  

صفحة 3 من 4 الأولىالأولى 1234 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. توبيكات أحضان للماسنجر تهوس 2013
    بواسطة !همس الحب! في المنتدى توبيكات - توبيكات جديدة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-Nov-2012, 02:51 AM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 27-Aug-2012, 02:14 PM
  3. تحميل رواية نصف عذراء في أحضان المجهول كاملة
    بواسطة Bshaer‘am في المنتدى روايات - قصص - حكايات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-Aug-2012, 08:55 AM
  4. مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 26-Mar-2007, 07:53 PM
المفضلات
المفضلات
ضوابط المشاركة
  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •